السبت، 13 سبتمبر 2014

خواطر من الكون المجاور (الخاطرة 1 : اﻷكوان المتوازية)


( جميع اﻷحداث المذكورة في هذه الخاطرة والخواطر القادمة سواء كانت أحداث عادية أو ميتافيزيقية - خارجة عن قوانين الطبيعة - هي أحداث حقيقية.
كتب لي أحد أصدقائي يشكو سوء حالته وحالة سكان أهالي حلب وما يعانونه من ظروف جسدية ونفسية قاسية بسبب إنقطاع أبسط الحقوق الإنسانية عنهم كالماء والكهرباء والغاز والمواد الغذائية وغيرها الكثير بالإضافة إلى ضجيج أصوات الصواريخ واﻹنفجارات وسماع الأخبار اليومية عن الوفيات وأشياء عديدة أخرى.وفي اﻷخير كتب لي صديقي هذا " تصور أني وصلت إلى حالة أجد فيها نفسي أثناء الصلاة فجأة أتوقف عن قراءة اﻵيات القرآنية وأبدأ بالشتم والكفر للحظات ثم أرى نفسي فجأة أجهش بالبكاء " وتابع كلامه "

يقول الحديث الشريف إرحموا من في اﻷرض يرحمكم من في السماء ولكن بالنسبة لنا لا أهل اﻷرض يرحموننا ولا من في السماء!.. للأسف الظروف وصلت إلى حالة قاسية ،قاسية جدا لا يستطيع أن يتحملها أحد سوى اﻷنبياء ونحن للأسف لسنا أنبياء!".. قبل فترة سمعت أن صديقي هذا توقف عن الصلاة واﻵن بدلا منها راح يشرب الخمر. 
قد يتساءل بعضكم ما علاقة قصة صديقي بموضوع اﻷكوان المتوازية؟ جوابي هو أنه هناك علاقة قوية ستفهمونها بعد قليل. 
قبل أن أنشر مقالتي السابقة المعنونة ب "اﻷطفال والشجرة ذات اﻷوراق القرمزية" كنت أفكر وأجهز في الواقع لنشر موضوع اليوم "اﻷكوان المتوازية" ولكن كنت كلما حاولت كتابة هذا الموضوع أرى سلسلة أفكاري تتشتت وتتبعثر وكأن شيئا ما يمنعني ويدفع بصري دوما إلى صورة الشجرة ذات اﻷوراق القرمزية لذلك قررت كتابة المقالة السابقة حيث ذكرت فيها سلسلة أفلام "هاري بوتر" كمثال على تشويه الفن. بعد نشر المقالة بيومين فتى اسمه (فيورينزو توسينو) من أولئك الفتيان الذين نمو وترعرعوا على خرافات هذه اﻷفلام كان قد كتب في صفحته على الفيس بوك "وجدت سر المكنسة السحرية" وثم أخذ مكنسة حقيقية وصعد بها إلى السطح ووضعها بين ساقيه مقلدا هاري بوتر عندما يريد الطيران ولكن مكنسة الفتى لم تستطع أن تحلق به في السماء وسقط بسرعة هائلة على اﻷرض وتهشم جسده وتوفي على الفور!!


والسؤال هنا هل روح الفتى والتي كانت تعلم ما كان يخططه له عقله هي التي كانت تشتت أفكاري أثناء محاولتي كتابة موضوع اﻷكوان المتوازية لأكتب مسبقا بدلا منه موضوعا عن التأثير السلبي لأفلام هاري بوتر على النمو الروحي ﻷطفال؟ أم أنها روح الشجرة ذات اﻷوراق القرمزية (في اليونان) هي التي حركت شيئا ما في داخلي لحظة رؤيتي لها وأرغمتني على إلتقاط صورة لها ﻷنها علمت بطريقة ما بأن هناك فتى (في ألمانيا) يخطط لتنفيذ فكرة ستؤدي إلى قتل نفسه!.. ومن خلال هذه الصورة الموجودة في بيتي كانت روح هذه الشجرة هي التي تشتت أفكاري ﻷكتب عنها وعن التأثير السلبي لهذه اﻷفلام ؟ أم يا ترى هل كانت روح هذا الفتى قد علمت بطريقة ما عما كتبته في مقالتي السابقة وأحست بأنها لم تعد قابلة للتطور كما أراد لها الله لأن عقله كان قد إمتلأ بكثير من الشوائب نتيجة تعلقه الشديد بأفلام هاري بوتر لذلك هي نفسها التي حرضته على اﻹنتحار بهذه الطريقة لتؤكد على صحة مقالتي وفي الوقت نفسه لتصبح تلك المكنسة التي كانت سبب وفاة الفتى هي فعلا المكنسة السحرية التي ستكشف ذلك الستار لتظهر على السطح قذارة أفكار سلسلة أفلام وكتب هاري بوتر ليراها جميع الناس! ...
أهل الفتى (فيورينزو توسينو) يطالبون اﻵن في المحاكم بمعاقبة منتجي أفلام وكتب هاري بوتر ﻷنهم في رأيهم هم المسؤولون عن مقتل ابنهم...وهنا قد يتساءل بعض القراء ثانية ما علاقة الفقرة الثانية أيضا بالموضوع الرئيسي " اﻷكوان المتوازية"

لشرح موضوع "اﻷكوان المتوازية" أو كما يسمى أيضا "تعدد اﻷكوان" لابد أولا من شرح معلومات فيزيائية هامة.(لذلك القراء الذين قرأوا شيئا عن نظرية اﻷكوان المتوازية يعلمون أنها نظرية فيزيائية وليس لها أي علاقة مع الحادثتين المذكورتين أعلاه ) .معظم المجلات العلمية و غير العلمية في السنوات اﻷخيرة نشرت مقالة أو أكثر عن موضوع "اﻷكوان المتوازية" ولكن كونه موضوع فيزيائي لم يقرأه إلا القليل فمن المعروف أن 80% من القراء وكثير منهم حاملو شهادات جامعية يشعرون بنفور من المواضيع الفيزيائية حيث يشعرون بأن خلايا أدمغتهم فجأة قد توقفت عن العمل ومهما قرأوا لن يفهموا جملة واحدة من الموضوع وسبب هذا النفور من قراءة المواضيع الفيزيائية ليس كما قال أحد أصدقائي ليعبر عن نفسه "أشعر بأني غبي فيزيائيا" ولكن سبب النفور الحقيقي هو شيء أخر سأشرحه لكم من خلال ذكر الحادثة الثالثة لتساعد في نفس الوقت على توضيح موضوعنا الرئيسي "اﻷكوان المتوازية"
بعد تقديمي ﻹمتحان مادة الفيزياء في الفصل اﻷول من السنة اﻷولى في كلية الزراعة رأيت في الحلم اني نجحت في هذه المادة وبعلامات عالية ولكن عندما ظهرت لوحة نتائج اﻹمتحان رأيت بجانب إسمي كلمة "راسب"! هذه المادة قدمتها في إمتحان كل فصل دراسي وكنت في كل مرة أرى الحلم نفسه "ناجح وبعلامات عالية" وكانت النتيجة أيضا في كل مرة "راسب"!..و في إمتحان الفصل اﻷخير من السنة اﻷخيرة في الكلية رأيت في الحلم هذه المرة بأنني رسبت في المادة ، علمت حينها بأنني وأخيرا سأنجح في هذه المادة التي حيرت فكري بأكمله ليست هي بالذات ولكن اﻷحلام التي رأيتها بسببها، وفعلا عندما ظهرت النتائج رأيت إسمي مع الناجحين!! قد تكون هذه الحادثة بالنسبة لعلماء الفيزياء أو حتى لبقية علماء العلوم المادية اﻷخرى قد حدثت بالصدفة ولا حاجة لدراستها وتفسيرها ولكن بالنسبة لشخص مثلي والذي يشعر أن القدر نفسه دفعه منذ طفولته إلى التفكير بكل ما يجري حوله من أحداث ﻷن كل حدث يحمل معنى روحي وتفسيره يساعد على فهم المخطط اﻹلهي .وخاصة منها " اﻷحلام "والتي قد يكون 50% منها ليست أكثر من ردة فعل مادية طبيعية لحالة معينة (مثلا من يأكل فول في منتصف الليل قد يرى في المنام أن شخص يريد به اﻷذى وهو يحاول أن يهرب ولكنه لا يستطيع تحريك أرجله فسبب هذا المنام هو عسر الهضم) ولكن ال 50% من بقية اﻷحلام هي أحلام روحية يرسلها الله لنا قد تكون كنوع من التنبوء بأشياء ستحدث أو كنوع من مساعدة لفهم ما يحدث معنا، وهذه اﻷحلام التي رأيتها عن مادة الفيزياء كانت من هذا النوع فبعد دراسة وافية لها خرجت بهذه الفكرة : حسب إسلوبي ومنطقي في دراسة اﻷشياء كنت ناجحا وبعلامات عالية في مادة الفيزياء كما خلقها الله كعلم يساعد بقية العلوم في فهم ما يجري حولنا وكذلك ليساعد في تأمين الحاجات اﻹنسانية الروحية والمادية.
لذلك عندما كانت هذه المادة لا تؤثر على إنتقالي إلى الصف اﻷعلى إستخدمت في اﻹمتحانات نفس منطق دراستي للأشياء لذلك كنت أرى دوما في الحلم بأنني ناجح في هذه المادة ، ولكن عندما وصلت إلى نهاية الفصول الدراسية ورأيت بأنني إذا إستخدمت نفس المنطق هذه المرة أيضا ولم أنجح فيها هذا يعني بأن تخرجي سيتأخر 6 أشهر لذلك لضمان النجاح إضطررت إلى إستخدام نفس منطق علماء الفيزياء بدلا من منطقي الخاص لذلك رأيت في الحلم أنني راسب ﻷن هذه الفيزياء عديمة اﻷهمية في فهم سلوك وتطور اﻹنسان الروحي ،فما نفع الكومبيوتر وإتصالات النت لذلك الفتى الذي إستخدمها ليكتب عبارة "اﻵن إكتشفت سر المكنسة السحرية" ثم ذهب ورمى نفسه من السطح ليموت؟ الجواب لاشيء ،ما نفع إختراع القنبلة الذرية للإنسانية؟ لا شيء!.. لو كانت مادة الفيزياء كما تدرس اليوم في المدارس تساهم في فهم سلوك وتطور الروحي للإنسانية لما ظهرت نهائيا فكرة إختراع القنبلة الذرية وليس من الصدفة أن أشهر عالم فيزيائي على قيد الحياة اليوم"ستيفن هوكينغ" يقول رأيه : ولادة الكون وتطوره لا يحتاج إلى خالق!

لذلك قبل إستخدام علم الفيزياء لتفسير وجود الكون المجاور سأذكر في كل خاطرة من سلسلة مقالات(خواطر من الكون المجاور ) حادثة تساعد على اﻹحساس بأن هذا الكون المجاور فعلا موجود وليس خرافة فقسم لابأس به من علماء الفيزياء يشكون بصحة نظرية "تعدد اﻷكوان" وبعضهم يعتبرون هذه النظرية ليس أكثر من خرافة علمية وأنا أيضا أعتبر هذه النظرية بشكلها المادي كما يتوهمها علماء الفيزياء هي خرافة من خرافات علماء القرن العشرين. أما الكون المجاور الذي أحدثكم عنه فهو حقيقة وكلنا عشنا فيه في سنوات الطفولة ولكن الظروف البئية حولنا أخرجت الكثير منه إلى هذا الكون الذي تعيشه اﻹنسانية اليوم لذلك أسمي هذا الكون "الكون المجاور" بالنسبة لي فأنا إستطعت التشبث والبقاء فيه لذلك أذكر لكم حوادث منه. أما بالنسبة لكم فلا أدري إن كان بعضكم يستطيع الدخول والخروج منه كما أفعل أنا، أم أنكم خرجتم منه ولم تعودوا إليه بعد ذلك حتى اﻵن، فصديقي الذي حدثتكم عنه في بداية الخاطرة يبدو أنه خرج منه منذ سنوات طويلة لذلك لم تنفعه لاصلاته ولا صيامه في شيء. هذا "الكون المجاور " الذي سأحدثكم عنه إن شاءالله يخضع إلى قوانين لا يعرفها علماء فيزياء يومنا هذا ففي هذا الكون يمكن للقمة خبز واحدة أن تزودنا بطاقة كبيرة لبذل جهد أكبر بكثير من الطاقة التي نحصلها في أفخم الوجبات، في هذا الكون.. الزمن نسبي ولكن نسبيته تختلف نهائيا عن نسبية نظرية أنشتاين ،فالزمن في الكون المجاور يسير بسرعة كبيرة عندما تكون الظروف قاسية فيجتاز اﻹنسان مصاعب الحياة بسرعة أكبر من شخص آخر خارج هذا الكون لذلك لا يصل إلى مرحلة اﻹستسلام كما يحدث مع الشخص اﻵخر. فقصة أهل الكهف ليست إلا مثال على مبادئ هذا الكون...في هذا الكون أيضا لهيب النار يتحول إلى برد وسلام كما حدث مع إبراهيم عليه الصلاة والسلام، واﻹنسان الضعيف يمكنه أن ينتصر على دولة عظمى! كما حدث مع موسى عليه الصلاة والسلام في مصر لينقذ قومه من ظلم فرعون..... في هذا الكون ليس كل مسلم مؤمن وليس كل مؤمن بالضرورة أن يكون مسلما.. فهنا المؤمنون من مختلف الديانات وجميعهم يعملون جنبا إلى جنب من أجل سعادة اﻹنسانية لذلك جميعهم على علم بأن روح السوء لها مخططها لتدمير كل ما صنعته اﻹنسانية في سبيل تطورها نحو اﻷرقى لذلك فهم يدركون بأنهم قد يعيشون ظروفا قاسية وقد تكون قاسية جدا ولكنهم يعلمون أيضا بأن مخطط الله هو الذي سينتصر في الأخير وأن الله عز وجل يتدخل في الوقت المناسب الذي يحدده هو ليستمر مخططه هو وليس مخطط كل واحد منا لذلك يصبرون حتى قدوم أمر الله، ثقتهم بإيمانهم تجعلهم يرون علامات إلهية ومنامات كل ليلة وليلة لتساعدهم في طرد الشعور باليأس واﻹستسلام ﻷن يوم الفرج قد يكون للآخرين بعيد ولكنه بالنسبة لهم قريب لأن الله يمهل ولا يهمل.
عزيزي القارئ إذا كانت أفكار هذا الموضوع وطريقة معالجتها قد أعجبتك ...فيرجى الضغط على ايقونة الإعجاب ومشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومعارفك فربما قد يكون أحدهم على وشك اﻹنهيار ويحتاج إلى شيء أي شيء يخفف عنه عذابه ويحميه من اﻹستسلام فأبشع ما يمكن أن يحدث في حياة اﻹنسان هو أن يشعر باليأس من روح الله والذي قد يؤدي إلى إختفاء اﻹحساس به في أعماقنا...فكما يقول اﻷديب الروسي ديستوفسكي ( إذا لم يكن الله موجود - في أعماقنا - فإن كل القيم واﻷخلاقيات تسقط من نفسها ويصبح كل شيء مباح من أصغر الذنوب إلى أكبر الجرائم) وللأسف هذه هي حقيقة ما تعاني منه شعوب العالم اليوم ﻷنها تحاول أن تعيش بدون خالق!
ز.سانا
الصورة المرفقة : نظرة إلى الكون اﻵخر (1991)
تصوير وتحميض وطبع ورسم فوتغرافي : ز.سانا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق