الأربعاء، 8 أبريل 2015

خواطر من الكون المجاور الخاطرة 27 .. التخاطر ( التأثر عن بعد )


الخاطرة 27 : التخاطر ( التأثر عن بعد )

موضوع مقالة اليوم يبحث في القوى الخفية في اﻹنسان أو بمعنى أصح القوى الخارقة والتي وضعت تحت عنوان ميتافيزيقيا (ما وراء الطبيعة ) أو الباراسيكولوجيا (خارج نطاق النفس ) و بمعنى آخر، هي أشياء تنتمي إلى العالم الروحي (تخاطر، تحريك اﻷشياء عن بعد ، التنبؤ، الجلاء البصري ،الجلاء السمعي. ...الخ ) ،
لذلك العلم كما هو عليه اﻵن عاجز تماما عن تفسيرها ونسبة كبيرة جدا من العلماء بمختلف علومهم يعتبرونها نوع من الدجل والخداع، وفي رأيهم هذا معهم بعض الحق ﻷن معظم أولئك الذين يدعون أنهم يملكون مثل هذه القوى الخارقة يرفضون أن يعرضوا قواهم في تجربة أمام العلماء ليدرسوها ويتأكدوا من صحة حدوثها تجريبيا. لذلك العلماء يعتبرونها مثل السحر الذي يعتمد على ألعاب خفة اليد فهذه اﻷلعاب اليوم وبمساعدة التكنولوجيا فعلا قد وصلت إلى مستوى عال جدا تجعل المشاهد لا يصدق ما تراه عيناه رغم أن هذه اﻷشياء هي في الحقيقة بسيطة جدا يستطيع أن يتعلمها أي شخص بساعات قليلة ليقوم بتطبيقها ، فهي تعتمد في اﻷساس على الخداع البصري ولا تحتاج ﻷي قوة روحية. بينما القوى الخفية التي نتحدث عنها هي حقيقية لا يمكن ﻷحد أن يتعلمها إلا إذا كانت موجودة فيه أصلا مثال على ذلك اﻷنبياء فالمعجزات هي أشياء من هذه القوى. وبسبب كثرة أنواع هذا النوع من القوى الخفية وكذلك بسبب إعتمادها جميعها نفس المبدأ سنحاول في هذه المقالة أن نتكلم عن نوع واحد من هذه القوى وهو "التأثير عن بعد " والذي يسمى باللغة العربية كمصطلح علمي ب( التخاطر ).
التخاطر بمعناه الحرفي يقصد به إتصال ذهني بين شخصين أو أكثر تفصل بينهم مسافة بعيدة حيث تنتقل اﻷفكار والمشاعر بدون تدخل أدوات الحس، التخاطر كمصطلح علمي في اللغة اﻹنكليزية هو telepathy هذه الكلمة مصدرها الكلمة اليونانية τηλεπάθεια التي تتألف من مقطعين : اﻷول ( بُعد= τηλε ) و الثاني ( تأثر = παθεια) فيكون المعنى العام لها ( التأثر عن بعد) ، فالتخاطر بمعناه العلمي يتألف من أنواع عديدة وذلك حسب نوعية وطريقة التأثر أو التأثير بين اﻷشخاص واﻷشياء. ورغم أن هذه الظاهرة شغلت فكر وأبحاث الكثير من العلماء وخاصة علماء النفس إلا أنها لا تزال في موضع شك كبير بالنسبة لكثير من العلماء وذلك بسبب غياب اﻹثباتات العلمية فجميع النتائج التي تم الحصول عليها من التجارب كانت ضعيفة وغير كافية أبدا لإثبات صحتها لتكون علما معترفا به.
وكما ذكرت في إحدى مقالاتي الماضية، أن كل ما أكتبه في مقالاتي هو مما حصلت عليه من أبحاثي وتجاربي وأنا مؤمن تماما بأن المنهج الشامل الذي أستخدمه في أبحاثي هو ملائم لمثل هذا النوع من العلوم فالمنهج الذي أعتمده يعتبر الروح هي اصل كل شيء على عكس المنهج المادي الذي يتبعه معظم علماء العصر بمختلف علومهم والذي يعتمد قاعدة مادية لا مكان للروح فيها . لذلك من يريد أن يأخذ فكرة عن التخاطر كما هو معروف اليوم يمكنه البحث في الكتب واﻹنترنت ، أما مقالاتي فهي تتكلم عن المعنى الشامل لظاهرة (التأثر عن بعد ) والتي تنتج عن الترابط الروحي الكوني والذي يعتبر بالنسبة لي الوسط الذي يحدث به التأثير والتأثر بمختلف أنواعه.
معظم اﻷحداث التي ذكرتها في المقالات السابقة والتي تحمل جميعها عنوان ( خواطر من الكون المجاور ) تعتبر نوع من أنواع التخاطر (التأثر عن بعد ) بعضها شرحتها بشكل مختصر وبعضها تركتها بدون شرح. فحتى يحدث التأثر عن بعد لا بد من وجودها في وسط مختلف عن الوسط المادي الذي نعيش فيه وندرسه، أو بمعنى آخر معظم حالات التأثر عن بعد تحدث فقط في وسط روحي وهو مختلف عن الوسط الحسي الذي نعيشه، فهذا الوسط الذي سميته ( الكون المجاور) كل شيء فيه يتبع قوانين مختلفة نهائيا حيث المكان والزمان يفقدان معناهما المعروف. في هذه المقالة والمقالات المقبلة إن شاءالله سنتكلم عن الشق المادي لهذه اﻷحداث لنأخذ فكرة مبسطة عن فيزيائية ظاهرة ( التأثر عن بعد ) أو بمعنى أشمل عن طبيعة ( الكون المجاور ) الذي أتحدث عنه.
لتوضيح مصطلح ( التأثر عن بعد ) وفهم بعض أنواعه بشكل مختصر سأذكر هذه اﻷمثلة النظرية البسيطة :
- يأتي يوسف ويقول ﻷصدقائه ( أنا فرح جدا ) فيسأله صديقه ( لماذا أنت فرح ) يجيبه يوسف (لقد نجحت في اﻹمتحانات ).....في هذا المثال إنتقلت المعلومة ( التأثير ) من خلال وسيلة مادية وهو الصوت الذي خرج من فم يوسف إلى أذن صديقه من خلال السؤال والجواب.
- يأتي يوسف من بعيد بخطوات سريعة مرفوع الرأس يراه صديقه فيعلم أن يوسف قادم، لا يعلم شيئا آخر ، أما أخت يوسف والتي تعلم أن أخاها يوسف قد ذهب ليرى نتائج اﻹمتحانات ، فتشعر مباشرة من طريقة مشية أخيها وهيئته بأن أخاها يوسف قد نجح. هذه المعلومة أيضا إنتقلت إلى أخت يوسف بوسيلة مادية وهي الرؤية بالعين المجردة.
-: يرى يوسف إسمه في قائمة الناجحين يخرج من المدرسة فرحا ويذهب إلى الكشك القريب من المدرسة يأخذ سماعة الهاتف ويتصل ببيته .. جرس الهاتف في بيت يوسف يرن، ترفع أم يوسف السماعة تسمع صوت إبنها وهو يقول لها نجحت. .....هنا أيضا إنتقلت معلومة نجاح يوسف إلى أمه بوسيلة مادية عن طريق إنتقال الصوت كذبذبات كهربائية عبر اﻷسلاك، تماما مثل إنتقال الماء في إنبوب الخرطوم.
-: يرى يوسف إسمه في قائمة الناجحين يخرج الهاتف الخلوي من جيبه ويتصل بأمه ويخبرها بأنه نجح. .... هنا اﻷمر يختلف قليلا فالمعلومة إنتقلت عبر الهواء بدون أسلاك ولكن ومع ذلك فهي إنتقلت بوسيلة مادية أيضا عن طريق موجات كهرومغناطيسية إنتقلت عبر الهواء. هذا النوع من إنتقال المعلومة (التأثر) هو الذي يفصل بين التأثر المادي والتأثر الروحي.
اﻵن لننتقل إلى نوعية أخرى من التأثر وإنتقال المعلومة :
-: يخبر يوسف أمه بأنه ذاهب إلى المدرسة ليرى نتائج اﻹمتحانات ، أمه تدعو له بالنجاح. ....يشعر يوسف بالقلق وهو يقترب من المدرسة. ... أمه تبدأ الطبخ وهي قلقة لا تتوقف عن الدعاء لنجاح إبنها. .... يدخل يوسف المدرسة ويرى قائمة أسماء الناجحين معلقة على الحائط يزداد قلقه وهو يقترب منها...... اﻷم تتابع الطبخ دون أن تتوقف عن الدعاء و قلقها يزداد بإستمرارمع مرور الدقائق. ....يبحث يوسف عن إسمه في قائمة اﻷسماء، من شدة قلقه يشعر بأنه لا يرى شيئأ يقترب أكثر من القائمة. ..... أم يوسف تمد يدها لتأخذ السكين لتقطيع الخضار. ....فجأة يرى يوسف إسمه مع الناجحين يقفز فرحا ،شيء ما في داخله ينفجر ليطرد القلق لتحل مكانه فرحة عامرة تملأ صدره بأكمله... ...في تلك اللحظة بالذات يقع السكين من يد اﻷم ،تشعر بشيء غريب يملأ صدرها فجأة، للحظات بدل أن تدعي ﻹبنها ترى نفسها تحمد الله وتشكره هكذا بدون أي سبب عقلي ولكن روحها في داخلها جعلتها تشعر بسعادة دون أن تعلم السبب. ... روح أم يوسف في تلك اللحظة علمت بأن إبنها قد نجح ، ولكن عقلها لا يزال لا يعلم بما حصل فيعود القلق ويتخالط مع تلك الفرحة ليكوِنا مع إحساس غريب لا ينتهي إلا عند وصول يوسف إلى البيت فترى اﻷم الفرحة تملأ وجهه، عندها تعلم ( عقليا ) بدون أي شك أن إبنها قد نجح. .... في هذا المثال تم إنتقال المعلومة من يوسف إلى أمه التي تبعد عنه أكثر من 500 متر من خلال وسط روحي يختلف عن الوسط المادي المحسوس.
لننتقل إلى مثال آخر أكثر غرابة :
-: في آخر يوم قبل اﻹمتحان يجلس يوسف ليقوم بعملية مراجعة لمادة اﻹمتحان. ....في العاصمة التي تبعد 400 كم تجلس لجنة اﻷساتذة المكلفة لوضع أسئلة اﻹمتحان. ......يوسف يرى أنه ليس لديه الوقت الكافي لمراجعة جميع مواضيع الكتاب فيبحث ليختار أهم المواضيع ليراجعها. ..... اللجنة تبحث في مواضيع الكتب لتختار اﻷسئلة. ..... يوسف يرى أحد المواضيع الموجودة في الصفحة 25 فيشعر بأنه مهم ﻷنه يتعلق بمصير اﻹنسان وتوجيه سلوكه في الطريق الصحيح ....رئيس اللجنة يتوقف عند الصفحة 25 ويسأل بقية اﻷساتذة عن موضوع الصفحة ...تحدث مناقشة بينهم. ...يوسف يحفظ غيبا جميع معلومات موضوع الصفحة 25. ... اللجنة تتفق على موضوع الصفحة 25 وتكتب أول سؤال من اﻹمتحان....... يوسف يبحث عن موضوع مهم آخر ليركز عليه إهتمامه. ... اللجنة تبحث عن سؤال آخر ، أحد اﻷساتذة (إسمه يعقوب) يتوقف عند الصفحة 68 ويذكر رأيه عن أهمية الموضوع لبقية اﻷساتذة..... يبدأ يوسف بقلب الصفحات يتوقف عند الصفحة 68 (إسم أم النبي يوسف راحيل رقميا ) يجد عنوان الموضوع محاط بدائرة بالخط اﻷحمر ومكتوب قربها (مهم ) .يحاول أن يفكر متى ولماذا وضع هذه العلامة فلا يتذكر شيئا ولكن رغم ذلك يبدأ بقراءة الموضوع وحفظ معلوماته. .....معظم اﻷسئلة التي تم إختيارها للإمتحان إختارها يوسف أيضا ليدرسها بشكل أفضل. .......روح يوسف في تلك الساعات علمت بأنها قد نجحت في اﻹمتحان قبل يوم من تقديم اﻹمتحانات....في هذا المثال يوسف أثر على أعضاء اللجنة وحرضهم على وضع عدة أسئلة من اﻷمتحان وبعض أعضاء اللجنة حرضوا يوسف على قراءة بعض المواضيع ﻷنها ستأتي بالإمتحان. ... عملية التأثير والتأثر حدثت في نفس اللحظة تماما على الرغم أن اللجنة تبعد عن يوسف 400 كم دون أي وسيط مادي بينهم.
هذه اﻷمثلة النظرية البسيطة تعطينا فكرة عامة عن أنواع وطريقة التأثر عن بعد. اﻵن لنذهب إلى أحداث حقيقية تساعد على توضيح هذه الظاهرة بشكل أفضل :
عندما إنتهيت من كتابة الخاطرة 25 وبعد نشرها قررت أن أكتب مقالة اﻷسبوع الجديد وكان موضوعها ( التخاطر: التأثر عن بعد) لتكون الخاطرة 26 ، ولأني أعيش في بلد يحتفل بعيد اﻷم في شهر مايو وليس في 21 آذار كما هو الحال في الدول العربية ، لذلك عيد اﻷم لم يخطر على بالي نهائيا. في تلك اﻷيام أثناء محاولتي كتابة موضوع التخاطر بدأت أشعر بشيء غريب يطرد أفكاري من رأسي ويبعثرها ،ورغم محاولاتي العديدة كنت أجد نفسي عاجز عن تجميع عناصر الموضوع. . وكأنني كنت أشعر بأنني أحاول أن أمسك بعدة أرانب كلما أمسكت بعضها أجد أن اﻷول والثاني والثالث قد إستطاعو اﻹفلات مني وعندما أذهب للإمساك بها أجد أن بقية اﻷرانب قد هربت هي اﻷخرى ، ومرت ست أيام على هذا النحو دون أن أستطيع كتابة كلمة واحدة. في آخر ليلة قبل الموعد المحدد لنشر المقالة (ليلة يوم الخميس) في الساعة العاشرة ليلا جلست وأنا مصمم أن أكتب المقالة لتكون جاهزة للنشر في اليوم التالي ، وقبل أن أجمع أفكاري ﻷبدأ الكتابة ، فجأة رأيت أخي يتصل بي ويبدأ نقاش بيننا يدوم ساعتين تقريبا. هذا نقاش أيضا منعني من كتابة المقالة ، ورغم أني في ذلك اليوم تذكرت أنه بعد يومين يصادف عيد اﻷم ولكن ومع ذلك لم أكن أشعر بإحساس يجبرني على تحويل موضوع المقالة من ( التخاطر) إلى (عيد اﻷم ) سوى شعور غريب كان يدفعني بدلا أن أشغل فكري في كتابة مقالة التخاطر أرى نفسي أراقب الطبيعة من حولي وهي تتبدل لتدخل في فصل الربيع وأشياء كثيرة منها دفعتني لإلتقاط العديد من الصور (عرضت بعضها في المقالة ) . .... في يوم الجمعة رأيت أنه من المستحيل كتابة ونشر موضوع (التخاطر ) فرأيت نفسي أكتب الملاحظة ( موضوع مقالة هذا الأسبوع يبحث في فلسفة عاطفة اﻷمومة لذلك سيتم نشرها إن شاء الله غدا حيث تحتفل شعوب الدول العربية فيه ب " عيد اﻷم "...) وأنشرها في صفحتي في الفيس بوك ليعلم القراء سبب عدم نشر المقالة اﻹسبوعية. إذا بحثنا وحللنا ماذا حدث في تلك اﻷيام سنجد أن هذه الحادثة أيضا هي أحد أنواع التخاطر ( التأثر عن بعد ) فهنا حدث (تأثر عن بعد) بين أشياء عديدة ،من ناحية فألوان الربيع وتفتح اﻷزهار البرية بمختلف أشكالها وألوانها كان السبب اﻷول لتشد تفكيري وإهتمامي بشيء يعبر تماما عن معنى الربيع روحيا، ومن الناحية اﻷخرى فإن تفكير العديد من اﻷشخاص في البلدان العربية بعيد اﻷم هو الذي إنتقل إلى فكري وأحدث نوع من التشويش ليمنعني من المقدرة على جمع عناصر موضوع التخاطر ﻷكتب بدلا منه مقالة عيد اﻷم (عاطفة اﻷمومة ) .فعندما جلست لكتابة الموضوع الجديد رأيت عناصر وأفكار الموضوع تأتي إلى ذهني مباشرة فكتبته دون إي جهد مبذول .بهذه الطريقة تم (التأثر عن بعد) وكانت نتيجته ظهور مقالة ( عيد اﻷم - عاطفة اﻷمومة) بالشكل الموجود في الخاطرة 26.
مثال آخر من نوع أخر :
عدت إلى البيت وفكري مشغول بأشياء كثيرة وتهيأ لي بأني سمعت أخي الصغير يقول (أتى المحظوظ) ،ولكني لم أعطي أهمية لما يحدث في الغرفة اﻷخرى فذهبت إلى غرفتي وفتحت الخزانة ﻷضع كتبي فيها فرأيت أخي الصغير يأتي إلي وفي يده حقيبة أخي الكبير الذي كان في السنة الخامسة في كلية الطب في ذلك الوقت ، وأخبرني أن عمتي إتصلت قبل قليل وأخبرتنا بأنها تشعر ببعض أعراض المرض وطلبت من أخي الكبير أن يذهب إليها ليقيس ضغطها ويفحصها ، ولكن السماعة الطبية وجهاز الضغط في الحقيبة والشيفرة الرقمية لقفل الحقيبة كان قد غيرها أخي الكبير في ليلة أمس واﻵن لا يذكر أرقام الشيفرة الجديدة. وأن له نصف ساعة يجرب كل اﻷرقام المحتملة ولكنه لم يفلح في فتحها وأنه لم يبقى وسيلة لفتحها سوى الحظ ، ورأيته يقول لي (أنت أكثر إنسان محظوظ بيننا ..خذ و جرب حظك ) فطلبت منه أن يضع الحقيبة على الكرسي ويذهب ويأتي لي بكأس ماء ﻷني كنت عطشان . بعد ثوان قليلة عاد إلي وبيده كأس الماء فرآني لا أزال أرتب خزانتي ،فأخذت منه كأس الماء ﻷشربه ، فرأيته ينظر إلي، فسألته ماذا ينتظر فأجابني أنه ينتظر فتح الحقيبة ، فقلت له (خذها، لقد فتحتها ) من شدة دهشته لم يصدق بأنني خلال ثوان قليلة إكتشفت جميع أرقام الشيفرة فأمسك الحقيبة ليتأكد فرأى بأن غطائها كان فعلا مفتوح فأخذها وإنطلق إلى أخي الكبير ، وسمعته يقول له بما معناه (عندما يصل العلم إلى طريق مسدود، على العلماء أن يطلبوا مساعدة إنسان محظوظ ليفتح لهم الطريق من جديد ) فأخي الكبير في ذلك الوقت كان إنسانا علميا ولديه شك في اﻷمور البارسيكولوجية والميتافيزيقية . لذلك عندما رأى أنني فعلا فتحت الحقيبة ظن أنني كنت أعرف أرقام الشيفرة ، فأسرع إلي مباشرة وسألني من أين علمت بأرقام الشيفرة فقلت له بأنني لم أكن أعلم عنها شيئا ، وأنني أعلم شيفرة أخرى تفتح كل شيء، فلم يفهم ماقصدته فسألني عن تلك الشيفرة التي تفتح كل شيء فأجبته ( بسم الله الرحمن الرحيم )
كيف نفسر هنا هذه الحادثة، الكثير سيعللونها بتدخل الحظ كنوع من المساعدة اﻹلهية. وفعلا هنا لدينا نوع من أنواع التدخل اﻹلهي لحل المشكلة ولكن الله عز وجل أرقى بكثير من أن ينظر إلى كل شخص في هذا العالم ليحدد إذا كان من الضروري تدخله لحل المشكلة أو لا ، لذلك فهو خلق الكون ووضع قوانين روحية تقوم بعمله عند اللزوم وفي اللحظة المناسبة ، وبناء عليه يمكن تفسير هذه الحادثة بشكل مختصر كما يلي : طالما أن أخي الكبير كان تفكيره العقلي قد وصل إلى مرحلة لم يعد يؤمن بمثل هذا النوع من العلوم بسبب سيطرة المنهج المادي على علوم العصر، لذلك روح الله في داخله طلبت المساعدة ﻷن هذا النوع من العلوم هو الذي يستطيع أن يعبر عن وجود هذه الروح وعن دورها في كل التطورات، لذلك هي التي أثرت على عقل أخي وجعلته ينسى أرقام شيفرة الحقيبة ، ومن ناحية ثانية روح الله في عمتي هي التي أثرت على عمتي وجعلتها تشعر بالمرض لتجبر أخي الكبير على اﻹسراع إليها ليقيس نبض قلبها وضغط دمها. وجميع أدوات القياس هذه كانت في الحقيبة وبدونها لن يستطيع أخي أن أن يعرف بدقة سبب سوء صحة عمتي. ومن ناحية ثالثة، روح الله في أخي الصغير رأت الفرق بين طريقة تفكير أخي الكبير اﻷقرب إلى المادية وطريقة تفكيري اﻷقرب إلى الروحية ورغم أن أخي الكبير كان إنسانا قريب من المثالية بمبادئه وأخلاقه ومعروف بذكائه الحاد لذلك كان محبوبا من الجميع ،ولكن أخي الصغير رأئ أن إسلوبي( الروحي) في التفكير كان أحب إلى القلوب من إسلوب أخي( المادي ) لذلك عندما رأى أن المقدرة المادية في أخي الكبير قد عجزت عن فتح الحقيبة، روح الله فيه دفعته إلى الثقة الكاملة بأخيه الثاني الذي يملك المقدرة الروحية، ليثبت ﻷخي الكبير أن العلوم الروحية ليست خرافات وأنها أرقى من العلوم المادية ليدرك أخي الكبير خطأ ظنه، لذلك أتى أخي الصغير بالحقيبة إلي وهو واثق من أنني أستطيع فتحها. أما كيف حصلت على أرقام الشيفرة فذلك حدث في تلك اللحظة كما يلي : روح الله في داخلي إتصلت بروح الله في أخي وسألتها عن الرقم الذي إستخدمه أخي في ليلة اﻷمس فأخبرتها بأرقام الشيفرة، طبعاهذا تفسير مبسط جدا لما حدث بالفعل، بهذه الطريقة علمت هذه الروح أرقام الشفرة وبدون تفكير دفعتني أحرك يدي على اﻷرقام بشكل عفوي ﻷختار اﻷرقام الصحيحة بدون أن أراها ، فأنا أذكر تماما بأني عندما حركت اﻷرقام لم أرى اﻷرقام التي إخترتها، فقط بعد إختيارها حاولت فتح الحقبة فرأيتها قد فتحت الحقيبة.... في هذا المثال حدث نوع من التأثر عن بعد بين عدة أشخاص. وتم اﻹتصال بينهما عن طريق روح الله لتستطيع أن تعبر عن نفسها لمساعدة أحد هؤلاء اﻷشخاص (أخي الكبير) لتجعله يؤمن بوجود عالم روحي مسؤول عن العالم المادي الذي نشعر به.
هناك أنواع من التأثر عن بعد حيث يبدو وكأنه يحدث في العالم الروحي ولكنه في الحقيقة هو من ضمن العالم المادي ،سأذكر لكم منه هذا المثال يشمل نوعين من التأثر عن بعد :
عام 1999 في الشهر السادس تقريبا لا أدري كيف أتت اﻷمور لتجعلني أبحث في موضوع علاقة العداوة بين الشعب التركي والشعب اليوناني . في نفس الوقت الذي بدأت فيه بدراسة هذا الموضوع بدأت أشعر بشيء غريب يحدث معي ، وكأن موجات كهرومغناطيسية تصدر من مكان معين وجسدي أصبح المستقبل لها ،في البداية ظننت أنه من الهاتف الخلوي ، ففي بداية إستخدامي للهاتف الخلوي كنت أشعر تماما بأن موجات البث كانت تزعجني جدا حتى أني فكرت في بعض المرات أن أتوقف عن إستخدامه ، ولكن شيء فشيء بدأ جسدي يتعود عليه ولم أعد أشعر باﻹنزعاج منه ، وهكذا ظننت بالنسبة للحالة الجديدة فقد أقنعت نفسي أن جهازا ما وضع بمكان قريب ويرسل لي هذه الموجات ، ولكن مع مرور اﻷيام وجدت أن شدة التأثير قد بدأت تزداد كثير وخاصة أني كنت أشعر بها أيضا عندما اكون بعيدا جدا عن البيت. ورغم أن هذا النوع من التأثير لم يكن ينتج عنه أي ألم أو أي إزعاج ولكن إستمراريته بدأت تقلقني وحسب ثقافتي الطبية لا يوجد أي مرض يمكن أن تكون أعراضه مشابهة لتلك اﻷشياء التي تحدث معي ، وشيئا فشيء وصلت باﻷمور إلى درجة بدأت فيها أستيقظ في الليل من شدة التأثر بهذه الموجات.... في ليلة 17 آب إستيقظت من نومي بسبب احساسي الشديد بحالة التأثر. وفي اليوم التالي علمت من اﻷخبار بأنه في ليلة أمس حدث زلزال عنيف قريب من إسطنبول ذهب ضحيته أكثر من 17 ألف قتيل... شيئا ما في ذهني جعلني أظن بأنه هناك علاقة بين ذلك الشيء الذي كان يؤثر علي وزلزال تركيا ،فقد أستيقظت تقريبا في نفس الوقت الذي حصل به الزلزال. وشيئا آخر زاد صحة ظني أنه بعد حدوث الزلزال إنخفضت بشدة درجة التأثر بذلك الشيء وكذلك إنخفض عدد حدوثها أيضا ، ولكن بعد عدة أيام بدأت اﻷمور تعود كما كانت وعلى درجة أكبر جعلتني أرفض وجود علاقة ما أشعر به مع زلزال تركيا، فقد زادت شدة التأثر بشكل غريب ورغم عدم وجود أي نوع من أنواع الألم ولكن لولا أني من أولئك الذين إذا شعرو بوعكة صحية يعالجون أنفسهم بأنفسهم لكنت ذهبت إلى الطبيب مباشرة. ومرت اﻷيام وفي يوم 7 أيلول الساعة الثالثة ظهرا كنت جالسا على مقعد موقف الباص أنتظر قدومه ﻷعود إلى البيت ، وفجأة بدأت أشعر بتلك الموجات تزداد شدتها وهي تلامس جسدي حتى وصلت إلى مرحلة جعلتني لا أحتملها فنهضت فجأة ﻷتمشى قليلا لعلها تخمد قليلا ،وفي تلك اللحظة التي نهضت فيها شعرت اﻷرض تحت قدمي تتحرك وكأنها سجادة و أن أحد ما يشدها بشكل مفاجئ من تحت قدمي وسمعت أصوات زجاج النوافذ الذي يتكسر ويسقط من أماكن عالية أشياء عديدة بدأت تتساقط ومنبهات اﻹنذار في السيارات المصفوفة بدأت تطلق أصواتها المزعجة . ...بعض الناس راحوا يصرخون و يركضون خارج المحلات والبنايات. .كانت لحظة رهيبة جدا ،وكانت بالنسبة لي المرة اﻷولى التي أعيش فيها حدوث هزة اﻷرضية أو زلزال. ..منذ تلك اللحظة بدأت أشعر أن شدة تأثري بتلك الموجات قد بدأ يضعف وثم إختفى نهائيا ، وتأكدت عندها أن ما كنت أشعر به كان سببه تلك الموجات التي تخرج من الشحنة التي تنتج من إقتراب كتلتين أرضيتين من بعضهما البعض ليحدث اﻹحتكاك بينهما والذي يؤدي إلى حدوث الهزات اﻷرضية والزلازل....
كما سمعت من علماء الزلال بأن هناك بعض الناس لديهم القدرة على الشعور بقدوم حدوث زلزال ، ولكن كيف وعن أي طريقة العلم لم يصل إلى جواب مقنع. .. هذه المقدرة بالتنبؤ بالزلازل موجودة عند الكثير من الكائنات الحية أيضا ، حيث بعض علماء الزلال يقومون بدراسة سلوك بعض الكائنات الحية للتنبؤ بالزلازل. هذا النوع من ( التأثر عن بعد ) والذي تملكه بعض الكائنات الحية هو تأثر مادي مثله مثل اﻹتصال بالهاتف الخلوي لا يختلف كثيرا. لذلك بعض علماء الزلازل إستطاعوا تصميم أجهزة لها المقدرة على اﻹحساس بتلك الموجات التي تصدرها الشحنات الكهربائية التي تنتج من إقتراب كتلة أرضية مع كتلة أخرى ولكن حتى اﻵن هذه اﻷجهزة لم تصل إلى ذلك المستوى الذي يمكن لها أن تقيس بدقة متناهية لتستطيع تحديد مكان وموعد حدوث الزلالزل ، وأنا متأكد بأن هذه الطريقة في دراسة الزلازل ستؤدي يوما ما ليس فقط في معرفة مكان وموعد حدوث الزلازل بدقة ،ولكن من منع حدوثه أيضا ، ﻷن الزلازل حادثة مادية واﻹنسان أرقى من الحوادث المادية ﻷنه يملك جزء من روح الله.
في نفس هذا المثال يوجد أيضا نوع أخر من التأثر عن بعد ولكنه تأثر روحي يحدث في عالم الروح ويختلف نهائيا عن الحالة السابقة التي تحدث في العالم المادي كما ذكرنا، ففي بداية كلامي عن فقرة حادثة الزلزال ذكرت موضوع العداوة بين الشعب التركي والشعب اليوناني والتي كانت حتى تلك الفترة واضحة في الكثير من تصرفات الشعبين فمسألة وقوع حرب بين الشعبين كان شيء محتمل في أي لحظة ، ولكن في اليوم الثاني من حدوث الزلزال في إسطنبول أرسلت الحكومة اليونانية خبراء إنقاذ كوارث الزلازل لمساعدة الشعب التركي المنكوب ، وبدأت اﻷخبار في التلفزيون اليوناني والتركي كل يوم مساء تذكر بالصوت والصورة ما يحققه رجال اﻹنقاذ اليوناننين ، ورأى الشعب التركي رجال اﻹنقاذ اليونانيين يخاطرون بحياتهم ويخرجون الطفل التركي من تحت أطنان من البيتون بعد محاولات جبارة إحتاجت إلى ساعات طويلة من العمل الدقيق المرهف لكي لا يحدث اي خطأ يؤدي إلى وفاة الطفل ،ورأى كلا الشعبين كيف كانت أم الطفل تهرع إلى رجال اﻹنقاذ اليونانيين وهم يخرجون من حفرة صغيرة ويحملون إبنها على النقالة ، فتبكي فرحة وهي ترى إبنها حيا ينظر إليها ، فتلفت إلى الرجال اﻹنقاذ لا تعرف كيف تشكرهم سوى أن تبكي وتتمتم بكلمات شكر باللغة التركية . مشاهد أخرى عرضت في التلفزيون ، رجال الكوارث اليونانين ينقذون أم من تحت اﻷنقاض فتعرض شاشة التلفزيون مشهد الزوج وأولاده يبكون فرحين وهم يرون رجال اﻹنقاذ يحملون اﻷم على النقالة. .. مشاهد عديدة جعلت الشعبين وهما يريان تلك المشاهد المؤثرة وكثير منهم إنسابت دموعهم لها لتطرد جميع تلك العداوة التي زرعتها روح السوء في نفوس الطرفين ولتحل محلها شعور بالمسامحة ونسيان الخلافات الماضية التي فرقت بينهما. ..بعد 21 يوم من زلزال إسطنبول عندما حدث زلزال أثينا ، أرسلت الحكومة التركية هذه المرة رجال إنقاذ أتراك للمساعدة رغم أن زلزال أثينا كان على مستوى بسيط مقارنة مع زلزال إسطنبول، وبعد حادثة الزلزالين وكما ذكرنا حدثا في اﻷشهر اﻷخيرة من عام 1999 ، دخل الشعبين التركي واليوناني بالأف الثالثة (عام 2000) وقد إنقلبت العلاقة بينهما رأسا على عقب فبدل العدواة والبغضاء التي كانت تسود بينهما لمدة 547 عام تحولت إلى علاقة محبة وتعاون ورغم أن بعض المتعصبين القوميين والدينيين في كلا الشعبين يحاولون كل فترة وفترة تشويه هذه العلاقة ﻹعادة العداوة والبغضاء ثانية بينهما ، ولكن العلاقة الجديدة بين الطرفين أصبحت أقوى بكثير من أن تستطيع روح السوء تدميرها. ومن يتمعن في العلاقة بين الشعب اليوناني والشعب التركي كما هي اﻵن يجد أنها أفضل بكثير من علاقة الدول العربية مع بعضها البعض.
إذا عدنا إلى تلك الفترة ونظرنا في التقويم الهجري سنجد أن كلا الزلزالين حدثا في شهر جمادى الأول الذي تم فيه فتح القسطنطينية عام 857 هجرية (5 جمادى اﻷول) حدث زلزال تركيا وفي (26 جمادى اﻷول ) حدث زلزال أثينا وكلا الزلزالين حدثا في يوم الثلاثاء نفس اليوم الذي سقطت فيه القسطنطينية بيد العثمانيين والمعروف عند اليونانيين بيوم (الثلاثاء اﻷسود) . في ذلك العام ،عام (1999) كان العام الوحيد الذي لم يحتفل به اﻷتراك بهذه المناسبة. والسؤال هنا ما معنى هذا وما علاقة الزلزالين بفتح القسطنطينية وما معنى أن يحدث في اﻷشهر اﻷخيرة من عام 1999 إي مع إكتمال الفين عام فالرقم (2000) ليس رقم عادي مثل بقية اﻷعوام. وكذلك ما علاقة هذه اﻷشياء بشدة تأثري بموجات شحنة الزلزالين. .. المنهج العلمي الحديث عاجز نهائيا عن تفسير أي علاقة من هذه العلاقات ﻷنها خارجة عن طبيعة كونه الذي يدرسه ، فجميع هذه اﻹستفهامات لها علاقة بفهم ظاهرة (التأثر عن بعد) بشكلها الروحي ، فهذه الظاهرة والتي تسمى أيضا ( التخاطر ) هي أرقى وأكثر تعقيدا من معانيها السطحية التي يعتقدها علماء النفس والباراسيكولجيا، فنحن هنا أمام قانون كوني روحي يوحد كل الأجزاء سواء كانت حية أو جامدة في هذا الكون حيث يوجد صلة وصل بين كل جزء مع أبعد جزء ممكن من هذا الكون . والمشكلة الحقيقية تكمن في أن هؤلاء العلماء يدرسون هذه الظاهرة دراسة من زاوية ضيقة بمبدأ منطق العلم للعلم ولكن هذه الظاهرة تكمن في الكون المجاور وليس الكون الواقعي المادي الذي نعيشه. في الكون المجاور تسيطر عليه قوانين مختلفة كليا عن قوانين الكون المادي ، خطأ هؤلاء العلماء مماثل تماما لخطأ ذلك العالم الزراعي الذي يأتي بنبات صحراوي إلى منطقة قريبة من القطب الشمالي ويدرس عليه تأثير الموسيقى في نمو هذا البنات. دون أن يحسب حساب أهم شروط النمو المناسبة له (حرارة عالية. ..ساعات ضوء طويلة ، جفاف) جميع نتائج هذه التجربة لن تكون واضحة نهائيا ﻷي عالم آخر ﻷن النبات هنا يعيش في وسط مختلف نهائيا عن وسطه الطبيعي. وهذا تماما ماحصل مع علماء النفس والباراسيكولوجيا في دراسة هذا النوع من المواضيع لذلك كانت نتائج تجاربهم لا تقنع أحدا غيرهم من علماء بقية الفروع العلمية.
في أبحاثي أستخدم منطق العلم في خدمة اﻹنسان ، لذلك أثناء بحثي في أسباب ولادة ظاهرة حب العنف والوحشية في اﻷطفال رأيت أن موضوع التخاطر (التأثر عن بعد ) قد لعب دور كبير في نشر هذه الظاهرة لذلك وجب علي دراستها. وما يهمني هنا ليس الظاهرة نفسها ولكن المساعدة في فهم أسباب تفكك الروابط الروحية في أطفال العصر الحديث والذي جعل منهم عندما كبروا علماء ماديين لا يشعرون بوجود الروح، أو بمعنى آخر لماذا روح الله في أطفال أجيال العصر الحديث بدأت تخسر قوتها في السيطرة على سلوك هؤلاء اﻷطفال. موضوع التخاطر أو بشكل أدق (التأثر عن بعد) يفسر كثير من اسباب إنتشار هذه الظاهرة.
علوم البارسيكولوجيا والميتافيزيقية التي هدفها دراسة وفهم القوىالخفية في اﻹنسان ( الخوارق ) هي في الحقيقة العلوم التي وجب أن تمثل علوم حضارة عصرنا التي بدأت بعد حضارة عصر النهضة ولكن لﻷسف الخدعة التي وقعت بها اﻹنسانية في القرن التاسع عشر جعلتها تأخذ الخوارق المادية التي تساعد على تقوية روح السوء لذلك إنسان اليوم أصبح خارقا في التدمير ، أما من ناحية تقوية المبادئ السامية واﻷخلاق الحميدة فقد أصبح اﻹنسان المعاصر بعلمائه أغبى إنسان عرفه التاريخ.
يقول ديكارت أحد عظماء علماء الرياضيات وفلاسفة عصر النهضة (جميع العلوم هي أشبه بشجرة جذورها علوم الميتافيزيقية وجذوعها الفيزياء وفروعها الكيمياء والطب والفلك وثمارها اﻷخلاق ).
في المقالة المقبلة إن شاء الله سنبحث كيف إستطاعت روح السوء العالمية خداع العلماء ليتجهوا في طريق علمي مخالف تماما للطريق الذي فتحه لهم علماء عصر النهضة ليتابعوا تطورهم فيه بهدف الوصول إلى الكمال الجسدي والروحي لﻹنسانية.

ز سانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق