خواطر من الكون المجاور
الخاطرة 81 : معجزة هندسة المجموعة الشمسية
في السنوات اﻷخيرة تم إنتاج عدد كبير من اﻷفلام الوثائقية عن ولادة الكون وتطوره بهدف توعية الناس بشكل أفضل، فمن المعروف أن علوم الفيزياء والكيمياء وبشكل عام العلوم المادية بالنسبة للناس العامة غير مرغوبة للمطالعة وتمضية الوقت لذلك فإن عرضها بشكل فيلم وثائقي مبسط وشيق يساهم في جذب الناس أكثر من الكتب والمقالات ليكتسبوا ثقافةً عامة عن تكوين الكون بمختلف نواحيه. إذا تمعنا جيدا في المنطق الذي تعتمد عليها جميع هذه اﻷفلام نجد بأن جميعها تتكلم عن كون بلا روح ، وكأن الكون قد ظهر هكذا بالصدفة ومن اللاشيء. وحسب آراء العالم الكوني الشهير ستيفن هوكينج كما يذكر في فيلمه الوثائقي " قصة كل شيء " بأن كل محتويات الكون وجدت من اللاشيء وأن الفضل اﻷول لتطور الكون ليصل إلى ما عليه اﻵن يعود إلى صفة النقص والفوضى التي تعتبر من أهم الصفات التي يتمتع بها الكون. فهو يقول بالحرف الواحد " في المرة القادمة إذا تذمر أحدهم منك ﻷنك إرتكبت غلطة ، أخبره أن ذلك الخطأ قد يكون شيئا جيدا ﻷنه بدون نقص لا أنت ولا هو ستوجدان اﻵن " أي بمعنى كلامه أن عدم الكمال ووجود النقص والفوضى هو سبب وجودنا في هذا الكون.
أما بالنسبة لظهور الحياة على سطح اﻷرض فهو يقول " قد يبدو لنا أن ظهور الحياة من الصعب أن تكون مجرد صدفة ، ولكن إذا فكرنا في اﻷمر. ... اﻷرض بالصدفة موجودة في البعد المناسب تماما عن الشمس ليسمح للماء أن يوجد في حالة سائلة. . والشمس بالصدفة لها الحجم المناسب تماما لتبقى مشتعلة لمليارات السنين مدة طويلة كافية للحياة لتتطور. ..بالصدفة أيضا النظام الشمسي مليء بالعناصر الكيميائية اللازمة للحياة.وبالصدفة ..... ... " ويتابع كلامه بنفس المنطق ليحاول إقناع المشاهد بأن ظهور الحياة وولادة اﻹنسان على سطح اﻷرض حدث بالصدفة بسبب قانون اﻹحتمالات وأنه لا حاجة لوجود خالق ليرتب هذا الحظ الوفير ليكون كل شيء مناسب لولادة الحياة. فكما يقول عن حقيقة وجود إله خالق " حين يسألني الناس ، إن كان الكون مخلوق من قبل إله ما. أقول لهم أن السؤال نفسه غير منطقي ، ﻷن الزمن لم يكن موجودا قبل اﻹنفجار الكبير. لذلك لا يوجد وقت لإله ما ﻷن يصنع كونا، إنه مثل السؤال عن اﻹرشادات نحو حافة اﻷرض، فاﻷرض كروية لا توجد حافة لها. لذلك فالبحث عن الحافة لا جدوى منه. ..نحن أحرار في أن نؤمن بما نريد ، وبرأيي أن أبسط تفسير هو : الله غير موجود ، والكون لم يخلقه أحد ، ولا أحد يتحكم بأقدارنا. . لا يوجد جنة ، ولا حياة أخرى. ... "
آراء ستيفن هوكينج بشكل عام تعبر عن معظم آراء الوسط العلمي المختص في دراسة الكون ، فألبرت أنشتاين والذي في بداية حياته كان يتكلم عن الله في آرائه العلمية ، تحول في آخر حياته إلى إنسان يسخر من قصص اﻷنبياء المذكورة في الكتب المقدسة. حيث ذكر في رسالته لصديقه الفيلسوف اليهودي إريك جوتكيند " كلمة الله هي بالنسبة لي ليس أكثر من تعبير ومنتج للضعف البشري. الكتاب المقدس عبارة عن مجموعة من اﻷساطير البلهاء والتي لا تزال بدائية ومع ذلك فهي جميلة وصبيانية" ، تصوروا أن أذكى رجل في العصر الحديث والذي على نظرياته وآرائه يتم تفسير الظواهر الكونية، لم يفهم بأن قصص اﻷنبياء هي في الحقيقة قصصا تحمل في أحداثها رموزا تفسر لنا تطور الروح سواء في الكون أو على سطح اﻷرض ، ولم يفهم أيضا أن اﻷساطير هي رمزية أيضا لها دور في مساعدة قصص الكتب المقدسة ليستطيع اﻹنسان من خلالها أن يفهم سبب وجوده والهدف الحقيقي من هذا الوجود .
في اﻷسطر التالية سنتكلم عن هندسة الكواكب الداخلية من المجموعة الشمسية ، ﻹثبات أن ولادة الكون والمجموعة الشمسية وتطور كل شيء لم يحصل عن طريق الصدفة بسبب النقص والفوضى كما يحاول إقناعنا به العالم ستيفين هوكينج ولكن بأن كل شيء وكل تغيير قد تم حسب مخطط إلهي هدفه الوصول إلى الكمال الروحي والمادي. فمصطلح (الله ) هو ليس تعبير ومنتج للضعف البشري كما يتصوره آنشتاين ولكن هو " قانون اﻹنسجام الذي يوحد بين اﻷشياء واﻷحداث بشكل متناسق ليستمر تطور الكون بشكل دائم نحو اﻷرقى " أما مصطلح الشيطان " فهو قانون الفوضى والعشوائية الذي يمنع تطور الكون ليسير كل شيء نحو الفناء المطلق " وعلى هذا فحسب رأي ستيفن هوكينج بمعناه الديني فإن الشيطان نفسه ( النقص والفوضى ) هو الذي خلق الكون والحياة . ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما. وهذا ما سنحاول إثباته في اﻷسطر التالية.
العمليات الحسابية التي سنذكرها في شرحنا لم تأتي عن طريق الصدفة ولكن إعتمادا على تفسير الرموز والأرقام المذكورة في قصص الكتب المقدسة، والتي إذا شرحناها هنا فكثير من القراء الذين يعتمدون المنهج العلمي الحديث بشكل مطلق سيتوقفون عن متابعة القراءة ﻷنها حسب ظنهم خرافات وتهيؤات كما نظر إليها أنشتاين و ستيفن هوكينج وكارل ساجان وغيرهم من العلماء. لذلك سنكتفي بذكر الخطوات اﻷخيرة من بحثنا عن هندسة المجموعة الشمسية، ﻷن النتيجة هي أكبر إثبات علمي.
ولكن حتى نستطيع توضيح مبدأ العمليات الحسابية لا بد أن نذكر شيئا عن الرمز اﻹلهي ( Λ ا ) والذي يعتبر من صميم كل شيء. فحسب آراء ستيفن هوكينج كما ذكرنا بأن محتويات الكون جميعها ظهرت من اللاشيء ، ولكن الحقيقة هي أن جميعها ظهرت من الرمز ( Λا) وأيضا هندسة تصميم المجموعة الشمسية تعتمد كذلك على هذاالرمز اﻹلهي .
الرمز ( Λ ا ) هو رمز روح الله التي نفخها في آدم عندما خلقه في البداية ، ومع خلق حواء من آدم إنقسم الرمز إلى قسمين حيث أصبح رمز روح آدم هو ( ا ) ورمز روح حواء هو (\/ ) . من هذه الروح اﻹلهية ظهرت جميع محتويات الكون.
الكتب المقدسة تذكر شخصيات قصة خلق اﻹنسان بهذا التسلسل " آدم، حواء ، الشيطان ، قابيل ، هابيل " واﻷساطير اﻹغريقية وضعت أسماء اﻵلهة على الكواكب اﻷولى بهذا التسلسل " كوكب اﻷول عطارد (هيرميس إله الرسول)، كوكب الزهرة (أفروديت إلهة الحب)، كوكب اﻷرض ، كوكب المريخ ( آريس إله الحرب )" هنا نجد أن توافق بين وظيفة كل إله (الصورة)، مع شخصيات قصة الخلق كما يلي :
- كوكب عطارد إله هيرميس ( يمثل آدم الذي نفخ الله فيه من روحه ، فأصبح صلة الوصل - رسول - بين الناس والله )
- كوكب الزهرة إلهة الحب أفروديت ( يمثل حواء التي غواها الشيطان لتعمل الفحشاء مع آدم والتي سببت طرد اﻹنسان من الجنة )
- كوكب اﻷرض مكان طرد اﻹنسان ( يمثل الشيطان الذي أخرج اﻹنسان من الجنة )
- كوكب المريخ إله الحرب والقتل آريس ( يمثل قابيل الذي قتل آخاه هابيل ،أول قاتل في البشرية)
- حزام الكويكبات والذي يعتقد بأنه كان كوكبا ولكنه تحطم وتحول إلى ملايين القطع المتناثرة ( يمثل هابيل الذي قتله أخاه)
لنطبق هذه الرموز كأشكال هندسية على مدة دوران الكواكب حول الشمس:
- الكوكب اﻷول عطارد يمثل آدم الذي يحمل الرمز ( ا ) حيث أن رمزه هذا يشكل خطا واحدا شاقوليا ولما كان الزمن الذي يستغرقه هذا الكوكب للدوران حول الشمس دورة كاملة هو (88) يوما ،فإن هذا يعني أن رمز آدم هو خط شاقولي طوله 88
- الكوكب الثاني الزهرة يرمز إلى حواء ويأخذ الشكل (\/ ) وهذا الشكل مؤلف من خطين يتحدان في القمة وكل خط له نصف الطول وهو يمثل الفترة الزمنية التي يحتاجها كوكب الزهرة ليدور دورة كاملة حول الشمس والتي تعادل 225 يوما .أي أن طول الخط الواحد هو نصف المدة الزمنية أي 112،5
إذا أنشأنا اﻵن مثلثا متساوي الساقين طول كل ساق فيه 112،5 وإرتفاعه 88 فإن طول قاعدته هو 140 (الصورة) وإذا حسبنا مجموع اﻷضلاع وجدنا أنه يعادل : 112،5 + 112،5+140 = 365
الرقم 365 وهو عدد اﻷيام التي يحتاجها الكوكب الثالث ( اﻷرض ) ليدور مرة واحدة حول الشمس، وهذا يعني أن الكوكب الثالث واقع تحت سيطرة كوكبي عطارد والزهرة اللذين يشكلان معا الرمز ( \/ ا ) والذي يعني روح الله .
لننتقل اﻵن إلى كوكب المريخ الذي يمثل قابيل والذي يعتبر ثمرة خطيئة حواء ، هنا يجب تحويل رمز حواء (\/ ) إلى رمز يعبر عن إرتكاب الفاحشة فيصبح له شكل خط أفقي واحد ( ------ ) طوله 225 وهو -كما ذكرنا - فترة دوران الزهرة حول الشمس ، إذا أنشأنا مثلثا قاعدته طولها 225 وإرتفاعه 88 فإن طول ساق هذا المثلث هو 143 (الصورة ) ولنفهم معنى هذا المثلث علينا اﻹشارة إلى العلاقة في العمليات الحسابية في رقم ترتيب الكواكب المراد الحديث عنها :
- عطارد هو الكوكب اﻷول ،لذا كان رمزه مؤلف من خط واحد ( ا ) طوله 88.
- الثاني هو كوكب الزهرة رمزه مؤلف من خطين ( \/ ) وهما (112،5 +112،5 = 225) .
- الكوكب الثالث هو اﻷرض وحساب أيامه قد حصل من ثلاثة خطوط ( Δ ) وهم (112،5 + 112،5 +140 = 365)
- لذلك فإن الكوكب الرابع لا بد أن يتألف هو أيضا من أربعة خطوط ، وهذا يعني أنه يجب إضافة خط الرابع وهو اﻹرتفاع 88 إلى أضلاع المثلث الذي أنشأناه قبل قليل ، إذا حسبنا مجموع أطوال أضلاع المثلث وإرتفاعه وجدناه يعادل : 225+ 143+143+88 =599
الرقم ( 599 ) محسوب على نموذج المقياس المتبع في الكتب المقدسة أي بمقياس الذراع الملكي ، فإذا حولناه إلى مقياس ذراع عادي، فإن (599 ذراع ملكي = 687 ذراع عادي)، حيث الرقم 687 هو عدد اﻷيام التي يحتاجها الكوكب الرابع المريخ ليدور دورة كامل حول الشمس.
إن هذا التحويل من ذراع ملكي إلى عادي لم يحدث صدفة ،لكنه يفسر لنا أمرا آخر : إذا إعتبرنا هذا المثلث كمثلثين أي قسمناه إلى قسمين ( كما في الصورة ) فإن حاصل مجموع أضلاع المثلثين معا هو :
(143+112،5+88)+(143+112،5+88) = 687
الرقم 687 هو عدد اﻷيام التي يحتاجها كوكب المريخ ليدور دورة كاملة حول الشمس ولكن هنا حصلنا عليه بشكل مباشر بدون تحويل من ذراع ملكي إلى ذراع عادي، ولكن عدد الخطوط المستخدمة هنا ﻹخراج هذه القيمة هو ستة خطوط لا أربعة العدد الذي يمثل رقم ترتيب هذا الكوكب كما هو حاصل مع الكوكب اﻷول والثاني والثالث.
إن إستخدام ستة خطوط لاستخراج قيمة الزمن الذي يحتاجه كوكب المريخ ليدور دورة كاملة حول الشمس ، يعني أن ترتيب هذا الكوكب هو السادس وليس الرابع كما يعتقد علماء الفلك ،ويعني أيضا أن ثمة كوكبين آخرين قبل كوكب المريخ (الصورة ).
قد يعتقد علماء الفلك بأن تطابق اﻷرقام في العمليات الحسابية قد حدثت بالصدفة فليس من المعقول - حسب رأيهم - أن يكون كوكب المريخ ترتيبه السادس. ولكن من يبحث في تكوين المجموعة الشمسية بناء على رموز وأرقام الكتب المقدسة يعلم تماما بأنه بدون وجود الكوكب الرابع والخامس لا يمكن تفسير ظهور الحياة في المجموعة الشمسية ، لذلك يوجد إثباتات أخرى تؤكد على أن كوكب المريخ ترتيبه السادس وليس الرابع كما يظن علماء الفلك. وسنحاول إثبات صحة وجود الكوكبين الرابع والخامس بطريقة أخرى.
إن مكان تواجد كواكب المجموعة اﻷولى لم يحدث بالصدفة ولكن يتبع القانون التالي :
ب ك ر = 58 - [ 8 ( ر -1) ]
حيث 58 هو بعد الكوكب اﻷول عن الشمس
(ب ك) هي بعد المسافة بين الكوكب المقصود عن الكوكب الذي يأتي قبله بالترتيب
( ر ) هو رقم ترتيب الكوكب
اﻵن لنحاول تطبيق هذا القانون على الكواكب ﻹثبات صحته :
- كوكب عطارد ترتيبه هو اﻷول وحسب القانون فإن بعده عن الشمس هو 58 مليون كم كما قدره علماء الفلك.
ب ك 1 = 58 - [ 8 (1-1)] = 58 مليون كم
- بعد الكوكب الثاني ( الزهرة ) عن كوكب عطارد حسب القانون هو :
ب ك 2 = 58 - [8 (2-1) ] = 50 مليون كم
المسافة بين الزهرة وعطارد هي فعلا 50 مليون كم كما تم قياسها من علماء الفلك.
- بعد الكوكب الثالث ( اﻷرض ) عن كوكب الزهرة حسب القانون :
ب ك 3 = 58 - [ 8 (3-1) ] = 42 مليون كم
المسافة بين اﻷرض والزهرة هي فعلا 42 مليون كم كما تم قياسها من علماء الفلك
- بعد الكوكب الرابع ( حاليا غير موجود ) عن كوكب اﻷرض حسب القانون :
ب ك 4 = 58- [ 8(4 -1) ] = 34 مليون كم
هذا الكوكب غير موجود اليوم للتأكد من صحة الرقم.
- بعد الكوكب الخامس( اليوم غير موجود ) عن الرابع حسب القانون :
ب ك 5 = 58- [ 8(5-1) ] = 26
هذا الكوكب أيضا غير موجود اليوم للتأكد من صحة الرقم.
- بعد الكوكب السادس ( المريخ ) عن الخامس حسب القانون :
ب ك 6 = 58- [ 8( 6-1 ) ] = 18
يمكن هنا التأكد من صحة الرقم عند حساب المسافة بين الكوكب الثالث ( اﻷرض ) الموجود والكوكب السادس ( المريخ ) الموجود أيضا. حيث حاصل مجموع المسافات بين الكوكب الثالث والرابع (43 )وبين الرابع والخامس (26) والخامس والسادس (18) :
34+ 26 +18 = 78
الرقم 78 مليون كم. هو فعلا المسافة التي تفصل بين كوكب اﻷرض وكوكب المريخ كما قدرها علماء الفلك. أما بُعد كوكب المريخ عن الشمس فهو يعادل 228 مليون كم. وهو نفس الرقم الذي حصلنا عليه بتطبيق القانون السابق حيث مجموع المسافات بين الكواكب كما خرجت معنا باستخدام القانون السابق.
حسب هذا القانون فإن المسافة بين الكوكب الرابع والشمس هي ( 184 ) مليون كم، أما المسافة بين الكوكب الخامس والشمس فهي ( 210 ) . العلاقة بين الرقمين ليست صدفة ولكنها نفس النسبة بين الذراع العادي والذراع الملكي اللتان تستخدمهما الكتب المقدسة حيث : ذراع عادي 210 = 184 ذراع ملكي. أي أن الكوكبان الرابع والخامس روحيا ( وليس ماديا ) يوجدان على نفس البعد عن الشمس، وهذا معناه أن الكوكبان الرابع والخامس هما كوكب مزدوج يأخذ أثناء دورانه حول الشمس البعدين ( 184 -210 ) أي مرة يوجد على بعد 184 مليون كم عن الشمس ومرة أخرى على بعد 210 مليون كم.
الكوكبان الرابع والخامس لعبا دورا كبيرا في ولادة الحياة في المجموعة الشمسية ، ولكن لتوضيح هذه الفكرة يجب شرح أشياء عديدة من الرموز المستخدمة في الكتب المقدسة. لذلك سنترك هذا الموضوع إلى مقالات أخرى إن شاء الله.
جميع كواكب المجموعة الشمسية تقع تحت سيطرة الرمز ( Λ ا ) وهو دليل إلهي ليعلم علماء الفلك بأن كل شيء يسير ضمن خطة إلهية . ذكرنا هنا فقط القسم الداخلي من المجموعة الشمسية ، وما ينطبق على المجموعة الشمسية ينطبق أيضا على الكون بأكمله. فمفهوم الكون في الحقيقة يختلف كثيرا عما يعتقده أنشتاين وستيفن هوكينج وكارل سيجان وغيرهم من علماء الكون في العصر الحديث الذين يعتمدون على قوانين فيزيائية مادية فقيرة لتفسير الظواهر الكونية دون أن يعطوا للكتب المقدسة أو للسلوك الروحي في تطور اﻹنسانية أي أهمية فأصبح مفهوم الكون اليوم عند الجميع وكأنه كون بلا روح.
اﻷديب الروسي فيدور دوستويفسكي في روايته الخالدة اﻷخوة كارامازوف يقول " إن لم يكن الله موجود فإن كل القيم واﻷخلاقيات تسقط من نفسها ويصبح كل شيء مباح من أصغر الذنوب إلى أبشع الجرائم " ومع اﻷسف الشديد يبدو أن معظم علماء الكون في العصر الحديث لم يفهموا العلاقة بين فكرة اﻹعتقاد المطلق بعدم وجود الله مع الفساد اﻷخلاقي والدمار اﻹجتماعي الذي يحصل اليوم في معظم مجتمعات العالم ، فنرى العالِم ستيفن هوكينج من ناحية يحاول بشتى الوسائل إقناع الجميع بعدم وجود الله ومن ناحية أخرى نراه يصرخ ويثور ضد سياسات الدول لما تُحدث من حروب ودمار وإنتهاك حقوق اﻹنسان في مختلف بلدان العالم ، دون أن يعلم أنه هو نفسه عندما يحاول التأكيد على فكرة عدم وجود الله فهو يساهم في تنمية الروح الوحشية في نفوس البشرية ، فكل إنسان يحاول تقوية فكرة عدم وجود الله في عقول الناس يساهم بشكل غير مباشر في تنمية الوحشية وحب العنف والقتل. ﻷن المثالية والقيم اﻹنسانية قد أتت من تعاليم الديانات التي ظهرت عبر مراحل تطور البشرية ومن أولئك الذين آمنوا بوجود الله والذين طبقوا تعاليمه فكان نتيجته ظهور القوانين الإجتماعية التي حولت المجتمع من مجتمع حيواني تسيطر عليه قوانين الغاب إلى مجتمع إنساني تحكمه قوانين ومبادئ سامية ، لذلك فإن محاولة حذف الشعور بوجود الله من نفوس البشرية سيؤدي إلى تغيير المجتمعات اﻹنسانية في المستقبل إلى مجتمعات حيوانية تعيش على الفوضى والوحشية. والنتيجة هي أقوى إثبات علمي ، فمع إنتشار عقيدة عدم وجود الله في معظم شعوب العالم في القرن اﻷخير نجد التاريخ يسجل في صفحاته " لم تعرف اﻹنسانية وحشية أكثر من وحشية إنسان قرن العشرين " حيث وصلت اﻷمور إلى ولادة ظاهرة ( الطفل المجرم )، هذه الظاهرة التي لم تعرفها اﻹنسانية من قبل سوى في عصرنا الحاضر.
من يؤمن بالله برؤية شاملة سيعلم أنه بدون وجود الله لاتوجد روح وبدون الروح لا يوجد شيء على اﻹطلاق ﻷن الروح هي الزمن الذي مع جريانه تنتج منه الطاقة والطاقة بدورها تعطي المادة بأشكالها المختلفة اللازمة لظهور الحياة وتطورها.
ز.سانا
للمزيد عن الرمز اﻹلهي (Λا) في الخاطرة 35 الرمز اﻹلهي. وكتاب الرموز واﻷرقام في الفكر اﻹلهي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق