الأحد، 25 فبراير 2018

خواطر من الكون المجاور الخاطرة ١٦٥ : المكان والزمان في الكتب المقدسة

خواطر من الكون المجاور
الخاطرة ١٦٥ : المكان والزمان في الكتب المقدسة
من يتمعن في آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة سيبدو له أنها لا تتكلم عن زمن ومكان وقوع الاحداث التاريخية المذكورة فيها ، لذلك نجد ان العلماء المسلمين في زمن الحضارة الإسلامية كانوا يلجأون إلى الإستعانة بكتب التوراة والإنجيل في تحديد مكان وزمان ولادة الأنبياء وكان معظم المسلمين في تلك الفترة يأخذون بها لتأخذ هذه الأحداث الدينية مكانها في التاريخ لتصبح أحداثاً واقعية مرتبطة بتطور البشرية . ولكن في نهاية القرن التاسع عشر وبسبب تقدم العلوم والتكنولوجيا التي ساعدت في البحث العلمي ، ذهبت فئة من العلماء بإختصاصات مختلفة كالتاريخ ،والتطور ، والجيولوجيا ،و الفلك....إلخ ، يهاجمون كتب التوراة والإنجيل ويتهمون بأن جميع الأرقام التاريخية المذكورة فيها هي أرقام وهمية خرافية لا محل لها في الواقع المكاني ولا في الواقع الزماني .

آراء العلماء هذه أحدثت ضجة في الوسط الديني ، فدفعت نسبة من المؤمنين بصحة هذه الكتب المقدسة أن يعيدوا النظر في صحة المعلومات التي تذكرها هذه الكتب التي يؤمنون بها. أيضا كثير من علماء المسلمين عندما رأوا ذلك الهجوم الشرس الذي شنه العلماء على المعلومات المذكورة في التوراة واالإنجيل ، تخلوا مباشرة عن كل ما تم أخذه من هذه الكتب المقدسة ، واليوم نجد أن رأي معظم علماء المسلمين عن القرآن الكريم بأنه ليس كتاب تاريخ لذلك فهو لا يحدد مكان وزمان وقوع الأحداث ، فحسب رأيهم أن القرآن الكريم يمضي إلى ما وراء المكان والزمان وما وراء الأشخاص إلى الواقعة التاريخية في خلاصتها الأساسية من أجل أن يستخلص منها العبرة والمغزى التي تضيء للناس الطريق نحو المستقبل .
أعتقد أن رأي هؤلاء العلماء عن القرآن الكريم هو نوع من التهرب أو نوع من الخوف من مواجهة تلك التناقضات بين نتائج الأبحاث العلمية مع المعلومات المذكورة في الكتب المقدسة وأقصد هنا أيضا القرآن الكريم ، فجميع القصص المذكورة في القرآن موجودة في بقية الكتب المقدسة الأخرى مع بعض الإختلافات البسيطة ، ومن يتمعن جيدا في أشكال قصص الأنبياء عند المسلمين كما تم كتابتها في الفترة الأخيرة بعد تجريدها من كل شيء له علاقة بكتب التوراة والإنجيل سنجد أنها قد أصبحت قصص فقيرة في العبرة وفي المغزى وأصبحت عاجزة عن المساعدة في فهم حقيقة التطورات التي حدثت في تطور الإنسانية أو تطور الحياة أو تطور الكون ، والتي جميعها أصبحت تعتمد ذلك المبدأ الذي عبر عنه العالم الكوني الشهير ستيفين هوكنج (تطور الكون لا يحتاج إلى خالق) .
هل من المعقول أن يكون القرآن الكريم كتاب موعظة فقط ؟ طبعا لا ، فهناك آيات قرآنية كثيرة يصف بها القرآن نفسه تناقض رأي علماء المسلمين ....منها مثلا "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم "(٧) المجادلة...."وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ " (٧٥) (النمل)..... "إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " (٣٤) (لقمان)...."وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (١١) (فاطر).
القرآن الكريم هو كتاب معجزة "وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ " (٢٣) (البقرة)، ومعجزته انه ينظر إلى الحدث كوحدة متكاملة فزمن ومكان الحادثة هي عناصر هامة من هذه الوحدة المتكاملة وبدونها يفقد الحدث شيئا من حقيقته ، لذلك فالقرآن الكريم هو أيضا كتاب تاريخ يذكر زمن ومكان كل حادثة مذكورة فيه، ولكنه لا يذكرها بطريقة مادية ولكن بطريقة رمزية تتطلب مستوى معين من الإدراك لرؤيتها وذلك حسب حاجة كل عصر ، فكل عصر له نوعية معينة من الإدراك ، تماما مثل الفرق بين إدراك الطفل وإدراك المراهق وإدراك البالغ . فمستوى إدراك الطفل لا يسمح له باستيعاب مقدار الرقم مليون او مليار مثلا ، لذلك لا يمكن إستخدام هذه الأرقام في شرح الأحداث للطفل. هكذا تماما كذلك بالنسبة لمستوى إدراك الإنسان في مختلف العصور التي نزلت فيها الكتب المقدسة لذلك القرآن الكريم والكتب المقدسة الأخرى لا تذكر تاريخ الأحداث بشكل حرفي حتى لا يتوه المؤمن بسبب ضعف مستوى معارفه . ولكن اليوم ومع التقدم الكبير الذي حصل على مستوى المعارف والعلوم فإن الوضع يختلف تماما وبدلا من أن يتهرب العلماء المسلمين او علماء الدين بشكل عام من الخوض في البحث عن تاريخ ومكان حدوث قصص الأنبياء عليهم أن يبحثوا في الرموز التي يستخدمها القرآن الكريم والكتب المقدسة الأخرى لكي تصبح هذه القصص جزء من تاريخ الإنسانية ولتلعب دورها في فهم حقيقة التطور الشامل الذي حدث عبر العصور ، ونقصد هنا التطور الروحي والتطور الجسدي.
إذا تمعنا في آيات الكتاب المقدس الأول ونقصد سفر التكوين سنجد أنه يعطي أهمية كبيرة لزمان ومكان وقوع الأحداث ، ولكن اليوم جميع المسلمين تقريبا لا يؤمنون بصحتها لأنها غير مذكورة في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ، ولكن من يبحث في معاني والرموز الموجودة في آيات القرآن سيجد أن القرآن الكريم يؤكد على صحة تلك الأرقام ليس كرقم مادي ولكن كرقم رمزي ، مثلا سفر التكوين يذكر أن نوح عليه الصلاة والسلام عاش ٩٥٠ عام ، ولكن إذا تمعنا جيدا في الأرقام التي يذكرها الإصحاح /٥/ عن عام الطوفان سنجده يتناقض مع ما هو مذكور في الإصحاح /١١/ بفارق عامين ، لذلك نجد أن كثير من أولئك الذين يهاجمون الكتب المقدسة ينظرون إلى هذا الفارق في الأعوام على أنه خطأ وانه إثبات يؤكد على أن هذه الكتب المقدسة كتبتها يد إنسان وأنها ليست من وحي إلهي، ولكن في الآية ١٤ من سورة العنكبوت تذكر "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ " هذه الآية تشرح سبب وجود الفارق بعامين ، حيث ال/١٠٠٠/ سنة هنا محسوبة بالسنوات القمرية اما ال/٥٠/ عام فمحسوبة بالسنوات الشمسية ، وهي تعادل /٥٢/ سنة قمرية فيكون لدينا الفارق عامين كما هو مذكور في سفر التكوين .
أيضا هناك حديث شريف يتكلم عن عمر آدم ، ونجد أنه يذكر نفس عمر آدم المذكور في سفر التكوين ( الفقرة مذكورة بالتفصيل في المقالة ١٦٣ روحانية الزمن الجزء ٣).
الآية القرآنية والحديث الشريف بهذه الطريقة يؤكدان على أن الأرقام المذكورة في التوراة ليست محرفة ولكنها رمزية تساعدنا على فهم ما حدث عبر التاريخ ، فالقرآن لا يذكر أرقام تواريخ الأحداث وذلك بسبب وجودها في الكتب المقدسة الأخرى ،ولكنه يذكر بعض الرموز عنها لتأخذ معنى شامل يوضح المعنى الروحي لهذه الأحداث، فمثلا كتب كلية الهندسة رغم انها تقوم بدراسة المساحة والأشكال الهندسية ولكنها لا تذكر قانون مساحة المثلث ، والسبب لأنه تم ذكره في كتب المراحل الدراسية السابقة ولا داعي لذكره في كتب كلية الهندسة، هكذا تماما يحدث أيضا في القرآن الكريم لذلك نجده لا يذكر قصص الأنبياء بشكل مفصل ولكن يختار بعض الاحداث منها ، والسبب أنها مذكورة في الكتب المقدسة الأخرى . فهذه الكتب هي أيضا من الوحي الإلهي وليس من المعقول أن يتم تشويهها وتحريفها لتفقد قيمتها بشكل تام ، ولكن الذي حصل هو أنه مع تطور اللغة كتبت بنسخ معدلة ليستطيع الناس العامة فهمها أيضا ،ولكن بطريقة لم تؤثر على طبيعة رموزها وأرقامها وهذا هو ما يجعلها كتب مقدسة لأن قدسيتها تكمن في رموزها وأرقامها .
وهنا سنذكر مثال لنؤكد على صحة هذا الإعتقاد ، ليعلم علماء المسلمين أن القرآن الكريم هو كتاب شامل لجميع العلوم ولكن فهم حقيقة معاني آياته يحتاج إلى فهم رموز وأرقام الكتب المقدسة الاخرى.
في الأصحاح /٥/ من سفر التكوين يذكر ان لامك والد نوح عاش /٧٧٧/ عام ، ولكن في نفس الأصحاح من سفر التكوين النسخة السبعينية (الترجمة اليونانية)، نجد انه يذكر ان لامك عاش /٧٥٣/ عام ، قد يعتقد المسلمون انه هناك تحريف في هذه الكتب المقدسة بسبب إختلاف الأرقام المذكورة في النسختين ، فهناك فرق /٢٤/ عام بين الرقمين ، ولكن من يبحث عن الحقيقة بنية صادقة بعيدة عن أي تعصب فكري أو ديني ، واعتمادا على المبدأ الذي يستخدم القرآن الكريم والحديث الشريف كما شرحنا قبل قليل سيجد أنه لا يوجد أي تناقض بين الرقمين، فإذا حولنا الرقم ٧٧٧ من سنوات قمرية إلى سنوات شمسية سنجد انها تعادل الرقم ٧٥٣ وهذا يعني ان النسخة السبعينية تذكر الرقم محسوبا بسنوات شمسية بينما الرقم الآخر فهو محسوب بسنوات قمرية .
والسؤال هنا لماذا أوحى الله لكاتب النسخة السبعينية (اليونانية) ان يكتب رقم عمر لامك والد نوح بالسنوات الشمسية .
تمعنوا في الرقمين جيدا (٧٧٧) و (٧٥٣) ....ماذا تشاهدون في هذين الرقمين ؟....هل هذه الارقام تذكركم بشيء ؟....هل تذكركم هذه الأرقام بأحداث تاريخية معينة ؟....
حتى نستطيع رؤية الحكمة الإلهية في هذين الرقمين نحتاج إلى إدراك شامل بعيد عن جميع أنواع التعصب ، فعلى مبدأ الإدراك الشامل كتبت جميع الكتب المقدسة ، لأن الإدراك الشامل هو الذي يضع جميع المعارف والعلوم في خدمة الإنسان لتساعده في تطوره ليطهر نفسه من جميع الشوائب التي كانت سببا في طرده من الجنة.
لنحاول شرح بعض زوايا معاني هذين الرقمين :
الرقم /٧٧٧/ قبل الميلاد هو عام نهاية العصور المظلمة لليونان القديمة وبداية الحضارة الإغريقية( اليونانية) ، الرقم /٧٥٣ /قبل الميلاد هو عام تأسيس مدينة روما ،حتى نفهم العلاقة بين الحدثين يجب ان نعلم أنه في عام ٧٧٧ قبل الميلاد قرر إفيتوس ملك إليذا في اليونان تنظيم الألعاب الأولمبية لتساعد على تقوية العلاقات بين الدويلات اليونانية التي كانت تعاني من الحروب الاهلية والفساد والأمراض، وفي العام التالي مباشرة عام ٧٧٦ تم تنظيم اول دورة الألعاب الأولمبية لتصبح هذه الألعاب رمزا للاخوة والتعاون بين مختلف الدويلات اليونانية . أما عام /٧٥٣ / قبل الميلاد فنجد انه يرمز إلى نقيض الحالة الاولى، فكما يروي الأصل الأسطوري لمدينة روما ان رومولوس ورموس قررا بناء مدينة وبعد مشادة بينهما حول طريقة بناءها، قتل رومولوس شقيقه ريموس فأصبحت مدينة روما رمزا لجريمة قتل قابيل لأخيه هابيل .بينما عام ٧٧٧ والتي تم فيها إعلان ضرورة تنظيم الألعاب الأولمبية أصبح رمزاً لتصحيح خطأ جريمة قابيل وذلك عن طريق ممارسة الرياضة والمشاركة في المباريات من أجل السيطرة على غريزة حب العنف والقتل .
علماء التاريخ ينظرون إلى هذين الحدثين التاريخين نظرة مادية سطحية فقيرة بالمعاني، بينما الإختلاف ما بين سفر التكوين العادي والنسخة السبعينية يفسر لنا هذين الحدثين التاريخين بصورة أعمق يساعدنا على فهم التطور الروحي للإنسانية ، فعلماء التاريخ يضعون أرقام تاريخ هذه الأحداث حسب العام الميلادي ولكن سفر التكوين يضع هذه الأحداث حسب عام ميلاد مريم العذراء . فعام ولادة مريم هو ٢٤ قبل الميلاد . وسفر التكوين والنسخة السبعينية بإستخدامهما عام ميلاد مريم العذراء يشير لنا إلى أهمية الحدث التاريخي الذي حصل في اليونان قبل ٧٥٣ سنة شمسية من ولادة مريم (٧٧٧ سنة قمرية) والذي كان بداية لتنظيم الألعاب الأولمبية التي أصبحت رمزا للسلام والأخوة .
من المعروف أن الشعب اليوناني والشعب الإيطالي كليهما يحملان إسم (روم) لذلك نجد ان أسم لامك يذكر في سفر التكوين لشخصين ،الاول هو والد نوح كما ذكرنا، أما الثاني فهو اسم احد أحفاد قابيل ( مذكور في الأصحاح ٤) حيث معه تتوقف سيرة نسل قابيل ولا تظهر ثانية وكأنها إنقرضت إلى الأبد ، ولكن أيضا نجد ان بعد لامك يأتي نوح ومعه يحدث الطوفان ليطهر البشرية من الكافرين و لتبدأ الإنسانية عهدا جديد جميعهم من أنسال نوح .
قد يتساءل البعض ما علاقة لامك ونوح بمريم العذراء، حتى نستطيع فهم العلاقة بينهم يجب أن نشرح بعض الأشياء من زاوية نظر أخرى ، الرقم ٧٧٧ هو في الحقيقة الرقم المعاكس للقيمة الرقمية لأسم عيسى(ΙΗΣΟΥΣ) في نظام القابالا للغة اليونانية والذي يعادل ٨٨٨:
‏ Ι(١٠)+Η(٨)+Σ(٢٠٠)+Ο(٧٠)+Ύ(٤٠٠)+Σ(٢٠٠) = ٨٨٨
فأسم عيسى عليه الصلاة والسلام يتألف من ثلاث زوايا تتجه نحو الأعلى أي نحو السماء كرمز يدل على جهة الطريق نحو الجنة ، أما الرقم ٧٧٧ فهو يتالف من ثلاث زوايا تتجه نحو الأسفل كرمز للغرق والدمار ، لذلك نجد أن اسم بلاد اليونان القديم يسمى عالميا ببلاد (الإغريق) وكلمة إغريق أصلها من كلمة غرق ، أي من كلمة (إغرق) والمقصود منها هو قتل تلك الغرائز الحيوانية التي دفعت قابيل إلى إرتكاب جريمة القتل، وإذا نظرنا إلى خريطة اليونان اليوم نجد لها شكل مشابه لشكل رأس إنسان قد اغرق نصفه الأيسر في الماء(الصورة) ، حيث النصف الأيسر في الإنسان هو رمز للغرائز المادية ( أصحاب اليسار ).
أما خريطة إيطاليا فنجد لها شكل قدم ولكن إذا قلبناها رأساً على عقب سنجد أن شكلها يصبح مشابه لشكل كلب(الصورة) ، تماما كما تذكر أسطورة تأسيس روما حيث تقول بأن رومولوس ورموس قد أرضعتهما ذئبة أي أنهما روحيا أولاد الذئبة لذلك حدثت جريمة القتل، وليس من الصدفة أن إسم جزيرة صقلية التي تمثل رأس هذه الكلبة يُسمع وكأنه لفظ كلمة كلبة في اللغ اليونانية (سكيلا)، حيث الكلب هو أحد رموز أعور الدجال، لذلك أخذت مريم العذراء رمز الطهارة لتلد إبنها عيسى الذي أتبع مبدأ قانون الجنة الذي سار عليه هابيل " لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ " (28..المائدة) وقام بتعليم اتباعه المحبة والسلام .
هذه الرؤية الشاملة التي شرحناها لتفسير ذكر الرقم ٧٧٧ والرقم ٧٥٣ في سفر التكوين تفتح لنا بابا واسعا للبحث لتساعدنا على تفسير وفهم المعاني الروحية للأحداث التاريخية التي لا نزال ننظر إليها حتى الآن نظرة سطحية لا تفيدنا شيء في فهم حقيقة سبب وجودنا وحقيقة تكويننا الروحي والجسدي لنستطيع حل المشاكل التي تعاني منها المجتمعات في جميع شعوب العالم والتي جعلت من العصر الحديث يتصف بوحشية لم تعرفه الإنسانية في تاريخها من قبل....... وإن شاء الله سنتابع شرحنا لزوايا أخرى لنفس الموضوع في مقالات قادمة إن شاء الله .

ز ، سانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق