السبت، 8 يوليو 2017

خواطر من الكون المجاور الخاطرة 139 : حقيقة إنشقاق اﻹسلام (السنة ،الشيعة)الجزء 2


خواطر من الكون المجاور
الخاطرة 139 : حقيقة إنشقاق اﻹسلام (السنة ،الشيعة)الجزء 2
موضوع إنشقاق اﻹسلام إلى سنة وشيعة يعتبر من أهم اﻷحداث في تاريخ اﻷمة اﻹسلامية وهو موضوع طويل ومعقد والحديث عنه بشكل مفصل جدا لن يفيد في شيء وخاصة في هذه الفترة حيث التعصب اﻷعمى في جميع النواحي يسيطر على فكر نسبة كبيرة من الناس سواء كان على الصعيد اﻹسلامي أو العالمي. لذلك في اﻷدلة التي أعرضها في مقالاتي عن هذا الموضوع أتجنب ذكر أي حدث تاريخي أو أي حديث شريف لا يقبل بصحته أحد اﻷطراف ، فإذا ركزنا إلى كل ما يذكره كل طرف ليبرر موقفه وإعتقاده سنجد تناقضات غريبة عجيبة بين الطرفين ، والمشكلة الكبرى في الموضوع أنه لا يوجد إي دليل يؤكد أو ينفي صحة الحدث التاريخي أو الحديث الشريف الذي يستخدمه كل طرف ،لنأخذه كإثبات صحيح يساعد في دراسة موضوع اﻹنشقاق. لذلك تجنبت بشكل قطعي أن أذكر حتى أمثلة بسيطة عن مثل هذه اﻷدلة لكي لا أخوض في طريق يزيد التعصب أو الكراهية أكثر بين الطرفين.

في كافة المواضيع التي أبحث فيها وخاصة تلك التي لها علاقة بمشكلة تسببت عداوة بين طرفين أو أكثر، كما يحدث في موضوع اليوم السنة والشيعة ، أحاول دائما الإبتعاد نهائيا عن اﻷدلة واﻵراء التي يعرضها كل طرف ليظهر بأنه على حق وأن اﻵخر على باطل ، فمعظم تلك اﻷدلة التي تفرق بين طائفتين أو شعبين تكون عادة مشبعة بالكثير من التزوير ، ﻷن الكثير من الناس ذوي العقول الفاسدة يصيدون في المياه العكرة و يستغلون ظروف اﻹختلاف لتنمو العداوة أكثر بين الطرفين من خلال تزوير الحقائق ، وفي كثير من اﻷحيان بسبب هؤلاء الناس وأمثالهم نجد أن اﻷمور تدفع المظلوم بأن يصل إلى مرحلة يستخدم فيها سلوكا سلبيا مع الطرف اﻵخر حتى يصبح مستواه أسوأ من الظالم ، مثل هذا السلوك بدلا من أن يعطي فرصة للناس الصالحين في الطرف اﻵخر باﻹعتراف بالخطأ الذي إرتكبه أفراد طرفهم نجد اﻷمور تزداد سوءا، ونجد الصالحين بين الطرفين الذين يحاولون تهدئة اﻷوضاع يفقدون السيطرة على أفراد طرفهم فتنتقل السيطرة على الوضع إلى الأفراد الذين هدفهم الحقيقي تقوية الفتنة واﻹنشقاق ، وتكون النتيجة زيادة الكراهية والعداوة بين الطرفين أكثر فأكثر.
لهذا السبب في جميع مؤلفاتي التي تبحث في كشف حقائق اﻷشياء واﻷحداث وخاصة تلك التي أحدثت اﻹختلافات واﻹنشقاقات بين اﻷطراف ، أعتمد دوما على حقائق لا يمكن ﻷصحاب العقول الفاسدة أن تصل إليها بغرض تحريفها أو حذفها. ﻷن مثل هؤلاء لا يملكون البصيرة ، لذلك لن يستطيعوا رؤيتها ليتلاعبوا بها كما يحدث عادة. الله عز وجل في كل حادثة يترك لنا الكثير من تلك اﻷدلة التي تراها فقط عين البصيرة ، والتي أشار الله إليها في الآية 59 من سورة النساء " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي اﻷمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم اﻵخر ذلك أحسن تأويلا " فهناك أشياء كثيرة سواء في القرآن الكريم أو الكتب المقدسة أو مما تركه الله لنا من حولنا من حقائق ثابتة لم يتنبه إليها أصحاب العقول الفاسدة ، تشرح لنا أشياء هامة لها علاقة بمواضيع تناقض اﻵراء واﻷفكار بين اﻷطراف المتنازعة، بحيث تعطي كل طرف ما يستحقه. وسنحاول هنا عرض ما له علاقة بموضوع إنشقاق اﻷمة اﻹسلامية إلى سنة وشيعة.
في الجزء اﻷول ذكرت أن سورة الصف تنبئ في نفس الوقت عن مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم وعلي أيضا وكأنهما شخص واحد ، حيث أخذ (محمد) صلى الله عليه وسلم دور مهمة التطوير الروحي في اﻹسلام بينما أخذ (علي ) رضي الله عنه مهمة التطوير المادي في الإسلام. ولكن عدم ذكر إسم علي بشكل حرفي ليراه الجميع دفع بعض المسلمين إلى حذف مكانة علي في اﻹسلام لتجعل منه وكأنه مثل بقية الصحابة ولا يزيد عنهم في شيء. وهذا - كما ذكرنا - ما جعل أولئك المسلمين الذين يحملون التكوين الفكري المشابه لفكر علي أن يشعروا بأن الدين اﻹسلامي قد خسر هويته الحقيقية. فحدث ما حدث، هذا اﻹنشقاق في البداية كان هدفه خير للمسلمين ليفهموا حقيقة دينهم أكثر ،فكما هو في بقية اﻷديان السماوية حيث أرسل الله عز وجل أنبياءه بشكل مزدوج ، في اليهودية موسى وهارون ، في المسيحية عيسى ويحيى ( عليهم الصلاة والسلام )،هكذا كان اﻷمر أيضا في الدين اﻹسلامي ، ولكن وﻷن الله عز وجل له حكمته في تدبير اﻷمور لتسير اﻹنسانية على الطريق الذي رسمه الله لها، ففي حين أن الله عز وجل وضع مكانة هارون ويحيى بشكل واضح ليعلم الناس أنهما أنبياء، ولكن في الدين اﻹسلامي وضع هذه المرة مكانة الرجل الثاني ( علي ) بشكل أقل وضوحا ، لتسير اﻷمور بالطريقة التي يريدها هو ، لذلك بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بدأت تقوى نقطة اﻹختلاف في مكانة علي في اﻹسلام، ووصلت إلى أشدها في معركة الصفين ،حيث نجد علي رضي الله عنه يتصرف بحكمة لا يملكها إلا اﻷنبياء. فنجده يحول تلك الفتنة بين المسلمين التي كانت نتيجتها معركة صفين التي أصبحت مثل العار في تاريخ اﻹسلام إلى نور يضيء طريق اﻹنسانية بأكملها لتتابع طريقها نحو الكمال الروحي والمادي.
معظم علماء الدين اﻹسلامي يتهربون من شرح أو ذكر موضوع معركة صفين أمام المسلمين العامة ، لكي لا تتشوه صورة المسلمين في مخيلتهم ، وطبعا كان معهم الحق في الماضي لتستطيع اﻷمة اﻹسلامية الانتشار وتتحول إلى أمة عظمى تستطيع الدفاع عن دينها لتثبت وجودها بين اﻷمم اﻷخرى ، ولكن اليوم يختلف اﻷمر نهائيا ، ويجب شرحها بشكل مفصل لجميع المسلمين ليعلموا مدى عظمة مكانة علي رضي الله عنه في اﻹسلام. فهو كان يستطيع إستغلال الحديث الشريف حين أشار رسول الله فيه إلى ياسر بن عمار الذي قتل على يد جنود جيش معاوية " ويح عمار تقتله الفئة الباغية " ، ليرفض الصلح وليتابع القتال في معركة صفين ليقتل معاوية وأعوانه ويحذفهم من الوجود على أساس أنهم الفئة الباغية ، ولكن رغم ذلك نجده يتصرف بحكمة بالغة ويقبل بوقف القتال ويضع حياته في خطر ويضحي بنفسه من أجل وحدة اﻷمة اﻹسلامية ، ويترك أمره لله عز وجل ، ليثبت أنه ليس مثل قابيل يقاتل حبا بالقتل ، ولكنه مختلف تماما عنه فهو يقاتل مجبرا على ذلك بهدف الدفاع عن الخير.
فدور علي لم ينتهي بوفاته ولكن إستمر بعد وفاته ، فنجد معاوية الذي أخذ مكانه في الخلافة يأمر جيش المسلمين بفتح القسطنطينية فيفشل مرتين ولكن يتابع عمله أحد أحفاد سلالته الخليفة سليمان بن عبد الملك فيتكبد هو اﻵخر خسائر لم يعرفها المسلمون لا من قبل ولا من بعد ، هذه الخسارة الفادحة جعلت المسيحيين في أوروبا يؤمنون بصحة دينهم بشكل أقوى لا يستطيع أي مسلم أن يقنعهم بهجر دينهم. هذه الخسارة الفادحة حصلت في عهد معاوية وسلالته، وليس في عهد علي ، فحادثة مقتل علي وهو يصلي لم تكن صدفة ،ولكن علامة إلهية ، فهو كان يستطيع أن يتوقف عن صلاته ويدافع عن نفسه ، ولكنه تابع صلاته وترك أمر الله يأخذ مجراه ، فحادثة فشل فتح القسطنطينية في العصر اﻷموي ، ساهمت في أن تتابع اﻹنسانية الطريق الذي رسمه الله لها ، ليعلم المسلمين في المستقبل أن اﻹسلام ليس دين اﻹنسانية بأكملها ولكن ديانة قسم من شعوبها، لذلك كانت خسارة المسلمين في فتح القسطنطينية قد تمت في عهد معاوية الذي رفض أوامر علي رضي الله . ( هذا الموضوع تم شرحه بشكل أوسع في الخاطرة 136 :د.ذاكر هل يدعو إلى اﻹسلام أم إلى الفتنة ).
بعد توضيح بعض معاني اﻷحداث التي حصلت في فترة بداية اﻹنشقاق والمعترف بها عند كلا الطرفين.لنحاول تفسير معاني الرموز المرتبطة بالموضوع لتوضح مكانة علي رضي الله عنه في اﻹسلام .
كما ذكرنا في المقالة الماضية ، أن الله أرسل اﻷنبياء بشكل ثنائي لكل ديانة سماوية ، موسى وهارون في الديانة اليهودية ،وعيسى ويحيى في الديانة المسيحية ، ومحمد وعلي في الديانة اﻹسلامية. للأسف علماء الديانات حتى اﻵن لم يحاولوا معرفة الحكمة اﻹلهية في سبب إرسالهم بشكل ثنائي، لذلك لم تأخذ القصص الدينية حقها فتحولت إلى قصص عشوائية منفصلة عن بعضها البعض وكأنه لا يوجد تسلسل له معنى في حدوثها وبقيت أيضا منفصلة عن الأحداث التي حصلت سواء على الكرة اﻷرضية أو في المجموعة الشمسية أو في الكون بأكمله. وطبعا إنفصال اﻷحداث وعدم ترابطها مع بعضها البعض في فكر أتباع الديانات جعل أتباع كل ديانة يظنوا أنفسهم بأنهم هم فقط على الحق وأن أتباع الديانات اﻷخرى على الباطل.
حتى نفهم بشكل أفضل علاقة اﻷنبياء (موسى ،عيسى ،محمد) عليهم الصلاة والسلام ، وكذلك ( هارون،يحيى، علي) عليهم الصلاة والسلام. لا بد أن نوضح الرموز التي تتعلق بهم ، ولكن قبل أن نتطرق إليها واحدةً واحدة ، لا بد أن نذكر حادثة تساعدنا في فهم الموضوع بشكل أفضل :
في قصة النبي داوود عليه الصلاة والسلام كما هي موجودة في الكتاب المقدس ، نجد أن الله عز وجل يمنع داوود من بناء بيت الله ( الهيكل ) والسبب أن يد داوود كانت ملطخة بالدماء ﻷنه قام بقتل الكثير من جنود اﻷعداء ، فرغم أن داوود لم يقتل حبا بالقتل ولكن كان دفاعا عن دين الله وعن الحق ، ولكن رغم ذلك منعه الله من أن يكون هو المسؤول عن بناء المعبد. وأمره بأن يترك أمر بناء المعبد ﻹبنه سليمان ﻷنه كان مسالما لم يقتل أحد وكانت يداه نظيفتان من دماء أي إنسان ولهذا السبب كان إسمه سليمان ( رجل السلام ) .
هذه الحادثة تفسر لنا سبب وجود ثنائي من اﻷنبياء لكل ديانة. فالنبي المسؤول اﻷول عن دينه يجب أن تكون يداه نظيفة من الدماء ، ﻷن هدف الدين في اﻷخير هو تحقيق العودة إلى الجنة وطن بني آدم أجمعين ، والجنة هي أرض السلام ، ولهذا السبب تم طرد اﻹنسان من الجنة ﻷن نتيجة الخطيئة التي إرتكبتها حواء مع آدم كان ظهور غريزة القتل في قابيل وهذا كان متناقض تماما مع قوانين الجنة، وهذا يعني أن اﻹنسان أصيب بتشويه خلقي لذلك وجب طرده من الجنة ريثما يطهر نفسه ثانية من تلك الشوائب.
وطالما أن اﻹنسان هو خارج الجنة فهذا يعني أن الشوائب الشيطانية في بعض الناس ستحاول عرقلة إنتشار الأديان عند ظهورها وبالتالي منع تطور اﻹنسانية بشكل عام ، لذلك وجب وجود شخص آخر مسؤول أيضا في المساعدة بتكوين الدين فيحل محل قابيل الذي يحمل غريزة القتل، ولكن بشرط أن يستخدم السلاح في الدفاع عن الحق ليمنع الباطل من عرقلة مسيرة الدين.
القسم اﻷول من الدين كما ذكرنا هو القسم الروحي والمسؤول عنه النبي الذي يداه نظيفتان من الدماء ، وكما ذكرنا هذا القسم يحمل الرمز (Λا) ، هنا أيضا يجب أن نتوقف قليلا لنوضح شيئا آخر. فكما ذكرنا في أكثر من مقالة بأن حواء هي التي أغواها الشيطان أولا وهي بدورها زينت ﻵدم الثمرة ليأكل معها ، فخطأ آدم كان سببه اﻷول هو حبه لحواء ، لذلك نقرأ في اﻵية 37 من سورة البقرة ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ) وهذا يعني أن روح آدم قد خرجت من الكون وعادت إلى الجنة ، وطالما أن حواء قد تخلصت من شوائب خطيئتها لذلك حلت هي محل آدم كرب اﻷسرة البشرية ونقصد اﻹنسانية ، ولكن بما أن المجتمع اﻹنساني في العصور القديمة كان لا يزال مشبع بالشوائب الشيطانية ، والمرأة بطبيعة تكوينها كائن ضعيف القوة الجسدية مقارنة مع الرجل لذلك لم يكن بوسع المرأة أن تكون خليفة حواء على اﻷرض ولهذا السبب أخذ اﻷنبياء المرسلون دورها، ونقصد هنا أنبياء القسم الروحي في كل دين.
هذه الفكرة غريبة وربما قد يرفضها الكثير، لذلك سنقدم عدة أدلة تؤكد على صحتها :
- القرآن الكريم يبدأ بسورة الفاتحة ومعنى عنوان هذه السورة ( المرأة الفاتحة) والمقصود منها حواء، فحواء هي التي أخرجت اﻹنسان من الجنة وهي التي أخذت على عاتقها العودة بأبنائها إلى الجنة، هذا قانون كوني يحدد سلوك كل شيء داخل الكون ، أشار اﻹنجيل كذلك إلى هذه الفكرة بطريقة مخفية تحتاج إلى بصيرة لرؤيتها ، فكلمة إنجيل مذكورة في القرآن ولكن هذه الكلمة مصدرها اللغة اليونانية وهي تكتب بهذا الشكل (ευαγγελιον) هذه الكلمة تسمع وكأنها تتألف من مقطعين ( ευα-αγγελιον) ومعناها (حواء - خبر ) أي أن اﻹنجيل كمعنى عام هو ( اﻷخبار كما تراها عين حواء ) والمقصود بعين حواء هي الرؤية الروحية. وعلى هذه القاعدة كل الكتب المقدسة كتبت بعين الروح ( البصيرة ) .
- إسم الرسول صلى الله عليه وسلم هو ( محمد ) ...هل ترون له أي علاقة بإسم حواء ؟ ...... تمعنوا في اﻹسم جيدا. ....من يتبع قوانين القرآن في البحث وتفسير اﻷحداث واﻷشياء يمكنه رؤية العلاقة بين إسم محمد وإسم حواء. فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم ( كتاب مرقوم. ..يشهده المقربون. ..20-21 المطففين ) لنحول إسم محمد إلى رقم. .القيمة الرقمية ﻹسم (محمد) بالنظام البسيط يعادل الرقم 62 وهو نفس القيمة الرقمية ﻹسم (حواء) وكلمة (نور) حيث :
محمد= م(24)+ح(6)+م(24)+د(8)=62
حواء= ح(6)+و(27)+ا(1)+ء(28)=62
نور= ن(25)+و(27)+ ر(10)=62
عيسى عليه الصلاة والسلام هو أيضا أخذ القسم الروحي في الدين المسيحي...تمعنوا جيدا باسم عيسى. ..هل هناك أي علاقة بينه وبين إسم حواء ؟ .. هل هناك علاقة بينه وبين كلمة نور ؟... تمعنوا جيدا ، طبعا لن تستطيعوا رؤية هذه العلاقات ﻷن الثقافة الدينية في اﻹنسان المعاصر هي ثقافة سطحية غير قادرة على رؤية ترابط اﻷشياء. ..،ولكن إذا إستخدمنا نفس الرؤية التي كتبت بها الكتب المقدسة ، سنجد أن مريم هي التي حلت محل حواء لتلد عيسى ، إذا حسبنا القيمة الرقمية ﻹسم عيسى سنجد أنها 86 وهي نفس القيمة الرقمية لإسم مريم وكذلك كلمة (النور ) حيث :
عيسى= ع(18)+ي(28)+س(12)+ى(28)=86
مريم= م(24)+ر(10)+ي(28)+م(24)=86
النور= ا(1)+ل(23)+ن(25)+و(27)+ر(10)=86
إذا ذهبنا إلى الديانة اليهودية سنجد أن إسم موسى يشذ عن القاعدة والسبب هو أن موسى عليه الصلاة والسلام قد قتل ، ولهذا السبب كما تذكر كتب التوراة منعه الله من دخول أرض الميعاد ( أرض كنعان ). (موضوع موسى عليه الصلاة والسلام يحتاج ذكر أشياء كثيرة لتفسير علاقة إسمه).
- عندما نزل الوحي على النبي ، قال له: إقرأ، فأجابه : ما أنا بقارئ ، ولكن جبريل أعاد عليه السؤال نفسه مرة ثانية وثالثة . .. وهذا يعني أن جبريل كان يقصد شيئا آخر لذلك أعاد السؤال نفسه ثلاث مرات ﻷنه يعرف أن الرسول لا يجيد القراءة ، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالنسبة لله كان يعرف القراءة لذلك قال له جبريل إقرأ، والمقصود هنا ليس القراءة العادية ولكن قراءة مضمون اﻷشياء ، أي البصيرة ، وليس القراءة المادية التي تستخدم في العلوم المادية، فرسول الله كان عالي البصيرة ،ولهذا السبب اختاره الله ليكون نبي اﻹسلام، فكلمة ( أمي) التي تقال عن الرسول ، قد تبدو وكأن المقصود منها الشخص الذي لا يجيد القراءة ، ولكن في الحقيقة بالنسبة للرسول مصدرها كلمة ( اﻷم ) أي حواء. أي أن رسول الله أخذ رؤية حواء التي كتبت بها الكتب المقدسة. لذلك كانت الحكمة اﻹلهية في تصميم القرآن بأن يبدأ بسورة الفاتحة وهي كما ذكرنا رمز حواء. لذلك كان الرسول أمي لينطبق عليه شروط النبوة ونوعية دوره.
- يقول الله عز وجل ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم..... .40 اﻷحزاب) أيضا تشير هذه اﻵية على أن رسول الله أخذ دور روح حواء وأن دوره كان تطوير التكوين الروحي في اﻹنسانية ، ﻷن التطوير المادي هو من مسؤولية روح الرجل.
الرسول في بداية ظهور اﻹسلام رفض بشكل قاطع أن يستخدم السلاح في الدفاع عن المسلمين ، هكذا كانت حكمة الله بأن يتم انتظار الشخص المسؤول عن الدفاع عن المسلمين أن يكبر، ونقصد هنا علي، لذلك كانت أول معركة حدثت بين المسلمين والمشركين عندما كان علي قد بلغ الخامس والعشرين من العمر.
اﻵن لنذهب لتفسير الرموز المتعلقة بعلي ، لنؤكد على صحة ما ذكرناه قبل قليل ، القيمة الرقمية لاسم علي تعادل الرقم 69 وهي نفس القيمة الرقمية لاسم كوكب المريخ ، الذي يرمز إلى قابيل في المجموعة الشمسية ، هذا الكوكب الذي يمثل إله الحرب في اﻷساطير الاغريقية والرومانية. حيث :
علي= ع(18)+ل(23)+ي(28)=69
مريخ= م(24)+ر(10)+ي(28)+خ(7)=69
إذا عدنا إلى نظرية الحكمة اﻹلهية في تصميم المجموعة الشمسية التي تعتمد على الرمز (Λا) ، والتي عرضتها وشرحتها بشكل مفصل في الخاطرة 81 (معجزة هندسة المجموعة الشمسية) سنجد أن المثلث الذي يرمز لكوكب المريخ (إله الحرب ) والذي يمثل رمز قابيل ، مجموع أضلاعه تعادل 599 ( الصورة)، هذا الرقم هو عام ولادة علي في التقويم الميلادي.
في نهاية الدولة اﻷموية نجد أن المسلمين (سنة وشيعة) من طرف جماعة علي يتعاونون مع بعضهم البعض لإسقاط حكم أمراء سلالة معاوية ، فيتحول إسم الدولة اﻹسلامية من الدولة اﻷموية إلى الدولة العباسية ، إسم عباس معناه ( أسد اﻷسود ) وهو رمز علي رضي الله عنه ، وهو نفس معنى إسم النبي هارون فكلمة ( هارون ) تعني القط الكبير أي المقصود منه اﻷسد، ولهذا السبب كان معظم الشيعة يقطنون نهر دجلة وشرقه ، وأيضا إسم هذا النهر ليس صدفة ولكنه إسم رمزي يؤكد على صحة الفكرة التي نتحدث عنها، فعندما يكون النهر بإسم دجلة عندها يكون مصدر هذا الإسم من كلمة ( دجل ) ونقصد هنا أعور الدجال وأعور الدجال هو رمز قابيل إبن الخطيئة الذي لن يتوب وسيبقى يعتبر نفسه بأنه الإبن الروحي للشيطان ، ولكن نهر دجلة يحمل أيضا إسما آخر وهو tigris المعروف به عالميا ، ومصدر هذا اﻹسم هو اللغة اليونانية ويعني النمر وكما هو معروف علميا أن اﻷسد والنمر والقط ينتمون إلى نفس العائلة ، فهذا اﻹسم أيضا يحمل بشكل عام معنى هارون وعباس.
بشكل عام حاليا أصبحت دولة إيران هي مركز الشيعة عالميا ، وإسم هذه الدولة أيضا لم يأتي صدفة ولكن حكمة إلهية تؤكد طبيعة دور علي في اﻹسلام كما شرحنا . فاسم إيران أصله كلمة ( آري) وهو نفس إسم إله الحرب في اﻷساطير اﻹغريقية ،وهو نفس إسم كوكب المريخ في اللغة اليونانية.
ما عرضناه هنا هو جزء مختصر من دراسة عميقة لتلك الرموز التي تركها الله لنا لتضيء فكرنا لنصل إلى حقائق اﻷشياء كما وضعها الله في خلقه. ومن خلال ما عرضناه نستنتج أن جميع اﻷشياء واﻷحداث التي تجري حولنا في هذا الكون الفسيح مرتبطة ببعضها البعض بحكمة إلهية لها معنى محدد ولا يوجد مكان للعشوائية فيه ، فجميعها تنتمي إلى رواية واحدة كتبها الله عز وجل.... والله تعالى هو الأعلم .

ز. سانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق