خواطر من الكون المجاور
الخاطرة 140 : عبقرية ليوناردو دافينشي واﻹيمان
الخاطرة 140 : عبقرية ليوناردو دافينشي واﻹيمان
كانت مواضيع مقالاتي اﻷخيرة تتعلق بأخطاء الدكتور ذاكر نايك والمرحوم أحمد ديدات وكذلك عن حقيقة إنشقاق اﻹسلام إلى سنة وشيعة ، ورغم أنني ذكرت أدلة وبراهين تؤكد على اﻷقل أن اﻷفكار التي عرضتها في مقالاتي لم تأتي عبثا ولكن جاءت بعد دراسات طويلة شاملة ،ولكن يبدو أن التعصب اﻷعمى عند بعض القراء المسلمين جعلهم لا يقبلون بأي دليل أو برهان يؤكد على خطأ إعتقادهم بأن المسلم فقط هو المؤمن وأن كل غير مسلم فهو من الضالين أو من المغضوب عليهم ، تماما كما تعلموه من الدكتور ذاكر وأحمد ديدات ، لذلك أحببت في هذه المقالة أن أتكلم عن إنسان مسيحي له فضل كبير في تطور اﻹنسانية نحو الأفضل في الكثير من نواحي الحياة ونتائج أعماله كان لها منفعة كبيرة على الناس أجمعين. وكما يقول الحديث الشريف " أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس " . هذا الشخص هو ليوناردو دافينشي الذي عاش في عصر كانت اﻷمة اﻹسلامية فيه تعيش في عصور اﻹنحطاط.
ليوناردو دافينشي يعده الكثير من المفكرين أهم شخصية عبقرية وجدت في اﻷلف اﻷخيرة من تاريخ اﻹنسانية بسبب كثرة وتنوع علومه وأعماله التي ساهمت في نهضة اﻹنسانية ودخولها في عصر جديد سمي "عصر النهضة اﻷوربية " والتي نحصد ثماره اليوم في كل شيء إيجابي مفيد في حياتنا اليومية ( التكنولوجيا الحديثة في وسائل اﻹنتقال ، وسائل اﻹتصال ، اﻷدوات المنزلية الكهربائية، ...إلخ ) .
من يبحث جيدا في مضمون أعمال ليوناردو دافنشي سيجد أن ليوناردو دافنشي هو أحد المرشدين الذين أنبأ عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف ( إن الله يبعث لهذه اﻷمة على رأس كل مائة عام ليجدد لها دينها ) والمقصود هنا بكلمة ( دين ) ليس معناها الحرفي ( دين اﻹسلام ) ولكن معناها العام فرسول الله لا يتكلم عن سطحية اﻷشياء ولكن عن المعنى العام الذي يهم اﻹنسانية بأكملها ، لذلك القرآن الكريم لا يذكر جمع هذه الكلمة ( أديان ) ولكن دوما يذكرها بصيغة المفرد ، فكلمة (دين ) في هذا الحديث تأخذ معناها الشامل إي إعادة تصحيح ما تم تشويهه في تكوين اﻹنسان ، فخروج اﻹنسان من الجنة كان سببه إرتكاب اﻹنسان الخطيئة ، وهذه الخطيئة جعلته - كتكوين - غير مناسب لقوانين اﻹقامة في الجنة ، لذلك خرج منها ليصحح ذلك الخطأ في تكوينه ليصبح مناسبا مرة ثانية للعودة إلى الجنة ، فواجبات اﻹنسان نحو عملية التصحيح هذه هي عبارة عن نوع من أنواع ( الدين ) أي أن اﻹنسان مديون لخالقه بسبب إرتكابه الخطيئة والتي أدت إلى تشويه تكوينه ، ونوعية هذا الدين تتجدد مع مرور الزمن لتشمل جميع جوانب التصحيح ، ﻷن خروج اﻹنسان من الجنة لم يكن بسبب خطأ بسيط ولكن خطأ مركب أدى إلى ظهور غريزة القتل في أحد أبناء آدم وحواء وهو ( قابيل ) .فظهور غريزة القتل لم يكن سببه خطأ بسيط ولكن خطأ كبير و معقد.
يقول الطبيب النفسي المشهور سيغموند فرويد (ليوناردو دافنشي هو ذلك اﻹنسان الذي إستيقظ باكرأ في زمن كان الناس فيه نياما ) حسب رأيي فإن ما قاله فرويد عن ليوناردو دافنشي يوضح تماما بأن هذا المحلل النفسي الذي أوصله فكره إلى اﻹلحاد، لم يفقه المعنى الحقيقي لعصر النهضة ولم يفهم المعنى الحقيقي لوجود ليونادو دافنشي في عصر النهضة ، ومن لا يفهم معنى هذا الوجود فهو لن يفهم أيضا معنى وجود عصر النهضة في تاريخ اﻹنسانية. ولكن من يبحث عن ترابط وتطور خطوات المخطط اﻹلهي قبل ليوناردو دافنيشي وبعده في تطور اﻹنسانية سيجد ما يلي :
" الفيلسوف العربي إبن رشد هو من أضاء أول شمعة لتنير الظلام الذي كانت تعيشه الشعوب اﻷوربية ، فرأى اﻷوربين اﻷشياء من حولهم بذهول وكأنهم رأوا كتابا كتبت كلماته بدون نقاط و تشكيل فكانوا يفسرون ما يقرأون بمعاني مختلفة فخرجوا بتفسيرات عديدة متناقضة ورغم وجود الرغبة في تصليح اﻷوضاع ،لم تساهم تفسيراتهم بشكل جدي في عملية التصحيح ، حتى جاء ليوناردوا دافنشي ليضع النقاط على الحروف ليتعلم الناس القراءة وليفهموا منها نفس المعنى "
للأسف التعصب اﻷعمى العرقي والديني عند اﻷوربيين في القرون اﻷخيرة دفعهم إلى عدم فهم العلاقة بين إبن رشد وليوناردو دافينشي ، ولكن من يتمعن جيدا في منطق اﻹثنين يجد أن كل واحد منهما يكمل اﻵخر. . فكلاهما كانا ذوي المعارف الشاملة. . فإبن الرشد كان طبيبا وفيلسوفا وعالم رياضيات وعالم ديني وعالم لغة وعالم جغرافيا وفلك وفيزياء وقاضي. .. وكذلك ليوناردو دافنشي كان رساما ونحاتا وموسيقيا ومعماريا وميكانيكا وجيولوجيا وفيلسوفا وعالم تشريح وعالم نبات وعالم خرائط. .. ولكن الفرق بينهما هو أن إبن رشد وضع جميع هذه المعارف المختلفة في المجال الروحي بهدف فهم طبيعة سلوك الروح البشرية وعلاقتها بخالقها ، لذلك وصل إلى نظريته المعروفة ب (الرشدية ) والتي تقول بما معناه بأن الروح الفردية غير خالدة ، فقط الروح العالمية هي الخالدة ،لذلك حتى تصبح روح اﻹنسان ( الفردية ) خالدة يجب عليها أن تتحد بالروح العالمية ، فدور إبن الرشد بشكل عام كان تأمين حاجات اﻹنسان الروحية تلك التي تساهم في إتحاد كل روح مع الروح العالمية . أما بالنسبة لليوناردو دافنشي فقد وضع جميع علومه المتشعبة في المجال المادي من أجل خدمة تأمين الحاجات المادية للإنسانية ليستطيع اﻹنسان العيش في بيئة مادية مناسبة تسمح له الشعور بما هو أعمق من الوجود المادي لتلك اﻷشياء من حوله وبالتالي ينتقل بفكره نحو الشعور بالروح كشعور مطلق. لذلك لا يمكن الفصل بين فكر إبن رشد وفكر ليوناردو دافينشي ، فكلاهما معا يساهمان في الوصول إلى الكمال المطلق.
يمكن توضيح الفرق بين منطق إبن رشد عن منطق ليوناردو بشكل رمزي بالمثال التالي : فمن المعروف أن ألوان (الضوء) الرئيسية عند إتحادها تعطي اللون اﻷبيض ، أما الألوان الرئيسية في (الرسم) فإتحادها يعطي لون غامق يشبه اﻷسود ، إبن رشد كان هدف أبحاثه هو توحيد ألوان الضوء ليحصل على النور اﻷبيض أي أن هدفها كان تفسير البيئة الروحية المحيطة باﻹنسانية ، بينما ليوناردو دافنشي فكان هدف أبحاثه هو توحيد ألوان الرسم بطريقة يمنع بها إعطاء اللون اﻷسود في شكل المادة ولكن بدلا من ذلك إعطائها اللون الذي يعبر عن حقيقة تلك الروح الموجودة بداخل هذه المادة. فإبن الرشد هنا يأخذ رمز هابيل ( علوم الروحية ) أما ليوناردو دافينشي فيأخذ دور ( قابيل ) ولكن بشكله اﻹيجابي ، والذي سيضع معلوماته وخبراته ليس لقتل أخيه كما فعل قابيل ولكن لمساعدته عن طريق تأمين بيئة مناسبة تسمح لهما العيش بسلام ليتابعا تطورهما على أفضل مايرام. لذلك أعطاه الله إسم ليوناردو ومعناه ( أسد ) أقوى كائنات الغابة ، وأما إسم أمه كاترينا فهو يسمع وكأنه يتألف من مقطعين (كات - إرينا ) حيث اﻷول ( كات ) يعني قطة ( لبوة صغيرة ) أما المقطع الثاني (إرينا ) فتعني السلام في اللغة اليونانية ، فأم ليوناردو هي قطة السلام التي أنجبت أسدا ليدافع عن حقوق المظلومين من قوانين البيئة المحيطة بهم وليصحح أوضاعهم ( فهم موضوع علاقة إبن رشد و ليوناردو دافينشي يتطلب شرح مفصل لمعلومات عديدة سنذكرها إن شاء الله في مقالة أخرى) .
كما ذكرنا ليوناردو دافينشي بحث في جميع المجالات وحاول أن يضع قواعد علمية جديدة في كل مجالات النشاطات الفكرية للإنسان . في فن الرسم مثلا أحدث ثورة في طريقة التعبير الروحي لموضوع اللوحة ، فهو أول من تكلم عن المنطقة الذهبية وهو أول من وضع قانون المنظور في رسم اﻷشياء لتأخذ عناصر اللوحة ابعادها الثلاثة بشكل دقيق ولتظهر أشكالها من مستوى مسطح إلى مستوى فراغي ثلاثي اﻷبعاد. ولتحقيق ذلك وبشكل يعطي جمالا روحيا إستخدم ﻷول مرة ما يسمى بتقنية السوفوماتو ( التدرج اللوني ) في تلوين اﻷشكال الموجودة في لوحاته، هذه التقنية سمحت بخلق إحساس مرهف عند المشاهد نتيجة لعبة الظل مع الضوء في اللوحة بحيث جعلت المشاهد يشعر بوجود روح حية داخل العناصر التي تشارك في الموضوع اﻷصلي للوحة . وكذلك فإن ليوناردو دافينشي هو أول من دمج بين عناصر الطبيعة والعواطف البشرية في لوحاته بهدف الحصول على بيئة روحية متكاملة في اللوحة ، والتي ساهمت بشكل كبير في ظهور نظريات علم النفس ، فحسب رأيه فإن الإعتماد على الحقيقة في التعبير الفني يمكن من خلالها الوصول إلى الجمال الحقيقي ، أما الإعتماد على الجمال في التعبير الفني فإنه سيؤدي إلى تشويه جمال الخلق.
أما في مجال اﻹختراعات ، فكان دوره هو محاولة حل المشاكل التي عجز عن حلها الآخرون في الطيران ، الغطس ، الرفع. .إلخ ، فهو حاول وضع قوانين علمية لكي تعمل هذه اﻵلات ،فهو يقول في مذكراته عن تلك اﻷبحاث ( من لا يفهم بالرياضيات ليس مضطر بمتابعة قراءة ملاحظاتي وأبحاثي) فحسب رأيه كل اﻹختراعات تحتاج إلى حسابات رياضية دقيقة لتعمل وتحقق هدف صنعها. وهكذا كانت نظرته إلى الكون ، فكل شيء يحدث به لا يتم صدفة ولكن يتبع قوانين رياضية دقيقة جدا. وهدف الأبحاث العلمية هو إكتشاف هذه القوانين.
ببساطة يمكن القول أن ليوناردو دافينشي ربما لم يكتشف شيئا جديدا، ولكنه بحث في كل ما عجز عنه اﻷسبقين ، وإستطاع أن يضع لها طريقة علمية جديدة في البحث ليتمكنوا من تطبيق تلك الفكرة واقعيا ، فكثيرون من قبله حاولوا الطيران ولكن ليونادو دافينشي هو أول من وضع قوانين رياضية لا تسمح فقط بتطبيق الفكرة بشكل واقعي ولكن أيضا تسمح بتطويرها لتصل شيئا فشيء إلى أفضل أشكالها. وهكذا تماما كان دور ليوناردو دافينشي في جميع المجالات العلمية.
من المعروف عن ليوناردو دافينشي أنه لم ينهي أي عمل قام به، وكثير من أعدائه إستخدموا سلوكه هذا لطعنه والتقليل من أهمية شخصيته ، ولكن من يتعمق في فهم سلوكه سيكتشف مدى سمو روح ليوناردو التي ستجعله في مرتبة عالية بين القديسين واﻷولياء ، فهو عاش 67 عام ، ورغم جماله الشديد الذي بواسطته كان بإمكانه أن يغري أجمل وأغنى النساء من حوله ليشبع شهواته ، لكنه ظل عفيفا طوال حياته يبحث في طبيعة المرأة ليجعل الرجال يشعرون باحترام نحوها ، وهذا ما دفع البعض من غيرتهم أن يتهموه بالشذوذ الجنسي ولكن جميع إثباتاتهم فشلت في تأكيد هذه التهمة. وكذلك رغم ذكائه الحاد فهو لم يستغل هذا الذكاء في منفعة شخصية فكل ما ربحه من أموال طائلة دفعها في التكاليف الباهظة لأبحاثه العلمية ، فأهم ما يميز شخصية ليوناردو عن غيره هو أنه لم يهتم لنتائج أعماله ولكن إهتمامه كان منصبا بشكل كامل على مواصلة أبحاثه في جميع مجالات الحاجات البشرية. فمن المعروف عندما يتوصل شخص ما إلى إختراع آلة معينة يحاول أن يطبقها ويبيعها ليربح ثمرة أعماله وتعبه ، ولكن بالنسبة لليوناردو دافينشي فاﻷمر مختلف تماما ، فهو كان يبحث فيما عجز عنه الآخرون وعندما يصل إلى حل المشكلة يسجلها في أوراقه و يتركها ليتم تطبيقها في المستقبل ، وثم يتابع البحث في إيجاد حل لمشكلة أخرى عجز اﻵخرين عن حلها. فمن تلك الملاحظات التي تركها فتحت عيون الكثير من المفكرين ليتابعوا أبحاثه ويطبقوها بشكل عملي لتخرج اﻹختراعات المختلفة والتي بدأت تظهر بعد وفاته والتي كانت تتطور بشكل تدريجي لتصل إلى شكلها الحديث كما نراها اليوم.
القرآن الكريم الذي نزل قبل ولادة ليوناردو بأكثر من ثمانية قرون يذكر دور ليوناردو دافينشي في تطوير الفكر اﻹنساني ، ويذكرها بطريقة لا يمكن ملاحظتها إلا بعد وصول مستوى المعارف إلى ما وصلت إليه في عصرنا الحاضر ، ليعلم المسلمون وغير المسلمين بأنه هناك مؤمنين ومرشدين في الديانات اﻷخرى وما عليهم سوى إحترام شعوبها والتعاون معهم من أجل حل المشاكل التي تعترضهم في طريقهم.
إذا تأملنا اﻷرقام التي تتعلق بسيرة حياة ليوناردو دافينشي سنجد أنها : 1452 عام ولادته. . 52 سنة كان عمره حين بدأ رسم لوحة موناليزا أشهر أعماله. .. 67 سنة كان عمره عندما توفي.
إذا نظرنا إلى سورة إبراهيم في القرآن الكريم وجدناها مطابقة تماما ﻷرقام تاريخ ولادة ليوناردو :
14 -إبراهيم ( 92) - 52 .... حيث الرقم 14 هو ترتيب السورة ، والرقم 52 هو عدد آيات السورة ، أماالرقم 92 فهو القيمة البسيطة لاسم ( إبراهيم ) أي مجموع تراتيب أحرف هذه الكلمة حسب ترتيبها في اﻷبجدية العربية :
ا ( إ ) + ب ( 2 ) + ر ( 10 ) + ا ( 1 ) + ه ( 26 ) +ي ( 28 ) + م ( 24 ) = 92
هذه اﻷرقام المذكورة في سورة إبراهيم ليست إلا رقم عام ولادة ليوناردو دافينشي بالنسبة للديانات الثلاث اليهودية والمسيحية واﻹسلامية.
- اليهودية : إذا وضعنا الرقم 14 إلى جانب عدد الآيات 52 فنحصل على الرقم 5214 وهو عام ولادة دافينشي حسب التقويم اليهودي.
- المسيحية : إذا وضعنا الرقمين السابقين بشكل عكسي 1452 هو عام ولادة دافينشي في التقويم المسيحي
- اﻹسلامية : إذا ضربنا هذين الرقمين / 14X52 / حصلنا على الرقم 728 وإذا أضفنا إليه القيمة الرقمية لاسم إبراهيم 92 أصبح الناتج
728 + 92 = 820 وهو عدد السنوات بين وفاة الرسول محمد ( ص ) حتى ولادة ليوناردو دافينشي.
لنذهب اﻵن إلى السورة التي تلي سورة إبراهيم وهي سورة الحجر لنثبت بأن اﻷرقام التي ذكرناها هي فعلا تقصد ليوناردو دافينشي وليس شخصا آخر يحمل نفس اﻷرقام ، فما دامت سورة إبراهيم هي علامة على عام ولادة ليوناردو دافينشي ، وجب على أرقام سورة الحجر أن تطابق أرقام حياته ، أرقام سورة الحجر هي : 15 - الحجر ( 45 ) - 99
حيث الرقم 15 ترتيب السورة ، الرقم 45 القيمة البسيطة لكلمة ( الحجر ) حسب ترتيب أحرفها في اﻷبجدية العربية أي :
ا ( 1 ) + ل ( 23 ) + ح (6 ) + ج (5 ) + ر ( 10 ) = 45
الرقم 99 هو عدد آيات السورة.
اﻵن إذا وضعنا رقم الترتيب بجانب رقم عدد اﻵيات أي ( 1599) سنحصل على رقم القيمة الرقمية ﻻسم ليوناردو دافينشي بالكابالا اليونانية والتي هي لغة اﻹنجيل. ويمكن حسابه كما يلي :
ΛΕΟΝΑΡΝΤΟ=Λ (30)+ Ε (5) + Ο (70) + Ν (50) + Α (1) + Ρ (100) + Ν (50) + Τ (300) + Ο (70) = 676
ΝΤ=Ν (50)+ Τ (300) + Α (1) = 351
ΒΙΝΤΣΙ=Β (2) + Ι (10) + Ν (50) + Τ (300) + Σ (200) + Ι (10) = 572
وهكذ نجد أن قيمة كلمة ليوناردو هي ( 676 ) بينما (دا ) هي (351) وكلمة فينشي هي ( 572 ) فيكون مجموع هذه اﻷرقام هو العدد (1599) ، أي نفس الرقم المذكور في سورة الحجر ، اﻵن إذا أخذنا أرقام سورة الحجر كفترة زمنية ، نجد أنها تطابق تماما أرقام حياة ليوناردو دافينشي ، وذلك إذا إستخدمنا دورة الكواكب اﻷولى حول الشمس :
- الكوكب اﻷول عطارد يدور ( 99) مرة حول الشمس ( سنة عطاردية ) في فترة زمنية قدرها ( 24 سنة ) وهو عمر ليوناردو دافينشي عندما رسم أول تخطيطاته ووضع عليها ﻷول مرة تاريخ تنفيذها .
- الكوكب الثاني الزهرة يدور (45) مرة حول الشمس (سنة زهرية ) في فترة زمنية قدرها (28 ) . إذا جمعنا هذا الرقم مع الرقم السابق سنحصل على الرقم ( 24 + 28 = 52 ) وهو عمر ليوناردو دافينشي عندما بدأ في رسم لوحة الجوكندا التي تعتبر أشهر أعماله ﻷنه وضع جميع قوانينه في هذه اللوحة.
- الكوكب الثالث اﻷرض يدور 15 دورة حول الشمس ( سنة أرضية ) في فترة 15 سنة
إن مجموع اﻷرقام الثلاثة السابقة هو 67 ( 24+ 28 +15 = 67 ) وهو عدد السنوات التي عاشها ليوناردو دافينشي.
الحكمة اﻹلهية في تصميم القرآن الكريم لم تضع أرقام حياة ليوناردو دافينشي بهذه الطريقة لتثبت فقط أن القرآن الكريم هو كلام الله ، ولكن لتساعدنا على فهم حقيقة تطور اﻹنسانية وعلاقة الشعوب مع بعضها البعض ودورهم في هذا التطور، فكما هو معروف أن ليوناردو دافينشي يمثل رمز حضارة عصر النهضة ، وهذا العصر بدأ مع دخول الحضارة اﻹسلامية في عصور اﻹنحطاط ، أي بعد أن أدى الدين اﻹسلامي دوره في التطوير الروحي للإنسانية ﻷن اﻹسلام هو آخر الديانات ، لذلك أخذت رموز حياة ليوناردو دافينشي مكانها في سورة إبراهيم وسورة الحجر ، فرمز سورة إبراهيم هي رمز ظهور الدين كنوع من العبادة ﻷول مرة في تاريخ اﻹنسانية ، لذلك كان معنى إسم إبراهيم عليه الصلاة والسلام في اللغة العبرية هو ( أبو الشعوب ) ، أي أن إبراهيم أخذ رمز آدم أبو اﻹنسانية بأكملها ، لذلك كانت السورة التي تأتي بعد سورة إبراهيم هي سور الحجر ، أي بمعنى أن الكرة اﻷرضية هي الحجر الذي يضم جميع الشعوب اﻹنسانية كعائلة واحدة. ولكن بما أن تصحيح تكوين اﻹنسان من الشوائب التي دخلت تكوينه الروحي والجسدي بسبب تلك الخطيئة التي إرتكبها اﻹنسان في الجنة والتي كانت سببا في خروجه منها والتي كانت نتيجتها ظهور غريزة القتل في التكوين الروحي للإنسان ،لذلك إنقسمت اﻹنسانية إلى شعوب وقبائل ليأخذ كل شعب دوره الخاص في تصحيح إحدى الشوائب المسؤولة عن ظهور غريزة القتل في تكوين اﻹنسان. لذلك كان أهم حدث رمزي في قصة إبراهيم هو حادثة إختبار الله له بذبح إبنه ، ولكن نجد الله يرسل له حملا ليذبحه ويقدمه قربانا بدلا من إبنه ، ولهذا السبب كان دين اﻹسلام هو آخر الديانات ﻷن مصدر إسم هذا الدين هو كلمة ( سلام ) أي بمعنى فرض حب السلام على كل مؤمن. أي أنه حتى تكون مؤمنا بالله يجب أن تكون إنسانا مسالما. وجميع الديانات كان هدفها اﻷول هو تنمية عاطفة السلام في أتباعها.
لذلك الحكمة اﻹلهية في تصميم القرآن الكريم وضعت أرقام حياة ليوناردو دافينشي الذي يمثل رمز عصر النهضة في سورة إبراهيم والحجر كرمز لبداية جديدة طالما أن الدين اﻷخير (اﻹسلام) قد أدى دوره نحو اﻹنسانية ، بمعنى أنه بعد الحضارة اﻹسلامية تبدأ حضارة جديدة تنظر إلى اﻹنسانية كحجر واحد وعائلة واحدة. لذلك الحكمة اﻹلهية في تصميم القرآن الكريم تضع ثانية أرقام حياة ليوناردو دافينشي الذي يمثل رمز عصر النهضة في سورة الحجرات والتي تأتي مباشرة بعد سورة محمد ( رمز الدين اﻹسلامي ) وسورة الفتح ( رمز الحضارة اﻹسلامية).
فإذا تمعنا جيدا في أرقام سورة الحجرات سنجدها هي كذلك تشير إلى أرقام حياة ليوناردو دافينشي، فإذا ضربنا الرقم (49) رقم ترتيب السورة في الرقم ( 18) رقم عدد آياتها ، سنحصل على الرقم 820 وهو عدد السنوات بين عام وفاة الرسول (632) وعام ولادة ليوناردو 1452.
وإذا وضعنا رقم ترتيب السورة (49)إلى جانب رقم عدد آياتها (18)، وأضفنا إليه الرقم (6) عدد أحرف كلمة عنوان السورة (حجرت) سنحصل على الرقم 1855 (1849+6=1855) وهو القيمة الرقمية لإسم ليوناردو في اللغة العربية :
ليوناردو=ل(276)+ي(406)+و(378)+ن(325)+ا(1)+ر(55)+د(36)+و(276)=1855
اذا تمعنا جيدا في معاني آيات سورة الحجر نجدها تتكلم عن الفكرة التي شرحناها قبل قليل والتي تؤكد على أن الله عز وجل وزع حكمته على جميع شعوب العالم ،وأن كل أمة أخذت دورها في تصحيح جزء من شوائب الخطيئة التي أخرجت اﻹنسانية من الجنة ، وأن الدين اﻹسلامي هو أحد تلك الديانات التي أرسلها الله لتتعاون مع بقية الديانات في تصحيح الشوائب، وأن إعتباره الدين الوحيد الصحيح فقط وأنه يجب أن يكون دين جميع سكان العالم فهذا اﻹعتقاد خاطئ لذلك نجد أن الله عز وجل سخر قوى الطبيعة ضد الجيوش اﻹسلامية في العصر اﻷموي ليمنع فتح القسطنطينية لتبقى القارة اﻷوربية قارة مسيحية ، لذلك يقول الله في اﻵية 14 - 16 من سورة الحجرات (قالت اﻷعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا. ...قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السموات وما في اﻷرض... ) بمعنى أنه ليس كل مسلم مؤمن وليس كل مؤمن يجب أن يكون بالضرورة مسلم، وعلى هذا اﻷساس جميع آيات سورة الحجرات تذكر كلمة مؤمنين وليس مسلمين لتعني جميع شعوب العالم وليس فقط شعوب الدول اﻹسلامية :
- وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحو بينهما. ...
- إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون
-يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا باﻷلقاب. ....
- يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا.....
- يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وإنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم. ...
كما يبدو من معاني اﻵيات وكأن الله عز وجل في سورة الحجرات يخاطب شعوب العالم بأكملها وكأنها عائلة واحدة ، وليس من الصدفة أنه في زمن عصر النهضة تم إكتشاف جميع القارات (الحجرات ) لتصبح الكرة اﻷرضية وكأنه حجر واحد كما كان على زمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام والذي معنى إسمه كما ذكرنا ( أبو الشعوب).
للأسف اليوم بدلا من أن يساهم علماء الديانات في تحقيق المخطط اﻹلهي في تنمية روح التعاون بين الشعوب لتعمل كأفراد عائلة واحدة حيث كل فرد له دوره الخاص به الذي أعطاه الله له ، نجدهم يحاولون تمزيق الروابط بين الشعوب والديانات ، وأفضل مثال يوضح سلوكهم هو الدكتور ذاكر نايك الذي يحاول بكل جهده إثبات أن الديانة اﻹسلامية هي فقط الصحيحة واﻷفضل و أنه على جميع أفراد الأديان الأخرى هجر ديانتهم وإعتناق اﻹسلام ، والمشكلة أن ضعف بصيرته وفهمه الببغائي لمعاني آيات القرآن والكتب المقدسة جعلته لا يرى أن اﻷمة المسيحية قد بذلت جميع جهودها في تنمية العلوم المادية ،لذلك كان مستوى علماء الديانة المسيحية في تفسير تعاليم دينهم وآيات كتبهم المقدسة ضعيف في هذه الناحية، فبدلا من أن يساعدهم الدكتور ذاكر في تنمية فهمهم لها راح يستغل هذه الظروف ، ليثبت أن إعتقاداتهم الدينية خاطئة وأنه عليهم إعتناق اﻹسلام بدلا من ديانتهم، ولكن الحقيقة غير ذلك ﻷن دينهم كما هو، هو الذي ساعدهم في تحقيق قفزات واسعة في تطوير العلوم وخاصة العلوم المادية ، فجميع اﻹختراعات الحديثة التي رفعت من مستوى المعيشة للإنسان وجعلتها تختلف نهائيا عن مستوى المعيشة الحيوانية ، هي من إكتشافات علماء مسيحيين ، تصوروا فقط كيف ستكون الحياة في بلاد السعودية مثلا، والتي تصل درجة الحرارة فيها بعض اﻷحيان إلى 70 مئوية تحت أشعة الشمس المباشرة و تتجاوز 50 درجة في الظل ، ماذا سيحصل إذا منعنا في السعودية إستخدام السيارات والطائرات والمكيفات والثلاجات والأجهزة الطبية وغيرها من التكنولوجيا الحديثة. ..فقط تصورا كم ستكون الحياة في السعودية قاسية لولا هذه اﻹختراعات التي جميعها من إختراعات وصناعات دول مسيحية أو بشكل عام دول غير إسلامية. جميع هذه الصناعات هي منفعة للناس وهي من نتائج حضارة عصر النهضة اﻷوربية التي كان ليوناردو دافينشي أكبر مؤسس لهذه الحضارة.
أهم صفات المطففين كما ذكرها الله في قرآنه الكريم ( الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون. ..وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون) وللأسف كثير من علماء المسلمين اليوم وطبعا على رأسهم الدكتور ذاكر نايك بسبب شهرته الكبيرة عالميا ، يحاولون ذكر فقط نقاط الضعف في الشعوب المسيحية ، وكتم جميع أفضالهم على اﻹنسانية ،لكي يعتقد المسلمون بأن دينهم هو الصحيح فقط وأن الدين المسيحي على ضلال. هذا السلوك هو ما نسميه بالفتنة والتي هدفها الحقيقي تنمية العداوة والبغضاء بين الشعوب لمنع تعاونها لتعمل مع بعضها البعض كعائلة واحدة.
ز. سانا


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق