خواطر من الكون المجاور
الخاطرة 141 : فلسفة التدخين
الخاطرة 141 : فلسفة التدخين
صوت حبات الذرة وهي تنفجر وترتطم بجدران الطنجرة لتكوين البوشار بدأت تنخفض بشكل تدريجي وكأنها تعلن عن نضج معظم حبات الذرة ، رفعت غطاء الطنجرة بحذر فوصلت رائحته الشهية إلى أنفي ، فأخذت حفنة صغيرة منه ووضعتها في فمي ،
فشعرت بملوحة ولذة طعمه ، أطفأت النار ووضعت البوشار في قدر كبير ،وأخرجت زجاجة برتقال غازية ، وإتجهت بها إلى الصالون.كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشر ليلا، كل شيء كان جاهزا لقضاء ليلة ممتعة ، فيلم السهرة المشوق، البوشار الساخن ، شراب البرتقال الغازي، لا ينقصني شيء نهائيا، جلست على الكنبة ووضعت في فمي قليلا من البوشار الساخن ثم شربت بعدها قليلا من مشروب البرتقال البارد، عندها شعرت بحاجة إلى سيجارة ليأخذ الشعور العام بالنكهة شكله اﻷخير ، فمددت يدي إلى علبة السجائر لآخذ منها سيجارة فرأيتها فارغة ، نهضت من مكاني ﻷجلب العلبة الجديدة الموجودة على طاولة المكتب ، ولكن عندما أمسكتها في يدي شعرت بأنها خفيفة جدا وعلمت أنها هي اﻷخرى فارغة من السجائر ، وفجأة شعرت بدهشة مزعجة عكرت علي بهجة تلك اللحظات التي كنت أعيشها ، فطوال الوقت كنت أعتقد أن علبة السجائر التي على المكتب كانت جديدة ، ولكن فجأة وجدتها أيضا فارغة وأنني سأقضي الليلة دون سجائر ، وكما هو معروف عند المدخنين بأن السيجارة هي ملكة الجلسة كما يقولون. هذه المفاجأة المزعجة أحدثت في داخلي نوعا من التوتر ما جعلني فورا أترك كل شيء وأخرج من البيت لشراء علبة السجائر.
كانت تلك الليلة هي ليلة 14 آب ومن المعروف في مثل هذه الليلة في اليونان بأن جميع المحلات تكون مغلقة ﻷن يوم التالي الذي يصادف 15 آب هو عيد مريم العذراء وهو من أهم اﻷعياد الدينية ويعتبر عيد الفصح الصيفي للمسيحيين ، وعدا عن هذا ففي مثل هذا اليوم أيضا تبدأ اﻹجازة الصيفية لمعظم العمال والموظفين ، وكون أن 70 % من سكان مدينة أثينا هم من خارج هذه المدينة لذلك معظمهم يحمل عائلته ويذهب إلى قريته لقضاء أيام إجازته هناك ، لهذا السبب كان أملي أن أجد محلا يبيع السجائر في مثل هذا الوقت ضعيف جدا ،وهذا ما زاد في حدة إنزعاجي أكثر ، وكانت ظنوني في محلها فعندما وصلت إلى بقالة الحي وجدته مغلق، فتوجهت مباشرة إلى الكشك الموجود على الطريق العام ، ولكنه اﻵخر كان مغلقا. وفجأة شعرت أن الليلة التي ستكون ممتعة قد إنقلبت إلى كابوس مزعج. فالسجائر أهم من البوشار والمشروب الغازي ومن الفيلم نفسه. فبدون السجائر تفقد كل اﻷشياء اﻷخرى طعمها.
أن أقضي الليلة وصباح اليوم التالي من دون سيجارة كان شيء مستحيل ، لذلك وجب علي أن أتابع البحث عن السجائر مهما كلف اﻷمر.فكرت بأن المكان الوحيد الذي ممكن أن أجد فيه ضالتي هو مركز المدينة ﻷن بعض المحلات هناك تعمل ليلا ونهارا وخاصة أيام الصيف وذلك بسبب كثرة السواح في المدينة. فرأيت أن افضل شيء هو أن آخذ سيارة أجرة لينقلني إلى هناك ،ووجدت أنه من اﻷفضل أن أذهب إلى موقف الباص أنتظر هناك لعل أن يمر باص المواصلات العامة على اﻷقل إذا لم تمر سيارة الأجرة من هناك.
ومرت الثواني وكأنها دقائق والدقائق كأنها ساعات دون أن يمر أي شيء أمامي، فعادة في مثل هذا اليوم وبسبب خلو المدينة من الناس يقل عدد الباصات التي تعمل على الخط وقد يحتاج أن تنتظر أكثر من نصف ساعة حتى يأتي الباص ، وهذا ما دفعني إلى تغيير رأيي ، فانطلقت أسير بجهة مركز المدينة لعلي أجد دكانا مفتوحا في طريقي ، أو على اﻷقل بدلا من أن أضيع وقتي هنا في اﻹنتظار ، سأكون خلال نصف ساعة قد وصلت إلى مركز المدينة.
كانت شوارع المدينة خالية تماما من الحياة ، وكأنها شوارع مهجورة ، حتى نوافذ المنازل كانت معظمها مغلقة أو مظلمة ، كم تمنيت أن أرى شخصا يسير في الطريق ﻷسأله عن مكان يبيع السجائر وفي نفس الوقت أطلب منه سيجارة أسد حاجتي من النيكوتين لبضع دقائق ، ولكن لسوء الحظ لم يكن هناك لا أشخاص ولا سيارات ولا باصات ، لا شيء على اﻹطلاق ، كنت وحدي ، أسير وأسمع خطوات أقدامي وكأنها تملأ الشارع بأكمله.
بعد نصف ساعة تقريبا وصلت إلى ساحة مركز المدينة ، وشعرت بنشوة عارمة تملأ صدري وأنا أرى من بعيد بعض اﻷشخاص يشترون من الكشك بعض اﻷشياء ، فأسرعت نحوه وطلبت منه علبة سجائر، ولكنه أخبرني بأنه لا يبيع تلك الماركة التي طلبتها ، للحظات لم أعرف ماذا أفعل ، فأنا كنت معتادا أن أدخن فقط من ماركة معينة وأي نوع آخر غيره كنت لا أستمتع به أبدا ويجعلني أسعل بإستمرار ، ولهذا السبب تركته وتوجهت إلى الى كشك في الطرف اﻵخر من الساحة ، ولكنه هو أيضا لم يكن لديه من نفس نوع السجائر التي أدخنها، عندها أضطررت أن أشتري سجائر من ماركة أخرى. إشتريت ثلاث علب سجائر بدلا من واحدة لكي أضمن أن لا أنقطع عن سجائر حتى تعود اﻷمور إلى حالتها الطبيعية.
عدت إلى البيت سيرا على اﻷقدام أدخن سيجارة وراء اﻷخرى ،فلم يكن هناك أي حاجة إلى السرعة ، فالفيلم قد وصل إلى منتصفه وفقد متعته وتشويقه ، والبوشار الساخن أصبح باردا ولم يعد بنكته ورائحته اللذيذة ، ومشروب البرتقال البارد لم يعد منعشا فقد أصبح فاترا وفقد غازاته ولذعته اللذيذة. ..لذلك تركت نفسي أسير في الشوارع الخالية من الحياة، في الهواء الطلق الذي تملؤه رائحة التبغ المحروق ، ودخان السيجارة يحيط بي وكأنها غيوم صغيرة، غيوم لا تحمل معها أمطار تنعش الروح، ولكن تحمل معها النيكوتين، هذه المادة المخدرة التي تجعل من هذه اللحظات التافهة والسخيفة تبدو لك وكأنها لحظات جميلة ساحرة ، تجعلك تظن أنك ملك زمانك رغم أنك ربما في الحقيقة لا شيء ، لا شيء على اﻹطلاق.
تلك الليلة لم أنساها أبدا، أحداثها وما عشت فيها من مشاعر مزيفة ،كانت تراود ذهني كل فترة وفترة ، فأجد نفسي أقارن بين حالتي التي أنا عليها كمدخن وحالتي قبل أن أصبح فيها مدخن ، فأنا بدأت التدخين في عمر متأخر نوعا ما ، وبالتحديد بعد إنتهائي من الخدمة العسكرية ، أي بعد تجاوزي الرابعة والعشرين من العمر، وأذكر حالتي جيدا كيف كانت في تلك الفترة ، كنت أبدو للآخرين وكأنني أصغر من عمري بثلاث أو أربع سنوات ، كنت أتمتع بجسد رياضي يتحمل الألم والجوع والعطش والإرهاق ، كنت أتحمل تغيرات الطقس فلا أشعر ببرد الشتاء ولا حر الصيف ، كنت أستطيع السيطرة على مشاعري في أقسى الظروف، أستطيع ضبط إنفعالاتي، كنت حليما إلى أقصى الحدود. ... كنت أشعر بأن حياتي بلا مشاكل رغم وجودها ولكني كنت دوما متفاءل وهذا التفاؤل كان يسهل حل معظم هذه المشاكل. ....كنت أشعر بنقاء الروح ، وهذا الشعور كان يجعلني أنظر بمحبة نحو الجميع وأجد بسهولة مبررات ﻷسامح كل من أخطأ في حقي ، كنت دوما أنام وأنا مرتاح الضمير ودوما أرى أحلاما سعيدة في نومي تبشرني بأن القادم أجمل.كنت أشعر بنوع من السعادة الروحية المستمرة في يقظتي وفي نومي. . ..بإختصار كنت أشعر بأني إنسان حر أفعل ما أشاء وكما أشاء وهذا ما كان يجعلني أشعر بأني حقا سيد نفسي بكل معنى الكلمة. وهذا الشعور لا يقدر بثمن.
من بعد تلك الليلة ، بدأ يخطر في بالي أن أتوقف عن التدخين ،وحتى أضمن نجاح المحاولة بدأت أستخدم أشياء مساعدة ، فمرة أشتريت سائل مشابه لدواء السعال ، فعن طريق غرغرته في الفم لمدة دقيقة تجعلك لا تستسيغ نكهة التبغ ، ولكن رغم إستخدام هذا الدواء لفترة طويلة ،كانت الحاجة إلى التدخين أقوى من تأثير الدواء. فكانت النتيجة الفشل ، بعد فترة من المحاولة الفاشلة اﻷولى ، رأيت دعاية عن علكة تساعد في التوقف عن التدخين ، فقررت أن أبدأ المحاولة الثانية ، وكنت في كل فترة أشعر فيها بحاجة إلى التدخين آخذ قطعة من العلكة ، ولكن إنتهت العلبة اﻷولى وإشتريت علبة أخرى وإنتهت كذلك وإشتريت علبة ثالثة ولكن بدون أن أجد أي فائدة في اﻹبتعاد عن السجائر.
بعد فترة سمعت عن دواء جديد ظهر في الصيدليات يساعد على اﻹمتناع عن التدخين ، وكان عبارة عن قطعة صغير لاصقة توضع على الجلد في الكتف أو زند اليد ، ولكن أيضا هذه المحاولة باءت بالفشل.
بعد فترة سمعت عن السيجارة اﻷلكترونية ، التي تستخدم موادا خالية من النيكوتين ، تساعد مع الزمن على التخلص من عادة التدخين ، فاشتريت واحدة منها ورحت أستخدمها ، ولكن السيجارة الإلكترونية لم تستطع أن تحل مكان السيجارة العادية ، فكنت أضطر أن أستخدم معها سجائر حقيقية ريثما أعتاد على السيجارة اﻷلكترونية ﻷتوقف عن تدخين السجائر الطبيعية ، ولكن بعد مرور أكثر من شهر رأيت أن السيجارة الألكترونية مفعولها مزيف ولا تساعد نهائيا في اﻹقلاع عن التدخين. فربما جميع هذه اﻷشياء المساعدات تنجح فقط مع أولئك الذين لهم زمن قصير جدا في التدخين أو أنهم يدخنون عدد قليل جدا من السجائر يوميا.
هذه المحاولات العديدة الفاشلة في التوقف عن التدخين كانت نتائجها بالنسبة لي سلبية جدا، حيث وجدت نفسي بعد جميع هذه المحاولات أنني بدأت أدخن أكثر من السابق ، وأن هذه اللخبطة في نظام التدخين التي كانت تحصل في كل محاولة قد أثرت على على جهاز التنفس وعلى نظام دقات القلب وأنها بشكل عام قد أضعفت ثقتي بنفسي حتى ظننت بأنني عاجز نهائيا عن الإنقطاع عن التدخين.
وﻷنني لا أومن بالصدفة ولكن بأن كل شيء يحدث حولنا له معنى و له علاقة بتكويننا وسبب وجودنا على سطح اﻷرض ، رحت أتساءل مع نفسي : لماذا يدخن اﻹنسان ؟ لماذا إنتشرت عادة التدخين بشكل واسع بين الناس في القرن الماضي؟ لماذا يصعب على المدخن اﻹقلاع عنه ؟...لماذا... ولماذا.....
التدخين في الحقيقة هو ظاهرة طبيعية مصدرها روحي ، وهي إحدى السلوك اﻹنسانية التي تساعدنا على فهم تكوين اﻹنسان بشكل أعمق ، فالتدخين بمعناه العام ، أي إستنشاقه للإحساس بشعور روحي معين كان يستخدم منذ آلاف السنين في الطقوس الدينية ، ولا يزال حتى اﻵن يستخدم في الكثير من المعابد لمختلف الأديان ، والمعروف اليوم بإسم ( البخور ) ، وهناك نوعان من هذه الطقوس التي تستخدم البخور ، اﻷول وهي التي تستخدمه الديانات الوثنية المنعزلة عن العالم الحضاري، بهدف التخدير لإجبار اﻷشخاص على القيام بأفعال لا يقبل بها شخص أثناء وجوده في كامل قواه العقلية ، هذه الطقوس المعروفة بإسم الشعوذة والسحر اﻷسود ، أما النوع الثاني من البخور فهو ماتستخدمه الديانات العالمية الكبرى ، والتي هدفها تعطير اﻷماكن المقدسة لتعطي هذه اﻷماكن رائحة زكية تجعل الحضور يشعر بنوع من النشوة الروحية أثناء دخولهم في هذه اﻷماكن المقدسة .
النباتات كما هو معروف عنها تقوم بإستنشاق غاز الكربون الذي يعتبر المادة اﻷولية للدخان ، وبواسطة التركيب الضوئي تحوله إلى مواد كربوهيدراتية. فتنفس النباتات هو في الحقيقة عملية لا تختلف عن عملية التدخين التي تستخدمها الديانات في اﻷماكن المقدسة، وإستخدام البخور في هذه اﻷماكن المقدسة لم يأتي صدفة ولكنها حكمة إلهية هدفها التأكيد على أن تكوين اﻹنسان ليس مصدره فقط من المملكة الحيوانية ولكن أيضا المملكة النباتية ، فنصف تكوينه قد أخذه من النباتات، فإذا تمعنا في آيات القرآن الكريم التي تتكلم عن ولادة عيسى عليه الصلاة والسلام ، نجد أنه تربط هذه الحادثة بالنبات ، فكما تقول اﻵية القرآنية عن مريم ( وأنبتها نباتا حسنا ) وفي سورة الفتح في اﻵية 29 نجد الله عز وجل يصف المؤمنون بالزرع ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ...... مثلهم في التوراة ومثلهم في اﻹنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه. ... ) ، وهناك آيات كثيرة في الكتب المقدسة في الديانات الثلاث ( اليهودية والمسيحية واﻹسلامية ) تربط بين تكوين اﻹنسان والنبات ، ومثال على ذلك هو أن سفر التكوين ينتهي بقصة يوسف عليه الصلاة والسلام وإسم يوسف مصدره من شجرة اليوسفي وفي اﻹصحاح 49 من هذا السفر في اﻷية رقم 22 نجد يعقوب عليه الصلاة والسلام يصف إبنه يوسف بالنبات ( يوسف غصن شجرة مثمرة ، غصن شجرة مثمرة على عين ، أغصان قد إرتفعت فوق حائط. ......) ، فالسفر الذي عنوانه ( التكوين ) إي تكوين روح اﻹنسان يبدأ بالشجرة المحرمة التي كانت سببا في طرد اﻹنسان من الجنة وينتهي بقصة يوسف الذي يرمز إلى الشجرة التي بارك الله بها، وإذا تمعنا جيدا في تصميم القرآن الكريم نجده يؤكد على فكرة علاقة تكوين اﻹنسان بالنباتات ، فإذا قسمنا رقم آيات كل سورة من سور القرآن جميعها قسمين ومثلناه بخط أفقي طوله نصف عدد آيات السور، مثلا سورة الفاتحة آياتها سبعة ، ونصف هذا العدد هو 3،5 فإذا مثلناه بخط طوله 3،5 إلى اليمين و 3،5 إلى اليسار ، وتابعنا بالطريقة نفسها لجميع سور القرآن بشكل متسلسل من اﻷسفل إلى اﻷعلى حتى السورة اﻷخيرة سورة الناس ، لاكتشفنا ان الخطوط ستشكل ما يشبه تماما الشجرة ( كما يوضح الشكل في الصورة ). فتصميم عدد آيات سور القرآن لتأخذ هذا الشكل ليس صدفة ولكن حكمة إلهية تساعدنا في فهم تكويننا الروحي ، فكثير من صفات اﻹنسان وسلوكه مصدرها المملكة النباتية ولكن للأسف الرؤية المادية الفقيرة التي يستخدمها علماء العصر الحديث لم تستطع رؤية ذلك القسم النباتي في اﻹنسان ، لذلك رأوا فقط القسم الحيواني منه.
ليس من الصدفة أنه في هذا العصر الحديث الذي معظم علمائه يؤمنون أن أصل اﻹنسان قرد ، وصل عدد المدخنين فيه إلى أكثر من مليار شخص، فهذا السلوك اﻹنساني هو تعبير روحي يحمل في داخله نوع من الرفض لهذه النظرية ، ولكن للأسف بدلا من أن يكون رفض هذه النظرية بشكل عقلي وسلوك إيجابي ، نجده كالعادة قد أخذ شكله السلبي دون أن يفهمه.
فكما ذكرنا عادة التدخين ليست عادة بسيطة في حياة المدخن ولكن هي جزء من تكوينه لذلك نجد كثير من المدخنين قد فشلوا في محاولاتهم في اﻹقلاع عن التدخين رغم رغبتهم الشديدة في ذلك ولكن أيضا نجد أشخاصا نجحوا ، وأنا واحد منهم والحمدلله . فهل هناك طريقة صحيحة ممكن بها اﻹقلاع عن التدخين؟ .... يتبع في المقالة القادمة إن شاء الله.
ز. سانا



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق