السبت، 15 يونيو 2019

الخاطرة الخاطرة ٢٢٣ : ابن رشد الفيلسوف المظلوم الجزء ٢٤

خواطر من الكون المجاور الخاطرة
الخاطرة ٢٢٣ : ابن رشد الفيلسوف المظلوم الجزء ٢٤
في المقالة الماضية وأثناء شرحنا لخطوات تكوين المذاهب ذكرنا أنه لولا رفض فاطمة الزهراء عليها السلام لخلافة أبو بكر الصديق رضي الله لما عرفنا حقيقة مكانة ودور علي عليه السلام في تكوين الدين الاسلامي والتي تكلمنا عنها في مقالات ماضية ، وكذلك لولا ظهور مذهب الإباضية ، لما عرفنا حقيقة معاوية بن أبي سفيان ، فبقاء مذهب الإباضية حتى اليوم ليس صدفة ولكن حكمة إلهية تؤكد لنا اليوم على أن معاوية كان من كبار الصحابة المنافقين ، ولهذا كثير من المسلمين في عهده شعروا بنفاقه فانضموا إلى مذهب الإباضية ليؤكدوا أنه هناك خلل قد حدث في الأمة الإسلامية على الصعيد السياسي .
وكذلك ذكرنا أن مجزرة الكربلاء التي كان سببها سياسي ليحافظ زيد بن معاوية على منصبه في الخلافة ، قد أحدثت نوع من تعاطف مسلمي الفرس مع أهل البيت وهذا التعاطف قد خلق نوع من التوحيد الفكري بين مسلمي العرب ومسلمي الفرس ، فتحولت علوم الاسلام من علوم تعتمد على علم واحد وهو فقه اللغة العربية ، إلى علوم متفرعة تشمل زوايا رؤية عديدة. وذكرنا في المقالة الماضية أن هذا الموضوع سنشرحه إن شاء الله عندما نتكلم عن ظهور التيارات الفكرية في الحضارة الاسلامية . ولكن هنا سنتابع شرح القسم الديني له لنوضح الخطوة الرابعة في تشكل المذاهب الإسلامية .
بعد تحول الحكم الاسلامي من نظام الشورى إلى نظام ديكتاوري في عهد معاوية ، وبعد مجزرة الكربلاء تحول الوضع في المجتمع الاسلامي إلى مجتمع يخضع إلى سلطة قمع وارهاب في حق أي شخص يتكلم بسوء عن الطبقة الحاكمة أو يقوم بمدح أهل البيت وأتباعهم ، فأخذ عندها الاسلام السياسي يُظهر أبشع وجه يمكن أن يعبر عنه . فبدأت تظهر ثورات قام بها مسلمون في الجنوب والغرب لأنهم رأؤوا أن السلطة الحاكمة قد خرجت عن تعاليم الدين فلم يثقوا سوى بأهل البيت لإعادة الأمور إلى شكلها الصحيح ، ولكن السلطة الحاكمة استخدمت أبشع وسائل القمع في القضاء على هذه الثورات ، وبسبب فشل جميع تلك الثورات وقتل الثائرين بطريقة وحشية ، دب الخوف في نفوس نسبة كبيرة من المسلمين من اسلوب السلطة الحاكمة في ردود فعلها ضد المعارضين لها ، وهذا أدى إلى اعتبار أهل البيت وأتباعهم بانها فرقة منبوذة من المجتمع الاسلامي السياسي وأي محاولة يقوم بها كل مسلم في الإقتراب منهم سيشكل خطر على حياته . ورغم أن الثورة العباسية التي أطاحت بالدولة الأموية قد شارك بها أتباع أهل البيت ، ولكن معظم الخلفاء العباسيين ومن أجل الحفاظ على منصبهم في السلطة تابعوا نفس نظام الدولة الأموية الديكتاتوري . فظل أهل البيت وأتباعهم بين المسلمين كفرقة منبوذة سياسيا في المجتمع الاسلامي ، لهذا نجد علوم أهل البيت وكتبهم قليلة جدا وفيها الكثير من الإضافات التي تم وضعها عمدا بهدف تشويه سمعة أهل البيت لينفر المسلمون منهم ، أو لتجعل أتباع هل البيت وكأنهم من الضالين في نظر المسلمين . هذا الوضع للأسف لا يزال كما هو حتى اليوم . لهذا نجد أن نسبة شيعة علي عليه السلام اليوم أقل من ٢٠ % من أفراد الامة الاسلامية ، والمؤسف له حقا أن نسبة كبيرة من الشيعة قد صدقوا تلك البدع التي وضعها أعداء أهل البيت فجعلوها في عقيدتهم وكأنها من أئمة أهل البيت ، وهذا ما أدى إلى نفور المسلمين منهم .
لهذا عندما نرى اليوم أن طائفة السنة والجماعة تشكل أكثر من ٧٥ % من مسلمي العالم ، هذا لا يعني بأن نسبتهم الكبيرة سببها أنها الأصح ، ولكن يعني أن نسبتها الكبيرة سببها الحقيقي هو اضطهاد السلطات الحاكمة لأتباع أهل البيت وكذلك أن قسم كبير من السنة قد أخذوا من علماء كانوا موالين للسلطات الحاكمة التي كانت تبغض أهل البيت .
يقول الله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ١٥٩ البقرة) وعلى كل باحث يبحث عن الحقيقة عليه أن يعرض أبحاثه لإظهار الحق ليراها الناس فهو مسؤول أمام الله يوم القيامة عما فعله في هذه الفترة التي نعيشها اليوم حيث الاسلام السياسي بدأ يلعب دور خبيث في تمزيق الأمة الاسلامية ، لهذا أتمنى من القراء أن لا يسيئوا فهم ما أكتبه ، فهدف مؤلفاتي هو إظهار الحق أينما كان ، فأنا انتمي إلى عائلة سنية ودرست في مدارس سنية ، وما أقوم به هو نقد ذاتي وأتمنى من كل شيعي يخاف الله أن يبحث ويقوم هو أيضا بنقد ذاتي لطائفته ، فالحضارات تولد عندما يقوم أفرادها بالنقد الذاتي ، أما إنحطاط الأمم فيبدأ عندما يكون النقد في الخصم فقط ، وهذا ما يحصل اليوم عند معظم علماء المسلمين في جميع المذاهب حيث علماء كل مذهب يتكلمون فقط عن أخطاء المذاهب الأخرى وكأن مذهبهم هو فقط الصحيح ، ولهذا الأمة الاسلامية اليوم تعاني من أنحطاط في جميع المجالات ، وطالما أن طائفة السنة والجماعة هي الطائفة الكبرى ، لذلك فمن الطبيعي أن يقع عليها أكبر نسبة من المسؤولية عن هذا الإنحطاط . فلو أن الطائفة الكبرى كانت على حق في كل شيء لكانت الأمة الاسلامية اليوم من الأمم المتقدمة ، فليس من المعقول أن تستطيع فئة صغيرة ضالة أن تدمر أمة كبيرة صالحة ، هذا الاستنتاج شيء بديهي لا يرفض صحته أي إنسان عاقل يفكر بطريقة علمية سليمة .
هنا قد يعترض بعض القراء فيقول أنه طالما أن الطائفة الكبرى هي المسؤولة عن إنحطاط الامة الاسلامية اليوم ، فهذه الطائفة كانت أيضا هي الطائفة الكبرى في عهد الحضارة الاسلامية ، فهذا يعني أنها هي سبب ازدهار هذه الحضارة . وجوابي على هذا الرأي أن الأمر مختلف تماما ، ففي ذلك الوقت كانت نفوس المسلمين كما وصفها الفرزدق عندما أخبر الحسين عليه السلام قبل معركة الكربلاء (قلوبهم معك ، ولكن سيوفهم عليك) ، فالطائفة الكبرى في ذلك الوقت كانت قلوبهم مع أهل البيت لهذا كانت مختلفة في سلوكها عن طائفة اليوم ، فالوضع اليوم أن قلوب مسلمي السنة ليست مع أهل البيت ، لأنهم لا يعلمون عن علوم أهل البيت شيئا ، لهذا نرى انه كلما حاول عالم سني أن ينقد معاوية بن سفيان مثلا ، يهاجمونه ويتهمونه بأنه شيعي ورافضي ، ولكن الحقيقة هي أن معاوية كان من أشد الناس بغضا لأهل البيت ، فطالما أن السني يدافع عن معاوية فهو في نفس الوقت يسيء للرسول صلى الله عليه وسلم ويسيء لأهل البيت . فالحديث الشريف يقول " إني تاركٌ فيكم ثَقلينِ: أوَّلهما: كتاب الله، فيه الهُدى والنُّور؛ فخُذوا بكتاب الله، واستمسكوا به ، والثاني أهل بيتي، أُذكِّركم الله في أهل بيتي ، أُذكِّركم الله في أهل بيتي ، أُذكِّركم الله في أهل بيتي " ، معاوية منع كل مسلم من ذكر فضائل أهل البيت ، وهذا المنع لا يزال يطبق حتى اليوم في طائفة السنة بطريقة غير مباشرة ، ولكن النتيجة هي نفسها فمسلمي أهل السنة العامة لا يعلمون شيئا عن علوم أهل البيت بينما الحديث الشريف يقول " أذكركم الله في أهل بيتي " فمن أين ستأتي كرامات الرسول صلى الله عليه وسلم على الأمة الاسلامية طالما أنهم لا يذكرون أهل بيته الذين ورثوا علمه وصفاته ليفهم المسلمون حقيقة هذا العلم وهذه الصفات . الأمور لا تحتاج إلى ذكاء لفهم ما يحصل اليوم فكل باحث يقوم بتحليل شامل لما يحصل اليوم سيصل إلى هذه النتيجة ، فلا شيء يحدث صدفة ولكن لكل سبب نتيحة تعبر عن سببها .
كما ذكرنا قبل قليل أن أسلوب نظام السلطة في الدولة الأموية والعباسية بشكل عام خلق نوع من التمزيق بين العلماء المسلمين ، فظهر علماء صالحين يبحثون عن الحق ، وعلماء منافقين موالين للسلطة الحاكمة ، ولكل نوع من العلماء كان لهم أتباعهم ، العلماء الصالحين أخذوا علومهم من أهل البيت ، وحاولوا تدريسها لتلامذتهم بدون أن يشيروا إلى مصدرها حتى لا يتم اتهامهم بأنهم شيعة .
فإذا بحثنا في أصل المذاهب الأربعة في طائفة السنة والجماعة سنجد أن أصلها من علوم أهل البيت ، فالأمام أبي حنيفة النعمان ( صاحب مذهب الحنفي) قد أخذ علومه من أهل البيت : زيد بن علي زين العابدين ومحمد النفس الذكية وأخوه ابراهيم ثم من جعفر الصادق عليهم السلام . أما الإمام أنس بن مالك (صاحب المذهب المالكي ) فأخذ علومه من جعفر الصادق عليه السلام . أما الإمام محمد بن إدريس الشافعي ( صاحب مذهب الشافعي ) فقد أخذ علومه من مالك بن أنس وتلميذ ابي حنيفة محمد بن الحسن الشيباني الذين أخذوا علومهم من أئمة أهل البيت . وكذلك الأمام أحمد بن محمد بن حنبل (صاحب المذهب الحنبلي) فقد أخذ علومه من الشافعي الذي أخذ علومه من أهل البيت . فنسبة كبيرة من علوم المذاهب الأربعة في طائفة السنة أتت من علوم أهل البيت ولهذا كتب الله لها البقاء حتى الآن . فوجودها حتى اليوم هو حكمة إلهية لها معنى أن رغم سياسة القمع التي عانى منها أهل البيت في ذلك الزمان ولكن ومع ذلك استطاع أهل البيت بخطة إلهية أن يؤدوا عملهم على أكمل وجه . ولهذا نجد أن جميع المذاهب تعتمد على أهم تعاليم الإسلام ، ولا يوجد أي تناقضات بينها ولكن فقط إختلافات ، فهذه الاختلافات هي بسبب اختلاف زوايا الرؤية للموضوع ، أما تلك التناقضات الموجودة بين المذاهب فهي ليست من علوم أئمة أهل البيت ولكن من علوم العلماء الذين حاولوا تفسير علومهم بطريقة تناسب أهواء السلطة الحاكمة . وللأسف علماء اليوم سواء كان عن جهل أو عن عمد يستخدمون هذه التناقضات في محاولة التفريق بين المذاهب .
الذي يحصل اليوم أن مسلمي الطائفة الكبرى عندما يسمعون أسم طائفتهم (السنة والجماعة) يشعرون بشيء من الفخر ، فالمعنى الظاهري لهذه التسمية فعلا يدعوا إلى الفخر ، فمصطلح ( السنة والجماعة) يبدوا انه أفضل وأجمل بكثير من تسمية (شيعة) لأن كلمة شيعة تعني فرقة صغيرة ، بينما تسمية (السنة والجماعة) لها معنى أجمل ، فكلمة (السنة) تعني سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والجماعة تعني الإجماع ، أي الشورى بين الجميع لأختيار الاجتهاد الأفضل لحل مسألة من المسائل . ولكن الحقيقة ليست كذلك بالضبط ، ولهذا لم يقتنع أتباع بقية المذاهب بها فظلت متمسكة بمذهبها ، فإذا بحثنا بعمق في مضمون مصطلح (السنة والجماعة) كما يطبقه علماء المسلمين اليوم سنجد أن الظاهر من هذه التسمية شيء والمضمون شيء آخر ، وسنجد أيضا أن مضمون هذه التسمية أصبح يتغير مع مرور الزمن مما ساهم في تشويه هوية الدين الاسلامي . وسنحاول شرح هذه الفكرة بنوع من التفصيل :
مصطلح (الجماعة) والذي يعني إجماع العلماء على صحة الرأي ، لا يمكن تطبيقه في في جميع الظروف ، فمثلا في مجتمع مدمن على المخدرات سيكون رأي الجماعة السماح بتجارة وتعاطي المخدرات ، وهذا الإجماع مرفوض لأنه يضر بمصلحة المجتمع . وكذلك لو تم أخذ رأي الجماعة في مجتمع قريش في زمن البعثة النبوية لظلوا على ديانتهم القديمة ولما ظهر الاسلام . لهذا فإن مصطلح (الجماعة) في مجتمع جاهل يتحول إلى مصطلح ساذج لا معنى له . وهذا ما يحصل اليوم ، حيث نرى أن جميع المذاهب الأخرى تؤكد على أن معاوية بن سفيان كان صحابيا منافقا ، أما الطائفة الكبرى اليوم فهي فقط التي تعارض هذا الرأي لأنها أخذت آراء علماء موالين للسلطة الحاكمة في الدولة الأموية والعباسية ، هنا لا يمكن ان نأخذ برأي طائفة السنة والجماعة كونها الطائفة الكبرى لأنها على خطأ ، فمعاوية عند الله هو زعيم أتباع روح الكلب وقد ذكرت في الجزء (١٨) حقائق إلهية تؤكد على ذلك .
أما بالنسبة لمصطلح ( السنة) فمفهوم هذه الكلمة كما هو في الطائفة الكبرى يعارض تعاليم الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة . فحسب رأي علماء الطائفة الكبرى ، أن المقصود بمصطلح (السنة) هو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين ومن اتبعهم باحسان . بينما نجد أن منهج جعفر الصادق عليه السلام الإمام السادس من أهل البيت والذي كان من أعظم علماء الاسلام في زمانه باعتقاد جميع علماء المذاهب دون أي استثناء ، نجده قد أضاف أمراً أساسيّاً ، وهو الاخذ بآراء أئمة أهل البيت وما يترتب عليه من تقييم للصحابة وفتاواهم وأحاديثهم واجتهاداتهم بحسب مواقفهم من آل البيت . فمحبة أهل البيت هو من أهم تعاليم سنة الرسول لأنهم هم من ورثوا أكبر نسبة من علم رسول الله صلى الله عليه وسلم . هناك رواية توضح موقف علي عليه السلام من هذا الموضوع ، فبعد وفاة عمر بن الخطاب رضي الله ، عندما انتهت الشورى لإختيار الخليفة وكانت الأمور قد وصلت إلى اختيار رجلين وهما علي عليه السلام وعثمان رضي الله عنه ، نجد عبد الرحمن بن عوف يصعد منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطلب من علي أن يأتي المنبر ليسأله : هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفعل أبي بكر وعمر؟ فرد عليه علي عليه السلام (لا) ، أما عثمان فقال (نعم) فذهبت الخلافة إلى عثمان . فكان بإمكان علي عليه السلام ان يقول نعم ليستلم الخلافة ، ولكنه رفض لأن عبد الرحمن بن عوف اضاف إلى سنة الرسول عبارة " وفعل أبي بكر وعمر" وهذا يخالف تعاليم الدين الاسلامي ، فما فعله أبو بكر وعمر رضي الله عنهما لا يمكن تشريعه ، فإذا أضاف العلماء اجتهادات كل خليفة إلى شرائع الدين سيتحول الدين بعد فترة إلى دين مختلف نهائيا عن دين محمد صلى الله عليه وسلم، لأن اجتهادات الصحابة هي آراء والفقه بالرأي مرفوض ولا يجوز تشريعه ، لأن جميع الصحابة كانوا قد عاشوا في مجتمع جاهلي يعاني من تخلف في جميع المجالات العلمية ، والإجتهادات في سنة الله ورسولها تحتاج إلى رجال علم ، وأهل البيت كانوا هم فقط الذين ورثوا أكبر كمية من علم الرسول لأنهم أخذوا جزء من روحه في تكوينهم ولأنهم أيضا كانوا تربيته وليس تربية المجتمع الجاهلي . علوم الدين ليست بهذه البساطة التي يظنها علماء المسلمين ، وفهم سنة رسول الله يحتاج إلى علوم لا تأتي عن طريق رؤية الرسول لفترة زمنية معينة حتى يستطيع جميع الصحابة اكتسابها لتحل مكان مخلفات المجتمع الجاهلي ، لهذا كانت الحكمة الإلهية أن ينتقل هذا العلم بالوراثة إلى ذرية الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالله عز وجل اختار محمد ليكون رسوله ونبيه لأن محمد صلى الله عليه وسلم كان له تكوين روحي مختلف عن جميع البشر في ذلك الوقت ، لهذا كانت سنة رسول الله تحوي في داخلها سنة الأنبياء والرسل من قبله ، بينما الصحابة لم يكن لهم أي علم بهذه السنة ، يقول الله عز في سورة النساء (رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ١٦٥) ، ويقول عز وجل قبل هذه الآية (لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ١٦٢) ، الراسخون في العلم في بداية الاسلام هم من حملوا سنة الرسل منذ ولادتهم ، يقول الحديث الشريف "إنَّما بُعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق" ، الأخلاق هي سلوك الإنسان في كل شيء يفعله في حياته وكل شيء يفعله الإنسان لا يفعله صدفة ولكن يفعله حسب نوع العلم الذي يحمله ، فأصل العلم مرتبط بالتكوين الروحي للإنسان ، لذلك لا يمكن مقارنة أي صحابي كتكوين روحي مع ذرية رسول الله لأن الصحابة ورثوا تكوينهم الروحي من آبائهم الذين أخذوا تكوينهم من المجتمع الجاهلي ، أما أهل البيت فورثوا تكوينهم الروحي من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان خاليا تماما من شوائب الجاهلية . لهذا لا يمكن أن نأخذ اجتهادات الصحابة ونضعها في الشريعة الاسلامية إذا كانت لا توافق اجتهادات علي أو أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم. فعلم اللغة العربية الذي كان علم الصحابة والتابعين لا يكفي في الإجتهاد . لهذا كانت الحكمة الإلهية أن تجعل أصل جميع المذاهب الاسلامية من علوم ذرية رسول الله رغم أن مسلمي الطائفة الكبرى لا يعلمون عنهم شيئا . فسبب انحطاط الأمة الاسلامية حتى اليوم قد حدث عندما بدأت المذاهب تبتعد عن علوم أهل البيت بسبب إضافة اجتهادات خاطئة من علماء إما لأنهم كانوا موالين للسلطات الحاكمة أو لأنهم كانوا لا يعلمون شيئا عن مراحل تطور سنة الأنبياء والمرسلين .
خلاصة الحديث أن مصطلح (السنة والجماعة) في مضمونه يتعارض في نقاط كثيرة مع سنة الله ورسوله . أيضا جميع المذاهب اليوم تعاني من نفس المشكلة ، لهذا فجميعها تحتاج إلى تصحيح وهذا التصحيح لا يمكن أن يحصل إلا بتعاون جميع المذاهب مع بعضها البعض . لأن الله ترك في كل مذهب حكمة إلهية تعبر عن حقيقة الاسلام .
في هذه المقالة أخترنا لكم مثال نعرضه عليكم لنبين لكم بعض نقاط الضعف في طائفة (السنة والجماعة ) كما هي اليوم ولنبين لكم مدى انحطاط علوم علماء المسلمين اليوم ، وسنذكر فيه مثال عن اجتهادات العلماء في مسألة الخلاف بين السنة والشيعة . في هذا المثال سنتكلم عن رأي الشيخ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف الذي شغل منصب مفتي الديار المصرية خلال الفترة من 2003 إلى 2013 . والذي أيضا تم اختياره ضمن أكثر خمسين شخصية مسلمة تأثيرًا في العالم للأعوام الأخيرة . ويمكن لجميع القراء الذهاب إلى الفيديو المنشور في الانترنت لتأكد من صحة ما أكتبه لكم عنه هنا :
- في البداية أول ما سنلاحظه في أسلوب الدكتور علي جمعة وهو يتكلم عن الشيعة هو أسلوبه الساخر ، ففي عدة مواقف نرى الحضور يضحك من سذاجة معتقدات الشيعة كما يشرحها الدكتور علي جمعة لهم . أولا أسلوب السخرية من الخصم مخالف لتعاليم الاسلام ، فكل شيعي سيرى هذا الفيديو سيغضب ويشعر بالحقد على الدكتور وعلى طائفته بسبب اسلوبه الساخر في كلامه عن الشيعة . السخرية من الخصم تؤدي إلى البغض والعداوة لهذا نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، تصوروا أكبر أستاذة الأزهر لا يتقيد بأهم مبدأ من تعاليم الاسلام وهو حسن المجادلة .
- ثانيا : الدكتور علي جمعة نجده يختار ويذكر أسم أسوء عالم شيعي عند الشيعة وهو ياسر الحبيب ، وكأن الدكتور علي جمعة يقول لمسلمي السنة بأن أراء ياسر الحبيب هي عقائد مذهب الشيعة . الشيخ علي الجمعة بهذا السلوك يستخدم أسلوب الخداع ليضل مسلمي السنة عن الحقيقة لينمي بهم الكراهية لأتباع مذهب الشيعة ، فالحقيقة هي أن معظم علماء الشيعة يهاجمون ياسر الحبيب ويتهمونه بانه يشوه تعاليم مذهب الشيعة . لماذا الدكتور علي جمعة لم يذكر أسم الشيخ الشيعي ياسر عودة مثلا الذي يقوم بنقد ذاتي في خطاباته فيذكر تلك البدع التي يقوم بها شيعة اليوم وتخالف تعاليم مذهب الشيعة ليعرف المسلم السني مذهب الشيعة على حقيقته لا كما يعرضه علماء السنة ، فكل مسلم سني سيسمع كلام هذا الشيخ سيشعر أن المذهب الشيعي أيضا فيه نور الله ، وأنه لا يجوز ظن السوء به .
- ثالثا : الدكتور علي جمعة في هذا الفيديو يفسر عقائد الشيعة بشكل ساذج بعيد نهائيا عن الشكل الحقيقي لها ، فالمسائل التي اختارها الدكتور كأهم أسباب خلاف السنة مع الشيعة هي خمسة : تحريف القرأن ، التقية ، حقيقة الصحابة ، عصمة الأئمة ، والبداءة .
-مسألة تحريف القرآن : فهو يقول أن الشيعة تؤمن بتحريف القرآن ، بينما الحقيقة أن معظم علماء الشيعة يرفضون فكرة تحريف القرآن ولكن بعضهم يقصد تحريف تفسيره ، فإذا كان هناك بعض المتطرفين يؤمنون بتحريف القرآن ، فلا يجوز إتهام الطائفة بأكملها طالما أن عقيدة الشيعة لا تؤمن بتحريف القرآن .
- مسألة التقية : يقول الدكتور علي جمعة أن الشيعة تؤمن بعقيدة (التقية) والتي تعني أنه يحق للمسلم الشيعي أن يكتم إيمانه إذا رأى أن إيمانه سيعرض حياته للخطر ، فهذه العقيدة ظهرت في الشيعة بسبب ظروف القمع والاضطهاد التي فرضتها السلطات الحاكمة في عهد الدولة الأموية والعباسية على اتباع أهل البيت لذلك خوفا على أنفسهم اضطروا استخدام التقية لينقذوا أنفسهم من التعذيب أو القتل ، فهكذا أيضا فعل المسيحيين في القرون الثلاثة الأولى من ظهور المسيحية بسبب الإضطهاد الروماني لهم ، فمبدأ التقية هو سلوك إنساني لا يخالف تعاليم الدين ، فأين المشكلة هنا . ولكن الدكتور علي الجمعة يذهب ويفسر مبدأ التقية وكأنه يشابه مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) ويتهم الشيعة بتشريع الكذب ، فإذا كان بعض المتطرفين في الشيعة قد استخدموا التقية بهذا الشكل لتحقيق مصالحهم السياسية ، لا يجوز تعميمها على الشيعة بأكملها . والعالم الحكيم هو الذي يرى التقية في عقائد الشيعة كحقيقة إلهية تؤكد على أنه في الماضي كان يوجد بغض من السلطات الحاكمة في الدولة الأموية والعباسية لأهل البيت .
- مسألة الصحابة : جميع الصحابة حسب اعتقاد طائفة السنة يستحقون التبجيل والإحترام والقداسة ، بينما الشيعة تعتقد بأن هذا التعميم لا يجوز لأنه كان يوجد صحابة منافقين ، وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان مثلا. والشيعة هنا لديها بعض الحق ، وهناك بعض علماء السنة يتفقون معهم في هذا الموضوع . فربما علماء السنة في الماضي كان لديهم حق في تبجيل الصحابة ورفض مبدأ الطعن بهم وشتمهم وذلك بسبب صعوبة تحديد درجة إيمان كل صحابي ، ففي ذلك الوقت كان مستوى علوم المسلمين منخفض عاجز عن تقييم حقيقة سلوك كل صحابي ، ولكن اليوم فالأمر مختلف ، فاليوم العلوم وصلت إلى مستويات عالية وخاصة علم النفس فالتطور العلمي اليوم يسمح للعلماء في البحث بشكل شامل لتحديد نتائج تأثير أعمال الصحابة المشهورين على تطور الأمة الاسلامية ليحدد دور كل صحابي مشهور في هذا التطور سواء كان إيجابي او سلبي . فلوا قمنا اليوم بعرض جميع الروايات التاريخية التي تتحدث عن معاوية بن أبي سفيان على جميع علماء النفس سنجد جميعهم سيؤكدون بأن معاوية كان انسانا منافقا وأنه كان يضع مصلحته الشخصية فوق كل شيء ، لهذا لا يجوز اليوم على اي عالم مسلم ان يمدح معاوية ويذكر بعد اسمه عبارة (رضي الله عنه) ، عندها سيظن المسلم العامي انه كان مؤمنا فيفعل ما فعله معاوية .
- مسألة عصمة أئمة أهل البيت : فحسب رأي علماء السنة بأنهم أئمة غير معصومين لأن العصمة لا تجوز إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا أيضا لا يعارض رأي علماء الشيعة بهذا المفهوم ، فالعصمة المقصودة عند الشيعة هي أن الأحاديث والرويات التي ذكرها الأئمة هي معصومة عن الأخطاء لأنها نُقلت من ذرية النبي ولا يمكن الشك بمصداقيتها ، بعكس تلك الأحاديث التي نقلها بعض الصحابة والتابعين المشكوك في أمرهم ، وخاصة تلك الأحاديث التي منحت الحق لمعاوية وبني أمية لتشريع سطوهم على الخلافة . وهناك امر آخر وهو أن علوم أئمة أهل البيت قد أتت من علوم الرسول صلى الله عليه وسلم التي علمها لعلي وبنته فاطمة عليهما السلام ، لهذا فإن درجة صحتها أكبر بكثير من صحة جميع اجتهادات الصحابة في أمور الدين ولهذا لا يجوز الطعن فيها من قبل علماء لهم مستوى من العلوم أقل من مستوى علوم أئمة أهل البيت . فالعصمة في الأئمة كمبدأ بهذا المفهوم يوجد فيه بعض الحق عند الشيعة ولا أحد يستطيع أنكاره ، فإذا تم تشويهه من بعض المتطرفين من الشيعة فرفعوا درجة العصمة في أئمة أهل البيت لمستوى عصمة النبي ، فهذا لا يلغي صحة المبدأ كما شرحناه ، لذلك لا يجوز لأي عالم سني استخدام مبدأ العصمة للطعن بمذهب الشيعة ، ولكن يجب توضيحه لتأخذ به جميع المذاهب .
- مسألة البداءة : الدكتور علي جمعة فسر البداءة بجملة واحدة قائلا أن معنى البداءة هو أن الله يغير رأيه (بدا له فغير رأيه) . ولكن في الحقيقة مبدأ البداءة عند الشيعة هو موضوع فلسفي معقد ويحتاج شرح طويل لفهمه ، وكثير من الفلاسفة المسلمين يوافقون على صحة هذا المبدأ ، فمبدأ (البداءة) عند الشيعة لا يتعلق بعلم الله كما يظن علماء السنة الذين ينكرون صحته مباشرة ، ولكن يتعلق بقانون كوني وضعه الله عز وجل والذي للأسف حتى علماء الشيعة بسبب قلة علمهم لا يستطيعون شرحه بشكله الحقيقي ليستفيد منه الفلاسفة وعلماء الفيزياء الكونية في فهم عمل الكون . هنا سنحاول شرحه بشكل مختصر جدا ، فمبدأ البداءة يقول أن الإنسان غير مسير كبقية الكائنات الحية أي ان الله لا يكتب مصير الإنسان في حياته عند ولادته ، فالله خلق له عقل ليحدد الإنسان مصيره بنفسه ، فالإنسان هو الذي يختار لنفسه الطريق الذي سيسلكه في حياته سواء كان طريق الصلاح أو طريق الضلال ، فبدون مبدأ البداءة يصبح الإنسان منذ ولادته مقيد بما فطره الله عليه ، وهذا يعني أن الكافر ولد كافرا ، والصالح ولد صالحا ، أي أن الله هو الذي حدد مصيره منذ الولادة ، فهل هذا معقول ؟ إذن لماذا يوجد يوم الحساب طالما أن مصير الإنسان قد حدده الله له منذ ولادته ، أين العدالة الإلهية في هذا الموضوع ، طالما أن الكافر قد ولد كافرا وسيبقى كافرا طوال حياته ، فما هو ذنبه أن يكون في النار خالدا فيها . طبعا هذا لا يقبله أي إنسان عاقل . مبدأ البداءة يجب أن يُفسر كقانون إلهي كوني كما يُحاول أن يفسره علماء الشيعة وليس كما يفسره علماء السنة بأنه له علاقة بعلم الله . وإذا كان بعض علماء الشيعة قد شوهوا معناه فيجب توضيحه لا إلغائه كمبدأ .
القارئ يستطيع أن يذهب إلى الإنترنت ليقارن بين تفسير علماء السنة لهذه المسائل الشيعية التي شرحناها ، وبين تفسير علماء الشيعة لها ليجد كم هناك تحريف في شرح علماء السنة لهذه المسائل ، وأنا فعلا أستغرب وأكاد لا أصدق أن عالم ديني بحجم الدكتور علي جمعة الذي يعتبر من أكبر علماء الأزهر ، يمكن أن يكون تفسيره للأمور الدينية بهذا المستوى العلمي الساذج ، فاسلوبه في تفسير الأمور مطابق للأسلوب الذي يتبعه علماء الاسلام السياسي الذين يستخدم الغش والتزوير ليحققوا أهدافهم ، والذي للأسف معظم علماء السنة يستخدمون نفس الاسلوب الساذج ليقنعوا مسلمي السنة بأن الشيعة طائفة ساذجة . ولا أقصد هنا أن علماء الشيعة افضل من علماء السنة في هذا المجال فهؤلاء أيضا فيهم الكثير من العلماء يستخدمون اسلوب الاسلام السياسي الساذج لينموا الكراهية والبغضاء بين المذاهب . ولهذا كان من الشيء الطبيعي أن نجد بفضل امثال هؤلاء العلماء في جميع المذاهب أن الدين الإسلامي اليوم قد تحول إلى دين سياسي متخلف علميا لا علاقة له نهائيا بدين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي صنع حضارة عريقة كان لها فضل كبير في تطوير الإنسانية.
ما يجب ان نعلمه أنه في الماضي استطاع المسلمون تكوين حضارة عريقة لأن النسبة العظمى فيهم كان إيمانهم أصله من علوم أهل البيت ، أما اليوم فالنسبة العظمى من المسلمين قد تخلوا عن علوم أهل البيت واتبعوا اجتهادات علماء لم يأخذوا من علوم أهل البيت شيئا ، فتشوهت جميع المذاهب وأفضل مثال على هؤلاء هو ابن تيمية الملقب بشيخ الاسلام . لهذا يمكننا القول هنا أن محاولة تقارب المذاهب الاسلامية هو واجب على كل عالم مسلم يخاف الله ، فعملية تقارب المذاهب ليست مستحيلة كما يتصورها علماء اليوم ، ولكن المشكلة في تحقيقها أن هذه المحاولة تحتاج إلى علماء حقيقين وليس علماء مطففين يعانون من ضعف البصيرة . فأكبر مشكلة تعاني منها الأمة الاسلامية اليوم هي أن أكثر علماؤها يعانون من قلة العلم ، والله عز وجل وضع لنا حقيقة إلهية في يومنا هذا تؤكد على صحة هذا الرأي ، انظروا إلى معدل قبول الجامعات في بلادكم (الصورة) ستجدون أن معدل قبول كلية الشريعة الاسلامية هو عادة في أسفل القائمة ، فهذه حقيقة تعني ان طلاب كليات الشريعة هم من الفئة الفاشلة في الدراسة ، لهذا كان من الطبيعي ان يفشل علماء الشريعة في اصلاح مشاكل المجتمع الاسلامي الروحية . هذه حقيقة إلهية لا يستطيع أحد انكارها ، فمكانة كلية الشريعة بين الكليات هي التي تحدد مستواها العلمي . يجب أن يعلم كل مسلم أن كلية الشريعة تبحث في كلام الله الذي يعتبر من أرقى العلوم ، وكل من يريد أن يبحث في كلام الله يجب أن يكون متفوقا في جميع العلوم ليحصل على علوم شاملة قادرة على رؤية الشيء من جميع زواياه ، لهذا فحتى يتم اصلاح وضع الأمة الاسلامية يجب أن يكون معدل قبول كليات الشريعة في أعلى القائمة وليس أسفلها كما يحصل اليوم . فعلى الاقل يجب احترام مكانة هذا الدين الذي يلعب أكبر دور في تحديد سلوك المسلمين . اليوم أرواح ملايين من الأطفال المسلمين البريئة وهي ترى ما يحدث في بلادها من دمار ووحشية وعنف بسبب الحروب الأهلية أصبحت تشعر أن دين الشيطان هو الذي يسيطر على بلادهم وليس دين الاسلام ، متى ستسمعون أصوات هذه الأرواح البريئة يا مسلمين ؟

ز . سانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق