خواطر من الكون المجاور
الخاطرة ٢٧٥ : النبي يوسف وعصر الاهرامات الجزء ٥
في المقالة الماضية ذكرت أن أسم مدينة (أسوان) كما هو اليوم لا يعني شيئا ولكن هذا الأسم يأخذ معنى عند قراءة أحرف الكلمة من اليسار إلى اليمين حيث يتحول لفظه إلى (ناوسا) وشرحت معنى هذا الأسم وبينت علاقة معناه مع نوعية روح ملك العقرب الذي حكم مصر قبل عصر الاهرامات والذي حاول استغلال علوم ابراهيم عليه الصلاة والسلام لمصلحته الشخصية فعاقبه الله . وقد عرضت بعض الإثباتات لتأكيد على صحة المعلومة . ولكن يبدو أن بعض المصريين وبسبب تعصبهم القومي والديني ورغم الاثباتات التي عرضتها رفضوا صحة هذه المعلومة . لهذا سأضيف هنا إثبات آخر من الدين الإسلامي .
فكما ذكرت في المقالة الماضية أن كلمة (ناوسا) تعني في اللغة اليونانية (يعوم ، يطفو) وهي تصف شكل نهر النيل في منطقة أسوان، حيث توجد فيه عدة جزر تبدو وكأنها تطوف على مياه النيل ، فأكبر جزيرة في تلك المنطقة أسمها (فيلة)، وهذا الأسم هو مؤنث كلمة (فيل) كون كلمة جزيرة مؤنث . فتسمية هذه الجزيرة بأسم الفيل ليس صدفة ولكن علامة إلهية تُبين لنا تشابه روح ملوك العقرب مع روح أصحاب الفيل المذكورين في سورة (الفيل) في القرآن الكريم والذين هم أصلهم أيضا من أفريقيا وجاؤوا في زمن عام ولادة الرسول إلى مكة لهدم الكعبة التي بناها إبراهيم عليه الصلاة والسلام . الله عز وجل يستخدم هنا رمز روح الفيل الأفريقي ، ليشرح لنا نوعية روح ملوك العقرب في مصر القديمة ، فالديانة الهندوسية تعتبر أن الفيل الآسيوي هو روح مقدسة . لأن الفرق بين روح الفيل الأفريقي وروح الفيل الآسيوي مشابه تماما للفرق بين روح قابيل وروح هابيل ، أو بين سمك القرش والدولفين ، ويمكن شرح الفرق بشكل مختصر جدا : رغم أن الفيل الأفريقي والفيل الآسيوي من أصل واحد ولكن الفيل الأفريقي وكأن تطور سلالته قد اعتمدت فقط على تنمية الصفات الذكورية (الصفات المادية) لهذا كان حجمها كبير جدا فنجد ذكورها وإناثها لها أنياب طويلة ، لهذا تعتبر حيوانات شرسة بتعاملها مع الإنسان . أما سلالة الفيل الهندي فقد اعتمدت على تنمية الصفات الأنثويه (الصفات الروحية) لهذا شكلها فيه نوع من البراءة بمقارنتها مع الفيل الأفريقي ، فحجمها أصغر و إناثها لا تملك أنيابا ، ذكورها فقط لها أنياب قصيرة ، وهي حيوانات هادئة يمكن للإنسان التعامل معها وترويضها بسهولة واستخدامها في الاعمال اليومية لتخفف عن الإنسان الأعمال المجهدة والتي تحتاج إلى قوة جسدية كبيرة .
هناك ملاحظة أخرى أود أن يضعها القارئ في ذهنه حتى لا يعتقد بأن معلومات المقالة فيها أفكار عنصرية . وهي أن أبحاثي تعتمد على مبدأ (التقمص) ، أي أن حياة واحدة لا تكفي لتطهير التكون الروحي للإنسان من شوائب تلك الخطيئة التي تم بسببها طرد الإنسان من الجنة . لهذا الإنسان يولد ويموت عدة مرات من أجل تصحيح الخطيئة بالتدريج ، فهو يولد ويعيش ويكتسب حسنات دين وعلوم المجتمع الذي ولد فيه ، وبعد وفاته يولد بعد عدة قرون في مكان آخر فيضيف على معارفه الماضية حسنات دين وعلوم المجتمع الجديد الذي ولد ، ثم بعد وفاته يولد في مكان آخر وهكذا حتى يصل في النهاية إلى التكوين الصالح الذي يسمح له بالعودة إلى الجنة التي هي خارج الكون . فالحديث الشريف يذكر ( (إنَّما بُعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق) ، و الآيه القرآنية تذكر {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(٥) الجمعة} ، في هذه الآية يخاطب الله جميع البشر ، فكل إنسان يعيش اليوم كان في حيواته الماضية هندوسي وبوذي ويهودي ومسيحي ومسلم . فجميع هذه الديانات هي ديانات إبراهيمية ولكن تم تشويهها فخسرت شكلها الحقيقي، فهذه الآية اليوم في الحقيقة تصف كل إنسان يعاني من تعصب قومي أو ديني أو مذهبي . فالانسان المصري اليوم -مثلا- الذي ينظر إلى الحضارة المصرية القديمة بنظرة تعصبية وكأنها من صنع أجداده فقط ، فقد يكون هو أثناء فترة بناء الأهرامات كان موجودا على قيد الحياة في الصين أو في شمال أوروبا او في أمريكا في ذلك الوقت . ولهذا نجد أن بعد بناء الاهرامات المصرية بقرون عديدة تم بناء أهرامات مشابهة لها في أمريكا ، ثم في الصين ، ففكرة بناء الأهرامات هناك لم تحدث بسبب شخص أتى إلى مصر ورأى اهراماتها فأراد أن يصنع مثلها في بلده ، ولكن الذي حصل أن هذه الفكرة انتقلت عن طريق أشخاص عاشوا في مصر في زمن بناء الاهرامات وحملوها معهم في حياتهم الجديدة عندما ولدوا في امريكا أو الصين . ولهذا نجد أنه بعد تأسيس بني إسرائيل لدولتهم ب(٦) قرون تقريبا يتم احتلالها من الفرس ويُهدم معبد سليمان ، فيولد بوذا في الهند ، وبعد ولادة بوذا ب(٦) قرون تقريبا يولد عيسى عليه الصلاة والسلام، وبعد (٦) قرون تقريبا على ولادة عيسى يظهر محمد صلى الله عليه وسلم ، وبعد (٦) قرون من ظهور الإسلام ، تدخل الأمة الإسلامية بعصر الإنحطاط ويبدأ عصر جديد أسمه النهضة الأوربية ، فنور الله في نفوس البشر ينتقل من مكان إلى آخر كل (٦) قرون تقريبا فيولدوا هناك ويقوموا بإنشاء حضارة جديدة . فلو كان الإنسان يولد مرة واحدة فقط فكان من العدل الإلهي أن يساعد الله جيوش المسلمين في فتح بلدان العالم بأكملها لينتقل الإسلام إلى جميع شعوبها ، ولكن هذا لم يحصل لأن روح جميع سكان العالم هي التي أتت وولدت في البلدان الإسلامية أثناء فترة مرحلة تكوين وازدهار الأمة الإسلامية . كل إنسان عاش عدة مرات في الشعوب الشرقية وعدة مرات في الشعوب الغربية. فالإنسان الأرقى روحيا اليوم هو الذي روحه تجعله يضع إنتماءه الإنساني فوق جميع الإنتماءات سواء كانت دينية أو عرقية ، لأن روحه تشعر بأنها في الحيوات الماضية قد عاشت كفرد في كل الأمة من أمم العالم ، وأن جميع أطفال هذه الأمم هم أخوته وأنهم بحاجة لمساعدته في أن يعيشوا في بيئة روحية تناسب تكوينهم الروحي . لهذا لا تشعر روحه بأي نوع من الحقد أو الكراهية لأي أمة من هذه الأمم . (هذا الموضوع شرحته بالتفصيل في سلسلة مقالات "حقيقة التقمص") .
في المقالة الماضية ذكرنا أن عام (١٠٤٥١ ق،م) والذي يصر علماء تيار الجيولوجي الفلكي على أنه فترة بناء الاهرامات في مصر، قد ذكره الله في سورة يوسف . وشرحنا كيفية إخراجه ، وقلنا بأن الله وضع هذا الرقم في سورة يوسف وليس في سورة مريم ، ليُبين لنا أن يوسف هو نفس الشخص الذي ولد بأسم عيسى عليه الصلاة والسلام. وليُبين لنا أن يوسف هو مؤسس عصر الأهرامات في مصر والتي تم وضعها في مواقع محددة لتكون بمثابة خريطة لمواقع النجوم في السماء كما كانت عليها في عام (١٠٤٥١ ق،م) أي قبل حوالي (٧٨٠٠) عام قبل بناء الاهرامات . وفي هذه المقالة سنشرح اهمية ما حدث في ذلك العام بحيث تم وضعه كعلامة لبداية مرحلة جديدة في تاريخ الإنسانية تستحق أن يتم من أجلها بناء تلك الأهرامات الضخمة لتكون علامة لجميع شعوب العالم تؤكد على أهمية ما حدث في ذلك العالم .
تمعنوا جيدا في الرقم (١٠٤٥١) ، هل تجدون به أي معنى له علاقة بولادة عيسى عليه الصلاة والسلام ؟.........
سنحاول تغيير شكل الرقم ليساعدنا أكثر في فهم هذا الرقم . إذا حولنا هذا الرقم من سنوات شمسية إلى سنوات قمرية سنحصل على الرقم (١٠٧٧١) عام قمري . شكل هذا الرقم هو معاكس شاقوليا شكل رقم خطوط اليد (١٨٨١) ، فكما ذكرنا في مقالة ماضية أن الحضارة المصرية القديمة اعتمدت الرمز (١٨) في بناء رموز عقيدتها ، فشكل الهرم هو من الرمز (٨) أما شكل المسلة فمن الرمز (١) . والسؤال هنا لماذا استخدم الله الرقم (١٠٧٧١) ليكون هو عدد السنوات بين ذلك العام وعام ولادة عيسى عليه الصلاة والسلام ، وماذا حدث في فترة ولادة عيسى فجعل الرقم (١٨٨١) ينقلب رأسا على عقب ؟ فالرقم (١٠٧٧١) يشير إلى أن الأمور في هذه الفترة أصبحت مناقضة تماما للمخطط الإلهي في تطور الإنسانية الذي وجب أن تسير عليه .
الإنجيل يخبرنا بأن مريم وزوجها يوسف عند ولادتها لعيسى هربوا إلى مصر لأن ملك اليهود أراد قتل المولود عيسى . في تلك الفترة كانت الأمبراطورية الرومانية قد انتصرت على ملوك البطالمة في مصر وسيطرت على الحكم هناك ، فكانت تلك الفترة تعتبر النهاية الحقيقية للحضارة المصرية القديمة، ففي عصر ملوك البطالمة كانت الأمور هناك وكأنها في حالة مشتركة بين مصر القديمة واليونان القديمة . بينما في عصر الحكم الروماني فقد كانت نهاية مصر القديمة وبداية مرحلة مختلفة تماما للشعب المصري القديم.
نهاية مصر القديمة في تلك الفترة لم يحصل صدفة ولكن بسبب ملكة تسمى (كليوباترا) التي كان سلوكها مشابه تماما لسلوك ملوك العقرب الذي قضى عليهم النبي يوسف فكانت علامة على بداية الحضارة المصرية القديمة ، فـ( كليوباترا) فعلت تماما عكس ما فعله يوسف ، حيث أمرت بقتل أخوتها واستخدمت مفاتن جسدها لتصل إلى الحكم ولتحقق مصالحها الشخصية فكانت السبب في نهاية دولة مصر القديمة ، فالحضارة المصرية بشكل روحي رمزي بدأت عندما أصبحت نساء الشعب المصري من أتباع الرمز (٨) الذي أنجب يوسف ، أما كليوباترا فكانت من أتباع الرمز البقرة والتي رمزها الرقم (٧) ولهذا كان أسمها كليو باتر السابعة ، لهذا نجد أن القيصر الروماني الذي نزع الحكم منها أسمه أوكتافيوس (أغسطس) ، القسم الأول من أسمه (أوكتو) يعني رقم ثمانية (٨) في اللغة اليونانية وأسم أغسطس هو أسم الشهر الثامن (٨) من العام . ولهذا وجب أن تأتي امرأة أخرى تحمل الرمز (٨) لتأخذ دور أم يوسف (راحيل) وتأتي بشيء جديد لتدخل الإنسانية مرحلة جديدة في تطورها .
القرآن الكريم يشرح لنا هذا الدور الذي ولدت مريم العذراء من أجله . فالرقم (١٠٧٧١) هو مجموع أرقام تراتيب السور من بداية القرآن الكريم وحتى سورة العلق ويعادل (٤٦٥٦) مضافا إليه رقم مجموع عدد الآيات حتى الآية (٩) من سورة العلق وتعادل (٦١١٥) آية . رقم عدد آيات هذه السورة هو الرقم (١٩) وهو رقم سورة مريم أم عيسى ، والتي أنجبته وهي عذراء ، وعنوان السورة (العلق) والتي تتكلم عن خلق الإنسان ، لها نفس القيمة الرقمية لأسم (مريم) ويعادل (٨٦) بالنظام البسيط . فالرقم (١٠٧٧١) هو المدة الزمنية التي احتاجتها الإنسانية حتى تصل المرأة إلى درجة من النقاء الروحي من جميع الشوائب الشيطانية بحيث اصبحت صالحة أن تنجب بنفسها ابن الجنة عيسى (هابيل) دون الحاجة إلى رجل . والحديث الشريف يؤكد على نقاء روح مريم (ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخاً من مس الشيطان، غير مريم وابنها) .
لتوضيح الفكرة بشكل أفضل ، لنتمعن في السورة التي تسبق سورة (العلق) ، وهي سورة (التين) ، هذه السور تذكر التين والزيتون كرمز للتطور الروحي للإنسان ، فالله خلق الإنسان في الجنة بأحسن تقويم ولكن نتيجة الخطيئة التي ارتكبها تم طرده من الجنة (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ) ، فالتين هو رمز التطور المادي لتكوين الإنسان، أما الزيتون فهو رمز التطور الروحي للإنسان ، ولهذا نجد سورة النور في بدايتها تتكلم عن الزنى (رمز الخطيئة في الجنة) ، وثم تذكر نتيجة تصحيح هذه الخطيئة في الآية {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣٥)} . فالزيتون هنا هو رمز ذلك الجزء من روح الله الذي نفخه في آدم بأنقى أشكلها . مريم العذراء وصلت في تطورها الروحي إلى مرحلة (الزيتون) . ولهذا يذكر الإنجيل بأن الأيام الأخيرة من حياة عيسى كانت في جبل الزيتون قرب مدينة القدس .
راحيل أم يوسف كانت في أحسن تقويم من الناحية الجسدية فهي كانت بمثابة قمة مرحلة التطور الجسدي الذي رمزه (التين) ، لهذا القيمة الرقمية لأسم راحيل في اللغة اليونانية (ΡΑΧΗΛ) يعادل القيمة الرقمية لكلمة (تين) في اللغة العربية وتعادل (٧٣٧) في نظام الكابالا العربية.
عام (١٠٤٥١ ق،م) كان بداية مرحلة تطور التكوين الروحي للإنسانية الذي رمزه (التين) ، ونقصد هنا المرحلة الأخيرة من حياة الجنين داخل رحم أمه ، فولادة يوسف كانت بمثابة ولادة الإنسانية وبداية مرحلة الطفولة للإنسانية والتي هي بداية مرحلة التطور الروحي والتي رمزها (الزيتون) والتي وصلت بها مريم إلى قمة هذا التطور . فيوسف في الحقيقة هو مؤسس هذه المرحلة، ونهاية هذه المرحلة كانت بظهور الإسلام وتكوين الحضارة الإسلامية ، وهي بمثابة نهاية مرحلة الطفولة في تاريخ البشرية .
حتى نعرف مكان بداية تشكل مرحلة (التين) لتكوين الإنسانية والذي بدأ عام (١٠٤٥١ ق،م) ، علينا أن نذهب إلى الآية رقم (٥٠) من سورة المؤمنون والتي تقول (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ) . هذه الآية تذكر عبارة (ابن مريم وأمه) ، ابن مريم هو عيسى ، ولكن عيسى هو نفسه يوسف ، فالمقصود في العبارة ليس عيسى ومريم ولكن يوسف وأمه راحيل . أسم السورة (المؤمنون) تتألف من (٨) حروف ، وعدد آيات السورة هو الرقم (١١٨) إذا وضعنا هذا الرقم بجانب رقم عدد حروف عنوان السورة سنحصل على الرقم (٨١١٨) وله شكل خطوط كف اليد . عدد الآيات من رقم الآية (٥٠) وحتى نهاية السورة هو الرقم (٦٨) وهو القيمة الرقمية للأسم (راحيل) بالنظام البسيط . فالربوة المذكورة في الآية (٥٠) هي رمز بداية مرحلة (التين) التي سيتم فيها تطور التكوين المادي للإنسانية لتصل إلى تكوين راحيل . الرقم (٥٠) هو رقم ترتيب سورة (ق) . الحرف (ق) المذكور في بداية السورة حسب بعض مفسري مذهب الصوفية ، هو رمز جبل قاف وهو -حسب تفسيرهم- جبل يحيط بالعالم، تمتدّ عروقه إلى الصخرة التي عليها الأرض، فإن أراد الله إحداث زلزالٍ في أي بقعةٍ من الأرض أمر الجبل بتحريك عرقٍ يلي تلك البقعة فيحدث بها زلزال ، العلماء المسلمين يرفضون هذا التفسير . ولكن في الحقيقة هذا التفسير هو تفسير رمزي يساهم في فهم المعنى الصحيح والمناسب لعصرنا الحاضر .
أرقام القرآن الكريم تعطينا مكان هذا الجبل . فسورة مريم رقمها (١٩) وهو عمر مريم منذ تكونها كجنين وحتى ولادة عيسى ، وعيسى ولد عام (٦ ق،م) ، فولادة مريم كان عام (٢٤ ق.م) إذا طرحنا هذا الرقم من الرقم (١٠٧٧١) سنحصل على الرقم (١٠٧٤٧) ، وهو ارتفاع قمة جبل القوقاز (جبل قاف) ، بالذراع الملكي ويعادل (٥٦٤٢) متر . هل هذا التطابق في الأرقام هو صدفة ؟ إذا حسبنا مجموع تراتيب السور ومجموع القيم الرقمية لعناوين السور ومجموع عدد الآيات من نهاية سورة مريم وحتى نهاية سورة ق ، سنجد أن مجموع أرقام تراتيب هذه السور يعادل (١١٠٤) ، ومجموع القيم الرقمية يعادل (٢٢١١) ، ومجموع عدد الآيات يعادل (٢٣٢٧) ، مجموع هذه الأرقام الثلاثة يعادل (٥٦٤٢) . وهو ارتفاع جبل القوقاز .
يوم ميلاد عيسى في الديانة المسيحية هو (٢٥) ديسمبر/كانون الأول ، هذا اليوم كان عند الشعوب القديمة هو يوم الإنقلاب الشتوي . إن اختيار هذا اليوم ليكون عيد الميلاد عند المسحيين ليس صدفة ولكن من وحي إلهي ، فهو يوم رمزي يساعدنا في فهم ما حدث عام (١٠٤٥١ ق،م) في منطقة جبل القوقاز ، ففي ذلك العام بدأ إنحسار العصر الجليدي ، فكان ذلك العام بمثابة عام الإنقلاب الصيفي للكرة الأرضية ، وبداية عصر جديد للبشرية، أي أنه كان بداية تحول مناخ الكرة الأرضية إلى مناخ دافئ يسمح للإنسانية بممارسة الكثير من النشاطات اليومية وأهمها الزراعة .
في تلك الفترة كان البحر الأسود الذي يقع بجانب جبل القوقاز ، بحيرة مغلقة وذات مياه عذبة ، وفي أبحاثي الشخصية أسميها (بحيرة حواء) . حتى نفهم ماذا حدث في تلك المنطقة في تلك الفترة ، علينا أن نتمعن في الأسماء الموجودة في تلك المنطقة وتراث الشعوب التي تعيش الآن في هذه المنطقة ، ومنها هذه الأسطورة الشعبية التي تحكيها الجدة القوقازية لأحفادها ، هذه الأسطورة تقول : في قديم الزمان كان الرب يسكن في منطقة القوقاز ، وعندما رأى أن الشعوب بدأت تتحارب مع بعضها البعض لتستولي على بلاد الشعب الآخر ، غضب الرب وأمر جميع الشعوب أن تأتي إليه ليوزع على كل شعب منطقة تكون بأسمه لكي لا يتعدى عليها شعب آخر . عندما سمعت الشعوب عن توزيع الأراضي . حاول كل شعب أن يكون هو الأول الذي سيصل إلى الرب ليأخذ أجمل منطقة من العالم ، فحملوا أنفسهم كما هم عليه حالهم وذهبوا بسرعة إلى الرب ، فكان كل شعب يصل إلى الرب يشير له إلى المنطقة التي يستحقها فيذهب إليها ويسكن بها وتكون له ، وهكذا اتت جميع الشعوب ووزع الرب عليهم جميع أراضي العالم . ولكن بعد فترة رأى الرب جماعات عديدة صغيرة تأتي إليه من جميع الإتجاهات فسألهم عما يريدون ، فأخبروه بأنهم أتوا ليأخذوا قطعة أرض، فقال لهم لماذا لم تأتوا مع شعوبكم ولماذا تأخرتم لقد قمتُ بتوزيع جميع الأراضي ولم يبقى مكان خالي ، فحزنوا ونظروا إلى بعضهم البعض ورغم أنهم لم يعرفوا بعضهم من قبل ، ولكنهم احتراما لأكبرهم سنا طلبوا منه أن يتكلم بأسمهم ، فقال كبيرهم : يارب عندما علمنا أننا سنأتي للقاءك ، كنا نعمل في الحقل وكانت أيدينا وثيابنا متسخة فلم نقبل على أنفسنا أن ندخل منطقتك الطاهرة هكذا ، فكان علينا أن ننظف أنفسنا ونصنع لأنفسنا ثيابا جميلة ونعلم أولادنا أن يتصرفوا بشكل لائق أمامك يناسب لقاء الإنسان بربه لترى بأنهم يمجدونك وأنهم يطيعون تعاليمك ، وفي الطريق كنا نتوقف ونصلي لك ، لهذا تأخرنا . فنظر الرب إلى أطفال هذه الجماعات ، فرغم أنهم من شعوب مختلفة ولكن جميعهم كانوا وكأنهم من عائلة واحدة ، ثيابهم نظيفة وجميلة ، وجوههم يشع منه النور بسبب براءتهم ونقاء روحهم . فحزن الرب لأنه لم تعد هناك منطقة جميلة تكون بلادا لهم مكافئة لأخلاقهم الحميدة . عندها قرر الرب أن يعطيهم أرضه ويصعد إلى السماء ، لأنه يعلم بأن هذه الجماعات رغم اختلاف لغاتهم وأشكالهم تستطيع أن تعيش بسلام كشعب واحد وأن تحافظ على طهارة وجمال المنطقة .
هذه الأسطورة الشعبية ليست من تأليف خيال إنسان ولكن من وحي إلهي ، فهي تفسر لنا ما حدث قبل عشرة آلاف عام من ميلاد عيسى . فجبال القوقاز في تلك الفترة كانت بمثابة حاجز جليدي يفصل بين منطقتين شمالية وجنوبية ، الشمالية كانت مغطاة بالثلوج في معظم فصول السنة ، أما الجنوبية فكانت أقل برودة ، لهذا كان البشر يتجهون باستمرار نحو الجنوب فتنشأ معارك بين الجماعات المهاجرة وسكان تلك المنطقة . ولكن كان هناك جماعات من مناطق مختلف رفضت المشاركة في مثل هذه الحروب فتخلت عن أرضها واتجهت إلى الشمال تبحث فيها عن أرض لا يسكنها أحد فوصلت إلى ضفاف بحيرة حواء والتقت ببعضها البعض هناك ، ورغم الاختلافات فيما بينهم ولكن كانت عاطفة السلام هي التي تسيطر على سلوكهم ، فاستطاعوا أن يتعاونوا مع بعضهم فتكون منهم شعب واحد كل فرد فيه يقوم بجميع واجباته لتحسين أوضاع شعبه بدون تفرقة بين فرد وآخر .فعاشوا حول القسم الجنوبي من شواطئ البحيرة . فمع وصول هؤلاء إلى هذه المنطقة كانت علامة إلهية لبداية إنحسار العصر الجليدي . فتحولت المنطقة إلى منطقة دافئة غنية بكل ما يحتاجه الإنسان من مياه عذبة وموارد طبيعية . فكانوا هم أول شعب في تاريخ البشرية يعمل في الزراعة كمورد أساسي في تأمين الطعام . لهذا في الجهة الغربية الجنوبية من هذه المنطقة ، يوجد اليوم دولة تسمى (جورجيا) ومصدر هذه الكلمة هو يوناني (يورغيا) ومعناها (زراعة - فلاحة) . وشعوب القوقاز المسلمين اليوم لهم أسم (أديغا) وهي من كلمة (ديغا) ومعناها (الشمس) ، فكلمة (أديغا) وكأنها تعني الشعب الشمسي ، أو أبناء الشمس (أبناء النور) فهذا الأسم ليس صدفة ولكن علامة إلهية تفسر لنا ما حدث في عام (١٠٤٥١) حيث ظهرت الشمس لتدفئ بحرارتها تلك الجماعات التي فضلت أن تعيش تحت الصقيع على أن تحارب وتقاتل الآخرين .
الله عز وجل أيضا وضع في لغتهم علامة أخرى تفسر لنا معنى روحي آخر ، فلغة شعب الأديغية هي لغة حرفية مقطعية وصفية قديمة فلكـل حـرف معنى قـائـم بذاتـه، فنجد أن حرف الألف يعني (يد)، لهذا الرقم (١٠٤٥١) يعادل (١٠٧٧١) عام قمري الذي له شكل خطوط اليد ولكنها مقلوبة ، ولهذا أيضا في القرآن الكريم الرقم (١٠٤٥١) يبدأ من سورة الفاتحة وينتهي في سورة يوسف . فكلمة (الفاتحة) عدا معناها المعروف باللغة العربية ، فهي أيضا كلمة تشير إلى ذلك الشعب الذي سكن حول بحيرة حواء ، فلفظ كلمة (الفاتحة) في لغة الأديغة يبدوا وكأنه يتألف من قسمين : الأول (ألفا) وهو لفظ عالمي لحرف الألف ، والثاني (تحه) ويعني (الرب) في لغتهم ، فلفظ (الفاتحة) بلغة شعوب القوقاز تعني (يد الرب) ، وهو نفس معنى أسم (راحيل) ، لهذا كان رقم ترتيب هذه السورة هو الرقم (١) وعدد آياتها (٧+١=٨) حيث الآية (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) تلفظ ولا تكتب ، فوضع الرقمين بجانب بعضهما البعض سنحصل على الرقم (١٨) الموجود في كف يد الإنسان ، ولهذا أيضا القيمة الرقمية لكلمة (قوقاز) تعادل الرقم (٨١) . الله عز وجل أيضا وضع دليل آخر على صحة معنى كلمة الفاتحة (ألف الله = يد الله) ، فبعد سورة (محمد) والتي ترمز لآخر ديانة سماوية ، تأتي سورة (الفتح) فمعنى عنوان هذه السورة في اللغة العربية له نفس مصدر كلمة (الفاتحة) من فعل (فتح) ، والتي تعني فتح بداية لمرحلة جديدة ، فإذا ضربنا رقم ترتيب هذه السورة بعدد آياتها سنحصل على الرقم (٤٨×٢٩=١٣٩٢) ، الرقم (١٣٩٢) هو القيمة الرقمية لعبارة (ألف الله) في نظام الكابلا العربية ، وهو نفس معنى (الفا - تحه) بلغة الأديغا ، حيث حرف الألف تعني (يد) و(تحه) تعني (الرب) . الله عز وجل وضع علامة إلهية تؤكد على صحة هذه الفكرة ، فعندما أتت الجيوش الإسلامية في عهد خلافة سليمان بن عبد الملك عام (٧١٧ م) إلى القسطنطينية لفتحها بالقوة والسلاح، الله سخر الصقيع والثلج والأمراض والجوع والرياح الشديدة ضدهم فمات أكثر من (١٧٠) ألف جندي مسلم ليس بسبب سيف أو طعنة رمح من الخصم ولكن بسبب المناخ القاسي ، فهذه الخسارة الفادحة التي لم يعرف المسلمون مثلها من قبل ، كانت علامة إلهية تعني بأن هذه المنطقة (منطقة بحيرة حواء) هي منطقة سلام لأنه منطقة التقاء شعوب الشرق مع شعوب الغرب ، ويجب أن تفتح بالسلام والمعارف والعلوم ، لهذا ظهر الإمام جعفر الصادق ليجدد الدين الإسلامي - كما ذكرنا في الجزء٣- ليكون سلاح المؤمن القلم والعلم وليس السيف والمدفع . ولهذا نجد أن عام تجهيز الأمور لمحاولة فتح القسطنطينة الأخير على يدي العثمانيين قد حصل عام (١٤٥١) وله شكل رقم عام (١٠٤٥١) الذي هو موضوع حديثنا . (معنى فتح القسطنطينة موضوع طويل وشرحه سيأخذونا إلى موضوع أخر لهذا سنترك شرحه للمستقبل إن شاء الله).
أرقام سورة (محمد) التي تأتي قبل سورة الفتح أي فتح القسطنطينية ، تؤكد على صحة المعلومة التي ذكرناها قبل قليل ، فأرقام سورة (محمد) تعطينا الرمز (٨١١٨) ، فرقم ترتيبها (٤٧) ، ورقم مجموع القيم الرقمية من بداية القرآن وحتى سورة (محمد) يعادل (٣٤٨٧) ، أما رقم مجموع الآيات فيعادل (٤٥٨٤) ، ومجموع هذه الأرقام الثلاثة هو (٨١١٨) ، لهذا تأتي بعد سورة (محمد) سورة (الفتح) والتي تعني الفتح بالقلم والعلم وليس بالسيف والأسلحة المدمرة .
أيضا نجد في هرم زوسر المدرج الذي بناه يوسف كأول هرم حجري في تاريخ البشرية ، قد استخدم مقاييس يد إمرأة وليس يد رجل ليواجه به رمز ملك العقرب الذي يمثل رمز روح الشيطان والذي تكلمنا عنه في الجزء السابق . فقاعدة هرم زوسر المدرج عبارة عن مستطيل عرضه (١٠٩) متر وطوله (١٢٥) متر ، الرقم (١٠٩) هو القيمة الرقمية لعبارة (يد الله) بالنظام الرقمي البسيط : يد {ي(٢٨)+د(٨)=٣٦} ، الله {ا(١)+ل(٢٣)+ل(٢٣)+ه(٢٦)=٧٣} المجموع (٣٦+٧٣=١٠٩) ، أما الرقم (١٢٥) فهو القيمة الرقمية لعبارة (ثمنية عشر) وهو الرقم الموجود في كف اليد (١٨) . أما طول ارتفاع الهرم فيعادل (٦٢) متر ، هذا الرقم هو القيمة الرقمية للأسم (حواء) وأسم (محمد) ، راحيل كانت رمز خليفة حواء على الأرض كجسد نقي خالي من أي شائبة شيطانية . لهذا كانت القيمة الرقمية لأسم راحيل يعادل (٦٨) وهو نظير رقم القيمة لأسم مريم الذي يعادل (٨٦) . أما (محمد) صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل والأنبياء فكان رمز الإنسان الذي ولد في الأرض ووصل تكوينه الروحي إلى مرحلة (الزيتون) ، فالرقم (٨١١٨) في سورة محمد ، موجود أيضا في هرم زوسر ، حيث ارتفاعه بمقياس الذراع الملكي يعادل (١١٨) ذراع ، فإذا وضعنا هذا الرقم بجانب شكل الهرم (٨) سنحصل على الرقم (٨١١٨) .
هناك شيء أخر في لغة شعب الأديغة يفسر لنا معلومة مهمة ، فحرف النون في هذه اللغة لها معنيين : فإذا كانت النون مفتوحة فتعني (عين)، في حين تعني النون المكسورة بخفة (والدة أو أم) . لهذا كانت آخر سور القرآن التي تبدأ بأحرف مقطعة هي سورة (القلم) والتي تبدأ بحرف النون (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) ، فحرف النون هنا يحمل داخله معنى (العين) و (الأم) ، وهو تعبير رمزي يعبر عن بداية تصحيح بصيرة حواء وتوبتها من خطيئتها في الجنة ، والتي حصلت بظهور ذلك الشعب الذي سكن على شواطئ بحيرة حواء قبل حوالي عشرة آلاف عام من ولادة مريم . ولهذا نجد في الاصحاح (٣٠) من سفر التكوين تقول راحيل عندما حملت وأنجبت يوسف (٢٣: «قَدْ نَزَعَ اللهُ عَارِي») . فراحيل أم يوسف كما ذكرنا قبل قليل هي رمز خليفة حواء في الأرض التي استطاعت تطهير تكوينها المادي من جميع الشوائب الشيطانية ، لهذا اختارها الله لتنجب يوسف الذي كان يتمتع بجمال فائق خالي من أي شوائب (لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ فِىٓ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍۢ) ، يوسف عليه الصلاة والسلام الذي كان تكوينه يحقق الإنسجام المتكامل بين الشكل والمضمون هو الذي جعل الكتابة تصل إلى شكلها الصحيح لتستطيع التعبير عن شكل الشيء ومضمونه لتأخذ الأسماء معاني تساعدنا على فهم مضمونها وحقيقة وجودها في المخطط الإلهي لتطور الإنسانية المادي والروحي ....والله أعلم ...يتبع في المقالة القادمة إن شاء الله.
ز . سانا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق