الاثنين، 22 فبراير 2021

الخاطرة ٢٧٩ : النبي يوسف وعصر الأهرامات ... الجزء ٩

 خواطر من الكون المجاور

الخاطرة ٢٧٩ : النبي يوسف وعصر الأهرامات ... الجزء ٩
في بداية سلسلة مقالات (النبي يوسف وعصر الأهرامات) ذكرنا أن علماء الآثار اعتمدوا في كتابة تاريخ مصر القديمة على المعلومات الحرفية التي وجدوها في النقوش الأثرية والبرديات ، ولكن علماء الإختصاصات العلمية المتنوعة ، لاحظوا أن تفسيرات علماء الآثار تتعارض مع نتائج أبحاثهم العلمية ، فحسب رأيهم أنه من المستحيل لشعب بدائي يستخدم أدوات بسيطة غير دقيقة أن يملكوا علوما متقدمة جدا تستطيع صنع أشياء بدقة متكاملة استطاع الإنسان أن يتوصل إليها فقط في عصرنا الحاضر بعد ظهور التكنولوجيا الحديثة . وقلنا أيضا أن ظهور تيار المتخصصين لينقض آراء التيار الرسمي ويشكك بصحتها كان حكمة إلهية ، لأن الأسلوب الذي يستخدمه التيار الرسمي في فهم تاريخ مصر القديمة سيجعل من قصص الأنبياء في مصر (إبراهيم ، يوسف ، موسى) عليهم الصلاة والسلام وكأنها قصص خرافية لا مكان لها في التاريخ الواقعي . لهذا وجب ظهور علماء متخصصين في الهندسة والفلك والفيزياء والجيولوجيا وغيرها من العلوم المادية ، ليؤكدوا على أن آراء علماء التيار الرسمي فيه الكثير من نقاط الضعف والتي تعارض علوم المنهج الحديث . ولكن المشكلة هنا أن تفسيرات العلماء المتخصصين التي تعتمد على قوانين فيزيائية وكيمائية دقيقة هي أيضا بدلا من أن تساهم في إيجاد صلة بين تاريخ مصر القديمة وقصص الأنبياء عقدت الأمور أكثر فظهرت آراء مختلفة في تفسير الأعمال الخارقة في مصر القديمة فعللها البعض بأنها من صنع حضارة أطلانتيس المفقودة ، أو حضارة سكان الفضاء او غيرها من خرافات العصر الحديث .
المشكلة في عصرنا الحاضر أن المنهج العلمي الذي يستخدمه العلماء في جميع أنواع العلوم أنه يعاني من إنحطاط روحي كونه يعتمد على الرؤية المادية فقط ، هذا المنهج الذي بدأ يسيطر على فكر العلماء منذ منتصف القرن التاسع عشر ، والذي يعتمد على مبدئين رئيسيين : الأول هو أن أصل الإنسان قرد والذي ظهر بسبب نظرية داروين في أصل الأنواع ، والثاني أنه يؤمن بفكرة أن الله غير موجود والتي نتجت بسبب الآراء الماركسية والتي بدورها أدت إلى فصل البحث العلمي عن الدين . فللأسف المنهج العلمي الحديث اليوم يسيطر على جميع أبحاث واجتهادات العلماء في جميع مراكز البحوث العلمية حتى في كليات الشريعة والفنون . فالمنهج العلمي الحديث جعل العلماء اليوم بشتى فروع علومهم ينظرون اليوم إلى تلك العلوم التي اعتمد عليها كبار علماء الحضارات السابقة الذين ساهموا في وصول حضارة بلادهم إلى عصرها الذهبي ، وكأنها علوم مزيفة منبوذة يجب منع استخدامها في البحث العلمي الأكاديمي ، فإسحاق نيوتن عالم الفيزياء والرياضيات الشهير -مثلا- له أبحاث عديدة في هذا النوع من العلوم ولكن اليوم لا أحد يكتب عنها وكأنهم يرفضونها تماما كأبحاث علمية . ولكن رغم هذا التحذير نجد بعض العلماء اليوم لا يزالون مصرين على ضرورة استخدام هذا النوع من العلوم لكي لا يخسر الإنسان إنسانيته . لهذا فهم يطلقون على هذا العلم بمصطلح (علم الوعي الإنساني) ، والذي في أبحاثي أسميه (علوم الحكمة) أو (الفلسفة) بمفهومها الصحيح وليس بمفهومها الماركسي المتعارف عليه اليوم .
لهذا كتبت سلسلة من المقالات عن موضوع (النبي يوسف وعلاقته بعصر الاهرامات) وذكرت معلومات من النوعية التي تعتمد عليه علوم الحكمة أو علم الوعي الإنساني والذي يعتمد على الرؤية الشاملة الروحية والمادية ، فهو العلم الوحيد الذي سيستطيع إيجاد العلاقة بين معلومات آثار مصر القديمة مع معلومات قصص الأنبياء المذكورة في النصوص الدينية . فمشكلة آراء التيارين -الرسمي والمتخصصين- أنهما يعزلان الحضارة المصرية عن حضارات جميع شعوب العالم. وكأنها حضارة ظهرت بالصدفة وانتهت أيضا بالصدفة . بينما في الحقيقة أن رموز عصر الأهرامات وكذلك رموز عصر الأسرة (١٨) تعطينا فكرة واضحة ليس فقط عن التطور الروحي للإنسانية ولكن أيضا عن التطور الروحي للكون بكل ما يحتويه . وفي مقالة اليوم سنتكلم عن رموز أساسية استخدمها المصريون القدماء توضح لنا علاقة التكوين الإنساني مع التكوين الكوني .
في المقالات الماضية ذكرنا أن أهم الرموز الذي اعتمدها المصريون القدماء في المعتقدات الروحية هي الشكل الهرمي (٨) والمسلة ( | ) ، وقلنا أن مصدر هذين الرمزين هو الرمز الإلهي (١٨) والذي شكله مشابه لشكل الخطوط الموجودة في كف يد الإنسان ، والذي يمثل رمز ذلك الجزء من روح الله الذي نفخه في آدم . الحكمة الإلهية استخدمت هذين الرمزين بشكل مخفي في قصة موسى عليه الصلاة والسلام . فأحد المعجزات التي أعطاها الله لموسى ، هي أن يضع يده تحت إبطه فتخرج بيضاء . سفر الخروج {٤: ٦ ثم قال له الرب أيضا ادخل يدك في عبك فادخل يده في عبه ثم اخرجها و إذا يده برصاء مثل الثلج} وكذلك في القرآن الكريم { اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ (٣٢) القصص} .
كلمة (عبك) وكلمة (جيبك) تعنى (الابط) ، والابط هنا هو رمز الكائن العلوي في الإنسان (٨) (كما في الصورة) ، فخروج اليد بيضاء كالثلج يعني النور ، بمعنى أن الرمز (٨) والذي يمثل شكل الأهرامات هو رمز النور ، أو بمعنى أدق هو رمز الطاقة الروحية .
أما عصا موسى فهي رمز المسلة (١) والتي تمثل رمز الكائن السفلي في الإنسان ، لهذا نجد أن جميع المعجزات التي خرجت من عصا موسى كانت لتدمير قوى فرعون التي كان يفتخر بها . ولهذا نجد أن المسلة (١) كانت من أهم رموز عصر الأسرة (١٨) والتي في عهد أمنحتب الثالث كانت تعتمد على عبادة الإله مين رمز الجنس الإباحي ، حيث أن فراعنة هذه الأسرة كانوا يعتمدون فقط على الأمور المادية والتي تقود النفس إلى إشباع ملذات الحياة الدنيا لهذا وجب ظهور نفرتيتي وموسى كنوع من التدخل الإلهي لمنع نمو هذه الحضارة المزيفة من الإستمرار . فجميع الأبنية والتماثيل الضخمة التي تم صنعها في عصر هذه الأسرة إعتمدت على القوة العضلية للإنسان ، فهذه القوة المادية بدلا من أن يتم استخدامها في مساعدة الكائن العلوي في تحقيق هدفه ، حدث العكس تماما في تلك الفترة . فسبب ظهور نفرتيتي وموسى عليه السلام في عصر الأسرة (١٨) كان منع تحويل القوى الإنسانية من شكلها الإنساني الروحي إلى شكلها الحيواني الذي لا يفيد الإنسانية بشيء في تطوره الروحي . لهذا لا يمكن مقارنة حضارة عصر الأسرة (١٨) المزيفة مع حضارة عصر الأهرامات ، لأن عصر الأهرامات اعتمد الرمز (٨) الروحي في بناء المشاريع الضخمة .فبناء الأهرامات الضخمة تم باستخدام قوى روحية وليس قوى عضلية . ولهذا نجد أن الأشياء الضخمة التي تنتمي إلى عصر الأسرة(١٨) موجودة في مناطق منخفضة ، فتمثالا ممنون -مثلا- كان فيضان نهر النيل يغمر قاعدته باستمرار ولهذا لا نجد أي أثر لمعبده الجنازي الذي إنهار بسبب كثرة تجمع المياه حوله طوال مواسم الفيضان وسقوط الأمطار . فبناء الأهرامات هو معجزة ، أما نحت المسلات والأبنية التي حدثت في العصور اللاحقة فهي أعمال ضخمة ولكنها ليست معجزة ويمكن صناعة مثلها بالإعتماد على عدد كبير من الرجال يعملون ساعات عديدة يوميا كالبغال والأبقار . ولهذا نجد أن جميع المسلات المصرية الموجودة خارج مصر اليوم توجد في القسم الغربي فقط في العالم ، وهذا القسم كما ذكرنا في مقالات ماضية هو المسؤول عن تنمية العلوم المادية ، ولهذا أيضا نجد أن مسلة الفتيكان هي الوحيدة التي لا تحوي على أي نقوش هيروغليفية المصرية ، فوجود هذه المسلة بالتحديد في منطقة الفتيكان والتي تعتبر المركز الديني للعالم المسيحي الكاثوليكي هو علامة إلهية لها معنى أن المسلة هي جزء من حضارة يوسف وليست من الحضارة المزيفة لفراعنة مصر ، ولهذا لا تحتوي على أي نقش يمثل فراعنة تلك الحقبة الزمنية للأسرة الفرعونية التي ظهر فيها موسى ونفرتيتي ، فهذه المسلة هي الوحيدة في روما التي بقيت منتصبة في مكانها ولم تسقط منذ نقلها من مصر عام (٣٧) ميلادي أي قبل حوالي ألفي عام .
هناك أمر آخر مهم أيضا وهو (عقيدة التحنيط) التي اهتم بها المصريون القدماء كثيرا ، فهذه العقيدة ليست من تعاليم ديانة يوسف عليه السلام ، ولكن من اختراع أتباع روح السوء الذين أرادوا أن يجعلوا مكانتهم في مستوى مكانة يوسف بأن يعود جسدهم إلى الحياة بعد فترة من وفاتهم . ولهذا فرغم الإهتمام الكبير في عملية تطوير علم التحنيط عند المصريين القدماء والذي دام أكثر من ألفي عام ، نجد أن الصينيين وخلال سنوات قليلة فقط قد تفوقوا عليهم في هذا العلم ، فأجمل مومياء في العالم هي مومياء صينية وليست مصرية (الصورة) ، ومن يقارن بين هذه المومياء ومومياء توت عنخ أمون والتي تم تحنيطها قبل مومياء توت عنخ أمون بحوالي ٥٠٠ عام ، سيجد أنه هناك فرق شاسع في جودة التحنيط ، فتحنيط المومياء الصينية كان فيه شعور بالإحترام للتكوين الإنساني ، لهذا نجدها لا تزال محتفظة بجميع أحشائها الداخلية كما خلقها الله ، ولا تزال تحتفظ بملامحها وجمالها الإنساني بحيث يستطيع أن يراها أي طفل ويشعر وكأنه يرى إمرأة طيبة نائمة بشرتها ناعمة بلونها الطبيعي ، أما طريقة تحنيط مومياء عنخ أمون فهي تعبر تماما عن أبشع عملية تمثيل بالجثة يمكن أن يفعله إنسان فلا نجد أي وجود لأي شعور بالإحترام للتكوين الإنساني ، فجميع أحشائه تم استئصالها ، حتى الدماغ تم تفتيه وإخراجه من ثقب في الجمجمة وكأنه جهاز تافه لا حاجة إليه رغم أن دماغ الإنسان هو من أقدس أجهزة الجسم كونه هو مركز الإدراك المادي والروحي ، فبدونه يتحول الإنسان إلى مخلوق عديم الوعي . أما بالنسبة لملامح ولون شكل البشرة فهي مقرفة فلونها وهيئتها وكأنها متفحمة يجعلها تبدو وكأنها قد أصيبت بتيار كهربائي عالي الشدة ، بحيث إذا رآها طفل سيشعر بالرعب منها وستجعله يرى كوابيس في نومه لأيام عديدة.
إن وجود هذا الفرق الشاسع بين المومياء الصينية والمومياء المصرية في التعبير الإنساني ، ليس صدفة ولكنه حكمة إلهية لها معنى أن الأهرامات المصرية لم تكن قبورا لحفظ جثث الموتى ولكنها كانت بالعكس تماما فهي أبنية تعبر عن ولادة الإنسان وعن معنى فلسفة وجوده على سطح الأرض وليس موته ، ولهذا كانت الأهرامات هي أول أبنية حجرية ضخمة ذات تعابير روحية يتم بنائها في تاريخ البشرية كرمز يعبر عن ولادة الإنسان الروحي . فإصرار علماء التيار الرسمي في تأكيدهم على أن الأهرامات كانت عبارة عن قبور لملوك مصر هو ليس إلا محاولة في تشويه تعاليم يوسف وكذلك تشويه شكل المخطط الإلهي في تطور البشرية . فالأهرامات هي رمز البداية (الولادة) وليس النهاية (الموت) . وهنا سنحاول إثبات هذه الفكرة :
القرآن الكريم يُخبرنا بأن عدد أبواب جهنم هو الرقم (٧) { وإن جهنم لموعدهم أجمعين . لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم (٤٤،٤٣) الحجر} ، أما الحديث الشريف فيخبرنا بأن عدد أبواب الجنة هو الرقم (٨) {....... أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء (حديث شريف)} . أيضا الحكمة الإلهية في تصميم القرآن الكريم تؤكد على صحة هذه الأرقام ، فالقرآن الكريم يبدأ بسورة الفاتحة ، وأحد معاني كلمة الفاتحة هو مؤنث كلمة (الفاتح) ، أي أن معنى الفاتحة هنا هي تلك المرأة (الفاتحة) التي فتحت الطريق إلى مصير جديد ، ونعني هنا حواء التي أغواها الشيطان فأغوت بدورها آدم ففتحت الطريق إلى طردهما من الجنة . فعدد آيات سورة الفاتحة المكتوبة هو الرقم (٧) وهو عدد أبواب جهنم، وله معنى أن عقاب خطيئة حواء وآدم كان خروجهما من الجنة إلى جهنم ، فمع خروج الإنسان من الجنة تشكل الثقب الأسود الكوني الذي يعمل على تفتيت مركبات التكوين الإنساني إلى اللانهاية ليصل بها إلى الفناء الكامل . ولكن الذي حصل أن الله عز وجل أرسل روح هابيل (يوسف) الذي قتله قابيل ، لينقذ أبيه وأمه فحدثت عملية عكسية والذي أدى إلى ظاهرة الإنفجار العظيم كرمز لولادة الكون لتبدأ عملية تركيب التكوين الإنساني من جديد . لهذا الحكمة الإلهية أضافت آية في أول سورة الفاتحة تُقرأ ولا تكتب (أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) ليتحول الرقم (٧) إلى الرقم (٨) كرمز لبداية تكوين أبواب الجنة الثمانية ، فإذا نظر شخص لا علم له بتعاليم الإسلام (رؤية مادية) في سورة الفاتحة سيرى فيها (٧) آيات فقط ، وهي رمز الخروج من الجنة أو رمز أبواب جهنم ، أما الذي له علم بتعاليم الإسلام (رؤية روحية) فسيرى أنها (٨) آيات وهي رمز أبواب العودة إلى الجنة . فعنوان السورة (الفاتحة) له معنيين : الاول ورمزه (٧) ويعني حواء الخاطئة التي فتحت أبواب جهنم ، والثاني حواء التائبة ورمزه (٨) التي فتحت أبواب الجنة للعودة إليها ثانية .
الشكل الهرمي (٨) الذي استخدمه يوسف في تأسيس أول حضارة روحية في تاريخ البشرية ، يشرح لنا بشكل رمزي ما حدث منذ خروج الإنسان من الجنة وحتى ظهور الإنسان كمخلوق روحي يحمل في كفي يديه الرمز (١٨) والذي يمثل ذلك الجزء من روح الله . فشكل الهرم (٨) هو الشكل المثالي لفهم سلوك وتركيب الضوء بمعناه الفيزيائي ، ولكن ما يهمنا هنا هو معناه الفلسفي الذي يوحد معناه الفيزيائي مع معناه الديني ، فالضوء له معنى النور الذي اتخذته نفرتيتي كإله بأسم (إله أتون) فإله النور لا يلغي جميع الآلهة المصرية ولكن يوحد هذه الآلهة في إله واحد الذي يقوم بجميع أدوار الآلهة مجتمعة . فشكل الهرم هو أيضا رمز لهذا التوحيد وفهم طريقة عمله من الناحية الفيزيائية تساعدنا في فهم المعنى الروحي للرمز (٨) . فدخول الضوء الأبيض في هرم زجاجي (٨) سيؤدي إلى تحلل لون هذا الضوء إلى ألوانه التي يتألف منها وهي ألوان قوس قزح ، ولكن أيضا إذا وضعنا هرم زجاجي مقلوب أمام الضوء المتحلل ستدخل هذه الألوان إلى الهرم الثاني وتتحد مع بعضها لتخرج منه كلون واحد وهو اللون الأبيض (كما توضح الصورة) . فالمعنى الروحي للثقب الأسود هو الرمز (٧) وهو عدد آيات سورة الفاتحة المكتوبة ، أي أنه هرم مقلوب قمته تتجه نحو الأسفل ، فعندما دخلت روح آدم وحواء فيه أدى إلى تفكك تكوين الإنسان إلى أصغر أجزائه ، أما الهرم برمزه (٨) فكان دوره توحيد تلك الأجزاء المتفككة للتكوين الإنساني لإعادتها إلى ما كانت عليه قبل إرتكاب الخطيئة التي حصلت في الجنة (الصورة). فظهور الوزير أمحوتب (يوسف) الفجائي وهو يملك علوم عديدة بمستوى خارق لزمانه ليؤسس حضارة فجائية خارقة فهذا التغيير الفجائي ليس صدفة ولكن في الحقيقة هو نتيحة عملية التوحيد التي حصلت في داخل الهرم الإلهي الذي لا نستطيع أن نراه والتي أشار الله لها بشكل رمزي في معجزة موسى بأن يضع يده تحت أبطه فتخرج بيضاء كالثلج . فظهور هذا الهرم الإلهي في كل بداية مرحلة تطور جديدة يقوم بتوحيد الأشياء بشكل منسجم مع بعضها البعض لتسمح بالتطور على مراحل بشكل مستمر حتى الوصول إلى الإنسان الكامل الذي يستحق العودة إلى الجنة .
ولكن وجود روح السوء العالمية هي أيضا بدورها تصنع هرم برمز (٧) وتبدأ عملية التفكيك ثانية ، ولكن عملية التفكيك هذه تحدث على نسبة بسيطة من الأجزاء المتفككة ، أما البقية فتحاول أن تتطور وعندما تصل إلى شكلها المثالي يظهر هرم إلهي جديد (٨) فتتحد الأجزاء المتطورة بشكل منسجم مع بعضها البعض فتظهر بشكل فجائي أنواع جديدة وكأنها وحدة متكاملة تسمح لنفسها بالتطور من جديد لتدخل في مرحلة جديدة .
هكذا تماما حدث تطور جميع محتويات الكون من شكلها البسيط إلى الأكثر تعقيدا . ولهذا نجد أن تشكل الذرات في بداية تطور الكون قد أخذ ثلاث حالات تماما حسب عدد الأجزاء الثلاثة التي يتكون منها الرمز (١٨) ، فنجد أن بعض الذرات توجد في حالة سائلة (البروم مثلا) وبعض الذرات في حالة صلبة (الحديد مثلا) وذرات في حالة غازية (هيدروجين مثلا) . ثم بعد مرحلة تكوين الذرات بفترة من الزمن نجد ظهور فجائي لمركبات كيميائية لها القدرة على نسخ نفسها (توالد) فظهرت الحياة (DNA) لأول مرة ، فهذا الظهور الفجائي للحياة هو بمثابة الإنفجار الكبير والذي أدى إلى ولادة الكون ولكن هنا حدث كمرحلة جديدة هدفها ولادة الحياة ، وبعد ظهور الحياة وتكوين وحيدات الخلية بفترة زمنية وقبل حوالي ٥٠٠ مليون عام وبدون أي مراحل تدرج في تطور وحيدات الخلايا نجد ظهور فجائي لأنواع جديدة معقدة في التركيب حيث كل نوع منها يتألف من ملايين الخلايا المختلفة ليس لها لا آباء ولا أجداد . فهذا الظهور الفجائي المعروف بأسم (الإنفجار الكامبري) هو أيضا بمثابة الإنفجار الكوني الكبير . ولهذا نجد أنه في كل مرحلة تطور جديدة يتم تطور أنواعها بشكل تدريجي إلى ثلاث حالات: مائي ، يابسة ، جوي . كالثديات مثلا التي ينتمي إليها الحوت (مائي) ، الحصان (يابسة) ، الخفاش (جوي) .
فرموز عصر الأهرامات الذي يعتبر أول حضارة روحية بمعناها الحقيقي توضح لنا هذا المبدأ العام في التطور المادي والروحي الذي تتم عليه جميع مراحل التطور منذ بداية ولادة الكون وحتى نهايته . فرمز الهرم (٨) والمسلة (١) يمثلان وحدة بناء جميع محتويات الكون من أصغر مكوناتها إلى أرقى مخلوقاتها (الإنسان) . فبعد أن ظن علماء الفيزياء أن أصغر الجسيمات المادية هي الجسيمات تحت الذرية ، توصل علماء فيزياء الكم إلى نظرية جديدة تحاول الكشف عن بنية هذه الجسيمات ، وهي نظرية الأوتار أو النظرية الخيطية ، والتي تقول بأن المادة تتألف من إتحاد خيوط لها ذبذبات معينة وهي تمثل أصغر وحدة لبناء المادة ، ورغم أن علماء الفيزياء لم يفهموا حتى الآن بشكل واضح طريقة عمل هذه الخيوط كونهم لا يعلمون شيئا عن الرمز (١٨) ، ولكن فهم هذا الرمز يساعدنا في توضيح مبدأ هذه النظرية . فهذه الخيوط في الحقيقة هي على ثلاثة أنواع أثنان منها يمثلان معا رمز (٨) أي (\ /) ، والثالث يمثل الرمز (١) . فعندما تتحد هذه الخيوط الثلاثة مع بعضها البعض بطريقة مختلفة وبأعداد متفاوتة تتشكل الجسيمات تحت الذرية بأشكالها المختلفة وأحجامها المتفاوتة . فمرحلة إتحاد الخيوط بطرق مختلفة هي التي ساهمت في تفجير الثقب الأسود البدائي حيث ظهرت المادة في شكلها الثلاثي الأبعاد (طول ،عرض، إرتفاع) كجسيمات تحت ذرية التي لها حجم وكتلة . فالظهور الفجائي للأهرامات الحجرية بأحجامها الضخمة في مصر والتي تقع قرب القسم المتحد مع القارة الأسيوية ليس صدفة ولكن علامة إلهية تفسر لنا ظاهرة الإنفجار الكبير ، فأفريقيا كما ذكرنا في مقالات ماضية هي رمز الشيطان الذي يمثل الثقب الأسود البدائي . فذهاب ابراهيم عليه السلام ليُعَلِّم المصريين بناء المصطبات الحجرية ليس صدفة فالمصطبة في الحقيقة هي رمز محاولة روح آدم في منع حدوث عملية الإنهيار التام للروح ، أما قيام يوسف ببناء الهرم المدرج فهو رمز قدوم روح هابيل لمساعدة أبويه آدم وحواء لإعادة توحيد أجزاء الروح التي عجز آدم (الذي رمزه ابراهيم) عن توحيدها ، فالمصطبة بشكل عام لها شكل أفقي يتألف من بُعدين (طول وعرض) ولكن مع قدوم روح هابيل إلى داخل الثقب الأسود ظهر البعد الثالث (الإرتفاع) فحدث الإنفجار العظيم والذي رمزه ظهور أول هرم في تاريخ البشرية وهو هرم زوسر المدرج .
لهذا نجد أنه بعد بناء هرم زوسر تأتي مرحلة بناء ثلاثة أهرامات مدرجة وهي (الهرم المدفون ، والهرم المدور ، وهرم ميدوم ) هذه الأهرامات تمثل تكوين الجسيمات تحت الذرية والتي هي أيضا تنتمي إلى ثلاث مجموعات (كوركات، لبتونات ، بوزونات) والتي عدد أنواعها أيضا يحمل الرقم ١٨ (ستة في كل مجموعة) فهذا الرقم ليس صدفة ولكن له شكل الهرم والمسلة معا (١٨) ، فمن هذه الجسيمات التي عددها (١٨) يمكن تكوين كل شيء داخل هذا الكون من الذرة وحتى الإنسان .
بعد بناء الأهرامات الثلاثة السابقة تأتي مرحلة بناء الهرمين (الهرم المنكسر، والهرم الأحمر) في عهد الملك سنفرو ، هذه المرحلة تشرح لنا نوعية علاقة ترابط الخطوط الثلاثة في الرمز الإلهي (١٨) ، فهذان الهرمان يُمثلان تركيب جسيم البروتون والذي يُعتبر من أهم مكونات نواة الذرة ، فالبروتون يتألف من ثلاثة أجزاء (٢ كوارك أعلى و ١ كوارك أسفل) فالهرم المنكسر(أو المنحني) تم تشيده على مرحلتين ، في المرحلة الأولى كان بنائه بزاوية (٥٨) درجة ثم عند منتصف إرتفاعه تقريبا تم تبديل الزاوية إلى (٤٣) درجة ، لهذا يبدو هذا الهرم وكأنه يتألف من قسمين (علوي وسفلي) ، فهذا التغيير في زاوية بناء الهرم ليس صدفة ولكن حكمة إلهية لتجعله يبدو وكأنه يتألف من قسمين متحدين بحيث يشكلان مع بعضهما البعض رمز (٢ كوارك الأعلى) الذي يمثل رمز (٨) الذي يتألف من قسمين متحدين وكأنهما وحدة متكاملة . أما الهرم الأحمر فيمثل الجزء الثالث من البروتون وهو (الكوارك الأسفل) . ولهذا نجد مكان الهرم المنكسر في الخريطة السماوية يقع في مكان المجموعة النجمية المعروفة بأسم (القلائص) والتي لها شكل (٧) كرمز عكسي لرمز (٨) كونها تقع في كوكبة الثور . أما الهرم الأحمر فمكانه يقع في مكان نجم الدبران ذو اللون الأحمر والذي يقع في مكان عين الثور في هذه الكوكبة . فوجود هذين النجمين في كوكبة الثور ليس صدفة ولكن حكمة إلهية توضح لنا حقيقة ما حدث في الثقب الأسود بعد طرد الإنسان من الجنة حيث حدثت بها عملية عكسية لما حدث بعد الإنفجار الكبير ، فكما ذكرنا أن رمز الثور هو رمز الشيطان .
بعد بناء أهرامات سنفرو ، تأتي مرحلة بناء أهرامات الجيزة الثلاثة والتي تمثل مبدأ بناء جميع مراحل التطور التي حصلت في الكون بعد ظهور الذرات . فالذرة بشكل عام تتألف من نواة يدور حولها ألكترون . النواة تمثل رمز (٨) فهي تتألف من نوعين من الجسيمات (البروتون والنيترون) وهما يمثلان رمز (هرم خوفو ، وهرم خفرع) أما الألكترون الذي يدور حول النواة فيمثل (هرم منقرع) . ولهذا نجد ان هرم خوفو وهرم خفرع تقريبا متشابهان بالحجم ، وحجم كل منهما أضعاف حجم هرم منقرع وهذا الفرق في الحجم ليس صدفة ولكنه رمزي يُعبر عن الفرق في الكتلة بين البروتون والنيترون بالمقارنة مع كتلة الألكترون الصغيرة .
أيضا أهرامات الجيزة تمثل الوحدة البنائية للحياة ، فبعد مرحلة تكوين الذرات تأتي مرحلة تكوين الـ DNA القادر على تصنيع نفسه كرمز لولادة الحياة. الوحدة البنائية للـ DNA هي النيوكليوتيد ، والذي يتألف من (نيوكليوسيد + حمض الفوسفور) ، النيوكليوسيد يتألف من قسمين (أساس+سكر) وهما معا يمثلان الرمز (٨) ، ويمثلان (هرم خوخو ، وهرم خفرع) ، أما القسم الثالث (حمض الفوسفور) فيمثل رمز (١) الذي يمثل هرم منقرع ، لهذا أيضا نجد أن الكتلة الذرية للقسم الأول (الأساس+السكر) أكبر بكثير من كتلة القسم الثالث (حمض الفوسفور) مثلما يحدث بين الفرق في كتلة (هرم خوفو وهرم خفرع) بالمقارنة مع كتلة (هرم منقرع) الصغير (الصورة).
يقول الله تعالى في قرآنه الكريم {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (٤٤) الإسراء} ، وفي متون هرمس الحكيم المصري توجد العبارة التالية (مصر هي صورة للسماوات) علماء المصريات فهموا هذه العبارة على أنها مجازية ، ولكنها في الحقيقة تُعبر بدقة عن معناها الحرفي . فهذه العبارة هي من تعاليم يوسف عليه السلام، والسماوات هنا لا تعني السماء فقط ولكن تعني مراحل تطور الروح ، فالروح هي أصل كل شيء وكل مرحلة في تطورها هي في الحقيقة لها معنى الصعود نحو نوع جديد من السماء ، أما المادة فهي عبارة عن ذلك الثوب الذي ترتديه الروح لتعبر عن نفسها . فجميع محتويات الكون من نجوم وسديم غازي ومجرات هي في الحقيقة المواد التي حاكت بها الروح ثوبها لتخلق منه الإنسان . ولهذا تذكر الكتب المقدسة بأن يوسف رأى في حلمه أن النجوم (في سفر التكوين) والكواكب (في القرآن) قد سجدت له ، وتفسير هذا الحلم له معنى أن روح يوسف (هابيل) قد قامت بدورها في تحقيق جميع مراحل التطورات الكونية كما أراد الله تعالى لها أن تكون . حيث النجوم كصورة لخريطة السماء هي رمز تطور المادة ، أما الكواكب كصورة لخريطة السماء فهي رمز تطور الحياة .
فأهرامات الجيزة هي صورة للكواكب الثلاثة (عطارد ، الزهرة ، الأرض) ففي منطقة هذه الكواكب الثلاثة ظهرت الحياة . فهرم خوفو يمثل كوكب الأرض ، وهرم خفرع يمثل كوكب الزهرة ، وهرم منقرع يمثل كوكب عطارد ، وإذا قارنا بين أحجام هذه الكواكب مع بعضها البعض سنجد أنها قريبة جدا من الفرق في أحجام أهرامات الجيزة ، فكوكب الأرض أكبر بقليل جدا من كوكب الزهرة ، نفس هذا الفرق في الحجم تقريبا نجده أيضا بين حجم هرم خوفو وحجم هرم خفرع فهما تقريبا متشابهان في الحجم .أما كوكب عطارد فحجمه صغير جدا بالنسبة لكوكب الأرض ، وهو نفس الفرق تقريبا بين حجم هرم خوفو وحجم هرم منقرع الصغير .
أما الهرم الأحمر الذي يوجد في جنوب سقارة ، فيمثل كوكب المريخ والمعروف بأسم الكوكب الأحمر وهو نفس أسم الهرم (الأحمر) ، فصفة اللون (الأحمر) هنا ليست صدفة ولكن حكمة إلهية تجمع بين الهرم الأحمر وكوكب المريخ . أما الهرم المنكسر والذي يقع جنوب الهرم الأحمر فهو رمز كوكب مفقود كان يوجد قبل حوالي (٤) مليار عام ولكنه تدمر ، فهذا الكوكب في أبحاثي أسميه (كوكب هابيل) الذي كان يتألف من كوكبين بحجمين متقاربين يدور كل واحد منهما حول الآخر ، وهو مشابه لنجم سيروس الذي يعتبر ألمع نجم في السماء ، فنجم سيروس (الشعرى اليمانية) هو أيضا يتألف من نجمين : نجم كبير ونجم صغير يدوران حول بعضهما البعض وكأنهما نجم مزدوج . وهذا النجم يقع في كوكبة الكلب الأكبر ، هذه الكوكبة لها شكل أسمها (كلب) وإذا تمعنا عن مكان وجود نجم سيروس في هذه الكوكبة سنجد أنه يقع في مكان فم الكلب ، وكأن الكلب قد أكل هذا النجم ووضعه في فمه ، لهذا الحكمة الإلهية تذكر أن أخوة يوسف قالوا لأبيهم يعقوب عليه السلام بأن يوسف أكله الذئب ، فالذئب هنا هو هو رمز الكلب والذي يمثل رمز قابيل الذي قتل أخاه هابيل (يوسف) ، الحكمة الإلهية في سورة النجم ذكرت أسمه {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (٤٩)} ، ولهذا المصريون القدماء قدسوا هذا النجم واعتبروه رمز فيضان النيل كون بداية ظهوره يوافق موسم فيضان النيل وأعتقدوا أن مياه الفيضان هي دموع الإلهة أيزيس (حواء) على مقتل زوجها أوزريس (آدم) ، فهذا التشبيه ليس صدفة ولكن حكمة إلهية ، فهابيل استطاع أن يُحول تكوينه إلى تكوين آدم الأول الذي سجدت له جميع الملائكة، ولهذا تقبل الله قربانه. فدموع أيزيس (حواء) كمعنى روحي سببها مقتل هابيل على يد أخيه قابيل الذي أخذ رمز الكلب (الذئب) .
فوجود الهرم المنكسر في قائمة الأهرامات الضخمة هو في الحقيقة دليل على وجود كوكب هابيل ، فرغم أن علماء المصريات لم يجدوا أي دليل أثري مادي واضح على وجود النبي يوسف في آثار مصر القديمة ، هكذا أيضا هو الوضع تماما بالنسبة لكوكب هابيل المزدوج ، فعلماء الفلك لا يعلمون شيئا عن هذا الكوكب المزدوج . ولكن من يستخدم الرؤية الشاملة يمكن أن يجد الدليل على وجود يوسف وعلى وجود كوكب هابيل كذلك . وقد تكلمنا عن هذا الكوكب بشكل مفصل في مقالة رقم ٨١ (الحكمة الإلهية في تصميم المجموعة الشمسية) وكذلك في المقالة رقم ٤١ (الكون الروحي) ، وهنا نذكر هذا الدليل بشكل مختصر :
إن مكان تواجد كواكب المجموعة اﻷولى وبعد مسافة وجودها عن الشمس وعن بعضها لم يحدث بالصدفة ولكن ضمن خطة إلهية تتبع القانون التالي :
ب ك ر = 58 - [ 8 ( ر -1) ]
- حيث الرقم 58 يمثل بعد الكوكب اﻷول (عطارد) عن الشمس
- (ب ك) هي بعد المسافة بين الكوكب المراد حساب بعد مسافته عن الكوكب الذي يأتي قبله بالترتيب
- ( ر ) هو رقم ترتيب الكوكب
اﻵن لنحاول تطبيق هذا القانون على الكواكب ﻹثبات صحته :
- كوكب عطارد ترتيبه هو اﻷول وحسب القانون فإن بعده عن الشمس هو 58 مليون كم كما قدره علماء الفلك.
ب ك 1 = 58 - [ 8 (1-1)] = 58 مليون كم
- بعد الكوكب الثاني ( الزهرة ) عن كوكب عطارد حسب القانون هو :
ب ك 2 = 58 - [8 (2-1) ] = 50 مليون كم
المسافة بين الزهرة وعطارد هي فعلا 50 مليون كم كما تم قياسها من علماء الفلك.
- بعد الكوكب الثالث ( اﻷرض ) عن كوكب الزهرة حسب القانون :
ب ك 3 = 58 - [ 8 (3-1) ] = 42 مليون كم
المسافة بين اﻷرض والزهرة هي فعلا 42 مليون كم كما تم قياسها من علماء الفلك
- بعد الكوكب الرابع ( حاليا غير موجود ) عن كوكب اﻷرض حسب القانون :
ب ك 4 = 58- [ 8(4 -1) ] = 34 مليون كم
هذا الكوكب غير موجود اليوم للتأكد من صحة الرقم.
- بعد الكوكب الخامس( اليوم غير موجود ) عن الكوكب الرابع حسب القانون :
ب ك 5 = 58- [ 8(5-1) ] = 26
هذا الكوكب أيضا غير موجود اليوم للتأكد من صحة الرقم.
- بعد الكوكب السادس ( المريخ ) عن الكوكب الخامس حسب القانون :
ب ك 6 = 58- [ 8( 6-1 ) ] = 18
يمكن هنا التأكد من صحة الرقم عند حساب المسافة بين الكوكب الثالث ( اﻷرض ) الموجود والكوكب السادس ( المريخ ) الموجود أيضا. حيث حاصل مجموع المسافات بين الكوكب الثالث والرابع (34)وبين الرابع والخامس (26) والخامس والسادس (18) :
34+ 26 +18 = 78
الرقم 78 مليون كم. هو فعلا المسافة التي تفصل بين كوكب اﻷرض وكوكب المريخ كما قدرها علماء الفلك. أما بُعد كوكب المريخ عن الشمس فهو يعادل 228 مليون كم. وهو نفس الرقم الذي حصلنا عليه بتطبيق القانون السابق حيث مجموع المسافات بين الكواكب كما خرجت معنا باستخدام القانون السابق :
18+26+34+42+50+58=228 . وهو نفس رقم متوسط بعد المريخ عن الشمس كما قدره علماء الفلك .
حسب هذا القانون فإن المسافة بين الكوكب الرابع عن الشمس هي ( 184 ) مليون كم، أما المسافة بين الكوكب الخامس عن الشمس فهي ( 210 ) . العلاقة بين الرقمين ليست صدفة ولكنها نفس النسبة بين الذراع العادي والذراع الملكي اللتان تستخدمهما الكتب المقدسة حيث : ذراع عادي 210 = 184 ذراع ملكي. أي أن الكوكبان الرابع والخامس روحيا ( وليس ماديا ) يتواجدان على نفس البعد عن الشمس، وهذا معناه أن الكوكبان الرابع والخامس هما كوكب مزدوج ، أثناء دورانه حول الشمس ،تكون الشمس بعيدة عن مركز دائرة دورانه لهذا يأخذ البعدين ( 184 -210 ) أي أنه يوجد على بعد 184 مليون كم عن الشمس (الحضيض) ومرة أخرى على بعد 210 مليون كم (الأوج) .
الكوكبان الرابع والخامس لعبا دورا كبيرا في ولادة الحياة في المجموعة الشمسية ، فدوران كل واحد منهما حول الآخر أثناء دورانهما حول الشمس يشكل حركة حلزونية والتي منها أخذ الDNA شكله الحلزوني بشريطه المضاعف الذي يلتف حول نفسه . ولكن لتوضيح هذه الفكرة يجب شرح أشياء عديدة من الرموز المستخدمة في الكتب المقدسة. لذلك سنترك هذا الموضوع إلى مقالات أخرى إن شاء الله.
إن موضوع لغز عصر الأهرامات والحضارة المصرية القديمة ، كُتب عنه في آلاف الكتب والمقالات والبرامج العلمية ، ولكن حسب رأيي الشخصي كان معظمها يعتمد على مبدأ (العلم للعلم) ، لهذا لم تساعد هذه الآراء في التنمية الروحية لأبحاث علماء عصرنا الحديث بمختلف فروعهم العلمية ، فأصبح عصرنا الحديث يعاني من مشكلة الإنحطاط الروحي في مختلف جوانبه . لهذا في سلسلة مقالات (النبي يوسف وعلاقته بعصر الأهرامات) حاولت أن أعتمد الرؤية الشاملة (الروحية والمادية) في توضيح الخطوط العريضة لأهمية هذا العصر في تطور الحضارات والديانات العالمية من بعده ، ليستطيع القارئ فهم حقيقة أسباب ما يحدث حوله اليوم من إنحلال أخلاقي وفساد إجتماعي وركود ديني يعم جميع شعوب العالم وخاصة البلاد العربية . ..... والله أعلم.
ز. سانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق