الجمعة، 13 سبتمبر 2024

خواطر من الكون المجاور الخاطرة ٣٤٢ : عقيدة التوحيد في الديانات العالمية .الجزء ٨ (اليهودية)

 


(ملاحظة هامة : المقالة لا تتكلم عن الكيان الصهيوني ولكن تتكلم عن الديانة التي أنزلها الله على نبيه موسى عليه السلام).
في البداية أود أن أشير إلى أن مقالات سلسلة (عقيدة التوحيد) تحاول أن تشرح حقيقة مفهوم عقيدة التوحيد . فعقيدة التوحيد ظهرت على /٣/ مراحل مشابهة لمراحل تطور الكون (تكوين المادة - تكوين الحياة - تكوين الإنسان) . أيضا عقيدة التوحيد مرت بهذه المراحل الثلاث : من شكلها البدائي (تعدد الآلهة) ثم إلى (الثالوث المقدس) ثم إلى شكلها النهائي (الله أحد ... ليس له كفو أحد) . فجميع هذه الأشكال هي من وحي إلهي تم وضعها في خطة إلهية ، ولكن تم تشويهها مع مرور الزمن بسبب إنغلاق كل ديانة على نفسها والذي أدى إلى نمو التعصب الديني في جميع الديانات ، والذي أدى بدوره أيضا إلى تحطم الوحدة العالمية بين الأشكال الثلاثة لعقيدة التوحيد ، فأصبح مفهوم عقيدة التوحيد اليوم بجميع أشكاله مفهوم فقير (لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِن جُوعٍ) .
سلسلة مقالات (عقيدة التوحيد) ، تحاول أن تتكلم عن كل ديانة عالمية بشكلها الحقيقي كما أنزلها الله تعالى ، فجميع الديانات العالمية تتحدث عن مكارم الأخلاق والتي تُعتبر أساس تطوير التكوين الروحي للإنسانية والذي يمثل الهدف الأول لعقيدة التوحيد .
فكل ديانة تهتم أكثر بنوع معين من المكارم الأخلاق خاصة بها ، لهذا قد يشعر القارئ المسلم وكأن الكاتب في كل مقالة ينحاز بشدة نحو الديانة التي يتكلم عنها ليجعل منها وكأنها تبدو أرقى من بقية الديانات . كاتب المقالة يبحث عن الحقيقة ومن يبحث عن الحقيقة سيجد أن العدالة الإلهية هي عدالة مطلقة ، والحكمة الإلهية قد وزَّعت مكارم الأخلاق على جميع الأمم ، فجميع الأمم تمتلك جميع الصفات الإنسانية النبيلة ، ولكن كل أمة تمتلك بعض الصفات الروحية الخاصة بها بحيث يكون مستواها في هذه الأمة أعلى بكثير من بقية الأمم . وأفضل مثال بسيط يؤكد صحة هذه المعلومة هو تفوق الشعوب الشرقية في الأمور الروحية ، فجميع الديانات العالمية ظهرت في آسيا ومنها إنتشرت إلى جميع شعوب العالم . بينما نجد الشعوب الغربية هي أكثر تفوقا في العلوم المادية ، فجميع الإختراعات العلمية والتكنولوجيا والنظريات العلمية ظهرت في الشعوب الغربية ومنها إنتشرت إلى بقية شعوب العالم .
سلسلة مقالات (عقيدة التوحيد) مرتبطة ببعضها البعض ، ومن لم يقرأ الأجزاء الماضية سيعاني من سوء فهم المعلومات المطروحة في هذه المقالة، فأبحاث هذه الصفحة تعتمد على منهج مختلف نهائيا عن المنهج العلمي الحديث الذي تعتمده جميع شعوب العالم والذي يعتمد اليوم على رؤية مادية بحتة و التي تمثل منهج رؤية الأعور الدجال (علم بلا أخلاق ، فن بلا أخلاق ، دين بلا أخلاق) والذي كانت نتيجته دمار الوحدة العالمية والذي نراه اليوم في جميع أنحاء العالم من تعصب ديني وعرقي وحروب عسكرية وإقتصادية وكوارث طبيعية مدمرة . منهج صفحة (عين الروح) يعتمد على الرؤية الشاملة (الروحية والمادية) ولهذا تبدو المعلومات التي تعتمد عليها مقالات الصفحة وكأنها معلومات غير مألوفة وأنها تتعارض مع آراء علماء العصر الحديث بمختلف إختصاصاتهم العلمية وخاصة تلك التي تتعلق بالأمور الروحية (دين ، فن ، تاريخ ، إجتماع ، فلسفة ...إلخ). هدف صفحة (عين الروح) ليس إقناع أي قارئ بصحة المعلومات المنشورة فيها ، ولكن هدفها عرض رؤية جديدة شاملة للأشياء والأحداث {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (١٥٩) البقرة} ، أنا أنشر هذه المعلومات وأترك أمرها إلى رب العالمين فهو أعلم العالمين .
في المقالة الماضية تكلمنا عن الأسباب الروحية في مصر التي هيأت ظهور الديانة اليهودية كديانة ثانية من الديانات الإسلامية (الإبراهيمية) بعد الديانة الهندوسية (الأولى) التي ظهرت في شمال الهند .وحتى نفهم دور الديانة اليهودية في تطوير التكوين الروحي للإنسانية لا بد لنا في البداية أن نلخص ما ذكرناه عن دور الديانة الهندوسية لتساعدنا في فهم ما أتت به الديانة اليهودية من تعاليم جديدة كخطوة ثانية في تطوير مفهوم عقيدة التوحيد .
الديانة الهندوسية إعتمدت عقيدة النبي يوسف (أمحوتب مؤسس عصر الأهرامات) ، والتي من أهم تعاليمها ما يلي :
١ - مبدأ وحدة الوجود ، وهنا لا نقصد معنى هذا المبدأ كما هو المتعارف عليه اليوم (الله والطبيعة حقيقة واحدة ، وأن الله موجود في كل شيء) فوحدة الوجود في عقيدة النبي يوسف والهندوسية لا تقصد الخالق الأعظم الذي خلق آدم في الجنة (ليس له كفوا أحد) ، ولكن تقصد ذلك الجزء من روح الله الذي نفخه في آدم والذي رمزه (١٨) الموجود في عصر الأهرامات كرمز روحي في الشكل الهندسي للهرم (٨) وشكل المسلة (١) ، والذي عبر عنه الحديث الشريف (إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا، من أحصاها؛ دخل الجنة) فالمقصود هنا ليس أسماء الله الخالق الأعظم ، ولكن المقصود هو صفات الرمز (١٨) ، والموجود في شكل خطوط كف يد الإنسان اليمنى ، فجمع هذا الرمز (كرقم) مع الرمز المناظر له في كف اليد اليسرى (٨١) ، سيكون المجموع (١٨+٨١=٩٩) . إن الرقم (٩٩) هو عدد رمزي للأسماء الحسنى للرب (١٨) المحدود والموجود داخل الكون والذي وضع الله فيه شيفرة خلق كل شيء داخل الكون . أما الخالق الأعظم فهو خارج الكون ، وهو غير محدود والعقل البشري عاجز عن إستيعاب أي أسم (صفة) من أسمائه (ليس له كفوا أحد) ، وعاجز أيضا عن إحصائها ، لأن المقدرة على إحصائها وفهمها يعني إمكانية تحول الإنسان إلى إله مماثل للخالق الأعظم الله (... وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) .
وحدة الوجود التي تتكلم عنها عقيدة النبي يوسف (مصر القديمة) وكذلك الهندوسية هي محاولة إحصاء جميع صفات الرمز (١٨) والتي عليها تم خلق وتطوير كل شيء موجود داخل الكون والتي كانت نتيجتها النهائية خلق الإنسان الذي يحوي في كفي يديه الشكل (١٨ + ٨١) كونه الكائن الحي الوحيد الذي يحمل في تكوينه الروحي جزء من روح الرمز (١٨) الكوني ، حيث بتعاون جميع شعوب العالم مع بعضها البعض نحصل على الرمز (١٨) والذي يمثل الإنسان الكامل كما خلقه الله في جنة . ولهذا نجد العقيدة المصرية القديمة وكذلك الهندوسية تقدس الكائنات الحية والظواهر الطبيعية والكواكب والنجوم ، فهذا التقديس ليس لذات هذه الأشياء كأشياء مادية ولكن لذلك الرمز (الصفة الروحية) الذي تحمله في تكوينها الروحي والذي جعلها تنتمي لنوع خاص بها مختلف عن بقية أنواع الكائنات الأخرى ، فمن إتحاد هذه الرموز (الصفات الروحية) يمكننا إحصاء الأسماء الحسنى والتي فهمها سيساعدنا في فهم المخطط الإلهي وبالتالي فهم طريق الوصول إلى الكمال لنستحق عندها العودة إلى الوطن الأم الجنة {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠) العنكبوت}. ولهذا أرسل الله عز وجل أديان مختلفة وخلق علوم مختلفة (روحية ، ومادية) لتتعاون مع بعضها البعض بهدف فهم سبب وجود الشيء أو الحدث عن طريق فهم علاقة الإنسجام بين الشكل والمضمون في الأشياء والأحداث وبالتالي فهم دورها في المخطط الإلهي .
٢- من أسس عقيدة النبي يوسف أيضا (عقيدة البعث والحساب) . الهندوسية قامت بشرح هذه العقيدة بشكل أوسع وأدق ، لتؤكد أن الروح بعد وفاة الإنسان هي التي ستُبعث في جسد جديد (تناسخ الأرواح) ولادة جديدة ، وأن تنقية التكوين الإنساني من شوائب خطيئة الجنة لا يمكن أن تحدث في حياة واحدة ولكن تحتاج إلى ولادات عديدة لأن الوصول إلى الكمال يحتاج إلى تطوير المعارف والعلوم (الإدراك) التي ستساعدنا في رؤية وفهم تلك الرموز المقدسة في الأشياء والأحداث (إحصاء الأسماء الحسنى) . الحديث الشريف يوضح لنا هذه الفكرة (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) ، فحتى الدين يحتاج إلى تجديد كل /١٠٠/ سنة، فهل يُعقل أن تكفي حياة واحدة مدتها (٦٠ - ١٠٠) سنة لتنقية التكوين الروحي للإنسان من شوائب الخطيئة التي أدت إلى طرده من الجنة ؟
٣- الهندوسية أيضا شرحت لنا أن الرمز (١٨) والذي يمثل روح الرب براهما (آدم) يتألف من /٣/ أجزاء (\ / | ) وهو يمثل الثالوث المقدس . النور -مثلا- هو أساس وجود الحياة والآية القرآنية في سورة النور تذكر (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ..) ، النور هو الضوء الأبيض وهو يتألف من /٣/ ألوان رئيسية (الأزرق ، الأخضر، الأحمر) . فمن إتحاد هذه الألوان الثلاثة بطرق مختلفة يمكن الحصول على جميع الألوان الموجودة في الكون ، وأيضا من إتحاد الأجزاء الثلاثة للرمز (١٨) يمكن خلق كل شيء موجود داخل الكون . الأجزاء الثلاثة للرمز (١٨) تم توزيعها على البشرية بحيث كل أمة أخذت جزء واحد فقط ، وهدف المخطط الإلهي أن تتعاون هذه الأمم مع بعضها البعض كعائلة واحدة لتكتسب جميع صفات الرمز (١٨) لتصل إلى الكمال .
٤- من الأسس الهامة أيضا في عقيدة النبي يوسف والتي إعتمدتها أيضا الديانة الهندوسية ، هي عقيدة (العفة - السلام) . فقصة النبي يوسف تعتمد حدثين مهمين : الأول رفضه مضاجعة إمرأة سيده (العفة) ، والثاني هو عدم إنتقامه من أخوته الذين باعوه ليصبح عبدا في مصر ولكنه سامحهم وساعدهم (السلام) . فعقيدة (العفة - السلام) هي من أهم القوانين الكونية الروحية في المخطط الإلهي . فنوعية العلاقة بين (الذكر والأنثى) تحدد نوعية تطور كل شيء (إيجابي أو سلبي) . فبسبب تشويه هذه العلاقة تم طرد الإنسان من الجنة. إن إنتشار العفة في المجتمع يجلب السلام والتعاون بين افراد المجتمع وبين الشعوب ، اما إنتشار الزنى فيجلب العنف والقتل والحروب بين المذاهب والأديان والشعوب . هذا القانون الكوني سيتم تطبيقه بشكل تدريجي في المخطط الإلهي لتصل الإنسانية إلى الكمال. فقانون (العفة - السلام) هو من أهم تعاليم الديانات الإسلامية (الإبراهيمية) التي يجب أن يتبعها المؤمن في آخر الزمان لكي يستطيع مواجهة فتنة الأعور الدجال {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (٢٨) المائدة} .
بعد وفاة النبي يوسف بمئات السنين بدأ يحدث في مصر القديمة نوع من الهلوسة الروحية حيث تم تشويه الرموز المقدسة ، فحدث خلط كبير بين المقدس والنجس وبين الصالح والطالح ، ولهذا ظهرت الديانة الهندوسية في الهند التي تقع في منتصف قارة آسيا وقرب أعلى جبل في الكرة الأرضية (قمة إفرست) ليكون هذا الجبل رمزا لأعلى شكل هرمي (٨) على سطح الارض . إن ظهور الديانة الهندوسية في القرن /١٩/ قبل الميلاد ، كان علامة إلهية لها معنى إنتقال نور الله من مصر إلى الهند . الديانة الهندوسية كانت تمثل الخط الأول من الرمز الإلهي (١٨) أي الخط (\ ) من الرمز (٨) الذي يمثله الشكل الهرمي ، أما الديانة اليهودية فتمثل الخط الثاني من الرمز (٨) والذي يمثل الخط ( /) .
الديانة اليهودية تمثل الجزء الثاني من الثالوث (١٨) وهذا الجزء له صفاته الخاصة به ، ولهذا نجد أن الديانة اليهودية تبدو ظاهريا وكأنها مختلفة كثيرا عن الديانة الهندوسية ، وهذا الإختلاف في الحقيقة لا يشكل تعارض بينهما ولكنه إختلاف في زاوية الرؤية . الهندوسية تؤمن -مثلا- بعقيدة البعث (تناسخ الأرواح) ويوم الحساب (الكارما) ، بينما اليهودية لا تؤمن لا بيوم الحساب ولا بعقيدة البعث ، فلا يوجد آية واحدة في كتب التوراة تتكلم عن يوم الحساب أو ثواب الجنة للمؤمنين أو عذاب جهنم للكافرين رغم أن الهندوسية واليهودية هما من وحي إلهي.
الله عز وجل أمر الهندوس الإيمان بعقيدة تناسخ الأرواح ويوم الحساب ، ولكن الله نفسه أيضا منع اليهود الإيمان بعقيدة تناسخ الأرواح وعقيدة يوم الحساب . هل يوجد تناقض ؟ إذا إستخدمنا الرؤية المادية فإننا سنفصل بين الهندوسية واليهودية وعندها سنشعر بتناقض غريب وعجيب وكأن لكل ديانة لها إله خاص بها مختلف تماما عن إله الديانة الأخرى . ولكن إذا إستخدمنا الرؤية الشاملة ودمجنا الهندوسية واليهودية معا سنجد أن هذا الإختلاف هو حكمة إلهية تشرح لنا الطريقة المثلى التي يتم فيها تطور التكوين الروحي للإنسانية.
المصريون القدماء قاموا بتشويه عقيدة البعث فتحولت من بعث روحي إلى بعث جسدي ، فأصبح المصري القديم -وخاصة الملوك والأغنياء- لا يهمه العمل الصالح الذي يضمن المصلحة الكلية للمجتمع ولكن يهمه بالدرجة الأولى مكان دفنه وعملية تحنيطه ، وكأن جمال قبره وبراعة عملية تحنيطه هي التي ستضمن له نجاح بعثه وعودته إلى الحياة في المستقبل. أيضا الهندوس شيئا فشيء مع مرور الزمن أصبحوا يهتمون فقط بعلاقتهم مع الله (صلاة - صيام) وأهملوا تعاليم دينهم التي تحث على العمل الصالح وتنمية الروابط الإنسانية في المجتمع ، فتحولت العبادة من عبادة تهدف إلى إصلاح وتطوير النظام الإجتماعي (روح جماعية) إلى عبادة ببغائية تفسد النظام الإجتماعي (روح فردية) هدفها ضمان ولادة جديدة في الطبقة الراقية من المجتمع.
ولهذا مع خروج قوم موسى عليه السلام من مصر كانت من أهم تعاليم اليهودية هي أن تمنع أتباع موسى بأي شكل من الأشكال التفكير بأي شيء يتعلق بما بعد الموت . فتحولت نوعية الإيمان في اليهودية من روح فردية إلى روح جماعية . المؤمن اليهودي وكونه يعلم بأن بعد وفاته فإن وجوده سينتهي إلى الأبد ، لهذا وجب عليه أن يكون سلوكه اليومي -طالما أنه يؤمن بالله- سلوك إنسان صالح يسعى إلى تأمين مستقبل مشرق لأبنائه وأحفاده وأحفاد أحفاده ليعيشوا في مجتمع صالح متكامل يضمن لليهود إستمرار بقاء أمتهم واستمرار الحفاظ على دينهم الذي أنزله الله عليهم . لهذا نجد أن اليهودي المؤمن يضع مصلحة أمته فوق مصلحته الشخصية ويعتبر سعادته الحقيقية هي في سعادة مجتمعه وسعادة الأجيال القادمة . واليوم نرى نتائج هذا النوع من الإيمان بكل وضوح ، حيث نجد اليوم أن ترابط الأمة اليهودية مع بعضها البعض هو الأقوى بين جميع الأمم ، فلا يوجد -مثلا- فقير يهودي في جميع أنحاء العالم لأن هناك جمعيات خيرية يهودية عديدة في العالم تهتم بأمور اليهود وتراقب أحوالهم المعيشية ، وستهرع إلى مساعدة كل يهودي يعاني من أزمة مالية أو أزمة إجتماعية لتؤمن له فرصة العمل أو فرصة متابعة الدراسة والعيش حياة كريمة لتجعل منه فرد فعال يستطيع المساعدة في الحفاظ على الأمة اليهودية .
الجالية اليهودية اليوم هي أغنى جالية في العالم ، رغم ذلك نجد أن الأغنياء اليهود هم فقط - من بين جميع أتباع الديانات الأخرى - الذين يبتعدون عن حياة البزخ والرفاهية وتحقيق ملذات حياة الدنيا ، فنادرا جدا أن نرى يهودي يملك قصرا فاخرا أو طائرة خاصة فاخرة أو يختا قيمته بملايين الدولارات ، أو له علاقات مع ممثلات أو عارضات أزياء ينفق عليهن ملايين الدولارات . اليهودي الغني يفضل أن يتبرع بأمواله إلى اليهود المحتاجين بدلا من أن يدفعها لإمرأة ساقطة تبيع جسدها لأيام قليلة مقابل بضع ملايين الدولارات . لهذا إستطاع اليهود - رغم عددهم الضئيل جداً - أن يسيطروا على السياسة العالمية . المسلم ليس عليه سوى أن يبحث عن أوضاع الأغنياء المسلمين وأفعالهم ليرى الفرق بين مستوى محبة اليهودي لليهود ومستوى محبة المسلم للمسلمين ، رغم أن تعاليم الدين الإسلامي تفرض على المسلم الغني ما يفعله اليهودي الغني . اليهودي اليوم يُطبق تعاليم الإسلام -في هذا النوع من مكارم الأخلاق - أفضل بكثير من المسلمين والمسيحيين.
الإيمان بروح الجماعة عند اليهود نتج عنه إعتبار أن دم اليهودي بالنسبة لليهود هو دم مقدس ويحرم بشدة على أي يهودي إنتهاك حرمته . هذه الصفة من مكارم الأخلاق أيضا موجودة في الإسلام (كل المسلم على المسلم حرام دمُه ومالُه وعِرضُه. حديث شريف) ولكن كون هذا النوع من مكارم الأخلاق خاص بالدين اليهودي لهذا نجد أن الحرص عليها عند اليهود أعلى بكثير من حرص المسلمين عليها . فاليوم نجد أن دم المسلم بالنسبة للمسلمين ودم المسيحي بالنسبة للمسيحيين قد فقد قدسيته نهائيا . وأفضل مثال على ذلك هو ما حصل قبل حرب (طوفان الأقصى) ، فلمدة /١٠/ أشهر تقريبا كانت تحصل مظاهرات عارمة في شوارع مدن الكيان الصهيوني لإسقاط حكومة نتنياهو المتطرفة ، ورغم الصراع السياسي العنيف بين حكومة الكيان الصهيوني والشعب الإسرائيلي ، لم يُقتل متظاهر يهودي واحد طوال هذه المدة الزمنية . في حين نجد أن مظاهرات تشرين التي حدثت في العراق عام /٢٠١٩/ ، فرغم أن الحكومة العراقية هي حكومة مسلمة وتدعي أنها حكومة ديمقراطية تتألف من أحزاب تمثل جميع الطوائف في العراق ، ولكن نتيجة هذه المظاهرات كانت : أكثر من/٧/ آلاف قتيل وأكثر من /٢٠/ ألف مصاب ، وآلاف الشباب الذين فروا خارج العراق خوفا من الإعتقال .
إن إحترام قدسية دم الإنسان هي من مكارم الأخلاق التي انزلها الله في الديانة اليهودية وكان عليها أن تتطور لتحملها جميع الأمم في تكوينها الروحي ليصبح دم الإنسان دم مقدس في جميع هذه الأمم بغض النظر عن دين هذا الإنسان أو عرقه . اليهود اليوم على الأقل يطبقون هذا القانون الإلهي على أفراد أمتهم اليهودية . أما بالنسبة للأمة الإسلامية، فالمسلمون اليوم -وخاصة مسلموا الأحزاب الدينية السياسية- فهم يسفكون دم كل مسلم يعارض آرائهم وينظرون إليه وكأنه دم نجس يحق سفكه . مجازر الكيان الصهيوني تُرتكب على الفلسطينيين وليس على اليهود ، أما مجازر المسلمين اليوم فهي ترتكب على المسلمين .
اليهود منذ بداية تكوين دولة الكيان الصهيوني قامت ببناء الملاجئ لحماية مواطنيها أيام الحروب ، بينما حماس التي هي من جماعة الإخوان المسلمين الذين يدعون أنهم اكثر المسلمين إيمانا بالإسلام وأنهم جند الله ، نجد أن مسؤول حماس موسى أبو مرزوق يقول عن حرب غزة الأخيرة (الأنفاق في غزة بنيت لحماية مقاتلي حماس من الطائرات ... أما المدنييون في غزة فأغلبهم من اللاجئين، ومسؤولية حمايتهم تقع على الأمم المتحدة) ، وأغبى فلسطيني يعلم أن الأمم المتحدة تقع تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية، وأن إسرائيل هي الطفل المدلل للولايات المتحدة وهي من أجله ستعطل جميع قرارات الأمم المتحدة التي تتناقض مع مصلحة الكيان الصهيوني . هذا المسؤول في حماس الذي يدعي أنه مسلم مؤمن وأنه جندي من جنود الله ، بدلا من أن يبني ملاجئ للمدنيين الفلسطنيين لحمايتهم حفر أنفاقا ليحمي نفسه فقط ، ليس هذا فقط ولكن أيضا في كل مرة يخرج من الأنفاق ليطلق بضعة صواريخ ، إذا لم يستطع الهروب إلى الأنفاق يهرب نحو الأماكن السكنية ليجعل من المدنيين دروع بشرية تحميه من الصواريخ الإسرائيلية .
الشعب اليهودي في دولة الكيان الصهيوني قبل طوفان الأقصى ولمدة /١٠/ أشهر كان يحاول إسقاط حكومة نتنياهو المتطرفة التي ترفض إقامة دولة فلسطينية ، وبدلا من أن تكون حماس إلى جانب هؤلاء اليهود ضد عصابة نتنياهو المتطرفة ، ذهبوا وقاموا بعملية طوفان الأقصى (طوفان الدم الفلسطيني) لينقذوا نتنياهو من هذه الورطة ، وخطفوا (٢٥١) رهينة معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن . فتوقفت المظاهرات في إسرائيل وتوحدت جميع الأحزاب اليهودية وانضمت مع عصابة نتنياهو للدفاع عن الدم اليهودي ، فالدم اليهودي (دم الرهائن) بالنسبة لهم دم مقدس وواجب الدفاع عنه هو فوق جميع الخلافات التي تفرقهم . فبحجة هؤلاء الرهائن اليهود قام نتنياهو بتنفيذ خطته التي كان يحلم بها : أكثر من /٥٠/ الف فلسطيني في غزة بين قتيل ومفقود تحت الأنقاض معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن ، وأكثر من /٨٠/ ألف مصاب ، و أكثر من٨٠% من المنازل والبنية التحتية تم تدميرها . سكان غزة اليوم -بفضل نتنياهو وحماس- يعيشون حياة الجحيم بكل ما معنى لهذه الكلمة ، غزة اليوم أصبحت أسوأ مكان للعيش في العالم . حماس التي تعتبر كل مسلم يخالف رأيها دمه نجس ويجب قمعه وحتى قتله إن تطلب الأمر ، الآن تطالب العرب والمسلمين أن يشاركوها في حربها ضد الكيان الصهيوني ، والجميع يعلم اليوم أن حماس كانت في الفترة الأخيرة ليست فقط ضد العرب ولكن أيضا ضد الحكومة الرسمية الفلسطينية ، لأنهم يخالفونها في تعصبها الديني وإسلوبها الهمجي المتشدد والذي يعطي المبرر للأحزاب المتطرفة في إسرائيل في إعتبار أن الفلسطنيين شعب إرهابي دموي لا يمكن إقامة أي علاقة سلام معهم وأن على إسرائيل القضاء عليهم أو طردهم من فلسطين .
عصابة نتنياهو لا تنتمي إلى دين موسى عليه السلام وعصابة حماس أيضا لا تنتمي إلى دين محمد عليه السلام ، فكلاهما روحيا ينتمون إلى دين واحد وهو دين الأعور الدجال (دين الخوارج) الذي ينشر الفتنة والعداوة والحروب بين الشعوب . المؤمن الحقيقي هو الذي يرى بعين البصيرة ، ومن يملك البصيرة يدافع ليس فقط عن حقوق أطفال غزة ولكن أيضا عن حقوق الأطفال اليهود ، جميع الأطفال -بغض النظر عن دينهم او عرقهم- هم كائنات بريئة ومن حقهم أن يعيشوا ويترعرعوا في بيئة روحية سليمة تنمي في أعماقهم روح المحبة والسلام والتعاون وليس روح العدواة والكراهية والإنتقام والتي تمثل أهداف روح الأعور الدجال . الأطفال هم مستقبل العالم ونوعية البيئة الروحية في العالم الذي يعيشونه في طفولتهم هي من ستحدد نوعية هذا العالم في المستقبل ، هل سيكون عالم تحت سيطرة روح الأعور الدجال أم عالم تحت سيطرة روح المحبة والسلام والتعاون الذي تدعوا إليه جميع الديانات العالمية {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (١٣) الحجرات} .
الحديث الشريف يذكر (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق) من أهم مكارم الأخلاق هو إحترام التكوين الإنساني والمساهمة في تطويره ليصل إلى الكمال {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (٥) التين} فهدف طرد الإنسان من الجنة هو أن يستطيع الإنسان ثانية إكتساب هذا التكوين في أحسن صورته ليستطيع العودة إلى الجنة . المشكلة في اليهود اليوم أنهم يطبقون هذه المكارم من الأخلاق فقط على اليهود أفراد ملتهم ، لهذا نجد أن اليهودي مستعد أن يُضحي بنفسه من أجل أمته اليهودية رغم أنه يعلم تماما أن تضحيته هذه لن ينال عليها هو شخصيا أي ثواب ، فهو لا يؤمن لا بوجود الجنة ولا بوجود جهنم ، ولكن ومع ذلك فهو لا يتوانى أن يقوم بواجبه كمؤمن من أجل أمته ومن أجل دينه .هذا الجهاد بالنفس في مكارم الأخلاق هو أرقى من جهاد بالنفس عند المسلمين وعند المسيحيين ، لأن المسيحي يعلم أنه تضحيته ستضمن له حياة أفضل في الجنة ، والمسلم أيضا يعلم أن تضحيته ستجعله شهيدا وستضمن له حياة في جنة تجري من تحتها الأنهار حيث القصور والحوريات والموائد الفاخرة من الطعام تنتظره هناك . لهذا أرسل الله الديانة اليهودية قبل المسيحية والإسلامية ، لكي يعلم المسيحي والمسلم أن الهدف الرئيسي للعبادة والإيمان بالله -بحد ذاته- ليس العودة إلى الجنة، ولكن الهدف الحقيقي هو وصول الإنسان إلى الكمال ، لأن هدف العودة إلى الجنة - بحد ذاته - هو مجرد تحقيق مصلحة شخصية (فردية) ولا يساهم في فهم المخطط الإلهي (إحصاء الأسماء الحسنى) الذي هو عمل جماعي عالمي تشارك به جميع الأمم من أجل وصول الإنسانية إلى الكمال .
(الجهاد بالنفس لا يعني فقط الإستشهاد في سبيل الله في المعارك ولكن تعني أيضا الإنتصار على الغرائز الحيوانية في تكوين الإنسان التي تدفعه إلى تحقيق شهوات النفس الدنيئة . الجهاد بالنفس يعني أيضا تحَّمل أذى الآخرين وتحمل الجوع والآلام وجميع صعوبات الظروف المعيشية والصبر عليها ومحاولة البقاء في الصراط المستقيم وعدم الإنسياق في طريق الضلال مهما ساءت الظروف والأحوال).
إن الإختلاف بين الهندوسية واليهودية في موضوع يوم الحساب والبعث ودار الآخرة ، هو حكمة إلهية ، فما حصل في الحقيقة هو أن الهندوسية كأول ديانة إبراهيمية وضعت عقيدة تناسخ الأرواح وعقيدة الكارما (يوم الحساب) في شريعتها لتكون بمثابة حافز يحث الهندوسي على الإيمان بدينه والتمسك به ، هذه الشريعة دخلت في التكوين الروحي (العقل الباطني) للهندوسي وأصبحت جزء منه . الهندوسي المؤمن بعد وفاته بحوالي (٦) قرون ، ولد من جديد ولكن هذه المرة في عائلة يهودية ، حيث إيمانه بهذه الديانة الجديدة وتطبيق تعاليمها سمحت له بتنمية الشعور بالآخرين بشكل عقلي كون اليهودية لا تؤمن بيوم الحساب ، وإيمانه العقلي بهذه العقيدة طوال سنوات حياته أدى إل تحويل هذه العقيدة من معلومة عقلية إلى إحساس روحي ، فأصبح التكوين الروحي (العقل الباطني) الجديد لليهودي يحتوي على عقيدة يوم الحساب التي أخذها من الهندوسية وكذلك يحتوي أيضا على عقيدة الإهتمام بمصير الآخرين ومستقبل الأمة التي أخذها من اليهودية. ولهذا نجد اليهودي المؤمن يضحي بنفسه بكل سهولة رغم أن عقله الظاهري يعلم تماما بأن تضحيته هذه لن ينال عليها أي فائدة لنفسه شخصياً ولكن عقله الباطني هو الذي يدفعه بالقيام بهذه التضحية ، العقل الباطني (التكوين الروحي) هو الذي يتحكم في نوعية سلوك الإنسان اليومي .
بعد مرور حوالي (٦) قرون على ظهور الديانة اليهودية وبعد دمار معبد سليمان (عام ٥٨٧ قبل الميلاد) والسبي البابلي لليهود وتشتت الأمة اليهودية كدولة ، إيمان اليهود بدينهم بدأ يضعف تدريجيا ، فبدأت تظهر عقيدة يوم الحساب عند اليهود بشكل تدريجي في سفر أشعيا وسفر أيوب وبشكل أوضح في سفر دانيال لتكون بمثابة حافز يساهم في تمسك اليهود بدينهم . فإنقسمت الأمة اليهودية إلى قسمين : قسم لا يؤمن بيوم الحساب (الصدوقيون)، وقسم يؤمن بيوم الحساب (الفريسيون) . إن ظهور عقيدة يوم الحساب والبعث في اليهودية كان دليلا إلهيا على إنتهاء المرحلة الثانية (اليهودية) وبداية المرحلة الثالثة وهي مرحلة (عصر الحضارة اليونانية) التي بدأت في بداية القرن /٦/ قبل الميلاد ، الهندوسي المؤمن والذي ولد مرة أخرى كيهودي وعاش كمؤمن يهودي بعد وفاته سيولد مرة أخرى ولكن في اليونان وضواحيها ليكتسب صفة روحية جديدة في تكوينه الروحي (عقله الباطني) لم تكن موجودة لا في الهندوسية ولا في اليهودية . المرحلة الثانية التي تشمل (الهندوسية ، اليهودية ، الحضارة اليونانية) تمثل الرمز (٨١) الموجود في خطوط كف يد الإنسان اليسرى ، أما المرحلة الثالثة (مسيحية ، إسلام ، حضارة النهضة الأوربية) فتمثل الرمز (١٨) الموجود في خطوط كف يد الإنسان اليمنى .
حتى نفهم حقيقة ما يحدث اليوم وبناء لما ذكرناه من تعاليم الديانات التي أنزلها الله على رسله وأنبيائه ، أن عصابة نتنياهو وعصابة حماس كانوا في حيواتهم الماضية من حثالة أتباع الهندوسية ومن حثالة أتباع اليهودية ، ومن حثالة أتباع المسيحية ، ومن حثالة أتباع الإسلام ، الرحمة الإلهية أعطتهم فرص عديدة لتحسين تكوينهم ولكنهم رفضوا فعل ذلك . وولادتهم في عصرنا الحاضر لم تكن فرصة جديدة لهم ولكن بما أننا نعيش في عصر تسيطر عليه روح الأعور الدجال وروحهم مناسبة لروح هذا العصر ، لهذا ولدوا من جديد في هذا العصر وأستغلوا المناصب العالية التي وصلوا إليها لأنهم جنود في جيش الأعور الدجال ، ولهذا نجدهم يستخدمون الدين أسوأ أنواع الإستخدام لأن الدين كعقيدة روحية هو أقوى مؤثر روحي في نفوس الناس ، فنجدهم يعتمدون الآيات المتشابهات بكامل تفاصيلها في سلوكهم ، أما الآيات المحكمات فلا يذكرون منها شيء لأنها أصلا غير موجودة في عقلهم الباطني ، وكونهم في ولادتهم الأخيرة في طفولتهم قد ترعرعوا في بيئة روحية فيها الكثير من الفساد (الكراهية وحب الإنتقام) فقد أخذوا الفاسد منها فقط ، لذلك نجد وبسبب شدة تعصبهم لعقيدتهم الباطلة يعتقدون أنهم خليفة الله في الأرض وكل شخص يعارضهم فهو بالنسبة لهم عدو لله نفسه ، فهم مثل الخوارج تماما الذين وصفهم الحديث الشريف بعمى البصيرة (سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي اخْتِلَافٌ وَفُرْقَةٌ قَوْمٌ يُحْسِنُونَ الْقِيلَ وَيُسِيئُونَ الْفِعْلَ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ) . فقط تمعنوا جيدا في تلك الآيات القرآنية التي يستخدمها الملثم أبو عبيدة الناطق بأسم حماس ، جميعها على الإطلاق من الآيات المتشابهات فجميعها تحرض على القتال ونشر الفتنة والعدواة ليس فقط بين اليهود والمسلمين ولكن أيضا بين المسلمين والمسلمين ، لهذا فهو لم يذكر آية واحدة من الآيات المحكمات . التحريض على القتال هو من أهم مبادئ عقيدة الأعور الدجال في عصر آخر الزمان . حماس أرادت أن تشعل حرب عالمية ثالثة بين الجيوش العربية وجيوش حلف الناتو ، لتحول منطقة الشرق الأوسط (الأرض المقدسة) بأكملها إلى منطقة مدمرة تحكمها روح الأعور الدجال كما حصل تماما مع غزة بعد عملية طوفان (الدم الفلسطيني) .
في المقالة القادمة إن شاء الله سنذكر تعاليم أخرى أنزلها الله في تعاليم الديانة اليهودية تساهم في فهم حقيقة عقيدة التوحيد ودورها في المخطط الإلهي.
....، والله أعلم .
ز . سانا
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏ماء‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق