السبت، 31 أغسطس 2024

عقيدة التوحيد في الديانة اليهودية .الجزء ٧

 خواطر من الكون المجاور

الخاطرة ٣٤١ : عقيدة التوحيد في الديانة اليهودية .الجزء ٧
في المقالة الماضية تكلمنا عن عقيدة التوحيد في الديانة الهندوسية ، وذكرنا أن الديانة الهندوسية تمثل أول ديانة إبراهيمية ، فهي تؤمن برب واحد وهو الرب براهما والذي يمثل رمز آدم (رب العائلة الإنسانية) . الرب براهما كروح هو رمز ذلك الجزء من روح الله الذي نفخه في آدم والذي رمزه (١٨) ، والذي وضع الله فيه شيفرة خلق كل شيء داخل الكون. وذكرنا أيضا في مقالات ماضية من سلسلة (عقيدة التوحيد) أن مراحل خلق الكون تنقسم -رمزيا- إلى ثلاثة مراحل حيث رمز كل مرحلة هو الرقم (١٨٨١) أي أن الزمن الرمزي لخلق الكون منذ بدايته وحتى نهاية المرحلة الثالثة ، يعادل (١٨٨١×٣=٥٦٤٣) ، حيث الرقم (٥٦٤٣) في التقويم اليهودي هو عام (١٨٨٢) ميلادي أي القرن /١٩/ والذي يمثل بداية مرحلة جديدة وهي مرحلة آخر الزمان {لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ (٢٩) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (٣٠) المدثر} . كل مرحلة من المراحل الثلاثة هي بدورها تنقسم إلى /٣/ أقسام . الرقم (١٨٨١) للمرحلة الأولى هو رقم زمني رمزي ويبدأ من بداية خلق الكون مع حدوث ظاهرة الإنفجار العظيم ثم تكوين النجوم والمجرات كرمز لتكوين المادة المطلوبة لبناء أجسام الكائنات الحية ، ثم ظهور الحياة وظهور الإنسان وتطوره حتى ولادة النبي يوسف عليه السلام الذي قام بتأسيس عصر الأهرامات .
إن عبارة (مصر أم الدنيا) التي نسمعها كثيرا من المصريين ، هي حقيقة تاريخية وليست من فكر عنصري ، ولكن للأسف المصريون اليوم يُرددونها دون أن يفهموا جوهرها المقصود به . فالذي جعل من بلاد مصر أن تكون رمز (أم الدنيا) سببه الحقيقي هو ظهور الشكل الهرمي (٨) وشكل المسلة (١) فيها ، فالهرم والمسلة معا كشكل يُشكلان الرمز (١٨) . الهرم هو أول بناء هندسي يحمل في مضمونه تعبير روحي له شكل الرمز (٨) والذي يُمثل رمز ظهور برج بابل لأول مرة في تاريخ البشرية بمعناه الإيجابي (باب الله) ، فالخطيئة التي سببت طرد الإنسان من الجنة كان رمزها أيضا برج بابل ولكن بمعناه السلبي (البلبلة والتشتت) ، فالمعنى السلبي (البلبلة والتشتت) توضحه الآية القرآنية {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ(٧) سبأ} ، بينما المعنى الإيجابي لبرج بابل توضحه الآية القرآنية {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (١٣) الحجرات} .
في الحقيقة إن عدم فهم المعنى الرمزي في التعبير الروحي لشكل الهرم والمسلة وكذلك عدم فهم المعاني الرمزية الأخرى التي تركها لنا عصر الأهرامات الذي يُعتبر بداية المرحلة الثانية من المخطط الإلهي ، ساهم في تحول جميع العلوم الروحية والمادية في العصر الحديث إلى علوم عشوائية لا رابط بينها تعتمد مبدأ (العلم للعلم والفن للفن والدين للدين) . فليس من الصدفة أن الحكمة الإلهية في كتب التوراة قد وضعت أرقاما تاريخية رمزية تعطينا مدة زمنية بين عام خلق آدم وعام ولادة النبي يوسف بحيث تعادل الرقم (١٨٨١) عام . وكذلك ليس من الصدفة أيضا أن بناء الأهرامات كتقليد روحي يعتمده ملوك الأسر المصرية الحاكمة قد توقف في القرن /١٨/ قبل الميلاد في نفس الفترة الزمنية التي ظهرت فيها الديانة الهندوسية في الهند . فتوقف بناء الأهرامات في مصر وظهور الهندوسية في الهند ، هو علامة إلهية لها معنى أن نور الله قد إنتقل من أفريقيا (مصر) إلى آسيا (الهند) . فالآية القرآنية تذكر {إِنَّ الَّذِينَ آمَنواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) البقرة} . فهذه الآية توضح لنا أن الديانات الإبراهيمية عددها /٤/ وليس /٣/ كما يظن أتباع الديانات السماوية . كلمة الصابئة أصلها من اللغة المصرية القديمة من كلمة (صابي) ومعناه (الحكيم) ، فأعظم حكيم عرفته مصر القديمة هو النبي يوسف المعروف في اللغة المصرية القديمة بأسم (أمحوتب) والذي فيما بعد تحول إلى شخصية أسطورية رمزية تحمل أسم (هرميس ثلاثي القوة) كرمز لرب الحكمة . وحسب الوثائق التاريخية نجد أنه في تاريخ مصر القديمة قد حدثت هجرتين من مصر إلى آسيا ، الأولى في نهاية الأسرة السادسة ، والهجرة الثانية حدثت في عصر الإحتلال الأجنبي لمصر (الكنعانيين والهكسوس) .
البعض فسر أن هؤلاء المصريين الذي هاجروا إلى جهة آسيا (المناطق العربية) هم الذين يمثلون أتباع الصابئة المذكورة في القرآن الكريم ، وهذا غير صحيح فهؤلاء اليوم والمعروفين بأسم (صابئة المندائيون) في جنوب العراق لا يتجاوز عددهم /٣٥/ ألف نسمة ، فهؤلاء لا يشكلون شيئا يُذكر من عدد سكان العالم الذي يبلغ اليوم حوالي /٨/ مليار نسمة . فالمقصود بالصابئة المذكورين في الآية القرآنية ليست جماعة معينة هاجرت من مصر ، ولكن المقصود هو المعنى الروحي له ، فعقيدة النبي يوسف التي وصلت بشكل روحي إلى الهند (كرمز لنسل آدم) واستطاعت أن تُنشئ هناك حضارة جديدة بعقيدة روحية جديدة تحمل أسم (الديانة الهندوسية) هي التي تمثل أتباع الصابئة المذكورين في القرآن الكريم . لهذا حتى نفهم الحكمة الإلهية من ظهور الديانة اليهودية كديانة إبراهيمية ثانية في المرحلة الثانية (الهندوسية ، اليهودية ، الحضارة اليونانية) ، يجب فهم علاقة اليهودية بعصر الأهرامات الذي أسسه النبي يوسف عليه السلام.
المشكلة في المنهج العلمي الحديث الذي ظهر في القرن /١٩/ هي أنه يستخدم رؤية مادية بحتة وليس رؤية شاملة ( روحية ومادية) ، ولهذا الحكمة الإلهية في الإسلام أعطت روح السوء رمز (الأعور الدجال) كونه -رمزيا- يستخدم عين واحدة (العين اليسرى) في فهم الأشياء والأحداث ، فالعين اليسرى عندما تعمل لوحدها تصبح رمز الرؤية المادية البحتة . بينما النصوص المقدسة وكذلك العلامات الإلهية التي تركها الله لنا في الآثار بشرية التي حصلت في الماضي، تستخدم الرؤية الشاملة (الروحية والمادية) والتي تشرح الأمور من خلال الرموز والأرقام لتكون صالحة لكل مستوى من المعارف يصل إليه كل عصر . علماء التاريخ وعلماء الآثار في العصر الحديث وقعوا في مشكلة المنهج الحديث نفسها فعندما بحثوا في الوثائق التاريخية والآثار التي تركها المصريون القدماء ، نظروا إليها برؤية مادية بحتة ، فلم يجدوا أسماء الأنبياء إبراهيم ، يوسف ، موسى (عليهم السلام) في أي وثيقة أو نقش في تاريخ مصر القديمة ، ولهذا نجد أن الكثير منهم أنكروا وجود هؤلاء الأنبياء وإعتبروهم مجرد شخصيات خرافية ، أما البعض الآخر فعللوا ذلك بأن هناك آثار عديدة لا تزال مدفونة تحت الأرض وربما في المستقبل قد تظهر وثائق تاريخية جديدة تؤكد وجودهم .
في مقالة اليوم سنتكلم عن الأسرة المصرية /١٨/ برؤية شاملة ونشرح تلك الرموز والأرقام التي تركتها لنا الوثائق التاريخية والتي تكلمت عنها النصوص الدينية بلغة الأرقام والرموز لتشرح لنا ليس المعنى السطحي للأحداث والشخصيات ولكن لتشرح لنا مضمون هذه الأحداث وهذه الشخصيات وعلاقتها بالمخطط الإلهي . فالنصوص الدينية تستخدم لغة الرموز والأرقام التي تُمثل البصيرة والتي تسمح لنا برؤية مضمون النصوص الدينية في الواقع المادي . فالرموز تمثل التعبير الروحي للشيء والحدث ، أما الأرقام فتمثل القاعدة الرئيسية لفهم علاقة الإنسجام بين الأشياء والأحداث . ليس من الصدفة أن مصطلح علم الرياضيات في اللغة اليونانية (μαθηματικά) مصدره فعل (Μαθαίνω) ومعناه أتعلم ، فهذا المصطلح هو من وحي إلهي وليس من عقل بشري . فهدف طرد الإنسان من الجنة هو محاولة الإنسان إكتساب البصيرة التي ترى علاقة الإنسجام بين الشكل والمضمون في الشيء والحدث والتي تحدث برؤية التعبير الروحي وكذلك برؤية الشكل الرقمي المجرد لها ، فمن خلال فهم هذه العلاقة يمكن فهم حقيقة الشيء أو الحدث والذي سيساعدنا في فهم سبب وجود هذا الشيء أو هذا الحدث في المخطط الإلهي. ولهذا كان رمز روح الله التي نفخها في آدم له تعبير روحي في الشكل وكذلك له معنى رقمي (١٨) ، ثمانية عشر وكذلك الرقم ثلاثة (\ / |) أي ثلاثة مكونات .
الفترة الزمنية التي حكمت فيها الأسرة الثامنة عشر /١٨/ ، مليئة بالرموز والأرقام التي تساعدنا في فهم فلسفة الديانة اليهودية ودورها في المخطط الإلهي . وسنحاول شرح بعضها هنا :
آخر هرم تم بنائه في مصر القديمة كان في عهد الملك أحمس الأول مؤسس الأسرة /١٨/ والذي إستطاع الإنتصار على الهكسوس وطردهم من مصر لتعود السلطة إلى الشعب المصري ليحكم بلاده بنفسه . ليس من الصدفة أن الهرم الأخير هذا لم يتم بنائه لتحويله إلى قبر ، ولكن كان بمثابة علامة رمزية تمثل بداية مرحلة جديدة بعد مرحلة إنحطاط حضارة الأهرامات التي كان سببها إبتعاد الكهنة المصريين عن تعاليم عقيدة النبي يوسف ، فبناء هذا الهرم كان يمثل رمزيا عودة عقيدة النبي يوسف إلى نفوس المصريين ثانية . فهذه العودة لم تكن صدفة ولكن بسبب وصول رقم الأسرة الحاكمة إلى الرقم /١٨/ الذي يمثل رمز عقيدة النبي يوسف والتي كان رمزها (الهرم والمسلة) .
ليس من الصدفة أن الأسرة /١٨/ التي أسسها أحمس الأول ، كانت أيضا تمثل بداية مرحلة جديدة سميت بالدولة الحديثة والتي ترمز إلى مرحلة إنتقالية بين النهج القديم والنهج الحديث والتي تمثل رمزيا تجديد العقيدة القديمة والتي كانت نتيجة هذا التجديد ظهور الديانة اليهودية. فالنبي يوسف قام بأول ثورة روحية في تغيير العقيدة المصرية القديمة، ونجد أيضا في عهد الأسرة /١٨/ تحدث ثاني ثورة دينية والمعروفة اليوم بثورة أخناتون التوحيدية ، حيث تم إلغاء جميع الآلهة المصرية القديمة ليحل محلها إله واحد وهو إله آتون الذي يمثل إله النور وليس إله الشمس كما يعتقد علماء المصريات اليوم ، فإله الشمس (رع) كان يمثل الشمس بشكلها المادي ولكن إله أتون كان يمثل الشمس بمعناها الروحي (النور) خالق الكون والحياة ، والذي تم ذكره في الآية /٣٥/ من سورة النور (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ .....) . كلمة (أتون) تم ذكرها في سفر الخروج (٩ : ٨) وفي سفر دانيال الإصحاح الثالث .
الشعب المصري في فترة حكم الأسرة /١٨/ إنقسم روحيا إلى قسمين : الأول حاول إعادة العقيدة الروحية التي أتى بها النبي يوسف ، أما القسم الثاني فحاول إعادة العقيدة الوثنية القديمة التي تمثل فترة ما قبل قدوم يوسف إلى مصر . الحكمة الإلهية وضحت لنا هذا الإنقسام من خلال أسماء ملوك الأسرة /١٨/ ، فملوك هذه الأسرة إستخدموا نوعين من الأسماء : الأسم الأول هو أمنحوتب (أمنحوتب الأول ، أمنحوتب الثاني ، أمنحوتب الثالث ، أمنحوتب الرابع ) ، والأسم الثاني تحتمس (تحتمس الأول ، تحتمس الثاني ، تحتمس الثالث ، تحتمس الرابع) . حيث نجد أن السلطة كانت تنتقل من أسم إلى آخر بدون وجود تسلسل بينهما ، وكأن هناك صراع على السلطة بين الأسم (أمنحوتب) والأسم (تحتمس) ، فتارة ينتصر الأول وتارة ينتصر الثاني . هذا الصراع الرمزي لم يكن صدفة ولكن حكمة إلهية لها معنى أن الصراع كان بين الرؤية المادية (رمز مصر الجنوبية) التي تحاول السيطرة على كل شيء ، والرؤية الروحية (رمز مصر الشمالية ) والتي تحاول توحيد النوعين من الرؤية لتصل إلى الرؤية الشاملة . فهذا الصراع هو في الحقيقة يُمثل رمزيا صراع نسل قايين أبناء روح السوء (مصر الجنوبية) ، مع نسل آدم أبناء روح الخير (منطقة دلتا Δ في الشمال ، والتي كانت تتألف من خليط بشري أفريقي وآسيوي .
أسم أمنحوتب والذي معناه (آمون راضٍ) كان يمثل -رمزيا- أعداء النبي يوسف ، أما أسم تحتمس والذي معناه (ابن تحوت) فكان يمثل -رمزيا- أتباع النبي يوسف . الفرق بين آمون وتحوت مثل الفرق بين النور والنار . فمعنى أسم (أمون) يعني (الخفي) وهو رمزيا يمثل رمز روح السوء العالمية (روح الشيطان) ، والذي لم يسمح له الله عز وجل أن يكتسب جسدا إطلاقا فظل كروح سوء عالمية توسوس في نفوس البشر لتبعدهم عن الصراط المستقيم لتعرقل المخطط الإلهي . فمن صفات إله أمون أنه كانت له القدرة على التجدد فهو أعاد خلق نفسه بنفسه ولكنه لم يخلق أي شيء ، وكذلك أمتلك القدرة على التحول إلى أفعى وكذلك تجديد جلده . فإله أمون في الحقيقة هو رمز الشيطان الذي يظهر بالتوراة كأفعى ليغوي حواء ، وكما ذكرنا في مقالات ماضية أن الخطيئة التي حصلت في الجنة كانت ممارسة الزنى (إشباع الشهوة الجنسية) بين آدم وحواء ، فإله أمون في الحقيقة هو نفسه إله (مين) الذي كان يُعبد في مصر القديمة قبل قدوم يوسف إلى مصر ، ولكن تم تحويله من (مين) إلى (أمون) كنوع من التجديد ليتقبله الشعب المصري الذي دخلت فيه روح عقيدة النبي يوسف (العفة والسلام) ، فأحد أهم أسباب إنحطاط عصر الأهرامات هو عودة إله مين إلى العقيدة المصرية ولكن بصورة مختلفة . فنجد محاولة إعادته وبشكل أقوى في الدولة الحديثة (القرن ١٦ وحتى القرن ١١ قبل الميلاد) في صورة الإله مين-آمون-كاموتف (مين آمون ثور أمه) أي بمعنى (الإله الذي أنجب نفسه بنفسه من أمه) ، إله مين كان يتم تصويره على شكل رجل بعضو ذكري منتصب كرمز للقوة الجنسية ولكن في الحقيقة كان (مين) رمز العلاقة الجنسية بشكلها الغريزي الحيواني (الزنى) . ليس من الصدفة أن زوجة أمون كان أسمها له معنى مناقض تماما لأسم حواء ، فأسم حواء في اللغة العبرية يعني (حياة) ، أما زوجة إله أمون فكان أسمها (موت) ، وكلمة موت في اللغة العربية التي هي لغة آخر كتاب مقدس سماوي (القرآن) ، معناها توقف الحياة والفناء . الإلهة (موت) تتصف بأنها تملك عُضوًا ذكريَّا وآخر أُنثويَّا . فهذه الصفة هي في الحقيقة تعبير رمزي له معنى (الشهوة الجنسية) فالرجل هو رمز الغريزة ، أما المرأة فهي رمز العاطفة ، ووجود العضو الذكري في (موت) الأنثى هو رمز إلغاء العاطفة (العاطفة هي علاقة الحب الروحي بين الرجل والمرأة) ، فإلغاء العاطفة من التكوين الروحي له معنى سيطرة الغريزة الحيوانية على العلاقة بين الرجل والمرأة .
أمون وموت وإبنهما خونسو كانوا يمثلون رمز الثالوث لروح السوء (١٧) ، فهذا الثالوث يمثل {الشيطان، حواء الخاطئة ، وقايين(الذي قتل أخيه هابيل)} ، وهو الثالوث المعاكس للثالوث المصري المقدس (أوزريس ، ايزيس ، حورس) والذي يمثل (آدم ، حواء ، هابيل) .
أما الملوك الذين يحملون أسم تحتمس ، فكانوا أؤلئك الملوك الذين يمثلون أتباع عقيدة النبي يوسف . فأسم تحتمس معناه (إبن تحوت) ، الرب تحوت يمثل رمزيا النبي يوسف (هرميس ثلاثي القوة) رب الحكمة ، الذي أصبح الأخ الأكبر للإنسانية الذي حل مكان أبيه آدم الذي عاد إلى الجنة ، فالنبي يوسف هو هابيل الذي أرسله الله إلى الثقب الأسود البدائي ليعيد خلق الإنسان من ادنى مرحلة وهي مرحلة خلق الذرة والمادة التي سيتم بها بناء جسم الإنسان {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤)ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (٥) التين} . تحوت (هابيل) الذي ولد عدة مرات بأسم (أدريس ، يوسف ، عيسى) وسيأتي في آخر الزمان بأسم (المهدي ، المسيح) ، يمثل القانون الإلهي ومكارم الأخلاق ، وحسب القدماء المصريين بأنه صاحب كل العلوم والأعمال، والديانة، والفلسفة والسحر (المعجزات). وحسب الإغريق هو مخترع علم الفلك ومخترع الأعداد والتنجيم، والرياضيات، وقياس الأرض والطب وعلم الزراعة، والطقوس الدينية، والكتابة. فالنبي يوسف المعروف في مصر القديمة بأسم (أمحوتب) هو أول مهندس معماري وأول طبيب في تاريخ البشرية ، وهو في الحقيقة أول مؤسس للمنهج العلمي الشامل في تاريخ البشرية.
الحديث الشريف يذكر بما معناه (الجنة تحت أقدام الأمهات) ، ونتيجة الصراع الرمزي بين الملوك (أمنحوتب) والملوك (تحتمس) في الأسرة المصرية/١٨/ يمكن فهم مضمونه من خلال فهم شخصيات نساء هذه الأسرة الحاكمة، حيث نجد ظهور إمرأتين تحكمان دولة مصر : الأولى حتشبسوت، والثانية نفرتيتي .
حتشبسوت تمثل رمز أتباع إله أمون ، فهي إستولت على الحكم من أخيها تحتمس الثالث كونه كان صغيرا ، وأستغلت الأمور لتقوم بتقوية عقيدة أمون في نفوس المصريين ، فأسم حتشبسوت يعنى (أميرة النساء بفضل أمون) ولها أسم آخر وهو غنمت آمون ويعني (خليلة أمون) . إذا تمعنا جيدا في المعبد الجنائزي لـمجمع حتشپسوت الذي شيدته في الدير البحري ، سنجد أن عقيدتها قد إعتمدت على /٤/ آلهة وهم : إله أمون ، إله رع حور أختي ، إلهة حتحور ، إله أنوبيس . الإله رع حور أختي يمثل إله الشمس بشكلها المادي ،أما حتحور فتمثل البقرة ، وإله أنوبيس يمثل الكلب . فإختيار حتشبسوت لهؤلاء الآلهة الثلاثة (أمون ، بقرة ، كلب) هو تعبير روحي يؤكد لنا أن نوعية العقيدة التي آمنت بها حتشبسوت كانت تنتمي لروح السوء ، فالبقرة والكلب هما أرواح نجسة في الديانات السماوية . ولهذا نجد أن حتشبسوت كانت تصور نفسها وكأنها نموذج عن الإلهة (موت) زوجة آمون ، فرغم أنها إمرأة ولكنها كانت تصور نفسها بعضلات رجولية ولحية مستعارة وكأنها تؤكد وتصر على أنها خنثى ، وهذا روحيا له معنى أن حواء ليست إمرأة نقية (عاطفية) ولكنها خنثى تسيطر عليها الغريزة الحيوانية ، وأنها لا تزال زوجة الشيطان وليست زوجة آدم .
أما الملكة نفرتيتي فنجد أنها كانت شخصية معاكسة تماما لحتشبسوت ، فأسمها له معنى مشابه للأسم المصري ليوسف (أمحوتب ) والذي معناه (الذي جاء بالسلام) ، فأسم نفرتيتي يعني (الجميلة قادمة إلينا) ، فيوسف أتى بالسلام ونفرتيتي أتت بالشكل الطاهر للأنثى كرمز للعاطفة النقية (العفة) ، فهي بعكس حتشبسوت لم تستولي بالقوة على الحكم من زوجها أمنحوتب الرابع (أخناتون)، ولكنه هو الذي منحها السلطة لتحكم بدلا منه كونه كان يعلم تماما أنها أذكى منه وأفضل منه في تحقيق سعادة الشعب المصري ، فهذا الشعب هو الذي أطلق عليها أسم (نفرتيتي) . فرغم أن زوجها كان يملك جسدا مخنثاً ليكون رمزا روحيا له معنى أنه من سلالة أمنحوتب وأنه من أتباع آمون ، ولكن نفرتيتي إستطاعت أن تبعده عن عقيدة آمون وتجعله من أتباع النبي يوسف ولهذا تحول أسمه من أمنحوتب الرابع إلى أخناتون (الروح الحية لأتون) .
نفرتيتي هي تلك الأميرة التي إختارها الله لتأخذ موسى الرضيع من نهر النيل وتقوم برعايته وحمايته حتى يكبر . نفرتيتي هي التي قامت بثورة التوحيد التي ألغت جميع الآلهة القديمة ليحل محلها إله واحد وهو إله أتون (إله النور) خالق الكون والحياة .نفرتيتي هي التي أمرت بتغيير مكان العاصمة من الجنوب إلى منطقة عمارنة التي تقع في الوسط بين جنوب وشمال مصر ، لتكون مدينة (أخيتاتون) بمثابة رمز روحي له معنى توحيد مصر السفلى مع مصر العليا . إذا تمعنا في القوانين التي وضعتها نفرتيتي في حكم شعبها سنجد أنها مشابهة للوصايا العشر التي يؤمن بها الشعب اليهودي .
نفرتيتي لم يتم ذكرها في الكتب المقدسة اليهودية والقرآن الكريم بشكل ببغائي يستطيع حتى الجاهل رؤيتها ، ولكن تم ذكرها بشكل رموز وأرقام تحتاج إلى البصيرة لرؤيتها وفهم دورها . فأهم رمز في حياة نفرتيتي هو تمثالها الرأسي (الصورة في الأسفل) والذي تظهر به بعين واحدة وهي العين اليمنى ، فهذا التمثال رغم أنه اليوم يُعتبر أجمل عمل في تاريخ البشرية في فن النحت لرأس إمرأة ، ومع ذلك للأسف لم يفهم أحد من نقاد وفلاسفة الفن معنى التعبير الروحي في هذا التمثال ، التعبير روحي في هذا التمثال يشير إلى أن نفرتيتي هي المرأة التي واجهت روح الأعور الدجال التي ظهرت في مصر القديمة في فترة إنحطاط عصر الأهرامات ، فالأعور الدجال لديه فقط العين اليسرى (رؤية مادية) بعكس نفرتيتي (العين اليمنى) التي تمثل رمز الرؤية الروحية . ولهذا نجد مع ظهور نفرتيتي تظهر لأول مرة ما يسمى ديانة سماوية وهي الديانة اليهودية ، والتي تعتمد مبدأ جديد يختلف عن جميع الديانات السابقة .
الحكمة الإلهية وضعت قصة نفرتيتي بشكل رمزي في سفر أستير ، فالملكة أستير هي نفرتيتي ، فأستير هي التي هيئت الأوضاع ليستطيع اليهود بناء الهيكل الثاني لسليمان ، والمقصود هنا ليس سليمان إبن داود (عليهما السلام) ولكن يوسف (الذي جاء بالسلام) فأسم سليمان معناه (رجل السلام) . فحسب معظم نقاد الكتب المقدسة أن سفر أستير هو رواية تاريخية وليس رواية واقعية ، وأن الملكة أستير هي شخصية أسطورية لا مكان لها في التاريخ . ولكن في الحقيقة أن أستير هي شخصية رمزية تشرح لنا شخصية نفرتيتي ودورها في تحرير قوم موسى . فالأسم اليهودي لأستير هو (هدسة) ومعناها نبات الآس ، ولهذا في الآحاديث الشريفة نجد أن أسم زوجة فرعون هو (آسية) وهذا الأسم هو من وحي إلهي يوضح لنا أن نفرتيتي هي الملكة أستير (هدسة) ، وكذلك يوضح لنا حقيقة أخرى وهي أن نفرتيتي ليست مصرية ولكنها أتت من آسيا (بلاد ميتاني) التي تقع في منطقة شمال بلاد الشام ولهذا كان أسمها (الجميلة قادمة إلينا) ، فنفرتيتي في الحقيقة تمثل المرأة التي أتت من آسيا إلى مصر لتقوم بدور النبي يوسف الذي هو أيضا أتى من آسيا .
في سفر أستير نجد أن مردوخاي (عم أستير) الذي يقوم بالسيطرة وتوجيه جميع الأحداث في هذه القصة ، هو في الحقيقة رمز النبي يوسف ، فأسم مردوخاي مصدره أسم (مردوخ) إله الحكمة في بابل والذي صفاته مشابهة تماما لصفات النبي يوسف (هرميس ثلاثي القوة) ، حيث نجد أن هيكل مردوخ يُسمى (أي ساغ ايلا) ومعناه (البيت الذي يرفع الرأس) والذي يمثل البرج المشهور (أي تمن أن كي) والذي معناه (بيت أساس السماء والأرض برج بابل) ، فعلى مبدأ هذه التسمية تم تسمية ملك مصر الذي إضطهد قوم موسى باللقب (فرعون) ، فلقب (فرعون) هو رمز برج بابل بمعناه السلبي (بلبلة ، تشتت) ، فكلمة فرعون مصدرها من المصرية القديمة (بر-عو) ، حيث (بر) تعني (بيت) أما (عو) فتعني (عمود) والمعنى الشامل لعبارة (بر- عو) هو المنزل الكبير أو البيت العالي . فبيت يوسف هو برج بابل بمعناها الإيجابي (باب الله) ورمزه (١٨) ، أما بيت فرعون فهو برج بابل بمعناها السلبي (بلبلة وتشتت) ورمزه (١٧) حيث الرمز (٧) هو البيت ، و(١) هو العمود ، ولهذا نجد أن حتشبسوت وملوك أمنحوتب إعتمدوا بشكل رئيسي على المسلة في معابدهم الجنائزية والتي تمثل العمود (١) وأهملوا تماما الشكل الهرمي (٨) . لفظ كلمة (بر - عو) هو نفس لفظ كلمة فرعون في النسخة اليونانية للتوراة مع إختلاف بسيط وهو تبديل حرف (ب) إلى حرف (ف) . وهذا التبديل هو شائع بين اللغة اليهودية واللغة اليونانية ، فلفظ كلمة (يعقوب) في اليونانية هو (ياكوف) أي (يعقوف) وليس (يعقوب). فهذا النوع من التبديل في اللفظ كان يحدث بسبب حكم اليونانيين لمصر في عصر البطالمة . ولهذا نجد أن أسم فرعون في النسخة اليونانية للتوراة هو (Φαραώ) وتحويل هذا اللفظ إلى لفظ عربي يصبح (فرعو) . إن فهم مصدر كلمة (فرعون) يبدأ بفهم هذا اللقب من اللغة اليونانية (اللغة الأصلية للإنجيل) ، فحذف دور اللغة اليونانية في فهم الرموز سيجعل الكثير من الكلمات والأسماء المذكورة في الكتب المقدسة وكأنها كلمات وأسماء عشوائية خرافية لا معنى لها . اللقب (فرعون) ينطبق فقط على الملوك الذين حملوا أسم (أمنحوتب) وينطبق كذلك على كل ملك مصري آمن بعقيدة معادية لعقيدة يوسف عليه السلام .
الحكمة الإلهية في القرآن الكريم تستخدم أسم (هامان) كأسم لوزير فرعون ، لا يوجد أي وزير في مصر القديمة يحمل هذا الأسم ، فهذا الأسم هو في الحقيقة أسم وزير الملك في سفر أستير ، فالوزير هامان كان من أشد أعداء مردوخاي (يوسف) في قصة أستير . فالوزير هامان هو رمز الوزير المصري (أي) الذي كان من أشد أتباع أمون وأشد أعداء نفرتيتي ، فهو الذي كشف سر حقيقة موسى بأن أصله ليس من الطبقة الحاكمة ولكن من طبقة الفقراء .
فهو الذي نشر هذا الخبر بين أفراد السلطة الحاكمة والكهنة والشعب وجعل هذا الحدث وكأنه خيانة كبرى هدفها تدنيس دم السلالة الملكية ، ليفرض على أخناتون ضرورة عزل نفرتيتي من الحكم وقتل موسى . أسم هذا الوزير المصري ليس صدفة فلفظ أسم (أي) باللغات الأوربية يُكتب بهذا الشكل (AI) المشابه للشكل (٨١) الذي شكله معاكس للرمز (١٨) . فالرمز (٨١) هو رمز الرؤية المادية ، فعندما يعمل جنبا إلى جنب مع الرمز (١٨) عندها يمثل رمز روح الخير ، أما عندما يعمل بمفرده فيتحول إلى رمز الرؤية المادية البحتة ويتحول إلى الشكل (١٧) كرمز لأعور الدجال .
في سفر أستير نجد أيضا أن الملك (خشايارشا الأول) زوج أستير يأخذ نفس دور الملك أخناتون ، فالملك (خشايارشا الأول) كان إنسانا طيبا وحاول الدفاع عن أستير ومردوخاي ولكن قوانين الدولة التي لا يجوز خرقها والتي إستخدمها هامان ضد مردوخاي واليهود هي التي منعته في حرية التصرف . أيضا الملك أخناتون هو أيضا أراد أن يدافع عن نفرتيتي وعن إبنها موسى ولكنه لم يستطيع الخروج عن قوانين الدولة ، وكل الذي أستطاع أن يفعله هو أن يعزل نفرتيتي عن الحكم و ويترك الفرصة لموسى في الهروب إلى خارج مصر .
الحكمة الإلهية وضعت قصة نفرتيتي في سفر أستير ، لتفرض على علماء الديانات السماوية (اليهودية ، المسيحية ، الإسلامية) التعاون فيما بينهم ، فبدون حدوث هذا التعاون ستبقى قصة موسى في التوراة والقرآن بالنسبة للعلماء مجرد قصة خرافية لا مكان لها في الواقع المادي ، ولن تفيد العلماء بمختلف إختصاصاتهم العلمية في فهم المخطط الإلهي الذي يسير عليه الكون والإنسانية أيضا .
ليس من الصدفة أن نهاية الأسرة الملكية التي رقمها /١٨/ كانت مع فرعون أسمه (توت عنخ أمون) ، فرغم أن فترة حكمه كانت تافهة جدا وخالية من أي إنجازات وأنه كان سببا في نهاية الأسرة /١٨/ ، ولكنه اليوم أصبح عالميا أشهر ملك مصري في تاريخ مصر القديمة .
ليس من الصدفة أن توت عنخ أمون تم تحنيطه بوضعية يكون فيها عضوه الذكري في حالة إنتصاب (مثل الإله مين) كعلامة رمزية تؤكد أنه كان من أهم أعداء النبي يوسف الذي من أهم صفاته هي صفة (العفة) . ليس من الصدفة أن توت عنخ آمون هو الملك المصري الوحيد حتى الآن الذي وجدت معه جميع كنوزه في قبره ، فرغم أن سارقي القبور قد دخلوا قبره وحاولوا سرقة محتوايته ، ولكن شيئا ما حدث معهم جعلهم يتركوا كل شيء في حالة فوضى ويفروا منها خائفين . فقبر توت عنخ آمون كان طوال تلك الفترة في حماية إلهية ليكون آية للعالمين {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (٩٢) يونس} . فوجود قبر توت عنخ آمون بشكله الفوضوي مع جميع كنوزه التي لا تقدر بثمن ، كذلك بالإضافة إلى تلك الأحداث الغريبة التي كُتبت عنه لتجعل منه أشهر ملك في مصر القديمة في جميع أنحاء العالم ، فهذا لم يحصل بالصدفة ولكن بتدبير إلهي ليلفت إهتمام الباحثين وليساعدنا في فهم الحقيقة الكاملة لما حدث في مصر القديمة ، وليوضح لنا أن قصة موسى ليست رواية بسيطة كما فهمها علماء الدين وغيرهم ، إنما هي رواية مليئة بالرموز الروحية التي تشرح لنا مرحلة هامة من مراحل المخطط الإلهي . الله عز وجل أرسل نفرتيتي لتواجه روح الأعور الدجال في مصر ، أما موسى فقد أرسله الله ليواجه فرعون الذي يمثل أحد أتباع روح الأعور الدجال ، ولهذا كان تمثال نفرتيتي الرأسي بعين واحدة وهي العين اليمنى كرمز معاكس لرمز الدجال الأعور الذي يملك العين اليسرى فقط .
ليس من الصدفة أن مدينة (أخيتاتون) في العصر الحديث تم تسميتها (تل عمارنة) فهذا الأسم مصدره من قبيلة (بني عمران) التي عاشت في تلك المنطقة عندما تم إكتشاف آثار مدينة أخيتاتون في نهاية القرن /١٨/ ميلادي.فوجود هذه القبيلة بهذا الأسم (عمران) هو حكمة إلهية تربط علاقة نفرتيتي بموسى والذي والده يدعى عمران . نفرتيتي هي التي إنتشلت موسى من النهر لكي لا يغرق ويموت ، ولهذا كان عقاب فرعون وجنوده هو الغرق .
سورة آل عمران تأتي بعد سورة البقرة ، البقرة هي رمز الأصل الروحي لحتشبسوت وفراعنة مصر الذين حملوا أسم (أمنحوتب) الذين يمثلون نسل قايين ( الإبن الروحي لحواء الخاطئة والشيطان) ، أما آل عمران فهم رمز الأصل الروحي للنبي يوسف (أمحوتب) الذي يُعتبر أول مهندس معماري في تاريخ البشرية . ليس من الصدفة أن نفرتيتي قامت ببناء مدينة (أخيتاتون) في المنطقة التي ستسكنها قبيلة أسمها (بني عمران) بعد حوالي /٣/ آلاف عام ، ولكنها علامة إلهية تؤكد أن أتباع الإله أتون (إله النور) هم قوم موسى الذين يمثلون أبناء حواء التائبة وآدم ، الذين إتبعوا تعاليم إبنها هابيل (يوسف) الذي أخذ مكان أبيهم ليكون لهم بمثابة الأخ الأكبر .
حتشسبوت كانت رمز خليفة حواء الخاطئة (البقرة) على الأرض، أما نفرتيتي فكانت رمز حواء التائبة (الطاهرة) على الأرض .
علماء الآثار في مصر لا يزالون حتى اليوم يبحثون عن مقبرة نفرتيتي ، فبسبب إستخدامهم العين اليسرى فقط في أبحاثهم فهم لو بحثوا في مصر ألف عام فلن يجدوا قبرها ، لأن نفرتيتي خرجت مع قوم موسى وماتت ودفنت بدون تحنيط خارج أفريقيا .
(موضوع نفرتيتي ودورها في مواجهة أعداء عقيدة النبي يوسف وكذلك دورها في رعاية قوم موسى وحمايته ، وكذلك أماكن ذكرها في الكتب المقدسة بلغة الأرقام والرموز شرحناها بشيء من التفصيل في مقالات ماضية) .
في المقالة القادمة إن شاء الله سنشرح فلسفة الديانة اليهودية وعلاقتها بعقيدة التوحيد ، وكذلك سنذكر مكارم الأخلاق التي فرضها الله على اليهود والتي وجب على المسلمين اليوم أن يحملوها هم أيضاً . .... والله أعلم.
ز . سانا
قد تكون صورة ‏‏تمثال أبو الهول بالجيزة‏ و‏نص‏‏


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق