مقالة طارئة الجزء ٢:
الرموز الإلهية في الحقبة السوداء لحكم آل الوحش (الأسد المزيف)
ملاحظة : كل الرموز والأرقام المستخدمة في المقالة تم شرحها بالتفصيل في مقالات ماضية .
هناك مقولتان متناقضتان : الشيطان يدخل في التفاصيل ، الله يدخل في التفاصيل ، والفرق بينهما مثل الفرق بين الظلام والنور ، وبين التدمير والإعمار .
التفاصيل في الحالة الأولى (التفاصيل الشيطانية) هدفها تحطيم الرؤية الشاملة للموضوع والتركيز فقط على تلك التفاصيل التي تمنع رؤية النتيجة النهائية ، حيث النتيجة هي أقوى إثبات علمي . فتقَصد إهمال رؤية النتيجة العامة يمنع فهم حقيقة المشكلة الرئيسية وبالتالي يمنع حلها . الإعتماد على التفاصيل الشيطانية يعني فلسفيا إعتماد رؤية الأعور الدجال التي تستخدم رؤية مادية فقط والتي هدفها الحقيقي هو تحقيق المصلحة الشخصية (مصلحة الفرد ، مصلحة الحزب ، مصلحة المذهب ...إلخ) . وللأسف معظم الآراء في فهم حقيقة الوضع في سوريا -سواء عن قصد أو عن جهل- كانت تستخدم (التفاصيل الشيطانية) وحسب مصلحة كل طرف من الأطراف المتنازعة ، ولهذا أصبحت القضية السورية في السنوات الأخيرة من أعقد القضايا حيث جعلها تسير من السيء إلى الأسوأ ، حتى دفعت الشعب السوري في الأخير أن يؤمن تماما أن جميع دول العالم تعمل ضده فراح ينشد ألماً (يا الله ما لنا غيرك يا الله) .
أما الحالة الثانية (التفاصيل الإلهية) فهي تعتمد الرؤية الشاملة (روحية ومادية) بحيث تضع جميع عناصر الموضوع بشكل منسجم يحقق رؤية النتيجة العامة ورؤية المصلحة العامة وبالتالي فهم صميم المشكلة ومعالجتها وحلها بشكل جذري .الرؤية الشاملة تنظر إلى وضع سوريا كموضوع عالمي وليس إقليمي فقط ، وكذلك تنظر إلى الوضع الذي تعيشه سوريا اليوم بأنه نتيجة حتمية لما حصل من أحداث في تاريخ الإنسانية منذ ظهورها على سطح الأرض .
في هذه المقالة سنستخدم الرؤية الشاملة (التفاصيل الإلهية) ونعرض النتيجة العامة لما يحصل في سوريا بهدف تحقيق المصلحة العامة للشعب السوري وللإنسانية بأكملها .
بعد طرد الإنسان من الجنة نشأ صراع كوني أزلي بين نوعين من القوى : قوى روح الخير العالمية ، وقوى روح السوء العالمية . ليس من الصدفة أن الرئيس السوري المجرم بشار المخلوع كان قد صرح في بداية الثورة السورية عام /٢٠١١/ بأن هناك مؤامرة كونية تحاول نشر الفوضى والخراب في المنطقة ، فبشار المخلوع في تصريحه هذا كان معه بعض الحق ، مع الفارق أن نظامه نفسه كان ينتمي لهذه القوى الكونية لروح السوء العالمية التي ساهمت في تحويل القرن العشرين إلى ما وصفته صفحات التاريخ (لم تعرف البشرية وحشية كوحشية القرن العشرين) . فبعد سقوط نظامه تبين للجميع وبدون أدنى شك مدى شدة فساد ووحشية هذا النظام والتي وضعته في قمة قائمة القادة الأكثر وحشية في تاريخ البشرية .
الإنسانية منذ ولادتها مرت بمراحل مشابهة لمراحل نمو الإنسان (مرحلة جنينية ، طفولة ، مراهقة ، سن الرشد) . نهاية مرحلة الطفولة كانت مع بداية إنحطاط الحضارة الإسلامية في نهاية القرن /١٢ / . في هذه المرحلة -مرحلة الطفولة- كانت الإنسانية في إدراكها لما يحصل حولها تعتمد بشكل أكبر على الرؤية الروحية ، ولهذا مع نهاية هذه المرحلة توقف نزول الرسل والأنبياء . مع بداية عصر النهضة الأوربية دخلت الإنسانية في عصر المراهقة حيث بدأ إستخدام الرؤية المادية يزداد بشكل تدريجي ، ولهذا نجد زيادة الإهتمام بشكل أكبر على العلوم المادية ، وكذلك نجد حدوث نوع من التغيير في نوعية منطق الأبحاث العلمية ، فتحول -مثلا- علم التنجيم إلى علم الفلك ، وعلم الخيمياء إلى علم الكيمياء .
كان من المفروض من هذا التطور في نوعية البحث العلمي أن تعمل الرؤية المادية جنبا إلى جنب مع الرؤية الروحية لإحداث نوع من التوازن بين النوعين من الرؤية (الروحية والمادية) بهدف الوصول إلى الرؤية الشاملة في الأبحاث العلمية لتستطيع رؤية علاقة الإنسجام بين الشكل والمضمون بهدف فهم حقيقة الشيء أو الحدث وسبب وجوده وكذلك علاقته بالمخطط الإلهي. ولكن في القرن / ١٩ / بدأ يظهر بشكل تدريجي فلاسفة ومفكرون وفنانون حاولوا إلغاء الرؤية الروحية ليتحول البحث العلمي إلى بحث مادي بحت . محاولة إلغاء الرؤية الروحية من البحث العلمي ساهم بشكل تدريجي في إنتشار الإلحاد وإنهيار القيم الأخلاقية والإنسانية مما أدى إلى تحول النظام الإجتماعي من نظام روحي إلى نظام مادي بحت مختلف تماما عن الأنظمة الإجتماعية في جميع العصور الماضية . القرآن الكريم أشار إلى هذه المرحلة في سورة المدثر {لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ ( ٢٩ ) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ( ٣٠ )} والمقصود هنا هو القرن / ١٩ / ميلادي.
أكبر مشكلة تعاني منها الإنسانية اليوم هي (عمى البصيرة) بسبب إعتماد دور التعليم على الرؤية المادية البحتة (رؤية الأعور الدجال) . الأعور الدجال الذي تم ذكره في النصوص الدينية هي روح وليست شخص، وهي بدأت بالظهور بشكل تدريجي منذ بداية القرن/١٩/ ، واليوم هذه الروح الشريرة قد إستطاعت السيطرة على جميع أنواع دور التعليم بما فيها كليات الشريعة الإسلامية أيضا . حتى نهاية القرن / ١٨ / كانت الإنسانية تحت رعاية إلهية كونها كانت في مرحلة الطفولة والمراهقة ، ولكن في القرن / ١٩ / عندما بدأت الإنسانية الدخول في مرحلة سن الرشد أصبحت الإنسانية هي المسؤولة عن نفسها ، فخروج الإنسان من الجنة كان هدفه تصحيح ذلك التشويه الذي حدث في التكوين الروحي للإنسان والذي كان سببا لطرده من الجنة ، وهذا التصحيح وجب أن يكون بإرادة الإنسان نفسه وليس بتدخل إلهي وإلا لما كان هناك حاجة لطرد الإنسان من الجنة طالما أن عملية الإصلاح ستكون من الله عز وجل نفسه ، الله فقط بيَّن للإنسان طريق الصلاح وطريق الضلال وترك الإنسان حرا في إختياره ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ). الحديث الشريف يذكر (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) واليوم وبسبب عدم تجديد فهم النصوص الدينية أصبح الدين بشكله الحالي غير مناسب لظروف العصر الحديث ، ولهذا نجد قسم كبير من العالم يرفض إقامة دولة تعتمد قوانينها على الشريعة الإسلامية . الخطأ ليس في الدين الإسلامي ولكن الخطأ في تطبيق شريعة دينية متخلفة روحيا تعيق إستمرار التطور الروحي وتعيده إلى الوراء . فأكبر خطأ إرتكبه الشعب المصري بعد نجاحه في ثورته على نظام حسني مبارك ، أنه إنتخب حزب الإخوان المسلمين ليحكم مصر ، فكانت النتيجة فشل هذا الحكم وسقوطه وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الثورة (حكم العسكر) .
إن إسقاط حكم آل الوحش (حافظ وبشار الأسد المزيف) في سوريا ، لم يكن بتخطيط إنساني ولكن بتدخل إلهي . فبسبب كثرة تعارض مصالح الدول الإقليمية والدولية في سوريا ،كان المخطط المرسوم لسوريا هو محاولة سيطرة فصائل تحرير الشام على القسم الشمالي الغربي لمدينة حلب بهدف إجبار بشار الوحش الدخول في مفاوضات مع المعارضة وتكوين نظام جديد يشارك به النظام والمعارضة من إجل إقناع العالم أن القضية السورية تم حلها لإجبار اللاجئين السوريين من شتى دول العالم في العودة إلى بلادهم . ولكن الذي حصل أن مع تقدم فصائل الثورة خرجت الأمور عن السيطرة فقد سخر الله كل شيء أمام هذه الفصائل ، فبسبب كون رجال الفصائل من جميع مناطق سوريا ، فكان كل واحد منهم يشعر وكأن قريته أو مدينته تناديه لتحريرها ، ولهذا لم يستطع أحد إيقاف تقدمه . وحتى الطقس كان على غير عادته فكان على أجمل ما يكون وكأنه يبارك خطواتهم ليتقدموا أكثر فأكثر . هذا التقدم الذي سحق كل الحواجز أمامه أذهل أصحاب المخطط المرسوم فخرجت الأمور من أيديهم فوصلت الفصائل إلى دمشق وأسقطت نظام بشار خلال / ١١ / يوما فقط وفشل المشروع الدولي المتفق عليه . إن إسقاط نظام الوحش في سوريا لم يكن بقدرة رجال فصائل تحرير الشام الشخصي ولكن بسبب ذلك الرمز الذي حمله أسم هذه الفصائل (هيئة تحرير الشام) ، فلو كان لهذه الفصائل أسما آخر لما حدث هذا النصر ولكان قد إكتفى بالسيطرة على منطقة شمال غربي حلب وذهبت الأمور إلى التفاوض مع نظام بشار الوحش .
حتى نفهم حقيقة ما يحدث اليوم في منطقة بلاد الشام وإلى أين تذهب الأمور لابد من شرح الرموز الإلهية المتعلقة بهذه المنطقة :
حتى لا نذهب لفترة زمنية بعيدة ويطول الموضوع ، سنحاول توضيح ما جرى في السنوات الأخيرة . في نهاية عام /٢٠٢٢/ وفي إفتتاحية مونديال كأس العالم لكرة القدم ظهر الشاب المعاق غانم المفتاح وهو يتلو قوله تعالى: ﴿ يَا أَيهَا الناسُ إِنا خَلَقْنَاكُم من ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُم إِنَّ الله عَلِيم خَبِيرٌ﴾ . هذه الآية القرآنية والتي تعتبر من أهم الآيات في الكتب المقدسة في تفسير المخطط الإلهي ، والتي إنتقلت عبر القنوات الفضائية إلى جميع شعوب العالم ، كانت بمثابة رمز روحي له معنى أن روح الخير العالمية والتي كانت تبدو وكأنها معاقة عاجزة عن مواجهة روح السوء العالمية (روح الأعور الدجال) قد إستعادت عافيتها لتواجه روح الأعور الدجال ولتفتح طريقا جديدا لمسار البشرية ، ولهذا كانت كنية هذا الشاب (المفتاح) . بعد نهاية المونديال كتبتُ سلسلة من المقالات بعنوان (مونديال قطر وعدالة السماء) وكان الموضوع العام لهذه المقالات يتكلم عن نهاية مرحلة عالمية وحشية وبداية مرحلة جديدة يتم فيها تحقيق العدالة والحرية ليأخذ النظام العالمي مساره الصحيح في جهة تطوره .
في نفس العام - عام ٢٢ - وبعد نهاية المونديال بأيام قليلة إستطاع رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يحمل اسم (بنيامين نتنياهو) أن يعود إلى منصبه كرئيس وزراء إسرائيل بعد خسارته للمنصب لعام واحد فقط وذلك عن طريق عرقلة مشروع الحكومة التي إستلمت بعده . الاسم (بنيامين) هو أسم أخو يوسف عليه السلام من أمه راحيل والتي عندما أنجبته طلبت تسميته (ابن الألم) كونه تسبب في وفاتها ، ولكن والده يعقوب سماه بنيامين (ابن اليمين) . إذا تمعنا جيدا في طبيعة سبط بنيامين كما هو مذكور الكتب المقدسة للعهد القديم سنجد أن هذا السبط يجمع بين الخير والشر ، وهذا ليس صدفة ولكن حكمة إلهية ، فرمز بنيامين هو الرؤية المادية ، فإذا كانت هذه الرؤية تعمل جنبا إلى جنب مع الرؤية الروحية فهي تمثل الخير ، أما إذا إنفصلت عنها وراحت تعمل بمفردها عندها تمثل الشر (رؤية الأعور الدجال) . رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) هو من أتباع الأعور الدجال . بينما النبي يوسف يُمثل الرؤية الروحية وهو الذي سيأتي في آخر الزمان باسم (المسيح - المهدي) كرمز للرؤية الشاملة ليقتل الأعور الدجال .
بعد أيام قليلة من إستلام نتنياهو منصب رئيس الوزراء ومع بداية عام /٢٠٢٣/ قسم كبير من الشعب الإسرائيلي يثور ضد نظام نتنياهو فيخرج في مظاهرات حاشدة لإسقاطه . هذه المظاهرات تستمر لمدة أكثر من / ١٠ / أشهر بلا توقف . نتنياهو أمام هذه الورطة يبحث عن مخرج ليمنع سقوط حكمه ، فيأمر بعض المتطرفين اليهود في القدس بإزعاج الفلسطينيين وخلق الفوضى فيها ، ويأمر أيضا المسؤولين عن حرس الحدود مع غزة بتقليل شدة مراقبة هذه الحدود ، يحيى السنوار مع جماعته الجهاديين (الذين ينتمون لفكر حزب الإخوان المسلمين) في غزة يستغلون ما حدث ويخترقون الحدود وبحجة محاولة تحرير المعتقلين الفلسطينيين من سجون إسرائيل يقتلون عدد كبير من الجنود والمدنيين ويخطفون عدة رهائن إسرائيلين . نتنياهو بحجة تحرير هؤلاء الرهائن يشن على غزة أكبر حرب عرفتها إسرائيل . ولكي يضمن عدم محاكمته من الشعب الإسرائيلي عن ذلك التقصير الذي حدث على الحدود ، ينقل هذه الحرب إلى لبنان وسوريا للقضاء على ميليشيات حزب الله وإيران ويبدأ ملاحقتها وقصفها في جميع مناطق تواجدها . أيضا وبسبب إنهاك الجيش الروسي في حرب أوكرانيا ، وبسبب إنهاك جيش نظام بشار بسبب الفساد والوضع الإقتصادي المزري يصبح الوضع في سوريا ملائم تماما لتحريرها . إن تحرير بلاد الشام بدأ بهذه المظاهرات التي حدثت في إسرائيل والتي أرادت الإطاحة بنظام بنيامين نتنياهو والذي كان من أشد المدافعين عن نظام بشار الوحش .
من يرى برؤية مادية يقول أن عملية ردع العدوان التي قامت بها فصائل تحرير الشام ، بدأت في ١١/٢٧ وانتهت ١٢/٨ ، ولكن من يقرأ الأمور برؤية شاملة يقول : إن عملية ردع العدوان بدأت في فجر يوم /١٤٤٦/٥/٢٥ هجري ، وانتهت ١٢/٨ ميلادي . البداية كانت بالرقم /٢٥/ وهذا الرقم ليس صدفة ولكن حكمة إلهية فهذا الرقم هو رقم رمزي حيث الرقم /٥/ يعني العين اليمنى (الرؤية الروحية) ، والرقم /٢/ يعني العين اليسرى (الرؤية المادية) ، فالرقم /٢٥/ يعني الرؤية الشاملة . أما نهاية هذه العملية وسقوط النظام فكانت في تاريخ يوم الأحد في /٨/ من الشهر /١٢/ . يوم الأحد هو رقم /١/ في الأسبوع ، إذا وضعناه إلى جانب الرقم /٨/ سنحصل على الرقم /١٨/ وهو رمز روح الخير العالمية . ليس من الصدفة أن الإعلان عن لحظة سقوط نظام الأسد ، كان بصوت المذيع السوري حسين الشيخ من قناة الحدث وهو يحدد ساعة هذا السقوط في الدقيقة (١٨) من الساعة (٦) من فجر يوم الأحد ، الله خلق العالم في (٦) أيام ، الساعة /٦/ هي رمز نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة.
طوفان الاقصى حدث يوم /٧/ هذا الرقم هو عدد أبواب جهنم ، حماس أرادت أن تفتح أبواب جهنم على المنطقة بأكملها عن طريق شحن عواطف الشعوب العربية لإجبار حكوماتها بالدخول في هذه الحرب ، ولو حصل ذلك لكانت إيران وميلشياتها قد استغلت هذه الفرصة ودخلت هي أيضا هذا الصراع ولكن ليس لتحرير فلسطين ولكن لتتغلغل في باقي الدول العربية في المنطقة لتجعلها تخلق الفوضى فيها وتجعلها تصبح دول عصابات وميليشيات مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن . أما الرقم /٨/ رقم يوم سقوط نظام بشار الوحش فهو يمثل عدد أبواب الجنة ، وهو رمز بداية مرحلة جديدة مليئة بالخير والبركة للإنسانية بأكملها . فمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تكلم عنه نتنياهو هو مشروع الأعور الدجال . أما سقوط نظام بشار الوحش فهو مقدمة لمشروع إسقاط نظام الأعور الدجال في جميع أنحاء العالم .
ليس من الصدفة أن الأحاديث الشريفة قد أعطت أهمية كبيرة لبلاد الشام (ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام ... عليك بالشام فإنها خيرة الله في أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده .... إلخ) . هذه الأحاديث الشريفة هي حكمة إلهية توضح لنا حقيقة هذه المنطقة ودورها العالمي في المخطط الإلهي لتطور الإنسانية . فبلاد الشام ينطبق عليها معنى الآية القرآنية ﴿ يَا أَيهَا الناسُ إِنا خَلَقْنَاكُم من ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُم إِنَّ الله عَلِيم خَبِيرٌ﴾ فكلمة (الشام) المقصود بها بلاد الشام (سوريا الكبرى) التي تعتبر مجمع الحضارات العالمية ، فبلاد الشام روحيا تختلف عن جميع بلدان العالم فهي بمثابة المركز الروحي والمادي للعالم بأكمله (الشام أرض المحشر والمنشر . حديث شريف).
منطقة بلاد الشام تعتبر صلة الوصل بين الشرق والغرب للعام بأكمله ماديا وروحيا ، فمن الناحية الإقتصادية (المادية) فهي تعتبر مركز طريق الحرير الذي يتم من خلاله إنتقال المنتوجات الزراعية والصناعية لشعوب العالم براً و بحراً . هذه الميزة جعلت من بلاد الشام منطقة ملتقى الحضارات حيث فيها يتحد فيها الشرق مع الغرب ، فمنها مرت معظم حضارات العالم ، حيث كل حضارة تركت فيها الصفة الحسنة التي تميزها عن غيرها . فإذا إعتبرنا رمزيا أن كل ميزة حسنة لكل حضارة هي لون معين ، فبلاد الشام كمنطقة رمزية هي بمثابة اللون الأبيض والذي ينتج عن إتحاد جميع ألوان قوس قزح ، فاسم سوريا يعني الشمس (النور) ، لهذا هي بلاد (المحشر) كما هو مذكور في الحديث الشريف .
وهي أيضا بلاد المنشر لهذه الحسنات فعن طريقها تنتقل حسنات الحضارات الشرقية إلى الشعوب الغربية وبالعكس أيضا . فسكان بلاد الشام يشكلون نموذج عالمي مصغر ، فيها أعراق ولغات وديانات ومذاهب عديدة . ليس من الصدفة أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تقع جغرافيا في أقصى الطرف الغربي من العالم (رمز الرؤية المادية البحتة) ، تسمى بلاد (العم سام) فاسم (سام) هو نفسه اسم (شام) فهذه البلاد هي أيضا تتألف من مكونات عديدة من جميع أنحاء العالم . ولكن أمريكا في الحقيقة هي رمز إتحاد الشعوب بمعناه السلبي كونه يمثل إتحاد مادي فقط ، فإتحاد الألوان ماديا (ألوان الرسم) ينتج عنه لون غامق مشابه للون الأسود . وبما أننا نعيش في عصر الأعور الدجال لهذا أصبحت الولايات المتحدة الأمريكي اليوم تمثل القطب الأوحد الذي يسيطر ويفرض شروطه على جميع دول العالم . ولهذا بلاد الشام في عهد حكم عائلة الوحش أصبحت أسوأ مكان للعيش في العالم . إذا تمعنا جيدا في شكل خريطة أمريكا الشمالية والجنوبية سنجد أنه يشبه شكل جسم حشرة المشابه لشكل الرقم ( 666 ) الذي يُمثل رمز الأعور الدجال في الديانة المسيحية (الصورة). ليس من الصدفة أن الرئيس الأمريكي الذي لعب أكبر دور في تدمير سوريا وتهجير معظم أهلها إلى مختلف بلدان العالم عن طريق دعمه الكبير لحكومة الملالي في إيران ، كان أسمه (باراك أوباما) ومعناه المبارك المنحني ، والمقصود هو المبارك من روح الأعور الدجال كونه يحني خط الصراط المستقيم ليتجه نحو الأسفل ويصبح صراط المغضوبين عليهم . فبسبب هذا الرئيس -المكروه من معظم السوريين- لم تنجح ثورة الشعب السوري في عام /٢٠١١/ فهو ومعه نظام بشار وملالي إيران هم من ساهموا في خلق داعش لتقلب جميع الأوراق في المنطقة وتمنع سقوط بشار الوحش . ليس من الصدفة أن بعد سقوط نظام بشار الوحش بشهر واحد في/٢٠٢٥/١/٧ إندلعت حرائق في غابات مدينة لوس أنجلس التي تتواجد في أقصى غرب الولايات الأمريكية ، والتي لم تعرف الولايات الأمريكية مثلها من قبل . فهذا الدمار الهائل في هذه المدينة التي تُعتبر أكبر مدينة ملحدة في أمريكا ، هو رمز إلهي له معنى أن روح الأعور الدجال في طريقها إلى الفناء .
الآية/ ١٨/ من الإصحاح /١٣/ من سفر رؤيا يوحنا تقول (هنا الحكمة من له فهم فليحسب عدد الوحش فانه عدد انسان و عدده ست مئة و ستة و ستون) . حافظ الوحش أراد أن يُخفي حقيقته فحول الكنية من (الوحش) إلى (الأسد) ظانا نفسه قد نجح في خدعته هذه ، فلم يعلم أنه قد أكد على نوعية أصله الروحي ، فالقيمة الرقمية للأسم (حافظ الأسد) تعادل (٧٧٧) ، هذا الرقم هو أيضا أحد رموز روح الأعور الدجال (المسيح المزيف) ، فأسم (عيسى) النبي الذي سيقتل الأعور الدجال قيمته الرقمية باللغة اليونانية تعادل (٨٨٨) ، هذا الرقم مناقض للرقم (٧٧٧) ، فأرقام أسم عيسى (٨٨٨) تتجه نحو الأعلى أي نحو السماء نحو الجنة ، أما ارقام حافظ الأسد (٧٧٧) فتتجه نحو الأسفل نحو جهنم .
إن ظهور عائلة حاكمة بأسم (الوحش) لتحكم القسم الأكبر من بلاد الشام (سوريا) وبشكل غير مباشر (لبنان) ليس صدفة . فاسم (الوحش) في سفر رؤيا يوحنا يظهر في الإصحاح رقم /١٣/ ، هذا الرقم محسوب كوحدة زمنية مدتها (قرن) أي /١٣٠٠/ سنة . إذا أضفنا إليها الرقم (٦٦٦) أي (١٣٠٠+٦٦٦) سنحصل على الرقم /١٩٦٦/ وهو رقم عام تعيين حافظ الأسد كوزير للدفاع في سوريا ، هذا المنصب العسكري هو الذي أعطاه القوة في السيطرة على جميع وحدات الجيش السوري وبالتالي إلى الإستيلاء على الحكم . لهذا كانت الحكمة الإلهية أن تحدث في عهده أكبر نكسة عربية عرفتها شعوب الوطن العربي ، وهي نكسة حرب ال/٦٧/ . فهذه الهزيمة الفاضحة كانت علامة إلهية لها معنى أن عائلة الوحش التي ستحكم بلاد الشام ستقوم بتنفيذ مخطط روح الأعور الدجال في هذه المنطقة ، فحافظ الوحش بدلا من أن يعتمد في حكمه على أصحاب العقول والنفوس النيرة من هذا التنوع لمكونات الشعب السوري في بلاد الشام لتتحول إلى بلاد النور ليُعبر عن المعنى الحقيقي لاسم سوريا والذي يعني بلاد الشمس . راح حافظ الوحش وإعتمد على حثالة مكونات الشعب السوري فأعطاهم المناصب العليا لتساعده في ضمان إستمراره في الحكم ، فتحولت سوريا من بلاد النور إلى بلاد الظلام ، وأصبحت نموذج حقيقي يوضح حقيقة نوعية تلك الروح العالمية (روح الأعور الدجال) التي تسيطر على جميع شعوب العالم . فمعظم حكومات دول العالم -سواء عن جهل أو نفاق- ساهمت بدعم عائلة الوحش للإستمرار في حكمها رغم أن جميعهم كانوا يعلمون أن هذه العائلة هي من أقذر العائلات التي حكمت سوريا طوال تاريخها الطويل .
مدة حكم عائلة الوحش لسوريا كان / ٥٤ / سنة ميلادية ، وفي التقويم الهجري تعادل / ٥٦ / عام هجري ، الرقم /٥٦/ هو القيمة الرقمية لكلمة (أعور) ، ومن المعروف أن بشار الوحش يُقال عنه أنه طبيب عيون . فإختياره لهذا الإختصاص ليس صدفة ولكن علامة إلهية تكشف لنا علاقة هذه العائلة بروح الأعور الدجال .فرغم أنه طبيب عيون -كما يقال- ولكن بسلوكه وطريقة حكمه للشعب السوري أثبت بأنه كان في أدنى مستويات عمى البصيرة ، فجميع خطاباته كانت تؤكد أنه كان منفصلا عن الواقع ، لا يستطيع رؤية أي مشكلة من آلاف المشاكل التي يعاني منها الشعب السوري . فزواجه من إمرأة من بيت الأخرس ، كان علامة إلهية توضح لنا حقيقته الروحية ، فجميع خطاباته التي وجهها للشعب السوري طوال فترة حكمه كانت وكأنها نسخة لخطاب واحد مثل كلام الأخرس تماما الذي مهما تكلم فإن كلامه يبدو وكأنه نسخة واحدة لا يوجد أي فرق بينها وجميعها بلا معنى .
الإبن البكر لبشار والذي يحمل نفس أسم جده (حافظ) مؤسس العائلة الحاكمة ، تم الترويج له بأنه عبقري الرياضيات ، هذه الصفة في الحفيد (حافظ) ليست صدفة ولكن علامة إلهية تؤكد حقيقة إنتماء هذه العائلة إلى أتباع روح الأعور الدجال . فالآية في سفر رؤيا يوحنا تقول (هنا الحكمة من له فهم فليحسب عدد الوحش ...) ، فعبقرية هذا الإبن لم تكن من علم الرياضيات كما أنزله الله تعالى على البشرية لتساعده في فهم المخطط الإلهي، ولكنه من علم رياضيات روح الأعور الدجال الذي كما وصفه القرآن الكريم (لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِن جُوعٍ) . فهذا العبقري في الرياضيات لم يستطع أن يحسب هذه المعادلة البسيطة (كيف لموظف براتب شهري يعادل تقريبا /١٥/ دولار أن يستطيع تأمين تكاليف حياته وحياة أفراد عائلته) ، عبقرية الحفيد حافظ في الرياضيات تعتمد مبدأ (الرياضيات للرياضيات وليس لخدمة الإنسان) .
نحن اليوم نعيش فترة آخر الزمان والتي سيحدث فيها بعث عيسى عليه السلام (المهدي) والتي فيها ستمتلئ الأرض قِسْطًا وعدلًا ، ولهذا كان اسم الحزب الحاكم في سوريا هو حزب البعث والذي سيطر عليه حافظ الوحش وعن طريقه استلم الحكم بعملية سماها (الحركة التصحيحية) ، فكلمة (البعث) التي تمثل اسم هذا الحزب هي في الحقيقة رمز (بعث روح الأعور الدجال) التي ظهرت بشكل تدريجي منذ بداية القرن /١٩/ ، والتي كانت نتيجتها النهائية هو ما حصل في سوريا ، فبدلا من أن يحدث تصحيح وضع بلاد الشام لتمتلئ قسطا وعدلا عن طريق جمع جميع محاسن شعوب العالم ، أتى حزب البعث المزيف بجميع مساوئ العالم إلى سوريا والمنطقة . ففي عام ١٩٥٢ عندما زار الشاب مهاتير محمد (رئيس ماليزيا فيما بعد) دمشق ، ومن شدة إعجابه بسوريا قال في نفسه (سأجعل من ماليزيا نسخة عن سوريا) . حالة ماليزيا اليوم تشبه اليابان بتطورها الإقتصادي والعلمي ، أما سوريا ومعظم مناطق بلاد الشام وبفضل عائلة الوحش وحزب البعث تحولت إلى أسوأ مكان للعيش في العالم من جميع النواحي ، فسوريا في عهد حكم عائلة الوحش لم تعد دولة قانون ومؤسسات ولكنها دولة مافيا وعصابات ومركز عالمي لتصنيع وتصدير المخدرات . نشر المخدرات يعني نشر الضياع في الشباب من أجل القضاء على مستقبل الإنسانية.
عام /١٩٧٩/ كان علامة إلهية توضح لنا حقيقة ما يحصل في منطقة بلاد الشام . ولكن وبسبب استخدام علماء الدين الإسلامي الرؤية المادية فقط لم يستطيعوا رؤيتها وفهمها . قبل أن نشرح الأحداث التي حصلت في هذا العام ، لا بد أولا أن نوضح هذه العلامة الإلهية :
عام /١٩٧٩/ يجب أن ننظر إليه كعام هجري وليس عام ميلادي .فرقم هذا العام في التقويم الهجري هو عام /١٤٠٠/ . الرقم /١٤٠٠/ كمدة زمنية يعادل /١٤/ قرن هجري . هذا الرقم يتألف من مرحلتين /٧+٧/ . فالمدة الزمنية من بداية التقويم الهجري وحتى عام /١٤٠٠/ تمثل رمزيا الحلم الذي فسره يوسف عليه السلام لملك مصر . ال/٧/ القرون الأولى تمثل ال/٧/ السنوات المطيرة في الحلم ، حيث ظهر الإسلام وولدت الحضارة الإسلامية وإزدهرت في بلاد الشام والوطن العربي بشكل عام . أما مرحلة ال/٧/ القرون الثانية فهي تمثل ال/٧/ السنوات العجاف . حيث أصبحت بلاد الشام تحت حكم الشعوب الأجنبية (تتر ، اوربيين ، مماليك ، عثمانيين) ، والذي أدى إلى إنحطاط الحضارة في المنطقة وإنتقالها إلى أوربا لتبدأ حضارة جديدة بأسم عصر النهضة الأوربية . لهذا نجد أنه مع إنهيار الأمبراطورية العثمانية في القرن العشرين تم تكوين دولة في منطقة بلاد الشام باسم (الدولة السورية) عام /١٩٢٥/ حيث تم رفع علمها الأخضر ولكن بعد ذلك تم تغييره إلى اللون الأحمر حين تم إعلان إقامة الوحدة بين سوريا ومصر رغم معارضة الرئيس السوري (شكري القوتلي) الذي يُعتبر أفضل وأشرف رئيس سوري حكم سوريا من بعد الإستقلال وحتى الآن ، فهذا الرئيس كان يعلم تماما بأن الرئيس جمال عبد الناصر هو شخص ديكتاتوري فاسد لا يصلح لأن يكون قدوة يحتذى بها ، ولكن بسبب ضغوطات القادة العسكريين في سوريا -وحافظ الأسد كان واحد منهم - على الرئيس السوري شكري إضطر أن يرضخ للأمر لمنع حدوث إنشقاقات وفوضى في سوريا ، فتنازل عن منصبه للرئيس جمال عبد الناصر. هذا الإتحاد كان رمزيا يمثل وحدة حثالة الشعبين السوري والمصري ، ولهذا كان نتيجته الفشل ، حيث تم طرد المسؤولين المصريين من سوريا كما يُطرد المستعمر .
وكما يقول الحديث الشريف (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) ، فسيطرة حثالة الشعب السوري على السلطة وأبرزهم -حافظ الوحش- منعت تكوين دولة راقية تستطيع حمل نور الله لتعيد تصحيح جهة مسار التطور الروحي للإنسانية الذي بدأ يتجه نحو الإنحطاط في الدول الغربية . ولكن بعد /١٠٠/ عام تماما أي في بداية عام /٢٠٢٥/ تم إعادة العلم الأخضر ليكون هذا العلم هو علم سوريا الحقيقي كرمز لعودة مرحلة السنابل الخضر بمعناها الحقيقي في حلم يوسف . ليس من الصدفة أن الرئيس اللبناني الجديد الذي تم إنتخابه في يوم /٢٠٢٥/١/٩/ اسمه جوزيف عون ، فأسم جوزيف هو أسم يوسف في اللغات الأجنبية ، وجوزيف عون هو رئيس لبنان الذي يحمل الرقم /١٤/ ، فإستلامه منصب الرئاسة في لبنان بعد /١٠٠/ عام من إنتخاب أول رئيس بعد تشكيل الدولة اللبنانية ، وكذلك إعادة رفع العلم الأخضر في سوريا بعد ١٠٠ عام من تكوين الدولة السورية ، يعني تحطيم مشروع الأعور الدجال في منطقة بلاد الشام .
في عام /١٩٧٩/ أي عام /١٤٠٠/ هجري . حصلت /٣/ أحداث رمزية توضح لنا طريقة تغلغل روح الأعور الدجال لتنفيذ مخططها في منطقة بلاد الشام ، هذه الأحداث هي :
- الحادثة الأولى : ظهور المهدي المزيف في السعودية ومحاولته السيطرة على الحرم المكي في يوم /١/ محرم والمعروفة بأسم (حادثة الجهيمان) ، والتي تم القضاء عليه وعلى أتباعه . فالحديث الشريف يذكر (ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة) .
- الحادثة الثانية : قيام الثورة الإسلامية في إيران وإستلام السلطة فيها تحت زعامة (روح الله الخميني) الذي نصب نفسه كنائب عام للمهدي (ولاية الفقيه) والممهد له ليحكم العالم . عقيدة ولاية الفقيه التي إتبعها الخميني ونتج عنها ما يسمى محور المقاومة (المزيفة) في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، هي في الحقيقة ولاية الأعور الدجال ، فالمرشد الأعلى في إيران هو نائب الأعور الدجال في المنطقة . ولهذا نجد أن جميع هذه الدول التي إنضمت إلى هذا المحور كان مصيرها إنتشار الفساد والفقر والتخلف ومصانع المخدرات ، فأبرز مشكلة كانت تعاني منها هذه الدول هي عدم وجود الكهرباء فيها ، حيث الكهرباء هي رمز النور . فإنقطاع الكهرباء بشكل مستمر في هذه الدول له معنى رمزي وهو تحول هذه الدول إلى دول مظلمة خالية من نور الله كونها اتبعت روح الأعور الدجال التي تقود الإنسانية إلى الظلام .
- الحادثة الثالثة : نشاط الأخوان المسلمين في سوريا وفي دول عربية أخرى ، حيث فكر هذا الحزب الإسلامي يعتمد منطق الإسلام المتطرف وهو منطق الخوارج والذي كما وصفهم الحديث الشريف (يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) . فهم يؤمنون بدين رجعي متخلف غير قابل للتجديد ، مثلهم مثل أتباع ولاية الفقيه تماما ، فهم أيضا جماعة تكفيرية عنصرية تسعى لزرع الفتن بين مكونات الشعوب من أجل الوصول إلى غايتهم المنشودة وهي إستلام السلطة من أجل تنفيذ مخطط روح الأعور الدجال والذي يعتمد بالأساس على تشويه الدين ليدفع العقول الباحثة عن الحقيقة والتطوير والتجديد إلى إحتقار الدين وحذفه تماما من جميع أبحاثهم لتتحول هذه الأبحاث إلى أبحاث مادية بحتة خالية من روح الله تساهم هي أيضا في تنفيذ مخطط الأعور الدجال.
في مقالات ماضية ذكرت أن معظم آيات القرآن الكريم التي تتكلم عن (سليمان) لا تقصد النبي سليمان ابن داوود (عليهما السلام) ، ولكن تقصد المسيح (المهدي) في حيواته التي عاشها (هابيل ، إدريس ، يوسف ، عيسى). ليس من الصدفة أن حافظ الوحش إستلم حكم سوريا بعملية إنقلاب سماها (الحركة التصحيحية) ، فالمعروف عنه أنه كان يحمل لقب (أبو سليمان) ، حيث أسم جده كان (سليمان الوحش) ، وهذه التسمية ليست صدفة ولكن علامة إلهية توضح لنا علاقة هذا الأسم بأسم (المسيح المزيف) أي الأعور الدجال .
ليس من الصدفة أن الشخص الإيراني الذي تم تعينه قائد فيلق القدس يحمل هو أيضا أسم سليمان (قاسم سليماني). فهذا الشخص إستلم هذا المنصب في عام (١٩٩٨) ، هذا الرقم ليس صدفة ولكنه رقم سورة مريم في القرآن الكريم التي تتحدث عن ولادة عيسى المسيح ، حيث (١٩) هو رقم ترتيب السورة ، و(٩٨) هو رقم عدد آياتها . قاسم سليماني قائد فيلق القدس لمدة /٢٢/ عام منذ إستلامه هذا المنصب وحتى إغتياله ، لم يطلق طلقة واحدة ضد الكيان الصهيوني ، فتحرير القدس كان بالنسبة له مجرد شماعة يستتر بها لتبرير أعماله . فكل ما فعله كان تنمية روح الأعور الدجال في المنطقة عن طريق زرع الفتن وتأجيج الحروب لتمزيق جميع الروابط بين مكونات سكانها ، ولهذا كانت نهايته بضربة صاروخية مزقت جسمه إلى أجزاء عديدة جزاءً له لما فعله في هذه البلاد . إذا تمعنا جيدا في وجه قاسم سليماني (الصورة) سنجد أن عينه اليسرى شكلها طبيعي ، أما عينه اليمنى فشكلها غريب فهي تبدو وكأنها عين شخص آخر ، أو لها تعبير مختلف عما تعبر عنه العين اليسرى ، أو أنه أحول ، أو فيها نوع من إرتخاء في عضلة الجفن . جميع هذه الأحاسيس التي نشعر بها ونحن ننظر إلى وجهه ليست صدفة ولكن علامة إلهية تؤكد أن هذا الرجل هو من أتباع روح الأعور الدجال.
خلاصة الموضوع : أول خطوة حدثت في تحرير بلاد الشام (سوريا الكبرى) بهدف التخلص من روح الأعور الدجال (محور المقاومة) في المنطقة كانت بخروج المتظاهرين (يهود) في إسرائيل لإسقاط نظام بنيامين نتنياهو ، والتي سهلت قيام الخطوة الثانية وهي تمكن هيئة تحرير الشام (مسلمون) بإسقاط نظام عائلة الوحش في سوريا ، والتي سهلت قيام الخطوة الثالثة وهي إنتخاب جوزيف عون (مسيحي) رئيسا للبنان والذي كانت بنود خطابه عند إستلام منصب الرئاسة ذات هدف مطابق تماما لهدف معنى الآية القرآنية ﴿ يَا أَيهَا الناسُ إِنا خَلَقْنَاكُم من ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُم إِنَّ الله عَلِيم خَبِيرٌ﴾ . إسم جوزيف عون يُفسر لنا حقيقة ما سيحصل في المستقبل ، فمعنى كلمة (عون) هو (المساعدة) فالمعنى الرمزي لأسم جوزيف عون هو (المساعدة التي أتت من النبي يوسف) فالنبي يوسف هو (المسيح - المهدي) خليفة الله في آخر الزمان ، فهذا المعنى الرمزي لاسم (جوزيف عون) هو المعنى المعاكس تماما لاسم (بنيامين نتنياهو) ، فرئيس وزراء إسرائيل حمل النسخة الشريرة لاسم (بنيامين) أي نسخة رؤية الأعور الدجال ، وكلمة (نتنياهو) معناها (الله يعطي) ، أي (الله يساعد) ولكن هذا (الله) في كلمة نتنياهو ليس المقصود منه الله عز وجل ولكن (الأعور الدجال) الذي نصب نفسه إلها للبشرية . إن سقوط روح الأعور الدجال في سوريا ولبنان (القسم الأكبر من بلاد الشام) وإنتصار الشعب السوري واللبناني الذي حدث بمساعدة روح يوسف (عيسى - المهدي) يعني أن جميع محاولات القوى الدولية لإفشال هذا الإنتصار لن تتحقق لأن (عيسى - المهدي) نفسه سيظهر وسيقوم بالقضاء على روح الأعور الدجال في جميع أنحاء العالم (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) ليس من الصدفة أن المملكة السعودية اليوم تبذل جهود كبيرة لإقناع الدول العربية والدول العظمى في مساعدة الدولة الجديدة في سوريا وفي لبنان لتستطيعا النهوض من جديد لتأخذا دورهما الحقيقي في المنطقة ، اسم حاكم السعودية هو الملك ( سلمان ) .... والله أعلم .
ز . سانا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق