الجمعة، 29 مايو 2015

خواطر من الكون المجاور الخاطرة 36 ..مبدأ التصميم اﻹلهي

الخاطرة 36 : مبدأ التصميم اﻹلهي

إن فكرة وجود إعجاز رقمي في خلق اﻷشياء وكذلك في تصميم الكتب المقدسة، شغلت فكر الكثير من الفلاسفة والمفكرين منذ بداية التاريخ ، وهذا اﻹعتقاد ليس من صنع مخيلة اﻹنسان ولكن هو من عند الله عز وجل ، فللأرقام لغة تعبيرية عالمية يمكن أن يفهمها جميع مثقفي العالم ﻷنها لغة إلهية ، فكل شيء في هذا الكون كبير وصغير يوجد في حالة رقمية، حيث ترابط هذه اﻷشياء مع بعضها البعض لتكوين شيء جديد يتم حسب توافق وإنسجام رقمي ،
وليس من الصدفة أن الحكمة اﻹلهية في تصميم الكتب المقدسة قد أعطت لكل آية رقما ووضعت كل مجموعة من اﻵيات ضمن سورة أو إصحاح له رقم ترتيب . لذلك لفهم معنى اﻵية وتفسيرها لا يمكن إهمال رقمها ورقم ترتيب السورة أو اﻹصحاح الذي تنتمي إليه. وأبسط مثال يمكن ذكره لتوضيح هذه الفكرة هو المثال اﻵتي :
اﻵية ( 6 ) من سورة الصف التي ترتيبها هو الرقم (61 ) تذكر " وإذ قال عيسى إبن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين " هنا اﻵية تنبئ عن مجيء نبي اسمه أحمد ، ورقم هذه اﻵية ورقم ترتيب السورة التي تنتمي إليها ليس صدفة ،ولكن لهما علاقة بمعنى اﻵية ويحددان لنا تاريخ ظهور اﻹسلام ، فإذا وضعنا رقم اﻵية ( 6) بجانب رقم ترتيب السورة (61) حصلنا على الرقم (616 ) وهو عدد السنوات التي تفصل بين ولادة عيسى عليه الصلاة والسلام ( عام 6 قبل الميلاد ) وعام نزول القرآن الكريم وولادة اﻹسلام ( عام 610 ميلادي ) ومجموع الرقمين هو الرقم (616) المذكور في سورة الصف. ومن المعروف أنه في فترة ظهور اﻹسلام كان عام ولادة عيسى بالنسبة للمسيحيين هو عام الصفر ولكن في الفترة اﻷخيرة وبعد حسابات دقيقة للأحداث التاريخية تم التأكد على أن ولادة عيسى عليه الصلاة والسلام حدثت قبل عام الصفر ب(6) سنوات أي كما هي مذكورة تماما من خلال أرقام سورة الصف ، في هذا المثال وجدنا أن ذكر تلك اﻵية بذلك الرقم (6) وفي السورة التي تحمل الرقم (61) لم يكن صدفة ولم يحدث فقط ﻹثبات وجود إعجاز رقمي ولكن أيضا للتأكيد بأن عام ولادة المسيح هو فعلا كما تم الحصول عليه من الحسابات التاريخية الحديثة والذي لا تزال بعض الطوائف المسيحية ترفض صحته.
فأن نبحث في أرقام القرآن الكريم فقط من أجل إثبات وجود إعجاز رقمي يعتمد الرقم ( 19 ) وذلك ﻷن هذا الرقم مذكور في سورة المدثر " عليها تسعة عشر " فهذا المنطق من التفكير سيجعلنا نبحث بشكل عشوائي عن أرقام صماء عديمة المعنى وذلك فقط من أجل أن نجد أي توافق مع الرقم ( 19) ، وإذا وجدنا توافق معين فما هي الفائدة منه ؟ هذا المنطق الذي يتبعه مفكري اليوم هو منطق ضعيف يشوه القيمة العلمية للقرآن الكريم ، فالقرآن الكريم والكتب المقدسة بشكل عام هي أصلا مراجع علمية تساعدنا في تصحيح أخطاء أبحاثنا العلمية والتاريخية ، هي هدية من الله عز وجل لتساعد الباحث على رؤية ما لا يستطيع رؤيته ،فهي مثل المرشد الذي يرشد العالم والباحث ليصل إلى حل للمشكلة اﻹجتماعية أو النظرية العلمية التي يبحث في حلها.
الكتب المقدسة ليست كتبا للتسلية ولكنها كتب تفتح بصيرة اﻹنسان ، أما البحث في أرقام القرآن فقط من أجل اﻹعجاز الرقمي فهذا النوع من البحوث له مبدأ العلم للعلم وليس لفائدة اﻹنسان، فالملحد اليوم لن تشعر روحه بأي شيء نحو هذا النوع من المعجزات ﻷنها معجزات بدون أي فائدة سواء مادية أو روحية ، فهدف البحث العلمي هو الوصول إلى الحقيقة ليزداد اﻹنسان سموا في تطوره الروحي والجسدي. وهذا هو الهدف الحقيقي لنزول الديانات ، لذلك وللأسف بسبب إعتماد مفكري اليوم هذ المنطق في البحث الرقمي جعل علم اﻷرقام في نظر الكثير من المفكرين علم ساذج لا يلقى أي إنتباه من الأوساط العلمية وأصبح برأي الكثير من رجال الدين بأنه علم ماسوني يجب محاربته ،وهكذا بدلا من أن يساعد علم اﻷرقام في سمو اﻹنسان وتوحيد الشعوب أدى إلى تفريق اﻷمة نفسها وساهم في زيادة الشعور بالعداوة والبغضاء بين أفرادها وكذلك بين الشعوب والديانات المختلفة.
كل إنسان يعتبر أن علم اﻷرقام والبحث فيه هو علم ماسوني ، هو نفسه يساهم في دمار اﻹنسانية وفي القضاء على الديانات ،ﻷن علم اﻷرقام بدأه اﻷنبياء لذلك رجال الكنيسة المسيحية يسمونه علم سليماني ( نسبة إلى النبي سليمان بن داوود عليهما الصلاة والسلام ) ورغم ذلك الكثير منهم لا يقبلون به. ومن المؤسف حقا أن كثير من هؤلاء الذين لهم مثل هذا الرأي هم علماء دين ويحاربون هذا العلم بشدة وكأنهم يحاربون الشيطان نفسه ،على الرغم من أن القرآن الكريم يذكر أهمية هذا العلم في تفسير معاني آيات الكتب المقدسة فاﻵية رقم ( 9 ) من سورة الكهف تذكر " أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا " كلمة الرقيم هنا هو الشخص الذي له معرفة بعلم اﻷرقام ، وكذلك اﻵية (20) من سورة المطففين تصف الكتب المقدسة بأنها " كتاب مرقوم " ﻷنها تكشف بأرقامها العلماء المطففين عن العلماء الحقيقيين، الحكمة اﻹلهية كذلك أعطت المسيح الدجال رمزا رقميا وهو (666) الذي تم ذكره في سفر يوحنا اللاهوتي، وأيضا الكتاب الرابع من العهد القديم عنوانه (عدد) ، الكتب المقدسة منذ ظهورها وحتى القرآن الكريم جميعها مكتوبة بنظام رقمي ، فليس من المعقول أن تكون طريقة تصميم هذه الكتب هي صدفة، وأن هذه اﻷرقام وضعت هكذا بدون أن يكون لها أي دور في توضيح المعنى الحقيقي ﻵيات هذه الكتب.
كثير من العلماء المسلمين ألفوا كتب يذكرون فيها الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ،وكذلك علماء مسيحيين ويهود أيضا ألفوا مثلها عن كتبهم المقدسة ،فماذا كانت النتيجة ؟. انظروا إلى نسبة الملحدين في دول العالم كيف تتزايد يوما بعد يوم ، في الدول اﻹسلامية والتي تعتبر أشد المناطق تمسكا في تعاليم دينها نجد أن نسبة الملحدين أيضا تزداد مع مرور الزمن ، والسبب هو أن كل ما ذكر من إثباتات في الكتب التي تتحدث عن اﻹعجاز العلمي في الكتب المقدسة التي ظهرت في اﻷسواق هي بالنسبة لهم ليست إلا تهيؤات لا تقنع سوى أصحاب الدين الذي ينتمون إليه، ولا تثبت أي شيء يدل على أن هذه الكتب قد كتبت فعلا من قوة خارقة للطبيعة.
من يعيش فترة طويلة في مجتمع غربي ويدرسه دراسة كاملة ليفهم طبيعة تفكير أفراد هذا المجتمع و الذي قوانينه اﻹجتماعية بأكملها تنتقل مع مرور الزمن إلى جميع مجتمعات العالم لتحل مكان قوانينها ولتصبح هي أيضا مجتمعات مشابهة لتلك المجتمعات الغربية ، مثل هذا الباحث يعلم أن سبب إبتعاد اﻷجيال الجديدة عن الدين ليس بسبب إنخفاض مستوى ذكائهم أو ﻷنهم منذ ولادتهم يمتلكون روح خبيثة ، لا ولكن السبب الحقيقي هو إبتعاد رجال الدين هم أنفسهم عن الدين بمعناه الحقيقي .
الفيلسوف سقراط قبل (2400 ) عام تقريبا قال عبارته الشهيرة " لا يوجد إنسان يريد عمل الشر ، لو كان بإستطاعته عمل الخير " هذه العبارة موجودة في كل الديانات ، فكل إنسان يولد ومعه جزء من روح الله ،لذلك يجب على العلماء والمفكرين الكبار مهما كانت نوعية علومهم عندما يرون إزدياد الفساد والشر في المجتمع يجب أن لا يلوموا الناس ولكن أن يعودوا ويفكروا ويبحثوا في حقيقة أفكارهم ونظرياتهم التي طرحوها في المناهج المدرسية وغير المدرسية وفي الصحف والمجلات والبرامج التلفزيونية ليعلموا أين توجد تلك اﻷخطاء التي ساهمت في دمار القاعدة الفكرية في المجتمع.
للأسف نحن نعيش اليوم في عصر لا يمكن الكشف عن سيئاته إلا بفهم لغة الرموز ولغة اﻷرقام ،وعلى الرغم أن معظم علومه اليوم تعتمد على اﻷرقام والعمليات الحسابية ، ولكن للأسف إستخدام اﻷرقام اليوم يحدث بشكله المادي البحت ،فالسبب الحقيقي لظهور اﻷرقام كحاجة إنسانية لم يكن فقط من أجل حساب الطول أو العرض أو الوزن أو الحجم أوشدة التيار أو الشحنة أو..أو ... ولكن من أجل إستخدامها كحاجة روحية أيضا، ونحن بحاجة لهذا النوع من إستخدام اﻷرقام اﻵن أكثر من قبل وخاصة أن طبيعة عصرنا الحاضر تتطلب هذا النوع من البحث العلمي ،ليؤكد لكل إنسان يريد الوصول إلى الحقيقة بأنه يوجد مخطط إلهي في تطور اﻷشياء واﻷحداث ، وأنه بدون اﻹعتماد على التعبير الروحي للأرقام لن نصل إلى حقيقة اﻷشياء وستبقى آراء العلماء عن اﻹعجاز العلمي في الكتب المقدسة بالنسبة للكثير من المفكرين مجرد تهيؤات لا نفع لها في تحديد أسلوب حياتهم أو طريق أبحاثهم. وهذا شيء طبيعي ﻷن اﻹثبات العلمي الحقيقي الذي يستطيع إقناع الجميع هو اﻹثبات الرقمي ، وعلى هذا المبدأ تم تصميم الكتب المقدسة.
لذلك يجب علينا أن ننظر إلى اﻷرقام الموجودة في الكتب المقدسة على أنها مساعدة لمعنى كلمات الآية من أجل فهمها وتفسيرها بشكل صحيح واﻹستفادة من معناها في حل ما يعجز عنه العلماء في الوصول إلى الحقيقة سواء كانت هذه المعلومات تخص التطور المادي أو الروحي للأشياء أو اﻷحداث.
في هذه المقالة سنتابع إن شاء الله حديثنا عن الرمز اﻹلهي (Λا ) كشكل وكرقم لنأخذ فكرة عن هذا الرمز وكذلك عن الحكمة اﻹلهية في إستخدام اﻷرقام في تصميم الكتب المقدسة.
اﻹنسان لديه نوعين من الحاجات ، حاجات مادية وحاجات روحية ، لذلك وهب الله اﻹنسان عينين، هذا الرقم ( إثنان ) ليس من الصدفة وإنما له معنى روحي ، أي أن هناك نوعين من اﻹدراك للأشياء إدراك روحي ، وإدراك مادي.
اﻹدراك الروحي وظيفته تأمين الحاجات الروحية للإنسان وهو المسؤول عن تنمية العلوم المختصة بالروح وأحاسيس اﻹنسان وأخلاقه كالعلوم الدينية والفنون بجميع أنواعها ، أما اﻹدراك المادي فوظيفته تأمين الحاجات المادية وهو مسؤول عن تنمية العلوم المادية كالفيزياء والكيمياء والطب واﻹقتصاد. ..إلخ.....
لذلك نجد أن الحكمة اﻹلهية في تصميم القرآن الكريم جعلت سوره على نوعين : روحي ومادي ،النوع اﻷول والذي سوره اﻵية اﻷولى فيها تبدأ بكلمات عادية مفهومة ، هذا النوع من السور هو رمز للإدراك الروحي ، لذلك فهذا النوع من السور يبدأ بسورة الفاتحة ، حيث عنوان هذه السورة مشتق من كلمة الفتح ، وكلمة (الفاتحة ) هي مؤنث كلمة ( الفاتح ) والمقصود منها هي تلك المرأة التي تلد أبناء مشابهين لهابيل ، الولد الصالح الذي يسير على الطريق المستقيم. لذلك فسورة الفاتحة يمكن إعتبارها كرمز ﻷم كل نبي من أنبياء الله و التي بواسطة إبنها إستطاعت فتح مرحلة جديدة من مراحل تطور اﻹنسانية.
أما النوع الثاني من السور فهو الذي اﻷية اﻷولى منه تبدأ بأحرف غامضة ،مثل ( ألم، المص، الر ، المر، كهيعص، طه، حم .......ق،ن ) وهذا النوع من السور هو رمز للإدراك المادي لذلك سوره تبدأ بسورة البقرة. حيث اﻵية اﻷولى منها هي ( ألم )، لذلك كان عنوان هذه السورة هو (البقرة ) والمقصود بها هي المرأة التي تلد أبناء مشابهين لقابيل وفرعون ،وطاغوت... الذين يهمهم فقط تأمين حاجاتهم المادية كحب المال والطعام والجنس والمجد....، لذلك فالقرآن الكريم في الحقيقة يتألف من كتابين في كتاب واحد ، الكتاب اﻷول ويبدأ بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس ، والذي يمثل رمز اﻹدراك الروحي للأشياء واﻷحداث ويشمل السور المشابهة لسورة الفاتحة وعدد سوره (85) سورة، أما الكتاب الثاني والذي يبدأ بسورة البقرة وينتهي بسورة القلم ،والذي يمثل رمز اﻹدراك المادي للأشياء واﻷحداث، ويشمل السور المشابهة لسورة البقرة، وعدد سوره ( 29 ). لذلك فالقرآن الكريم هو كتاب يستخدم اﻹدراك الشامل ( إدراك روحي ومادي ) من أجل الوصول إلى الحقيقة الكاملة وبالتالي يستطيع تأمين جميع حاجات اﻹنسانية في تطورها الروحي والمادي.
يمكن التأكد من هذا الفكرة عن طريق إستخدام الرمز (Λا )، فهذا الشكل يمثل خطوط كف اليد اليمنى ، أي (أصحاب اليمين) لذلك نجد أن عدد آيات سورة الفاتحة هو سبعة وإذا أضفنا إليها اﻵية ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) التي تلفظ ولا تكتب سيكون مجموع اﻵيات هو الرقم ثمانية ، وإذا وضعنا هذا الرقم بجانب رقم ترتيب السورة وهو الرقم واحد سنحصل على الرقم (Λا) .فالكتاب اﻷول يبدأ بهذا الرمز والذي يمثل روح الله. اﻵن إذا حسبنا مجموع عدد جميع آيات السور في الكتاب اﻷول من سورة الفاتحة إلى سورة الناس حصلنا على الرقم (3493) إذا حذفنا منه اﻵية اﻷولى ( بسم الله الرحمن الرحيم ) المذكورة في كل السور دون أن تعطى رقما ، حصلنا على الرقم ( 3492) وهو يمثل الرقم المركب لرقم (Λا) مضافا إليه الرقم المركب لنظيره الرقم (ا Λ) أي :
1+2+3+4+............+16+17+18 = 171
1+2+3+4+.............+97+80 +81 = 3321
171+3321 = 3492
الرقم (3492 ) والذي يعادل مجموع آيات الكتاب اﻷول من القرآن الكريم يمثل التعاون بين اﻹدراك الروحي والمادي للوصول إلى اﻹدراك الشامل لكشف الشكل والمضمون للأشياء واﻷحداث.أي أنه يمثل الشكل ( ا Λ Λ ا ) وهو يمثل شكل الخطوط الموجودة في كف اليد اليسرى وكف اليد اليمنى. فالكتاب اﻷول والذي يبدأ بسورة الفاتحة ( المرأة الفاتحة ) أرقامه تحمل معنى تطور اﻹنسانية بشكله السليم كما أراده الله تعالى لذلك هذا الرقم نفسه يعتبر ثلاثة أضعاف الرقم ( ا Λ Λ ا ) روحيا. فإذا حسبنا الزمن الذي تحتاجه الكواكب الثلاث اﻷولى لتدور حول الشمس ( ا Λ Λ ا ) مرة وجدنا:
- الكوكب اﻷول عطارد يحتاج زمنا يعادل (452،13 ) سنة ليدور 1881 مرة حول الشمس.
- الكوكب الثاني الزهرة يحتاج ( 1157،2 ) سنة ليدور 1881 مرة حول الشمس
- الكوكب الثالث اﻷرض يحتاج ( 1881 ) سنة ليدور 1881 مرة حول الشمس.
مجموع هذه اﻷرقام هو (452،13+1157،2+1881 = 3492 )
قبل أن نشرح ماذا يعني توافق عدد مجموع آيات الكتاب اﻷول مع الرمز (Λا ) كرقم وكذلك مع زمن دوران الكواكب الثلاثة اﻷولى حول الشمس لفترة (1881) مرة ،لنذهب إلى توضيح أرقام الكتاب الثاني من القرآن الكريم.
الكتاب الثاني - كما ذكرنا قبل قليل - سوره تبدأ بأحرف غامضة وهو يبدأ بسورة البقرة وينتهي بسورة القلم ومجموع أيات سوره يعادل الرقم (2743 ) . وطالما أننا إستخدمنا في الكتاب اﻷول الكواكب الثلاثة اﻷولى ، هنا سنستخدم الكوكب الرابع المريخ، وكما ذكرنا في مقالات ماضية أن هذا الكوكب يمثل رمز قابيل الذي قتل أخاه هابيل لذلك يعتبر رمزا لإله الحرب والقتل في اﻷساطير اﻹغريقية والرومانية ، وليس من الصدفة أنه معروف بإسم الكوكب اﻷحمر وهذا اللون هو رمز للحرب والعنف والنشاط الجسدي . لذلك فإختياره ليتم عليه تطبيق أرقام الكتاب الثاني موافق تماما لصفات هذا الكوكب الروحية ، فإذا حولنا الرقم (2743 ) من سنوات أرضية إلى سنوات مريخية وجدنا :
2743 سنة أرضية = 1458 سنة مريخية
الرقم ( 1458) هو حاصل ضرب(Λا ) بالرقم (اΛ)
18 x 81 = 1458
هذا الرقم يمثل الحرب الدائمة بين روح الله (Λا) وروح السوء (اΛ) ، فالرمز (اΛ )الممثل للإدراك المادي الذي حين يعمل لتحقيق مصالحه الشخصية فقط ( تطور مادي بحت ) يغدو حينها رمزا لروح السوء (أصحاب الشمال) ، وللأسف عصرنا الذي نعيش به اﻵن هو عصر تسيطر عليه هذه الروح ،لذلك معظم علماء ومفكرين هذا العصر يظنون أن اﻹنسانية اﻵن تعيش حضارة جديدة بسبب التقدم التكنولوجي الذي حققته العلوم المادية ، ولكن في الحقيقة نحن نعيش فترة إنحطاط عصر النهضة ، ﻷن التقدم في العلوم المادية يحدث على حساب العلوم اﻹنسانية والروحية. وهذا سبب تطور المجتمعات اﻹنسانية من السيء إلى اﻷسوأ بإستمرار.
القرآن الكريم ظهر قبل (1400 ) سنة تقريبا ، ولكن كما رأينا من خلال اﻷسطر السابقة أنه يستخدم معلومات علمية حديثة توصل إليها علماء الفلك قبل فترة زمنية قصيرة ، وهذا معناه أن القرآن الكريم ليس من صنع اﻹنسان ولكن من صنع الفكر اﻹلهي الذي صمم هذا الكون برمته.
ولكن كما وجدنا في المثال السابق أيضا من خلال هذه المعجزة الرقمية فهو يوضح لنا أشياء تساعدنا على فهم حقيقة المعاني الروحية لكواكب المجموعة الشمسية ، فمن خلال هذه المعاني يمكن لنا معرفة نظرية نشوء المجموعة الشمسية ،فالنظرية السائدة اليوم تعاني من نقاط ضعف عديدة تجعلها عاجزة عن تفسير العديد من الظواهر التي تحدث في المجموعة الشمسية ولذلك نجد أن الكثير من علماء الفلك يشكون بصحتها وينتظرون ظهور نظرية جديدة تفسر جميع هذه الظواهر الغريبة.

للمزيد من المعلومات عن رمز روح الله ( Λا ) في تفسير آيات القرآن الكريم والظواهر الطبيعية والفلكية يرجى العودة إلى كتاب " الرموز واﻷرقام في الفكر اﻹلهي " .

ز.سانا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق