خواطر من الكون المجاور الخاطرة
الخاطرة ٢٥٢ : الحكمة الإلهية في لغز سلوك فيروس كورونا ( الجزء ٣)
في البداية أود أن أكرر الملاحظة التي أذكرها في الكثير من مقالاتي : من لم يقرأ مقالاتي الماضية وخاصة سلسلة (ابن رشد الفيلسوف المظلوم ) ، لن يستوعب جيدا ما أطرحه هنا من معاني الرموز ، فجميعها تعتمد على معلومات تم شرحها بشكل مفصل في مقالات ماضية .
في المقالة الماضية ذكرنا أن الله عز وجل لم يخلق كائنات شريرة تسبب الضرر والدمار وأن روح السوء العالمية هي التي قامت بتشويه تكوين بعض الكائنات التي خلقها الله لتتحول هذه الكائنات إلى كائنات شريرة تعمل لصالح روح السوء في تدمير البشرية لمنعها في الوصول إلى الكمال الروحي والجسدي لكي لا تعود ثانية إلى الجنة ، وأن فيروس كورونا هو أحد هذه الكائنات التي أصبحت جند لروح السوء العالمية تعمل في تحقيق أهدافها . وأن دور روح الخير العالمية في وباء كورونا أنها وضعته في صفات معينة ينتشر تحت مسار معين يحدد بدقة مكان ظهوره ومساره لتكون هذه الرموز معاني تساعدنا في فهم نوعية تلك الأخطاء التي ارتكبها علماء العصر الحديث والتي سمحت لروح السوء العالمية أن تستطيع إحداث أضرارا ودمار في البشرية . بعض هذه الرموز تكلمنا عنها في المقالات الماضية واليوم إن شاء الله سنذكر بعض الرموز الأخرى لتتوضح لنا الصورة بشكل أفضل ولنرى كم مضمون ما يحدث حولنا هو مختلف تماما عما نسمعه من علماء دين ومفكرين وعلماء أوبئة وأن معارف ثقافة العصر الحديث رغم تقدمها في العلوم المادية والتكنولوجيا ولكن ومع ذلك فهي معارف ذات نوعية سطحية تعاني من عمى بصيرة عاجزة عن رؤية مضمون الأحداث .
سواء ظهر فيروس كورونا في أسواق مدينة ووهان الصينية أو في مخابرها ، فهذا الأمر في موضوعنا هنا غير مهم ، فهو موضوع آخر يحتاج إلى تفاصيل يطول شرحها ، ولكن ما يهمنا هنا أن مكان بداية ظهور فيروس كورونا كان في الصين ولا أحد يشك في ذلك. فالصين هنا يمكن إعتبارها بأنها كانت ذات بيئة روحية مناسبة لتكوين هذا الفيروس ومناسبة أيضا لإنتشاره . إن ظهور وباء كورونا في الصين ليس صدفة ولكن حكمة إلهية ،فالصين تقع في أقصى الشرق أي في أقصى القسم الروحي للإنسانية المسؤول عن تنمية الأمور الروحية لتأمين الحاجات الروحية للإنسانية ، وبما أنها في أقصى القسم الروحي لهذا نجد أن الأمة الصينية منذ ولادتها وحتى قبل سنوات قليلة كانت مجتمعاتها من النوع الذي يسمى (مجتمع زراعي) والمقصود بهذا المصطلح فلسفيا لا يعني أنه مجتمع فلاحين يعتمد فقط على الزراعة ولكن المقصود به أن سلوك أفراد هذا المجتمع يحمل صفات الروح النباتية العالمية في معظم نواحي اسلوب الحياة أي أن شدة إحساسه بالنشاط الروحي في داخله أقوى من شدة إحساسه بالعناصر المادية المحيطة به ، بعكس شعوب الأمة الغربية التي مجتمعاتها من النوع (مجتمع صناعي) حيث أسلوب حياتها يحمل صفات الروح الحيوانية العالمية ( بمعناه الإيجابي) أي شدة إحساسه بالنشاط المادي من حوله أقوى من شدة إحساسه بما يحدث في داخله من نشاط روحي . وبما أن الحياة تتألف من مملكة نباتية ومملكة حيوانية والتوازن البيئي للحياة يتطلب التعاون بين كائنات المملكتين ( النباتية والحيوانية) حيث كل مملكة لها دورها الخاص بها ، هكذا أيضا كانت الحكمة الإلهية في خلق الإنسانية أن تقسمها إلى نوعين من المجتمعات (زراعي وصناعي) لتفرض على شعوب النوعين التعاون فيما بينها لتحقق هدفها في الوصول إلى الكمال .
حتى نوضح هذه الفكرة بشكل أفضل سنعطي هذا المثال البسيط : علم الطب ظهر بشكله الشامل في مصر ولكنه بعد ذلك إنقسم إلى نوعين : النوع الأول وهو الطب الغربي والذي يعتمد على تلك القواعد التي وضعها الطبيب الإغريقي أبقراط ، حيث تعتمد هذه القواعد على مراقبة أعراض المرض كتغيرات جسدية ( ألم ، هزل ، حمى ، إصفرار ... إلخ) وكذلك مراقبة الأسباب الخارجية التي أحدثت هذا المرض ، ومن ثم محاولة علاجها أيضا بطرق مادية خارجية (أدوية ، جراحة ... إلخ) . أما النوع الثاني فهو الطب الشرقي الذي ذهب إلى آسيا وأخذته الصين وحاولت تطويره . الطب الصيني والمعروف بأسم ( الطب البديل) يختلف بطريقة بحثه عن الطب الغربي فهو ينظر إلى المرض على أن سببه داخلي روحي نتيجة إختلال حالة التوازن بين الطاقة الإيجابية والطاقة السلبية ، لهذا فمعالجة المرض في الطب البديل تتم بشكل أساسي على تحسين السلوك الروحي للمريض وذلك عن طريق السيطرة على الطاقة السلبية والحد منها من أجل تنمية الطاقة الإيجابية بطرق مختلفة ( عملية الوخز بالابر ، مساج ، تنويم مغناطيسي ، يوغا وغيرها). فكما هو الفرق بين علم الطب الشرقي والغربي ، هكذا هي الفروقات أيضا في بقية النواحي في السلوك البشري ونشاطها الفكري .
هكذا كان نمط الحياة الإجتماعية في الصين ، ولكن الذي حصل في الفترة الأخيرة بعد دخول الفكر الماركسي واستلام الشيوعية للسلطة في القرن الماضي ، أنه قام بتحويل الشعب الصيني من شعب مؤمن بعقيدة إلى شعب ملحد بلا أي عقيدة ، هذا التغيير أدى إلى تشويه الهوية الروحية لهذه الأمة ، في السنوات الأخيرة بلغ هذا التشويه ذروته ، حيث تحول نشاطها الفكري من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي مطلق . حيث أجبرت السلطة شعبها أن يعمل كالنمل لإنتاج مختلف المنتجات من أجل تصديرها إلى جميع بلدان العالم من اجل تكوين دولة إقتصادية قوية لها القدرة على منافسة الدول العظمى والتفوق عليهم وخاصة في المجال الصناعي .هذا السلوك الذي اتبعته الحكومة الصينية جعلت أفراد شعبها غصبا عنهم وكأنهم آلات مبرمجة للعمل فقط وكأنهم أجساد بلا روح ، ولهذا نجد أن نسبة الإنتحار في الصين بدأت تزداد كثيرا بسبب رفض هذا التشويه في التكوين الروحي للإنسان الصيني . فبدلا من أن تحاول السلطة الصينية أن تتطور في الناحية الروحية لكي تُنشئ نوع من التعاون الإنساني بين المجتمع الزراعي (الشرقي) والمجتمع الصناعي ( الغربي) ليصل سلوك الإنسانية جمعاء إلى علاقة إنسجام بين الروح والجسد ، نجدها تحولت إلى مجتمع صناعي مطلق ورغم أنها حكومة شيوعية ولكنها إتبعت نفس السلوك الغربي الرأسمالي وبأبشع صوره ، فصحيح أن حكومات الدول الغربية تستغل الشعوب الفقيرة ، ولكن بسبب إيمانهم بعقيدة روحية معينة نجدها على الأقل تراعي معظم حقوق عمال بلادها ، فمتوسط راتب العامل فيها مثلا قد يصل إلى ألفي يورو أو أكثر شهريا ، هذا الدخل يسمح للعامل بالتمتع بحياة محترمة إقتصاديا وصحيا وتسمح له بالقيام بالسياحة لمعظم دول العالم .أما السلطة الصينية فهي تعتمد رخص اليد العاملة فيها لتجلب أكبر عدد من الشركات العالمية للآستثمار في بلادها من أجل الإستفادة من رأس أموالها ، هذا السلوك الذي اتبعته الحكومة الصينية لم يكن له فقط آثار إقتصادية سلبية على الشعب الصيني ولكن أيضا على معظم شعوب العالم حيث أدى إلى إغلاق العديد من المصانع في الكثير من الدول وزيادة نسبة البطالة فيها إما بسبب إنتقال مصانع وشركات بلادها إلى الصين لجني أرباح أكبر أو بسبب منافسة المنتوجات الصينية الرخيصة لمنتوجاتها رغم رداءة نوعيتها ، فكانت النتيجة حدوث الأزمة الإقتصادية العالمية التي عانت منها الكثير من الدول في العشر سنوات الأخيرة . ورغم أن الكثير من المفكرين اليوم - وخاصة أعداء الرأسمالية- يمدحون الصين بسبب نهضتها الفجائية ، ويتكلمون عن سرعة نموها في مجال تحسين البنية التحتية لهذه البلاد ، ولكن ظهور الكورونا في الصين يفضح أكاذيبهم فالحقيقة مختلفة تماما ، فالحكومة الصينية نظامها ديكتاتوري يعتمد قانون قمع وإغلاق أفواه المواطنين لكي تظهر الصين في أعين الآخرين وكأنها جنة إنسانية على الأرض ، ولكن الحقيقة أن الصين اليوم هي أول دول رأسمالية ملحدة ، ورأس مالها يقع في أيدي قليلة أما النسبة الكبيرة من سكانها فهم في حالة ما بين الفقر وتحت الوسط . فرغم وجود قوانين عمل صارمة وضعتها الحكومة من أجل تأمين حقوق العامل ، ولكن هذه القوانين بسبب فساد السلطة تم إنشائها بشكل يسمح لصاحب العمل أن يجد ثغرات كثيرة في هذه القوانين تساعده في الاستمرار باستغلال العمال كما يشاء وبدون أن يستطيع أحد معاقبته ، والعمال الصينين يعلمون ذلك فلا أحد منهم يطالب بحقوقه لأنه يعلم أنه في الأخير سيخسر عمله بدون أي فائدة، فليس من الصدفة أن الصينيين يلجؤون إلى أكل الجرذان والخفافيش والصراصير وغيرها من الحيوانات المقرفة ، فنوعية طعامهم هذه تدل على أن حالة هذا الشعب يرثى لها لأن مثل هذه الأطعمة يلجأ إليها الإنسان فقط في حالة وجود مجاعة وفقر في بلاده .
السلطة الصينية بهذا الأسلوب الذي تستخدمه مع أفراد شعبها ومع شعوب العالم قامت بتحويل نوعية الإستعمار من إستعمار عسكري ظاهر إلى استعمار إقتصادي مخفي ، فلتحقيق مصالحه يعتمد على أسوأ نوعية من أصحاب رؤوس المال ، أولئك الذين يعبدون المال فقط ومن أجله يستخدمون الرشوة والإحتيال والنصب ويفعلون أي شيء غير قانوني من أجل تحقيق أكبر قدر من المال ، والصين اليوم أصبحت بالنسبة لهذه النوعية من أصحاب رؤوس المال ، المكان المناسب لهذا الهدف بسبب شدة فساد حكومتها . لهذا شاءت الحكمة الإلهية أن يظهر فيروس كورونا في الصين بالتحديد لتكون مثالا صادقا يكشف للعالم أجمع حقيقة هذا النوع من الإستعمار ليوقف هذا الخلل الذي نشأ في العلاقة بين الدور الروحي والدور المادي في تطور الإنسانية . فإذا تمعنا في سلوك الحكومة الصينية عند ظهور فيروس كورونا نجده يُعبر تماما عن حقيقتها ، حيث إتبعت إسلوب أناني خبيث جدا في مواجهة هذا الفيروس ، فقد أخفت ظهوره عن شعبها وعن جميع العالم وأعطت لمنظمة الصحة العالمية معلومات خاطئة عن الفيروس بأنه لا ينتقل من إنسان إلى آخر ، حتى أنها قامت باعتقال الطبيب الذي أعلن علنا عن وجود وباء في الصين ، وكذلك منعت بالقوة أي وسيلة إعلامية أن تذكر أي شيء عن هذا الوباء لكي لا يتوقف تصدير منتجاتها إلى الخارج . وكما تذكر تحريات الاستخبارات العالمية الأخيرة في هذا الصدد ، أن السلطة الصينية عندما علمت بظهور فيروس كورونا كوباء في بلادها كتمت سره وقامت باستيراد أجهزة تنفس صناعي بكميات كبيرة من بعض الدول لتستخدمها في مواجهة وباء كورونا، وهذا ما أدى إلى ظهور أزمة كبيرة في مواجهة الوباء في الكثير من الدول بسبب عدم وجود أجهزة التنفس الإصطناعي التي تم إرسالها إلى الصين ، أي أن الصين بفعلها هذا ساهمت في وفاة عدد كبير من المصابين بكورونا في البلدان الأخرى . اليوم هناك الكثير من الدول تطالب بمحاكمة الحكومة الصينية وفرض عليها تعويضات مالية ضخمة لما حدث في بلادهم سواء كانت تعويضات لأهالي ضحايا كورونا أو تعويضات للدمار الإقتصادي الذي سببه هذا الوباء في بلادهم .
الحكومة الصينية بأسلوبها الخبيث هذا سمحت للفيروس بالخروج بحرية كاملة من الصين لينتشر في بقية بلدان العالم فتحول الفيروس إلى وباء عالمي يحصد الأرواح ويدمر إقتصاد دول ويصنع حالة نفسية مزعجة لجميع سكان شعوب العالم .
إن ظهور فيروس في الصين هو رمز له معنى أن الله ليس له علاقة بظهور هذا الفيروس كما ذكرت في المقالة الماضية ، الله عز وجل وضع الصين في القسم الروحي من الإنسانية فوجب على حكومتها وكبار علمائها أن يبذلوا معظم جهودهم للحفاظ على المجتمع الزراعي بأرقى صوره ليساهموا في تطور الإنسانية ، ولكنهم بدلا من ذلك تحولوا إلى مجتمع صناعي في أسوأ صوره ، فحدثت عملية تشويه في التكوين الإنساني في الشعب الصيني ، هذا التشويه الروحي في هوية الأمة الصينية هو الذي أدى إلى تغيير تكوين بنية الفيروس ليتحول إلى شكل جديد معروف بأسمه العلمي (كوفيد ١٩) ، ففيروس كورونا موجود منذ سنوات عديدة ولكن لم يكن تكوينه يشكل خطورة على الإنسانية، أما الفيروس الجديد (كوفيد١٩) فله القدرة على إحداث تلف أجهزة جسم الإنسان ليقضي عليه ، وله كذلك صفات تسمح له بإحداث وباء عالمي خطير على الإنسانية ، فبقية الفيروسات بشكل عام مدة حضانتها يومين أو ثلاثة ، أما مدة حضانة فيروس ( كوفيد ١٩) فهي طويلة نوعا ما وتتراوح ما بين أسبوع وأسبوعين وهذا ما يجعل المصاب به دون علمه أن ينقل العدوى لعدة أيام قبل أن يكتشف أنه مصاب بالفيروس .
بعد خروج فيروس كورونا من الصين ، أصبحت هناك بؤرتان للفيروس خارج الصين : الاولى وهي إيطاليا التي نشرت الفيروس في أوربا ، والثانية وهي إيران التي نشرت الفيروس في منطقة الشرق الأوسط . ومن ثم أصبح الفيروس وباء عالمي تعاني منه معظم بلدان العالم ، واليوم تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أول دولة في قائمة عدد الإصابات وعدد الوفيات .
إن تحول إيطاليا وإيران كبؤرتين لهذا الفيروس وكذلك وجود الولايات المتحدة الأمريكية في صدارة قائمة الدول المتضررة من هذا الوباء ليس صدفة ، ولكن حكمة إلهية تساعدنا على فهم حقيقة ما حدث وما يحدث من تشويه في التكوين الروحي للإنسانية في العصر الحديث .
بالنسبة لتفسير سبب تحول إيطاليا لبؤرة لهذا الفيروس ، فكما ذكرنا في مقالات ماضية ، أن إيطاليا كمنطقة تمثل رمز المعارف المادية ( مجتمع صناعي) ، فشكل خريطة إيطاليا يشبه شكل قدم الإنسان وهي رمز القسم المادي في الإنسانية وهو المسؤول عن تأمين الحاجات المادية ولهذا فهو المسؤول عن تنمية العلوم المادية . وكما ذكرنا في مقالات ماضية أن بيثاغوراس الفيلسوف اليوناني مؤسس العصر الذهبي للحضارة الإغريقية، قد أنشا مدرسته في جنوب إيطاليا ومن هناك بدأت الحضارات الأوربية ، في البداية ظهرت الحضارة الإغريقية ، ومن ثم حضارة عصر النهضة حيث لعبت هاتين الحضارتين دور كبير في تنمية العلوم المادية والتي دورها تأمين الحاجات المادية للإنسانية .
شكل خريطة إيطاليا بشكل مقلوب مشابه لشكل كلب (كما توضح الصورة) ، وكما ذكرنا في مقالات ماضية أن الكلب هو رمز روح السوء . إن وجود شكل القدم والكلب في شكل خريطة إيطاليا هو حكمة إلهية لها معنى أنه عندما يكون هناك تعاون بين العلوم الروحية والعلوم المادية فإن العلوم المادية في هذه الحالة رمزها (القدم) أي بأنها تصبح بمثابة أقدام للعلوم الروحية تستطيع بها متابع طريقها . أما إذا كان هناك إنحطاط في العلوم الروحية عندها العلوم المادية تأخذ رمز ( الكلب) الذي ينهش بها ويزيدها إنحطاطا ،وعندها تسيطر روح السوء على عجلة تطورالتكوين الروحي للإنسانية لتقودها نحو الدمار والفناء . وهذه هي حقيقة ما يحصل في عصرنا الحاضر .. فإيطاليا هنا هي رمز يعبر عن القسم الغربي بأكمله من العالم وليس إيطاليا بالذات فقط .
أما بالنسبة لإيران كرمز . فإيران أصبحت البؤرة الثانية لإنتشار فيروس كورونا كعلامة إلهية تساعدنا في فهم الموضوع بشكل أوضح ، فإيران عبارة عن رمز آخر مشابه لرمز إيطاليا ، فهي أيضا تحمل معاني رموز إيطاليا ولكن كمصطلحات دينية ، فكما ذكرنا في مقالات ماضية أن إيران تتبع مذهب الشيعة ، وأن ظهور هذه الطائفة لم يكن عبثيا كم يظن مسلمي السنة ، ولكن كان حكمة إلهية ليستطيع المسلمون فهم الإسلام بمعناه الشامل . فالطائفة الشيعية تعطي أهمية كبيرة لعلي عليه السلام وتعتبره الشخصية الثانية في دين الإسلام بعد محمد صلى الله عليه وسلم ، فهذه الطائفة تمثل رمز القسم الأيسر للإسلام ، أي أن دورها هو تنمية الفقه المادي للنصوص الدينية ، والذي من خلاله يمكن رؤية العلاقة بين النصوص الدينية الإسلامية والديانات الأخرى ، فهي حلقة وصل لتوحيد معاني النصوص الدينية مع معاني معلومات علوم الأمم الغربية ، لنحصل في النهاية على علوم شاملة تسمح بتأمين جميع الحاجات الروحية والجسدية للإنسانية .
إيران تقع على نهر دجلة من الناحية الشرقية ، كلمة ( دجلة) تُسمع وكأنها من كلمة (دجل) ، وهي كلمة تستخدم كرمز آخر يعبر عن صفات روح الكلب ، ولهذا عدو المسيح عند المسلمين يدعى ( أعور الدجال) . ولكن نهر دجلة أيضا يُسمى عالميا ( تيغريس) ومعناه النمر ، وهذا ليس صدفة ولكن حكمة إلهية فالنمر هو من العائلة التي ينتمي إليها الأسد فالنمر هو رمز آخر لروح الأسد وله نفس المعنى ، والأسد كما ذكرنا في مقالات ماضية هو رمز تلك الروح التي تساعد روح الخير العالمية في القضاء على روح الكلب . فتحول إيران لبؤرة ثانية لنشر الوباء في الدول الإسلامية ، يعني أن الشعوب الإسلامية كأمة قد خسرت شموليتها في عصرنا الحاضر وتحولت إلى أمة روحية تعيش على الخرافات الدينية ، وليس على قواعد الإيمان الرئيسية ، فأصبح الدين اليوم وكأنه عقيدة تهتم فقط بعلاقة الإنسان بربه ، أما علاقة الإنسان وواجباته نحو الإنسان والإنسانية فأصبحت علاقة سطحية رجعية لا يمكن تطبيقها على ما يلائم التكوين الروحي الإنساني في العصر الحديث . فللأسف الدين الإسلامي وجميع الديانات الأخرى اليوم تطبق مبدأ الدين للدين وليس لخدمة الإنسان ولهذا الإنسانية بأكملها اليوم تعاني من إنحطاط روحي أو بمعنى آخر عمى البصيرة .
أما بالنسبة إلى رمز الولايات المتحدة الأمريكية التي تقع الآن في أول قائمة عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا . فالولايات المتحدة الأمريكية هنا تمثل القارة الأمريكية في أقصى الغرب ، فالقاعدة التي بَنت عليها شعوب هذه المنطقة جميع علومها ومعارفها قد أخذتها من القارة الأوربية وقامت بتطويرها لتصل إلى هذا المستوى الذي عليه الآن والذي جعلها تبدو بأنها أقوى دولة في العالم وأنها هي اليوم التي تسيطر على معظم القرارات العالمية السياسية والإقتصادية ، فالولايات المتحدة الأمريكية تعتبر رمز للنتيجة النهائية لما يحصل في تطور الإنسانية في العصر الحديث ، وكما ذكرنا في مقالات ماضية بأن شكل القارة الأمريكية لها شكل حشرة ، الذي يرمز للرقم (666) الذي يمثل رمز أعور الدجال في الديانة المسيحية (الصورة). أي أن المعارف التي ذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر اليوم في أعلى قائمة الدول العظمى ، وتقع أيضا في أعلى قائمة عدد الإصابات وعدد الوفيات من وباء كورونا ، بدلا من أن تنتصر على روح السوء (666) الذي يمثل شكل خريطة القارة الأمريكية ، خسرت أمامها وأستسلمت لها وأصبحت تابعة لها لتساعدها في تحقيق أهدافها . فرمز الولايات المتحدة الأمريكية هنا لا يخص هذه الدولة فقط ولكن له معنى أن أتباع روح السوء في مختلف دول العالم هم الذين يسيطرون على سلوك ومصير جميع شعوب العالم في عصرنا الحديث .
هناك أحداث أخرى حصلت منذ ظهور وباء كورونا وحتى الآن في بلدان عديدة تؤكد على صحة مبادئ البحث الذي أعرضه هنا في توضيح حقيقة ظهور وانتشار وباء كورونا ، ولكن تحتاج إلى البحث عنها لرؤيتها وفهمها لربطها بالمعلومات التي كتبتها هنا ، وسأعطي هنا مثال بسيط يساعد القارئ في فهم طريقة تفسير هذه الحوادث لتؤكد له عن صحة المعلومات المذكورة هنا : من يتابع ويتمعن جيدا في أخبار ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة الأخيرة، ، سيلاحظ أن الحكمة الإلهية قد أعطت علامة أخرى تؤكد على صحة ما كتبته عن رمز الولايات المتحدة الأمريكية ، فبعد أسابيع قليلة من إنتشار وباء كورونا في هذه البلاد ، ظهرت فيها أزمة جديدة من نوع آخر له علاقة برمز (666) ، فالذي حصل أنه عن طريق بعض البضائع المستوردة من دول آسيوية ، إنتقل مع هذه البضائع نوع من الدبابير معروفة بأسم (دبابير القتل) ، وهي دبابير عدائية متوحشة وقوية بسبب حجمها الكبير ، حيث هاجمت هذه الدبابير السكان هناك وقامت بتدمير الكثير من خلايا النحل التجارية ، فأحدثت هذه الدبابير هلع ودمار إقتصادي في الكثير من القرى ، حتى دفع بعض الناس هناك بالإعتقاد بثمة وجود لعنة حلت بهم فجأة في عام ٢٠٢٠، فلم يكفيهم ما يفعله فيروس كورونا من قلق وخوف ودمار إقتصادي ، أتت هذه الحشرات المتوحشة التي لسعاتها أيضا قد تؤدي إلى الموت لتجعل الازمة أكبر مما كانت عليه. إن إنتقال هذه الحشرات المتوحشة إلى قرى الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الفترة بالذات ليس صدفة ، فلو كان إنتقالها قد حصل قبل عام أو عامين لكان الأمر بالنسبة للشعب الأمريكي أمر طبيعي ، ولكن تزامن إنتقالها مع انتشار وباء كورونا هو الذي حولها إلى ما يسمى (لعنة) ، والشعور بوجود لعنة يعني أن هناك أمر غير طبيعي يحصل ويجب البحث عنه لمعرفة سببه الروحي وليس المادي .
إن ظهور فيروس كورونا في الصين وكذلك تحول إيطاليا وإيران لبؤرتين لنشر الوباء في شعوب العالم، وكذلك ظهور حشرات ( الدبابير القاتلة) في الولايات المتحدة الامريكية التي تقع في أعلى قائمة الدول العظمى وأيضا في أعلى قائمة عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا كون الرئيس ترامب وجه جل إهتمامه في البداية في المحافظة على إقتصاد بلاده وليس لحياة أفراد شعبه . هذه الأشياء جميعها هي حكمة إلهية لها معنى أن الشعوب الشرقية بعلمائها ومفكريها قد فشلت في أداء دورها الذي أعطاه الله لها لتقوم به ، فبدلا من أن تساهم هذه الشعوب في تنمية المعارف الروحية لتساعد العلوم المادية الغربية في العودة إلى مسارها الصحيح ، أصبحت اليوم تنشر روح السوء في العالم ، فأصبحت العلوم الروحية اليوم عاجزة عن توحيدها بالعلوم المادية التي طورتها الشعوب الغربية ، وكانت النتيجة انه بدلا من أن تحصل الإنسانية على معارف شاملة تستطيع فهم حقيقة ما حصل من تطورات في الماضي وما يحصل في الحاضر ، حصل إنحطاط روحي عالمي شوه مفهوم مضمون هذه التطورات . ولهذا وصلت روح السوء إلى أقصى الغرب ، فوصول الدبابير القاتلة إلى أمريكا ، هي علامة إلهية توضح لنا بشكل رمزي بأن الشعوب الشرقية لم تعد تتبع تعاليم روح الخير العالمية فوصلت الأمور في العصر الحديث أن تخرج الإنسانية بأكملها في تطورها عن طريقها الصحيح لتسلك طريقا آخر مشابه لطريق التطور الذي سلكته الحشرات والذي شرحناه في المقالة الماضية .
حتى يتوضح موضوع (فيروس كورونا) بشكل أعمق لنحصل على مضمون شامل لهذا الموضوع ، يجب علينا أيضا شرح الحكمة الإلهية في تسمية الفيروس بأسم (كورونا) وبشكل أدق أسمه العلمي (كوفيد ١٩) . ولكن شرح هذه الفقرة يحتاج إلى اسلوب طرح مختلف ، فحتى الآن في شرحنا نستخدم معلومات فلسفية تخاطب العقل أكثر مما تخاطب الروح ، أما شرح فقرة الحكمة الإلهية في التسمية ، فتحتاج إلى أسلوب يخاطب المشاعر أكثر من مخاطبة العقل ، فموضوع وباء كورونا ليس موضوع مرض جسدي فقط فظهوره صنعت ظروف خاصة لها علاقة بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية ، وبما أننا بدأنا في هذه المقالة باستخدام الاسلوب العقلي ، فمن الصعب على القارئ الإنتقال بشكل مفاجئ إلى اسلوب آخر يسمح له نفسيا الإندماج بمشاعره مع المعلومات المطروحة ، لهذا فضلت أن أترك فقرة الحكمة الإلهية في التسمية إلى الأسبوع القادم - إن شاء الله - كونها أيضا طويلة وتحتاج إلى تفاصيل دقيقة ، وكونها أيضا مناسبة نفسيا لختام صيام شهر رمضان واستقبال عيد الفطر السعيد . والله أعلم .
ز . سانا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق