خواطر من الكون المجاور الخاطرة
الخاطرة ٢٥٩ : مذنب نيو وايز ظاهرة فلكية ، أم علامة إلهية؟
ملاحظة هامة : معلومات هذه المقالة تعتمد على معلومات تم شرحها بشكل مفصل في مقالات ماضية وعرضها هنا مرة أخرى سيجعل حجم مقالة كبير جدا ، لهذا سنذكر هذه المعلومات بشكل مختصر جدا ، وسنذكر أرقام تلك المقالات لمن يريد من القراء الجدد المزيد من التفاصيل عنها .
منذ بداية عام /٢٠٢٠/ شعر العديد من الناس في مختلف بلدان العالم أن هذا العام يبدو بأنه سيكون عام مشؤوم . هنا لن نتكلم عن الخراب والمصائب التي حدثت بسبب سوء السلوك الإنساني ، فالإنسان المعاصر أصبح بطبيعته إنسان بارع في خلق المشاكل وصنع الخراب . وكما ذكرت في بعض مقالاتي الماضية ، أن مناخ الكرة الأرضية هي المرآة التي تكشف حقيقة نوعية تلك الروح التي تسيطر على سلوك الأفراد والشعوب بشكل عام . فعندما تكون الطبيعة من حولنا جميلة وصديقة لنا ، فهذا يعني أن روح الخير هي التي تسيطر على نفوس الناس ، أما عندما تكون الطبيعة عدائية لنا تجلب الفيضانات والزلازل والأوبئة ، فهذا يعني أن روح السوء هي التي تسيطر على نفوس الناس . هذا القانون الكوني ذكره الله عز وجل في قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ (الرعد ١١ } . الله عز وجل وضع الإنسان في مركز الكون ، فكل حدث أو حركة حدثت في الكون منذ ولادته وحتى الآن هو من أجل خلق الإنسان كجسد وروح ، ليستطيع تصحيح تكوينه الجسدي والروحي ليصل إلى الكمال من أجل أن يصبح ملائما للعودة ثانية إلى الوطن الأم (الجنة) .
رقم عام /٢٠٢٠/ كما ذكرت في الخاطرة ٢٤٩ (الرمز الروحي لفيروس كورونا وعلاقته بالكرنفال) هو رمز عمى البصيرة ، حيث الرقم (٢٠) الموجود مرتين في رقم هذا العام يعبر عن المرأة العوراء والرجل الأعور ، الذي وصل إليه الحال في الإنسان المعاصر (رجل وإمرأة) . الحكمة الإلهية اختارت هذا عام(٢٠٢٠) لتظهر حقيقة درجة عمى البصيرة التي وصلت إليها الإنسانية في عصرنا الحاضر . لهذا كانت الطبيعة عدائية جدا مع الإنسانية لأنها قد خرجت عن الصراط المستقيم الذي وضعه الله لتسير عليه .
لنحاول ذكر بعض الكوارث الطبيعية التي حدثت في هذا العام ، لنأخذ فكرة سريعة عن نوعية هذه الكوارث :
١ - العام يبدأ بحرائق استراليا التي بدأت في أواخر ديسمبر (كانون الأول) في منطقة شرق جيبسلاند في ولاية فيكتوريا واستمرت في الشهر الأول من عام ٢٠٢٠ . حيث أدى احتراق ١٠،٧ مليون هكتار وتدمير ٥٩٠٠ مبنى ونفوق مليار حيوان . استراليا تقع في أقصى شرق العالم ، والحرائق بدأت من الولاية فيكتوريا حيث اسم هذه الولاية ( فيكتوريا) تعني بالإنكليزية (النصر) . معنى هذا الأسم ليس صدفة ولكن هو معنى رمزي يوضح أن هذه القارة التي لم يظهر في تاريخها أي حضارة ، تعبر عن إنتصارها على جميع حضارات العالم .
٢ - في الصين القريبة من استراليا ، يظهر فيروس كورونا ويتحول إلى وباء عالمي ، حيث وصل عدد المصابين به اليوم أكثر من /١٢/ مليون نسمة ، وعدد الوفيات إلى أكثر من نصف مليون وفاة . وسبب أزمة اقتصادية هائلة جدا في جميع دول العالم .
٣ - في إندونيسيا القريبة من الصين سبب هطول الأمطار الغزيرة حدوث فيضانات وانهيارات أرضية لم تحدث مثلها منذ أكثر من 20 سنة، حيث تم إغلاق خطوط القطارات وانقطاع التيار الكهربائي وغمرت الفيضانات مساحات واسعة من جاكرتا والمدن المجاورة فى ليلة ٣١ ديسمبر وحتى صباح رأس السنة. وفي اليابان حدثت كارثة منجم باكنات جيد قُتل فيها ما لا يقل عن ١٦٢ شخصًا في انهيار أرضي في موقع لتعدين اليشم في منطقة باكانت بولاية كاشين في ميانمار ، وبالرغم من أن صناعة اليشم في ميانمار معروفة بالوفيات والحوادث، إلا أن كارثة ٢٠٢٠ هي أكثر الحوادث دموية حتى الآن .
٥ - إعصار ( أمفان ) الذي ضرب منطقة خليج البنغال بين الهند وبنغلادش، أحدث أضرارا بأكثر من ٥ آلاف منزل، و دفع أكثر من ٢،٦ مليون شخص إلى الملاجئ . أيضا إعصار التنين الرملي الذي ضرب الدول العربية و الذي لم يسبق أن حدث مثله منذ ١٠٠ سنة سابقة ، حيث أصاب كل من مصر و لبنان و العراق و الأردن و العديد من الدول العربية .
٦ - زلازل تركيا وإيران وكوبا وجمايكا .
٧ - أسراب الجراد تغزو أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وجنوب آسيا وأمريكا الجنوبية، وهو الأسوأ منذ ٧٠ عامًا في كينيا والأسوأ منذ 25 عامًا في إثيوبيا والصومال والهند.
٨ - انتشار الدبابير القاتلة في أمريكا التي تظهر لأول مرة في أمريكا .
هناك كوارث عديدة أخرى حدثت هذا العام في مختلف بلدان العالم لا داعي لذكرها هنا .
قد يقول البعض بأن مثل هذه الكوارث تحصل في كل عام ، وهذا صحيح ففي الفترة الأخيرة بدأنا نتعود على سماع مثل هذه الكوارث . ولكن كانت تحصل بكثافة أقل ، وبظروف أقل قساوة ، وخاصة بوجود وباء كورونا الذي جعل من هذه الكوارث تبدو وكأنها ضربات قاضية تساعد على الإحساس بشكل واضح بعدائية الطبيعة للإنسانية . حيث جعلت شعوب العالم بأكملها تشعر بأن عام /٢٠٢٠/ هو فعلا عام غريب عن غيره من الأعوام .
ولكن من ناحية أخرى ، إذا تمعنا في الظواهر الفلكية التي حدثت هذا العام ، سنجد أن الأمور معاكسة لتلك الظواهر السلبية التي تحدث على سطح الأرض فهي تبدو وكأنها تعطي نوع من التفاؤل . ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي تم اكتشاف مذنب عملاق يتجه نحو الشمس ، من قبل تلسكوب المركز الفلكي (Asteroid Terrestrial-impact Last Alert) الموجود في ولاية هاواي، وأُطلِق عليه اسم (ATLAS)، حيث أحرف أسم هذا المذنب هي الأحرف الأولى من أسم هذا المركز الفلكي . فهذه الأحرف شكلت كلمة (أطلس) ، كلمة أطلس كلفظ عربي لها هذه المعاني : الأطلَسُ : السارقُ ، الأطلَسُ : الكلب ، الأطلَسُ : الوَسِخُ . وجميع هذه المعاني هي رمز لروح السوء ( أعور الدجال) فكلمة الطَّلِيسُ تعني المطمُوسُ العَين . وأيضا كلمة أطلس باللغة اليونانية هي أسم أحد الجبابرة الذين ساعدوا إله كرونوس في حربه المعروفة بأسم حرب الجبابرة ضد آلهة أولمبوس الاثنا عشر . حيث انتصر فيها آلهة أولمبوس لتبدأ منذ ذلك الوقت الحقبة الذهبية للشعب اليوناني . أيضا كلمة أطلس في اللغة الأمازيغية في المغرب تعني الظلام ، ولهذا سمي المحيط الأطلسي بأسم بحر الظلمات . فكما نلاحظ أن جميع معاني أسم هذا المذنب (أطلس) هي رموز لصفات روح السوء .
مذنب أطلس كان حجمه كبيرا جدا حيث مع الكتلة الغازية التي تحيط به يصل قطره إلى نصف قطر الشمس تقريبا ، وهذا ما زاد لهفة علماء الفلك والهواة برصده ومراقبته ، فتوقعوا أن رؤيته بالعين المجردة ستكون واضحة جدا بحيث يمكن رؤيته في السماء بسهولة ، وأن سطوعه سيكون أكبر من كوكب الزهرة والتي تعتبر من أسطع نقاط السماء نورا بعد القمر . ولكن الذي حصل أن مع إقترابه من الشمس تفتت إلى /٥٥/ قطعة ثم أختفى . فلم تسمح الظروف أن يتم رؤيته بالعين المجردة .
ولكن ما أن تفتت مذنب أطلس ، حتى ظهر مذنب آخر يأتي من بعيد ليدور حول الشمس ، تم اكتشافه من قبل مركز الفلك الدولي Solar Wind Anisotropies فتم تسميته أيضا من الاحرف الأولى لأسم المركز فشكلت هذه الحروف أسم (SWAN) ، كلمة سوان ، كلفظ في اللغة الانجليزية، تعني فائقة الجمال . مذنب سوان رآه العديد من الناس بالعين المجردة في منتصف شهر مايو ( أيار) وهو يعبر السماء وكأنه زائر أتى من بعيد ليزين السماء بنوره وليلقي التحية على سكان الأرض .
وقبل أن يختفي مذنب سوان عن الأنظار حتى ظهر زائر جديد يأتي من مكان بعيد من أطراف المجموعة الشمسية ليلقي هو أيضا علينا التحية ، هذا المذنب الجديد إلتقطه تلسكوب المركز NEOWISE ، فسمي على أسمها مذنب (نيو-وايز) ، ومعناها (الحكيم الجديد) . حيث يمكن أن نراه في هذه الأيام الآن بالعين المجردة وهو يسبح في السماء متجها نحو الشمس ، ليدور حولها ثم ليعود إلينا ثانية في /٢٣/ من هذا الشهر .
ذكرنا قبل قليل أن اسم المذنب ( أطلس) الذي تحطم هو رمز روح السوء (الشيطان) ، أما المذنب سوان ( فائقة الجمال) ، فهو هنا رمز أمنا حواء التي طهرت نفسها من جميع شوائب تلك الخطيئة التي سببت في طردها من الجنة ، وهي هنا وكأنها أتت بجمالها الفائق لتتحدى المرأة التي رمزها (٢٠) أم أعور الدجال . أما المذنب الثاني نيو-وايز (الحكيم الجديد) فهو رمز آدم وهو في أنقى تكوينه ، وهو هنا وكأنه أتى ليتحدى الرجل الذي رمزه (٢٠) والد أعور الدجال . ظهور (فائقة الجمال والحكيم الجديد) في السماء هو علامة إلهية تشير إلى إقتراب موعد ظهور ( المهدي-المسيح) في مواجهة ( أعور الدجال) والإنتصار عليه (كما حدث مع تفتت مذنب أطلس) ، من أجل إعادة الأمور في العالم بأكمله تحت سيطرة روح الخير العالمية، لتستطيع الإنسانية متابعة تطورها في مرحلة سن الرشد .
حتى يكتمل المعنى الروحي لهذه الظاهرة الفلكية كما شرحناه ، الحكمة الإلهية وضعت علامة أخرى أيضا تساعد في توضيح هذا المعنى بشكل أفضل . فمع بداية رؤية مذنب نيو-وايز ، وبالتحديد في/٤/ يوليو ( تموز) حدثت ظاهرة فلكية أخرى وهي اصطفاف الكواكب ( كما توضح الصورة) . هذه الظاهرة أحدثت جدالا حادا بين علماء الفلك والمنجمين . ففي الأشهر الأولى من هذا العام بدأ المنجمون في نشر مقالات تتحدث عن اصطفاف جميع الكواكب على خط مستقيم في السماء وكأن هذه الظاهرة تعلن عن نهاية العالم وأنها ظاهرة تحدث لأول مرة في التاريخ وأنها ستحدث كوارث كثيرة من زلازل وبراكين وفيصانات و انتشار الأوبئة . وسرعان ما رد علماء الفلك على ادعاءات المنجمين واتهموهم بالكذب وإثارة البلبلة والخوف في نفوس الناس ، فحسب أبحاث علماء الفلك فإن أصطفاف جميع الكواكب في خط مستقيم لم ولن يحصل لأن الكواكب لا توجد على مستوى واحد ولكن على عدة مستويات ، وأن اصطفاف الكواكب الذي سيحصل في يوم /٤/ يوليو لن يشكل خط شبه مستقيم فكوكب أورانوس مثلا سيكون بعيد جدا عن الخط المستقيم ، وكذلك كوكب نبتون أيضا سيكون خارج هذا الخط . وهذا هو ما حدث فعلا في /٤/ يوليو ، فاصطفاف الكواكب لم يكن على خط شبه مستقيم ، ولم تحدث تلك الكوارث الكبيرة التي تحدث عنها المنجمون .
للأسف كلا الطرفان ، علماء الفلك والمنجمون ، نظروا إلى هذه الظاهرة بنظرة مادية بحتة . فوجود جميع الكواكب على خط مستقيم لم ولن يحصل أبدا لأنه أصلا مخالف للحكمة الإلهية في هندسة تصميم الكواكب لهذا فهذا النوع من الإصطفاف لا يعبر سوى عن جهل في فهم مضمون هندسة المجموعة الشمسية . فما حدث في /٤/ يوليو هو حقا أصطفاف كما أراد له الله عز وجل ليوضح لنا الحكمة الإلهية في هندسة المجموعة الشمسية. وأن هذه الظاهرة هي فعلا علامة إلهية تؤكد لنا بأن هناك ارتباط كامل بين تكوين الإنسانية وتكوين المجموعة الشمسية.
فكما ذكرنا في الخاطرة رقم ١٢٨ (الكواكب وتكوين الإنسان ) أن المجموعة الشمسية تمثل جسد الإنسان ، حيث الكواكب الداخلية الأربعة مع أقمارها تمثل الكائن العلوي في الإنسان( كما توضح الصورة) :
الرأس (الشمس) ، الفقرة الأولى من الرقبة (عطارد) ، الفقرة الثانية (الزهرة) ، الثالثة (الأرض) الرابعة (القمر) ، الخامسة ( المريخ) ، السادسة (فوبوس) ، السبعة ( ديموس) ، أما عظام الترقوة وعظام الساعد والأصابع فتمثل حزام الكويكبات .
أما كواكب المجموعة الخارجية فهي تمثل أعضاء الكائن السفلي في الإنسان ( كما توضح الصورة) :
- كوكب المشتري يمثل القلب وجهاز الدوران.
- كوكب زحل يمثل المعدة وجهاز الهضم .
- كوكب أورنوس يمثل الرئة وجهاز التنفس.
- كوكب نبتون يمثل الكلية وجهاز الإطراح .
- كوكب بلوتو يمثل جهاز التناسل .
- أجرام كايبر والقرص المبعثر وسحابة أورط تمثل عظام الساق والقدم .
فإذا قارنا بين الخط الذي يتشكل من الرأس إلى فقرات الرقبة ثم القلب ثم المعدة ثم الرئة ثم الكلية ثم العضو التناسلي ، سنرى أنه مشابه تقريبا مع خط اصطفاف الكواكب الذي حصل في /٤/ يوليو . حيث نجد أن كوكب أورانوس هو خارج هذا الخط الشبه مستقيم لأنه يمثل الرئة وهي تقع على في جانب الجسم وليس في وسطه . وكذلك كوكب نبتون الذي يمثل الكلية هو أيضا خارج خط اصطفاف الكواكب لأن الكلية أيضا تقع في جانب الجسم وليس وسطه . أيضا نجد أن كوكب المريخ قد خرج قليلا عن الخط اصطفاف الكواكب رغم أن مكانه في فقرات الرقبة على استقامة واحدة ، هذا الإنحراف ليس شذوذ ولكن حكمة إلهية تساعدنا على فهم نوعية سلاح (المهدي - المسيح) الذي سيستخدمه في حربه مع روح السوء . فكوكب المريخ ( مارس) هو الكوكب الأحمر وهو إله الحرب والقتل في الأساطير . أي هو رمز غريزة القتل ، ولكن اسلوب ( المهدي - المسيح) يتبع مبدأ قانون الجنة الذي ذكره الله تعالى في الآية {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (٢٨} المائدة . فأسلوب (المهدي-المسيح) في الإنتصار على روح السوء لن يكون باستخدام السيف أو الأسلحة المدمرة كما يظن الكثير ، ولكنه بسلاح الحكمة ، الذي لا يقتل الجسد ولكن يقتل بذور روح السوء في هذا الجسد ، لهذا خرج كوكب المريخ عن مكانه قليلا ليحمل معه هذا المعنى . مما ذكرناه نجد أن اصطفاف الكواكب في يوم /٤/ هو اصطفاف فيه إنسجام كامل بين معاني عناصره . وليس كذبة كما يدعي علماء الفلك .
فإصطفاف كواكب المجموعة الشمسية الذي حصل في /٤/يوليو ، لم يحصل صدفة ، ولكنه دليل رمزي له معنى وهو : أن قدوم (فائقة الجمال ، والحكيم الجديد) والذي سينتج عنه ظهور ( المهدي- المسيح) سيعيد وضع التكوين الروحي للإنسانية إلى شكله المثالي بحيث كل جهاز سيؤدي دوره الذي من أجله خلقه الله . فالعصر الحديث بنظرياته الفلسفية المزيفة والتفسيرات المتخلفة للنصوص الدينية التي ظهرت بسبب أستخدام الرؤية المادية فقط ، قد حولت المجتمعات الإنسانية في الفترة الأخيرة ، إلى مجتمعات فوضوية تعاني من عمى البصيرة فأدت إلى تمزيق الروابط الإنسانية لتجعلها تبدو وكأنها عائلة الأخوة الأعداء .
أول كتاب مقدس في الديانات السماوية هو ( سفر التكوين) ، عنوان هذا الكتاب ( التكوين) يعني تطور تكوين الإنسانية منذ خروجها من الجنة وحتى يوم الآخرة ، هذا الكتاب المقدس ينتهي بقصة يوسف عليه الصلاة والسلام ، وكما هو مذكور عن قصة يوسف ، أن الله عز وجل جعله فائق الجمال (....وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (٣١) سورة يوسف ، وكذلك وهبه الله مستوى عال من الحكمة {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٢٢} سورة يوسف . لهذا كان أسم المذنبين ( سوان ، نيو - وايز) يحملا هاتين الصفتين ( فائقة الجمال ، الحكيم الجديد) وكما تذكر الكتب المقدسة أن يوسف رأى حلما {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (٤} سورة يوسف . فاصطفاف الكواكب الذي حصل هذا العام هو أيضا رمز لهذا الحلم . فإذا حسبنا عدد مجموع الشمس مع الكواكب والأقمار التي تشكل رمز جسد الإنسان في المجموعة الشمسية، سنجد أنها ثلاثة عشر كما هو في الكتب المقدسة ( ١- الشمس ، ٢- القمر ، ٣- عطارد ، ٤- الزهرة ، ٥ - الأرض ، ٦ - المريخ ، ٧ - فوبوبس ، ٨ - ديموس ، ٩ - مشتري ، ١٠ - زحل ، ١١ - أورانوس ، ١٢ - نبتون ، ١٣ - بلوتو).
إن اجتماع هذه الظواهر الفلكية الثلاث ( مذنب فائقة الجمال ، مذنب الحكيم الجديد ، اصطفاف الكواكب ) في هذا العام بالذات والذي يحمل رقم (٢٠٢٠) الذي يرمز لروح السوء ، أعتقد أنها رموز جميعها تشير إلى إقتراب موعد ظهور (المهدي - المسيح) . يقول الله عز وجل {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159} البقرة . وما أفعله هنا هو عرض لتلك العلامات التي رأتها عيني ، وأرجو الله أن يكون هو - لا أنا - من سينير عقولكم لتستطيعوا التفريق بين الحقيقة والدجل ... والله أعلم .
ز .سانا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق