خواطر من الكون المجاور
الخاطرة ٢٧١ : هرم زوسر في القرآن الكريم.
في البداية أود أن أنوه إلى ملاحظة ذكرتها العديد من المرات في مقالات سابقة ، وهي تخص القراء الجدد ، بأن مقالاتي وخاصة الأخيرة تعتمد بشكل كبير على معلومات شرحتها بشيء من التفصيل في مقالات ماضية ، فالقارئ الذي سيقرأ مقالة اليوم كأول مقالة لي ، سيشعر مثل ذلك التلميذ في المرحلة الإبتدائية عندما ينتقل مباشرة إلى المرحلة الثانوية . فهو سيعرف قراءة جميع الكلمات ولكنه لن يفهم منها شيئا لكثرة عدد المعلومات والمصطلحات الغريبة فيها والتي تم شرحها في المرحلة الإعدادية ولم يسمع هو بها . السلوك الفطري لهذا التلميذ الصغير سيجعله عاجزا عن إعطاء أي رأي لأي معلومة يقرأها ، أما القارئ الجديد لمقالتي فكونه يظن نفسه أنه يمتلك ثقافة كافية لفهم كل شيء يقرأه ، فستكون ردة فعل شعوره التعصبي الشتيمة والسخرية من صاحب المقالة بسبب عدم تطابق معلومات المقالة مع المعلومات التي يعرفها عن دينه أو تاريخ بلاده .
لهذا أقول لمثل هؤلاء القراء : يقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ ..... (١١) الحجرات} . فعلى الأقل إنصافا للحق ولنفسه أرجو أن يعود القارئ إلى مقالاتي القديمة ليعلم ما أكتبه في هذه المقالة .
كل ما أستطيع هنا أن أقدمه كدليل بسيط على أن معلومات مقالاتي ليست نتيجة هلوسة أو شطحات خيالية وأنما هي نتيجة بحث شاق وطويل ، هو أن من يتابع مقالاتي منذ فترة طويلة يعلم تماما بأنها كانت تتنبأ بشكل غير مباشر عن لعنة عام (٢٠٢٠) التي أصابت جميع شعوب العالم في هذا العام ، فمنذ بداية ظهور صفحتي (عين الروح) شرحت عدة مرات معنى رمز الرقم (٢٠) وأنه أحد رموز الأعور الدجال . فالقرن العشرين (الذي يحمل نفس الرقم) قد كتبتْ عنه صفحات التاريخ (لم تعرف الإنسانية وحشية مثل وحشية إنسان القرن العشرين) ، إن تنمية العنف والإباحة الجنسية هي من أهم أهداف روح أعور الدجال .
وأود أن أؤكد للقراء أن جميع المعلومات الغريبة عن ثقافة الإنسان المعاصر التي أعتمد عليها في شرح مواضيع مقالاتي، موجودة في القرآن الكريم ، فالقرآن الكريم هو أصدق مرجع بالنسبة لي . وأن سبب عدم استطاعة علماء الدين أو علماء التاريخ أو علماء الفلك أو غيرهم رؤيتها في القرآن ، هو أن المنهج العلمي المعاصر يفرض على إنسان منذ طفولته أن يرى الشيء أو الحدث من خلال زاوية واحدة ، هذا النوع من الرؤية يخلق نوع من التعصب في عقل الباطني للإنسان فيجعله يرى فقط ما ينتمي إليه ، أما القرآن وكونه كلام الله فهو يستخدم الرؤية الشاملة للموضوع لتناسب مستوى المعارف في جميع العصور ، هذا المبدأ ذكره الله في سورة يوسف {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ.....(٦٧)} . كل باب هو علم خاص بذاته ، فحتى نستطيع رؤية المعلومة في القرآن بمعناها الشامل ، يجب أن تكون نيتنا في البحث نقية بعيدة عن أي نوع من أنواع التعصب ، وأن يكون هدفنا هو البحث عن الحقيقة أينما كانت ، وأن نمتلك ثقافة شاملة تسمح لنا برؤية المعلومة من خلال توحيد جميع زوايا رؤية كل علم (علوم الفيزياء ، علم الجيولوجيا ، علم التاريخ ، علم الفلك ، علم اللغات ، علم الديانات ، علم الهندسة ، علم الميكانيك . الفن بجميع أنواعه ....) .فكل علم هو في الحقيقة هو عبارة عن جزء من تكويننا الروحي لأننا كبشر نملك جزء من روح الله في تكويننا ، لهذ فإن إلغاء أي علم في البحث سيجعل المعلومة ناقصة وستسمح للأصحاب السوء بتشويه معناها الحقيقي .
كل ما هو مذكور في الكتب المقدسة ، موجود أيضا في القرآن الكريم ولكن بشكل رمزي يُعطي الشيء أو الحدث صورة جديدة بحيث يستطيع علماء جميع العلوم بمختلف أنواعها رؤيتها ، فيسمح لهم بتوحيد زوايا رؤيتهم لهذا الشيء أو الحدث وعندها فقط نستطيع أن نصل إلى رؤية علاقة الإنسجام بين شكل ومضمون الشيء أو الحدث ، وبالتالي فهم سبب وجوده ودوره أيضا في المخطط الإلهي في تطور الإنسانية . لهذا نجد أن معظم علماء الحضارة الإسلامية قد استعانوا بمعارف الحضارات المجاوة لهم في أبحاثهم ، وكذلك استعانوا بالكتب المقدسة ليكتبوا قصص الأنبياء بشيء من التفصيل لأن القرآن الكريم ذكرها بشكل مختصر جدا لا يكفي لكتابة سيرة هؤلاء الأنبياء . فمنهم من أصاب في بعضها ومنهم من أخطأ ، ولكن النية عند معظهم كانت نقية هدفها التوسع في فهم وشرح آيات القرآن الكريم . ولكن الذي حصل منذ ٨٠٠ عام تقريبا ، أن العلماء المسلمين أصبحوا يقرأون الكتب المقدسة بنية سوء لإثبات كفر أتباع الديانات الأخرى ، نية السوء هذه لا تزال موجودة في العديد من العلماء المسلمين . فالقرآن الكريم كما يفسره العلماء المسلمين اليوم قد انتهى مفعوله منذ ٨٠٠ عام .ولهذا و منذ ذلك الوقت وحتى الآن لم تستطع الأمة الإسلاميةالخروج من عصر الإنحطاط الذي تعيش به .
هذه المقدمة ليست خارج موضوعنا الرئيسي ولكنها من صلب الموضوع ، فكل معلومة تدخل فكرنا ستؤثر على سلوكنا وبالتالي على سلوك المجتمع بأكمله ، فما نفع فهم - مثلا - معنى آية (هاروت وماروت) إذا لم يساعدنا معناها في تصحيح سلوكنا وتصحيح البيئة الروحية لمجتمعنا من أجل الحفاظ على الفطرة الإلهية بشكلها النقي في أطفالنا .
ذكرت قبل قليل بأن كل معلومة أذكرها في مقالاتي موجودة في القرآن الكريم، وهنا سأحاول أن أشرح بعض المعلومات التي ذكرتها في سلسلة مقالات (يوسف وعلاقته بهاروت وماروت) لتوضيح مكان وجودها في القرآن الكريم . أحد هذه المعلومات تقول بأن يوسف عليه الصلاة والسلام هو مؤسس عصر الاهرامات في مصر . فجاءت تعليقات من بعض القراء المصريين (أين دليلك ... كلام فارغ ....كل ما تذكره غير موجود في القرآن و إنما هو من كتب اليهود المحرفة) . حتى أستطيع متابعة شرح موضوعنا هذا لا بد في البداية من ذكر أدلة تؤكد على وجود علاقة بين آيات القرآن الكريم وآيات الكتب المقدسة في الديانات الآخرى وأن الفصل بين هذه الكتب المقدسة سيجعل جميعها بلا أي فائدة . الإثباتات التي أقدمها هنا ليست فقط للمسلمين ولكن أيضا للمسيحيين واليهود ليعلموا بأن القرآن الكريم هو كلام الله.
في سفر التكوين يظهر اسم قايين (قابيل) لأول مرة في الآيه /١/ من الإصحاح الرابع (و عرف آدم حواء امراته فحبلت و ولدت قايين و قالت اقتنيت رجلا من عند الرب) ، إذا حسبنا مجموع عدد الآيات من بداية السفر وحتى هذه الآية سنحصل على الرقم (٨١) وهو القيمة الرقمية لأسم قايين (ΚΑΪΝ) بنظام الكابالا اليونانية (الصورة). أما أسم آدم في سفر التكوين فيظهر لأول مرة في الآية /٧/ من الإصحاح الثاني (و جبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض و نفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفسا حية) . إذا حسبنا مجموع الآيات من بداية السفر وحتى هذه الآية سنجد أن المجموع هو الرقم (٣٨) ، وإذا جمعنا أرقام تراتيب الاصحاحات أي (١+٢) سنحصل على الرقم (٣) إذا وضعنا هذا الرقم بجانب رقم مجموع الآيات (٣٨) سنحصل على الرقم (٣٣٨) هذا الرقم هو القيمة الرقمية لأسم (آدم) في الكابالا العربية (الصورة). النظام الرقمي للكلمات (الكابالا العربية والكابالا اليونانية) يستخدمه أيضا القرآن الكريم . فأسم آدم يظهر لأول مرة في القرآن الكريم في الآية رقم (٣١) من سورة البقرة (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) ، إذا حسبنا مجموع الآيات من بداية القرآن (سورة الفاتحة=٧) إلى هذه الآيه سنحصل على الرقم (٣٨) ، وإذا حسبنا مجموع أرقام ترتيب السور كما فعلنا في سفر التكوين سنحصل على الرقم (٣) ، وإذا وضعنا الرقمين جنبا إلى جنب سنحصل على الرقم (٣٣٨) وهو نفس الرقم الذي شاهدناه في سفر التكوين والذي يمثل القيمة الرقمية لأسم (آدم). هل هذا التطابق بين القرآن الكريم وسفر التكوين الذي لا يعترف بصحته المسلمون هو صدفة ؟
لننتقل للبحث في سورة يوسف ونطبق عليها الكابالا العربية واليونانية لنتأكد من أن هذا التطابق في الأرقام بين سفر التكوين والقرآن ليس صدفة ولكن من وحي إلهي فهو مبدأ من مبادئ فهم وتفسير آيات الكتب المقدسة . في مقالات ماضية ذكرنا أن مجموع الآيات من الآية /٢٤/التي تذكر ولادة يوسف في الإصحاح /٣٠/ ، وحتى نهاية سفر التكوين أي نهاية قصة يوسف ، هو الرقم (٦٧٨) ، وأن مجموع أرقام ترتيب الإصحاحات من الإصحاح /٣٠/ وحتى الإصحاح الاخير (٥٠) في السفر هو /٨٤٠/، وأن مجموع الرقمين /٦٧٨+٨٤٠=١٥١٨/ وأن رقم الناتج (١٥١٨) هو القيمة الرقمية لأسم (يوسف) في الكابالا اليونانية، وهو أيضا القيمة الرقمية لعبارة (ابن يعقوب) في الكابالا العربية ، فيوسف هو ابن يعقوب عليه السلام . فهذا دليل آخر على أن هذه الأرقام الموجودة في سفر التكوين، ليست من عقل بشري ولكن من وحي إلهي ، لأن التوراة ظهرت قبل ظهور الكابلا اليونانية بعدة قرون . حتى نجد هذا الرقم في القرآن الكريم يجب أن نعود إلى تلك المعلومة التي ذكرتها وشرحتها في مقالات ماضية ، والتي تقول بأن القرآن الكريم هو في الحقيقة كتابين إثنين في كتاب واحد . إذا أخذنا الكتاب الثاني (والذي جميع سوره تبدأ بأحرف متقطعة ألم ، مص، حم .. إلخ ) والذي يحوي على سورة يوسف ، وحسبنا مجموع الآيات من بدايته (سورة البقرة) وحتى نهاية سورة يوسف سنجد أن مجموع الآيات هو (١٠٣٥) ، وإذا حسبنا قيم عناوين السور بالنظام البسيط من السورة الأولى (البقرة=٦٠) إلى سورة يوسف (يوسف=٨٧) سنجد أن المجموع يعادل (٤٧٧) ، عدد السور من سورة البقرة وحتى سورة يوسف هو (٦) سور ، إذا أضفنا هذا الرقم إلى مجموع عدد الآيات ومجموع قيم عناوين السور سنحصل على الرقم ١٥١٨ ، (٦+٤٧٧+١٠٣٥=١٥١٨) . الرقم (١٥١٨) هو نفس الرقم الموجود في سفر التكوين .
هذا دليل آخر على أن الأرقام الموجودة في سفر التكوين، ليست من عقل بشري ولكن من وحي إلهي كونها موجودة أيضا في القرآن الكريم .
الآن إذا حسبنا مجموع نفس الأرقام ، ولكن بدل مجموع قيم عناوين السور(٤٧٧) وضعنا بدلا منها مجموع عدد أحرف عناوين السور والذي يعادل (٣١) حرف . سيكون الناتج (٦+٣١+١٠٣٥=١٠٧٢) . الرقم (١٠٧٢) هو القيمة الرقمية لأسم (يوسف) في الكابالا العربية. الآن إذا وضعنا بدل رقم عدد السور (٦) ، رقم مجموع أرقام تراتيب السور والذي يعادل (٢١) سيكون الناتج (٢١+٣١+١٠٣٥= ١٠٨٧) الرقم (١٠٨٧) هو القيمة الرقمية لعبارة (بن راحيل) ، أم يوسف أسمها (راحيل) . هذا يعني أن نظام الكابالا (العربي واليوناني) الذي أستخدمه في الكشف عن معلومات الآيات في القرآن الكريم والكتب المقدسة ، ليس من صنع عقل بشري ولكن من وحي إلهي يجب أن نستخدمه في فهم الكتب المقدسة . وأن ما حصل في التوراة من تحريف كان سببه هو تطور اللغة فقط ، فبسبب نزولها في فترة زمنية كانت الإنسانية في ذلك الوقت لا تزال في مرحلة الطفولة الثانية ولم تكن قد استطاعت تكوين لغة متكاملة فوجب تطورها لهذا حصلت بعض الأخطاء في اختيار الكلمات الصحيحة التي تعبر عن المعنى المقصود ، لذلك كانت الحكمة الإلهية أن يُكتب سفر التكوين بطريقة محكمة تحافظ على المعلومات التي يسميها الله في قرآنه الكريم (الذكر) ، فسفر التكوين هو كتاب الله ولن يستطيع أي عقل بشري أن يقوم بتحريف معلومات الذكر ، فالذي سيحاول تحريفه بشكل مقصود وبنية سوء فإن تكوينه الروحي سيجعله أعمى البصيرة لهذا لن يتمكن من رؤية مكان وجود هذه المعلومات (الذكر) ليقوم بتحريفها {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩) الحجر}.
الآن لنعود إلى القرآن ككتاب كامل لمتابعة موضوعنا الرئيسي . إذا حسبنا مجموع قيم عناوين السور من بداية القرآن (سورة الفاتحة) وحتى سورة يوسف ، سنحصل على الرقم (٩٥٨) وهو القيمة الرقمية بالكابالا العربية لأسم الشيطان كما هي مكتوبة في القرآن (شيطن) ، القارة الأفريقية التي شكل خريطتها مشابه لشكل رأس إنسان له قرنين هي رمز مكان سيطرة الشيطان . لهذا أرسل الله يوسف إلى أفريقيا ليواجه روح السوء هناك . ولهذا نجد أن أسم يوسف يظهر لأول مرة في القرآن الكريم في سورة الأنعام في الآية ٨٤ (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) . فالأفارقة والأوربيين والذين يمثلون الشعوب الغربية فإن تكوينهم الروحي الأول كان فيه جزء كبير من سلالة قابيل . لهذا كلمة (أنعام) والتي مصدرها (نعم) تأخذ معنيين متناقضين حسب تشكيلها ، معنى سلبي كما هو في الآيه {.... إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (٤٤) الفرقان} ، ومعنى ايجابي (نعيم ، نعمة) . فالمقصود في الحقيقة بمعنى هذه الكلمة ومشتقاتها هي الميزات المادية والتي يتمتع بها الشعوب الغربية ، فإذا كانت هذه الميزات ستساعد في تنمية التطور الروحي للإنسانية والذي هو مسؤولية القسم الشرقي من شعوب العالم فعندها تأخذ معناها الإيجابي ، أما إذا كانت ستساهم في عرقلة هذا التطور فعندها تأخذ معناها السلبي . ولهذا نجد في سفر التكوين أن اسم (نعمة) هو آخر اسم يتم ذكره في سلالة قابيل (٢٢:٤ وصلة أيضا ولدت توبال قايين الضارب كل الة من نحاس و حديد و اخت توبال قايين نعمة) . حيث عندها تتوقف سلالة قابيل وتختفي بسبب إندماجها بالقسم الشرقي . ولهذا نجد أن أفريقيا وأوروبا خالية تماما من الحضارات القديمة ، ما عدا الحضارة المصرية القديمة والحضارة اليونانية ، فبسبب قربهما من الشعوب الشرقية ونزوح هؤلاء إلى مصر واليونان ظهرت هذه الحضارات فيها . هذا قانون إلهي ، فأصل كل شيء هو الروح وليس المادة . لأن المادة تصنعها الروح لتعبر عنها . الله عز وجل جعل من حياة يوسف رمزا لهذا القانون . فبدون عقيدة دينية من عند الله لا يمكن أن تنشأ حضارات ، ومن المعروف أن جميع الديانات العالمية الموجودة اليوم ظهرت في آسيا .
الآن إذا حسبنا مجموع الآيات من الآية (٨٤) من سورة الأنعام التي تذكر أسم يوسف وحتى آخر آية من سورة يوسف ، سنجد أن المجموع هو الرقم (٨٣٤) ، وإذا حسبنا مجموع أرقام تراتيب السور من سورة الأنعام (٦) إلى سورة يوسف (١٢) ، سنحصل على الرقم (٥٧) . إذا جمعنا الرقمين سيكون الناتج (٥٧+٨٣٤=٨٩١) . المصريون الذين يقرأون المقالة ويعرفون أشياء كثيرة عن هرم زوسر ، هل رأوا الرقم (٨٩١) في هذا الهرم ؟ طبعا لم يروه لأن المنهج العلمي الحديث صنع فجوة فكرية بينهم وبين أجدادهم القدماء . فالرقم (٨٩١) هو طول محيط قاعدة هرم زوسر بوحدة القياس التي كان يستخدمها المصريون القدماء وهي الذراع المصري ويعادل (٥٢،٥ سم) ، فقاعدة هرم زوسر شكلها مستطيل طوله (١٢٥) متر وعرضه (١٠٩) متر ، مجموع أطوال أضلاع هذا المستطيل هو (٤٦٨) متر ويعادل (٨٩١ ذراع) . هل هذا صدفه!؟ .
الحكمة الإلهية في تصميم القرآن الكريم لا تترك أي مجال لمبدأ حدث بالصدفة ، لأن أرقام القرآن تُعطينا معلومات محددة وليس معاني عشوائية. وحتى نفهم ما تخفيه هذه الأرقام من معلومات ، لنحسب مجموع قيم عناوين السور من سورة الأنعام (الأنعام =٩٣) وحتى سورة يوسف (يوسف=٨٧) ، سنجد أن المجموع هو الرقم (٤٦٧) وهو نفس رقم محيط قاعدة الهرم ولكن منقوص منه متر واحد (١) ، الحكمة الإلهية تطلب منا هنا أن نأخذ الرقم (١) من السورة التي تأتي بعد سورة يوسف ، وهو حرف الألف (أ=١) من سورة الرعد . الرعد هو رمز بداية هطول الأمطار ، وهطول الأمطار هو رمز إنتهاء سنوات العجاف السبع التي عاشها شعب مصر في زمن يوسف . لماذا وجب استخدام حرف الألف من سورة الرعد ليكتمل الرقم إلى (٤٦٨) ، القرآن الكريم شرحه لنا ، فالقرآن يذكر أسم يوسف في سورة أخرى يوضح لنا حقيقة ما حصل في نهاية سنوات العجاف ، وهي سورة غافر في الآية /٣٤/ (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ) . إذا حسبنا مجموع الآيات من بداية القرآن وحتى هذه الآية سنحصل على الرقم (٤١٦٨) وهو نفس رقم طول محيط قاعدة هرم زوسر ، ولكن مضاف إليه رقم (١) في منتصفه . أرقام العدد (٤١٦٨) هو في الحقيقة رسم تصويري لمقطع عرضي في هرم زوسر (الصورة) . حيث الرقم (٤) هو عدد مصطبات الهرم البدائي ، والرقم (١) هو شكل البئر تحت أسفل الهرم ، والرقم (٦) هو عدد مصطبات الهرم بشكله النهائي ، أما الرقم (٨) فهو الشكل العام للهرم . الآية تقول عن يوسف (حَتَّى إِذَا هَلَكَ) ، وهو دليل على أن يوسف مع بداية الرعد وهطول الأمطار توفي وصعدت روحه إلى السماء ، وكان ذلك في سن ال٤٠ عام وهو رقم ترتيب سورة غافر . /٩/ أشهر عاشها في رحم أمه كجنين ، و/٤٦٨/ أشهر عاشهم منذ ولادته وحتى وفاته وهذا الرقم يعادل /٣٩/ عام . الكتاب الثاني من القرآن الكريم يؤكد على صحة هذه المعلومة ، فكما ذكرنا قبل قليل أن مجموع قيم عناوين السور من بداية الكتاب الثاني (سورة البقرة) وحتى سورة يوسف هو الرقم (٤٧٧) ، وهو عدد الأشهر التي عاشها يوسف منذ أن حملت به أمه وحتى وفاته (٤٦٨+٩=٤٧٧) . ما ذكرته في الجزء الرابع من موضوع علاقة يوسف بهاروت وماروت ، بأن يوسف هو الذي بنى هرم زوسر وأنه توفي بسن ال(٤٠) عام في نهاية سنوات العجاف، وأنه عاد إلى الحياة بعد ٣٠٠ عام ، وعاش بعدها (٥٠) عام . هذه المعلومات ليست خرافات من الخيال ولكنها من القرآن الكريم والكتب المقدسة . مكتوبة بهذه الطريقة . فمكان ذكر أسم يوسف في القرآن الكريم ليس صدفة ولكن أدلة إلهية تساعدنا في العودة إلى الوراء مئات وآلاف السنين لنعلم حقيقة ما حصل . ولكن حتى نستطيع رؤيتها وفهمها يجب أن نستعين بالكتب المقدسة الأخرى ، ويجب أن نملك ثقافة شاملة من جميع أنواع العلوم .
هرم زوسر لم يكن قبرا ، ولكن يوسف بناه كمستودع لحفظ المواد الغذائية لتأمين حاجات المجتمع المصري في سنوات العجاف . فالبنية التحتية لهذا الهرم حجمها ضخم جدا ، فهي تتألف من سراديب وممرات معقدة طولها أكثر من ٣٥٠ متر ، وتحوي على أكثر من ٤٠٠ غرفة ، حيث وجد فيها أكثر من ٤٠ ألف إناء فخاري . أما البئر الضخم تحت الهرم والذي مقياس قاعدته (٧×٧) متر وعمقه (٢٨) متر . فلم يكن غرفة القبر ولكن صومعة حبوب . وهو المكان الذي كان يتواجد به يوسف عندما فارقت روحه جسده .
الشعب المصري في تلك الأيام طلب من تلامذته أن يلقوا النظرة الأخيرة إلى ذلك الإنسان الذي ضحى بنفسه من أجل إنقاذهم . وكون عدد سكان مصر كان كبيرا جدا ، فكان قرار تلامذته أن يسمحوا للوافدين لزيارته ورؤيته ، ولكن أن يوقفوا هذه الزيارة عندما تبدأ ظهور أول علامات تحلل جسده ، ولكن الذي حصل هو أن جسد يوسف ظل كما هو بجماله ورائحته العطرة لمدة ٣٠٠ عام . إن عدم تحلل جسد يوسف دفع تلامذته بالإيمان بأن يوسف سيعود إلى الحياة ثانية ، فأعلنوا عن إحساسهم على الشعب المصري ، ولهذا كان أسم هذا الهرم في البداية هرم (نثرخت) ومعناها " الجسم الإلهي " ، ولهذا تذكر الآية القرآنية عن فرعون زمن موسى عليه السلام {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (٩٢) يونس} فهذه الآيه تشرح لنا عكس ما حصل مع يوسف ، فيوسف حافظ على جسده وعاد إلى الحياة الثانية أما فرعون فحافظ على جسده ولكن لم يعد إلى الحياة مرة أخرى وظل جسدا محنطا لا يُعبر سوى عن شدة ضعفه وهزيمته .
زوسر أيضا له لقب آخر وهو (جسر) ومعناه (المقدس) في اللغة المصرية القديمة ، ولكن كلمة (جسر) تُسمع وكأنها كلمة عربية ، فهذا اللقب ليس صدفة ولكن علامة إلهية لها معنى أن يوسف هو هابيل الذي ولد في الجنة والذي قتله أخاه هابيل ، فتم طرد آدم وحواء وقابيل والشيطان من الجنة ، ولكن الله أحيا هابيل وأرسله إلى الأرض ليكون بمثابة الجسر الذي يصل الإنسان الأرضي بإنسان أهل الجنة والذي عليه سيتم التكوين الروحي للإنسانية ليصبح الإنسان الأرضي مشابه تماما لإنسان الجنة ليستطيع العودة إليها ثانية .
أما قصة عقيدة التحنيط فشرحها يحتاج إلى صفحات عديدة ، ولكن بشكل مختصر جدا نستطيع أن نقول بأنه بعد أجيال عديدة من استيقاظ يوسف ووفاته الثانية ، بدأ المصريين القدماء بتحنيط جثث الموتى ظنا منهم أن سر عودة يوسف إلى الحياة كان بسبب تحنيطه وشيء فشيء أصبح تحنيط الموتى عقيدة في الشعب المصري القديم . وبعد قرون عديدة من وفاة يوسف أصبح كل حاكم وكل شخص له مرتبة عالية في السلطة أن يضيف شيئا في مجمع هرم زوسر ليعبر به عن نفسه . ومع مرور السنوات تشوهت ملامح مجمع هرم زوسر وتحول إلى مجمع عشوائي يحوي آثار أسر عديدة من الأسر المصرية القديمة ، فتشوهت قصة يوسف عند المصريين القدماء . واليوم وللأسف كل ما نعرفه عن هرم زوسر ومجمعه ، هو ما نقله المؤرخين الذين عاشوا قرون عديدة بعد وفاة يوسف . بمعنى آخر أن كل ما نعلمه اليوم عن هرم زوسر هو تلك الأعمال العشوائية التي حصلت بعد وفاة يوسف .
اليوم هناك تياران في شرح حقيقة عصر الأهرامات ، التيار الأول وهو الذي يُدّرس في الكتب المدرسية ، والتيار الثاني هو الذي يحاول إثبات أن الأبنية الضخمة في عصر الاهرامات تنتمي لحضارة مفقودة عاشت قبل (١٠٥٠٠) عام . وأن جميع تلك الأسماء التي نعرفها عن اصحاب هذه الاهرامات لا علاقة لهم بالأبنية الضخمة ، فهم فقط حاولوا أن يستخدموها لأنفسهم .
في المقالة القادمة إن شاء الله سنشرح دور يوسف عليه الصلاة والسلام في هذه الحضارة المفقودة التي قسمت علماء تاريخ مصر القديمة إلى فئتين متعاديتين ..... والله أعلم .
ز.سانا
متابع
ردحذفمنتظر المقال التالى
تحياتنا القلبية .. المقالات التالية مدرجة بالصفحة بالإمكان الإطلاع عليها.
حذف